الافتتاحية

الافتتاحية

التحرير

إن دراسة واعية لأحاديث النبي تبين أن الله تعالى كشف له ما سيأتي على أمته من رقي وانحطاط في مراحل مختلفة وكأنه فيلم.. وبناءً على ذلك حذّر المصطفى من كل الفتن وخاصة التي ستحيط بأمته في آخر الزمان. ولكنه إلى جانب ذلك بشَّر أمته بمن يخلصها من هذه المآزق والفتن، وسماه حينا مهديًّا وحينا آخر عيسى بن مريم، وذكر له علامات كثيرة منها قوله :

“إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض. ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكسف الشمس في النصف منه. ولم تكونا منذ خلقَ الله السماوات والأرض” (سنن الدار قطني، باب صفة صلاة الخسوف والكسوف وهيئتهما).

وقبل أكثر من قرن من الزمان عندما شاهد المسلمون تحقق كثير من علامات هذا الموعود اشتد انتظارهم له، وعندما ظهر هذا الإمام في شخصية سيدنا مرزا غلام أحمد القادياني ، صدقه البعض ومعظمهم رفضوه، وقال له علماؤهم من على المنابر إن من علامات المهدي كما قال الرسول خسوف القمر وكسوف الشمس، فلن نؤمن لك حتى تظهر هذه الآية، واستمروا في الرفض والجحود والمطالبة حتى أظهر الله تعالى برحمته هذه الآية سنة 1894م. ولكنهم لسوء حظهم وعداوتهم لسيدنا المهدي أصروا على الإنكار مصداقا لقوله تعالى:

وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ

ونتيجة لرفض العلماء له رفضته العامة بطبيعة الحال.

إن هذه المعجزة قد تحققت ولن يضرها رفضهم أو قبولهم لها، ولكن عليهم أن يدركوا:

  • أن هذا كان نبأ للرسول وليس لمؤسس الأحمدية. إنها معجزة لسيدنا المصطفى وظهرت تصديقا لمهدي أمته. ومن ينكر معجزة للمصطفى فليعرف مقعده عند الله.
  • بسبب هذه المعجزات المستمرة في أمة الإسلام يسمى الإسلام دينا حيًّا ونبيه نبيا حيًّا. إنها هي الميزة التي تفرق بين الإسلام وغيره من الديانات.
  • أن هذه هي الوصفة التي وصفها المصطفى لأمته ولن يجديهم دواء آخر، بل وأثبت تاريخهم منذ حوالي قرن من الزمن أن كل محاولة منهم -العلماء والمشائخ والساسة- للخروج من حضيض المذلة قد زادتهم ذلة وانحطاطا.

إنكم يا معشر الإخوان عندما لا تجدون دواء ما ناجعا ولا طبيبا ما ناجحا في علاج مرضكم المادي تجربون دواءً آخر وتهرعون إلى طبيب آخر. فما لكم لا تستخدمون نفس الذكاء في أمور دينكم وهو أولى وأفضل وأبقى. أليس منكم رجل رشيد؟! (المحرر)

Share via
تابعونا على الفايس بوك