الملاذ الحقيقي

في الحين الذي يترنّح فه الأمن والسلام على الأرض ويبحث كل صغير وكبير عن ملجأ وملاذ يضمن له الهدوء والطمأنينة ويُنقذه من المذابح والمجازر التي تَتجدّدُ تتنوع يوماً فيوماً، لا يتجه الإنسان إلى أمن حقيقي، بل يعدل عن صراطٍ مستقيم، ويختار مأمناً مزيّفاً ومُبهرجاً، فينزلق إلى دركٍ أسفل من النار. فهل للإنسان من عذر، الذي يغضُّ طرفه عن الصراط المستقيم الذي يضمن الأمن للجسم والطمأنينة للروح. ولكن الذي يسلك الطريق الذي دعا إليه حضرة الإمام المهدي الناسَ كلهم بشكل عام والمسلمين بشكل خاص فإنّه لن يهلك بإذن الله تعالى لأنّه الأمان الحقيقي، لقد قال عليه السلام: “فعليكم أن تأوُوا إلى رُكنٍ شديد، وهو الله القويُّ ذو العرش المجيد. كونوا لله وادخلوا في الأمان، ولا عاصِم اليوم من دونه يا فتيانُ ولا تخدعوا أنفسكم بالحيل الأرضية، والأمر كله بيد الله يا ذوي الفطنة. ولا تتركوا بوناً بينكم وبين الحضرة، يَكن بونٌ منه وتُهلَكوا بالذِّلة. اقطعوا رجاءكم من غير الرحمن يرحَمْكم ويخلق لكم من عنده ما يُنجي من النيران. أرَى في السماء غضباً، فاتقوا يا عباد الله غضبَ الربّ، وابتَغُوا فضلَ من في السماء، ولا تُخلدوا إلى الأرض كالضّبّ، بالِغوا في الطَلبِ، وألِحُّوا في الأرَبِ، لتُنجَوا من الكَربِ”.

(الخزائن الروحانية ج 19، مواهب الرحمان ص 100 و 101)

Share via
تابعونا على الفايس بوك