استجابة الدعاء وتأثيراتها الغريبة

استجابة الدعاء وتأثيراتها الغريبة

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله)

الخليفة الرابع للمسيح الموعود (عليه السلام)

خطبة الجمعة ألقاها حضرة مرزا طاهر أحمد (أيده الله) الخليفة الرابع لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بتاريخ 6 تشرين الأول في مسجد “فضل” بلندن

“تنشر أسرة التقوى ترجمة هذه الخطبة على مسؤوليتها”

الخطبة التي نضعها بين يدي القارئ الكريم في هذا العدد تختلف عن الخطب التي نُشرت في الماضي، حيث أن حضرة أمير المؤمنين ذكر من خلالها روايات مختلفة عن صحابة حضرة الإمام المهدي تبرز تكريم وتشريف الله لحضرته وذلك بتقبل أدعيته بأسلوب ترك انطباعا وأثرًا فريدا من نوعه في قلوب من طلبوا الدعاء من حضرته ونفحات جلية على صفحات التاريخ.

(المترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيم * اَلْحَمْدُ للهِ رَبِّ اَلْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّين * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِيُن * اِهْدنَا الصِّرَاطَ المُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ آمين.

هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (غافر: 66)

الرواية الأولى التي انتقيتُها من روايات أصحاب سيدنا أحمد في هذا الصدد يرويها السيد أمير خان من قرية أهرانة، محافظة هوشيار بور بالهند.

يقول الراوي:

“إن شخصًا يُدعى مهتاب خان كان رئيس اللجنة القضائية في القرية وكان معتزا بنفسه إلى حد كبير لبعض إلمامه بالكتابة والقراءة، وكان يدَّعي كونَه عالمـًا بكل شيء، فعزم على معارضتي وتجاوزَ الحدود كلها في سلاطة اللسان، ولكنني ما زلت أصبر على ذلك. ثم تفشى الطاعون في أسرته وتسبب في دمارٍ شاملٍ حتى سقط ضحيته خلال بضعة أيام كلٌّ من زوجة ابنه وزوجة أخيه وابنه الشاب الذي كان وحيد أبويه، ولم يبق أحد حتى لطهيِ الطعام. فأصبح يأكل كل يوم في بيت ابنته التي كانت متزوجة في قرية قريبة، في حين كان الأكل عند الأصهار أسوأ من الموت بالنسبة له. كان عمر مهتاب خان هذا عندها يربو على ستين سنة ولم تتجاوز ضيعته فدانٍ ونصف فحسب.جاءني صبيحة ذات يوم بعد صلاة الفجر وقال: “انظُرْ إلى سوء حالتي”، ثم صوَّب يده إلى الكعبة وقال: “إنني لا أكِّن بُغضًا ضد حضرة الميرزا، إلا أن الأنبياء السابقين كانوا يظهرون المعجزات فإذا أراني السيد ميرزا أيضًا معجزةً فلا مانع عندي في قبوله. فليدعُ لي السيدُ ميرزا، فلو تسنى لي الزواج وأصبح بيتي عامرًا لقبلتُه”. فترحمتُ حالتَه الرثة. وبعثت في اليوم نفسه إلى سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود رسالةً ذكرتُ فيها أن شخصًا يقول كذا وكذا، فأرجو من حضرتكم أن تدعوا له بالتوفيق في الزواج، إذ من الممكن أن ينجو بهذا الطريق. فجاء ردُّ حضرته مكتوبًا من قبل السيد عبد الكريم جاء فيه: “لقد دعوتُ له، فليتبْ هو الآخر أيضًا إلى الله تعالى ويستغفره، والله قادر على أن يهبه ما طلب، غير أن طلب المعجزات ليس من شيم السعداء، فقد ظهرتْ معجزات كثيرة من قبلُ”.

وكان يعرف بفحوى المراسلة السيدُ محمد عثمان سكرتير المال الحالي في فرع الجماعة في قرية أهرانة، ولم يكن أحمديا إذ ذاك، وكذلك كان يعرف تفاصيل المراسلة أخوه الأحمدي السيد شير محمد خانْ أيضًا.

