عندما يختفي حاجز اللغة

عندما يختفي حاجز اللغة

محمد نعيم الجابي

قال لي صديقي وهو يحمل نظرة حزنٍ في عينيه: دخلتْ بيتي الإنترنت ولكن أين الفائدة وأنا أرى صفحات مكتوبة بكلمات لغةٍ أجنبية لا أُتقنها!!. قلت له: لا تحزن يا صديقي لأن حلول مشكلتك عديدة؟ أولاً: عليك أن تبحث عن مواقع تعليم اللغات الأجنبية وما كثرها ومنها ما يُدخلك في دورة تدريبية ويمنحك شهادة تؤهلك لمستويات لغوية متفوّقة تدعم لغتك الأجنبية فهي سلاحك لمعرفة الآخر ومحاورته والاستفادة من إيجابياته.

ثانياً: يمكنك زيارة المواقع المتخصّصة في الترجمة وهي مواقع يمكن أن تلقّنها عنوان الموقع الذي تريد ترجمته وستجد بين يديك باللغة الأجنبية التي تريدها ومن أشهرها موقع عجيب www.ajeeb.net . ثم إنَّ المواقع العربية على شبكة الإنترنت آخذة بالازدياد وهي تشكّل كنزاً معرفيّاً لا يُستهان به..

تابعت حديثي وأنا أرى البسمة في وجه صديقي: إنَّ اللغة لم تعد حاجزاً يفصلنا عن الآخرين فالتقنية تسعى يوماً بعد يوم لكسر هذا الحاجز، وليس بعيداً ذلك الوقت الذي سيحمل لنا مواقع مترجمة بشكل مباشر وبدقة عالية وستتبعها القنوات التلفزيونية ذات الترجمة الفورية على ما يسمّى بتلفاز الإنترنت Web TV.

إنَّ زوال حاجز اللغات سيضعنا لأول مرة أمام بحرٍ مباشر من المعلومات التي نشأت وترعرعت في منابع شتّى وطقوس مختلفة نجدها جميعاً تصبُّ في ساقية بيتنا الصغير، تدخل دون استئذان، تخترق عوالمنا وتهزّها برقّةٍ أحياناً وبعنفٍ أحياناً أخرى، ولا بد لنا أن نستقبلها، فهذه هي سنة القرن الجديد وسيكون تأثيرها إيجابياً في حالة واحدة فقط.. عندما نملك جدران عالية قوية وسقفاً لم تؤرقه المحن.

Share via
تابعونا على الفايس بوك