أمثال ومعاني

 

الأمثال أقوالٌ سائرةٌ يُشبَّه بها حالاتُ الناس في حياتهم الحاضرة بحالات الأولين. وألفاظها الواردة بها تُخالف ألفاظ المضروب له، لكنها توافق مَعناه. ويمتاز المثل بإيجازٍ في اللفظ وإصابة في المعنى وحُسنِ التَّشبيه. وإليكم في ما يلي باقةً من الأمثال العربية ما تزال معانيها والحالات التي قيلت فيها قائمة، مما حمَلَ الناسَ على ضَربها في المناسبات المشابه.

* رَجَع بخُفَّي حُنَيْن:

كان حُنين إسكافيًّا من أهل الحيرة، فساومه أعرابيٌّ بخُفينِ، فاختلفا حتى أغضبَه، فأرادَ غَيظ الأعرابي، فلمَّا ارتَحَل الأعرابي أخذ حُنينُ أحدَ خُفيهِ وطرحه في الطَّريق، ثم ألقى الآخر في مَوضعٍ آخر، فلما مرَّ الأعرابي بأحدِهِمَا قالَ: ما أشبهَ هذا الخُفَّ يِخُفِّ حُنين ولو كان معه الآخرُ لأخذتُهُ ومَضى. فلما انتهى إلى الآخر نَدِم على تركِه الأول، وقد كَمَن له حُنين، فلما مضى الأعرابيُّ في طلبِ الأوَّل، عمد حُنين إلى راحلته وما عليهَا فذهبَ بِها، وأقبل الأعرابي وليسَ معه إلا الخُفَّان. فقال له قومه: “ماذا جِئتَ به من سَفركَ؟” فقال: “جئتك بِخُفَّي حُنين”. فذهبتْ مَثلاً يُضربُ عِند اليأسِ مِن الحاجة والرجوع بالخيبة.

* اللسانُ مركَبٌ ذَلولٌ.

* لسانُ الحال أبين من لسانِ المقال.

* مِن مأمَنَه يؤْتَى الحَذِرُ.

* كُل الصيد في جوف الفَرَا

* كُلُّ إِناءٍ بالذي بِه ينْضَحُ.

* كَالمستغيثِ من الرَّمضاءِ بالنَّارِ.

* إنْ كُنتَ ريحًا فقد لاقيتَ إعْصارًا.

شرح الكلمات الصعبة:

المركب الذَّلول: الدابةُ التي تُركب طائعةً غيرَ نافرةٍ.

المأمَن: المكان المأمون الذي لا يتوقَّعُ المرء منه الشَّرَّ.

الحَذِر: الحريصُ المـُـحتَاطُ للأمُورِ حتَّى لا يُؤخَذَ عَلى غِرَّةٍ.

الفَرَا: الحِمار الوَحْشيُّ.

ينضحُ: يرشَحُ

الرَّمضاءُ: الطريقُ التي ألهَبَتْها حرارةُ الشَّمس.

الإعصَارُ: الرياحُ العاتيةُ التي تَفضي على الأثر فتُزيله.

المرجع: مجمع الأمثال للميداني

إعداد: أبو جلال عز العرب (المغرب)

Share via
تابعونا على الفايس بوك