بعد مرور بعض الوقت على هذه الرسالة تم زواجه في قرية لريوالة بمحافظة جالندهر، رغم تقدمه في السن وعدم وجود الضيعة لديه، ولكني لم أُذكِّره عندئذ بوعده. ثم عندما وُلد له الابن رغم كونه متقدمًا في السن ذكَّرتُه بعهده خطِيًّا، ولكنه أظهر تجاهله بالأمور المذكورة عند السيد عثمان وغيره، ورفضها رفضا باتًّا. عندها بايع حضرتَه السيدُ محمد عثمان -الذي كان إلى ذلك الحين يثق بأخيه كثيرا- نظرًا إلى رفضه بحقيقة الأمر. فكتبتُ إلى مهتاب خان رسالة تبشيرية نظرًا إلى هذا الوضع، وسجلَّتُ في نهايتها بيتًا من شعر سيدنا أحمد ما تعريبه:

إن الله تعالى قادر على أن يسوي الأمور الفاسدة، وهو كذلك قادر على أن يفسد الأمور السوية، ولا يسع أحدًا أن يطلع على أسراره. فمن عجائب قدر الله تعالى أنه بعد توجيهي الرسالة إلى مهتاب خان كان واقفًا عند مرشده حاملا ابنَه، فأعاد السيد محمد عثمان أمامه الأمورَ المذكورة كلِّها، فقال مهتاب خان أمام مرشده: “إذا كان كل ذلك صحيحًا فليمت ابني هذا”. فمات ذلك الولد خلال بضعة أيام بعد أن تفوه مهتاب خان بهذه الكلمات، وتسبب أحد دائنيه في سجنه بسبب عدم تسديده دَينَه. وبالإضافة إلى ذلك كانت في نصيبه إهانة أخرى هي أكبر من سابقتها -أستحيي من ذكرها أيضا- وبالتالي أصبح يتوارى من الناس خجلا إلى أيام طويلة. وعندما خرج إلى الناس من مكمنه بعد مرور فترةٍ من الزمن، تُوفِّيتْ زوجتُه”. (سجل الروايات رقم 6، 127-129)

والرواية الثانية في هذا الصدد يرويها حضرة ميانْ جان محمد من قرية هيلان محافظة كجرات، يقول الراوي: “كنت أنا ومولانا المحترم -يعني عمَّه السيد فضل الرحمن- ذات ليلة مقيمين هنا في قاديان، ثم مشينا على الأقدام في اليوم التالي ووصلنا إلى مدينة غورداسبور في الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وبايعنا، أنا وعمي، على يد سيدنا الإمام المهدي ، وكنت عندها بالغًا من العمر 24 عامًا تقريبًا. والحمد لله على أنني زرتُ سيدنا الإمام المهدي كل سنة بعد ذلك.

على أية حال، قبل أن أزور حضرته لأول مرة في مدينة غورداسبور كان أولاد عمِّي، بما فيهم فَتيانِ وفتاة، قد تُوُفُّوا في أيام تفشي الطاعون، وكان عمِّي قلقًا جدًا وكان قد يئس تماما من الأولاد في المستقبل. لذا فقد ترجَّى عمِّي إلى حضرته بكل تواضع وإلحاح وقال: “إن ابنيَّ قد تُوُفِّيا وليس لدي أي أمل في الأولاد في المستقبل، فادعُ لي من فضلك”. والكلمات التي تفوه بها حضرته   عندئذ لا تزال تَرُّن في أُذنيَّ، قال حضرته: “لا تقلق يا صاحبي، إن الله تعالى سوف يهبك بديلا حسنًا، وعليك أن تتعود على الاستغفار”. فأقمنا في غورداسبور عند حضرته إلى يومين ثم استأذناه ورجعنا إلى وطننا، هيلان بمحافظة كجرات. فبفضل الله تعالى ثم بفضل أدعية سيدنا الإمام المهدي وُلد لعمِّي في الشهر العاشر من السنة نفسها ابنٌ وهو السيد فضل الرحمن. فرُزق بثلاثة أبناء وهم أحياء الآن”. (سجل الروايات رقم 6، ص 12-13)

