منزلة الشعر في دنيا الأدب

الشعرُ في لغة الآداب سُلطانُ

توحي به النفسُ أو يُمليه وِجدانُ

.

والشعر مُذ كان ديوانٌ ومَفخرةٌ

وعزةُ النفسِ-لو تَدرون- عُنوانُ

.

والمرء ينزِعُ نحو المجدِ ما سَنَحتْ

لهُ التقاديرُ أو جارَتْهُ أزمانُ

.

الشعر سحرٌ وموسيقى تناقَلَها

أجيالُ قحطان، نِعمَ الجدُّ قحطانُ

.

فاستأنِسوا بفخارٍ كَي يصيبَكم

مجدُ الجدود كراماتٌ وإيمانُ

.

وسَخِّروا لِغِذاء الروح عَزمَكمُ

فالعُربُ لولا غذاءُ الروحِ ما كانوا

.

قد جَلَّتِ الروحُ والأبدانُ فانيةٌ

وغلَّفَتها ببطن الأرضِ أكفانُ

.

وعلِّموا نَشْأكُم سحرَ البيانِ لِكَي

يَقوى على نُوبِ الأحداثِ فِتيانُ

.

“فالضّادُ” ما عَجِزَتْ عن وَصفِ بيّنةٍ

وَحَسْبُها أنها وحيٌ وقرآنُ

.

فَأَبحِروا في معاني الروح ِما اتّسعَتْ

مَدرِكُ العقلِ إنَّ العقلَ سُلطانُ

.

عِظوا بَنِيكم عَلى التقوى كَموعِظَةٍ

نَادىَ بِها في سَحِيق الدَّهرِ لُقمانُ

.

واسْعَوْا بُكورًا لرزقٍ فيه مكسبُكم

فنَومَةُ الصبحِ إفلاسٌ وخُسرانُ

.

“ما أحسَنَ الدين والدنيا إذا اجتمعا”

وبئسَ مَن حطَّهُ فقرٌ وكُفرانُ

.

وردَّدوا الشعرَ والآياتِ وانطلِقوا

أسرابَ طيرٍ لها الأجواءُ ميدانُ

.

مِلءَ الفضاءِ تناجي اللهَ سابحةً

فَجلَّ مِن خَالقٍ تَدعوهُ أكوانُ

.

واليومَ هبَّتْ لساحاتِ السِّباقِ على

مَتْنِ القَصائِد والأشعارِ فُرسَانُ

.

كأنَّهم في “عكاظِ المجد”- وَالَهَفي

على عكاظ! وقد أخْلَتْهُ “ذُبيانُ”

.

كُلٌ يُؤَمِّلُ نصرًا دونَ صاحِبهِ

والنَّصْرُ يَجنيه مَن لِلخَصمِ يَقظانُ

.

وَقَد أُعِدَّتْ لكُم يَا قومُ محكمةٌ

ميزانُها العَدلُ إنَّ العدلَ مِيزانُ

.

فبارك اللهُ عرسَ الشِّعرِ ما انتَظَمَتْ

فِيهِ القَوافي ورَقَّتْ فِيهِ أوزَانُ

.

طَبْعِي يَميلُ إلَى رَنَّاتِ قَافيةٍ

وَقْعُ القَوافِي كالدِّينارِ رنَّانُ

Share via
تابعونا على الفايس بوك