____
إِنِّي لَأَمْنَحُ نُصْحِي ثُمَّ أَبْذُلُهُ
لِمَنْ بَغَى نَفْعَهُ عَنِّي وَيَقْبَلُهُ
.
يَا مَنْ يَرُوحُ وَيَغْدُو فِي مَطَالِبِهِ
فَمَطْلَبٌ فَائِتٌ، لَوْ أَنْتَ نَائِلُهُ
.
الْعُمْرُ يَذْهَبُ وَالْآمَالُ قَائِمَةٌ
فَانْظُرْ لِعَزْمِكَ فِيمَا أَنْتَ شَاغِلُهُ
.
تَسْعَى لِأَمْرٍ وَلَمْ تُؤْمَرْ بِمَطْلَبِهِ
جَهْلًا، وَتَتْرُكُ مَفْرُوضًا وَتُهْمِلُهُ
.
اَلْمَالُ يَفْنَى وَلَذَّاتُ النُّفُوسِ مَعًا
وَالْعِلْمُ يُعْقِبُ خَيْرًا لَا نَفَادَ لَهُ
.
وَالْعِلْمُ أَشْرَفُ مَكْسُوبٍ فَخَرْتَ بَهِ
وَالْجَهْلُ أَشْــأَمُ مَصْحُوبٍ تُوَاصِلُهُ
.
لَوْ نَالَ ذُو الْجَهْلِ مُلْكًا كَانَ ذَا ضَعَةٍ
وَذُو الْعُلُومِ مَعَ الْإِقْتَارِ يَفْضُلُهُ
.
وَرُبَّ ذِي هَيْئَةٍ فِي النَّاسِ تَحْقِرُهُ
إِنْ كَانَ يُسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ فَيَجْهَلُهُ
.
وَالْعِلْمُ أَزْيَنُ ثَوْبٍ أَنْتَ لَابِسُهُ
وَالْعِلْمُ أَفْضَلُ مَحْمُولٍ تَحَمَّلُهُ
.
وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِذِي لُبٍّ وَذِي حَسَبٍ
وَالْعِلْمُ يَرْفَعُ بَيْتًا لَا عِمَادَ لَهُ
.
لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ التَّعْلِيمِ مَنْزِلَةً
وَلَا تَكُنْ أنِفًا عَمَّنْ تُسَائِلُهُ
.
يَا طَالِبَ الْعِلْمِ ! أَبْشِرْ فَي تَعَلُّمِهِ
إِنْ كُنْتَ لِلَّهِ تَبْغِيهِ وَتَأْمُلُهُ
.
قَدْ يَنْفَعُ الْعِلْمُ مَنْ لِلَّهِ يَطْلُبُهُ
لَوْ كَانَ يَطْلُبُ حَرْفًا أَوْ يُحَاوِلُهُ
.
وَخَابَ حَظُّ الَّذِي لِلْخَلْقِ يَطْلُبُهُ
لَوْ كَانَ جَامِعَهُ أَوْ كَانَ حَامِلَهُ
.
وَرُبَّ ذِي طَلَبٍ لِلْعِلْمِ لَيْسَ لَهُ
وَزْنٌ، وَلَوْ كان فَلْسًا لا يُعَادِلُهُ
.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ إِقْرَارًا بِنِعْمَتِهِ
عَنْ كُلِّ نَعْمَائِهِ حَمْدًا يَحِقُّ لَهُ
.
هَذَا يُوَفِّقُهُ عَدْلًا وَيُجْزِلُهُ
وَذَاكَ يَحْرِمُهُ عَدْلًا وَيَخْذُلُهُ
.
فَارْغَبْ ـ أُخَيَّ! إِلَى ذِي الْمُلْكِ مُفْتَقِرًا
فَعَلَّهُ وَاهِبٌ مَا أَنْتَ سَائِلُهُ