فمنذ ذلك اليوم أصبحتُ أستيقظ في الوقت المناسب ولم تَفُتْني صلاة الفجر إلى اليوم إلا ما شذ وندر أثناء أيام السفر أو المرض. هذه آية لاستجابة الدعاء، ومعجزة كبيرة بالنسبة لي

والرواية التالية يرويها حضرة مدد خان ، يقول:

“عزمتُ المكوث في قاديان، فتعودتُ هنا على أن أذهب كل يوم إلى بيت حضرته وأسلِّم أحدًا رسالةً موجهة إلى حضرته أطلب من خلالها الدعاء منه. وكنت أخاف في نفسي أن تصرفي هذا قد يُسخط حضرته إذ قد يرى أنني أزعجه هكذا. ولكن تبين لي أن ظني هذا كان باطلا، إذ كتب إلي حضرتُه ذات يوم ردًّا على رسالتي أن عادتك هذه جميلة جدًا بأنك تذِّكرني وبالتالي أدعو لك من الله تعالى ولسوف أستمر به بعد ذلك أيضًا بإذن الله، والله تعالى سوف يجعلك ناجحًا من حيث الدنيا والدين وسوف يرضى بك، ولسوف يوفقك أيضًا بالزواج لا محالة. عليك أن تذكِّرني بين حين وآخر، إنني جدُّ مسرور بك. فأَريتُ السيد الشيخ غلام أحمد -الذي كان حديث العهد بالإسلام عند ذاك- هذه العبارةَ من حضرته ، وقلتُ إن حضرته كتب إلي اليومَ كذا وكذا، وقلتُ مستغربًا: ما القصة؟ أنا ما ذكرتُ إطلاقا لسيدنا أحمد أمر الزواج إشارةً أو تلميحًا. فتبسم الشيخ غلام أحمد وقال: لا بد أن يتم زواجك قريبًا لأنه ليس معهودًا أن يذهب قوله سدًى، لذا يجب أن تستعد لذلك. والله شهيد على أن زواجي تم خلال شهرين بعد أن قال حضرته ما قال، في حين لم أوَفَّق بالزواج قبل ذلك. إن حضرته قد تولَّى أمر زواجي مرتين وإلا فما كان هناك أحد ليهتم بشخص غريب مثلي. فكل ذلك قد تمَّ بلطف من حضرته وإحسانه، وإلا فأين أنا من هذا اللطف والكرم؟” (سجل الروايات رقم 4، ص 96-97)

رواية حضرة محمد رحيم الدين الأحمدي :

“عندما بايعتُ سيدنا الإمام المهدي في حزيران عام 1894م كان الفصل فصل الصيف، وكانت تفوتني صلاة الفجر على وقتها. فكتبتُ إلى حضرته أنه تفوتني صلاة الفجر على وقتها، فادعُ لي من فضلك. فكتب حضرته في الجواب:

“لقد دعونا، وعليك بالإكثار والمثابرة بالاستغفار والصلاة على النبي “.

فمنذ ذلك اليوم أصبحتُ أستيقظ في الوقت المناسب ولم تَفُتْني صلاة الفجر إلى اليوم إلا ما شذ وندر أثناء أيام السفر أو المرض. هذه آية لاستجابة الدعاء، ومعجزة كبيرة بالنسبة لي”. (سجل الروايات رقم 6، ص 43)

رواية الأستاذ نذير حسين المحترم المعروف ب “مركِّب مَرْهَمِ عيسى”:

“إن والدي المحترم ركَّب دواءً يُعرف بـ “مرهم عيسى” بأمر من سيدنا الإمام المهدي وقام عنه بدعاية واسعة النطاق. فرفع المسيحيون نتيجة لذلك دعوى خطيرة ضد والدي المحترم. فظل حضرته يدعو للنجاح في القضية. وانتهتِ القضية إلى المحكمة العليا في لاهور ببنجاب بعد مرورها من المرافعات في المحاكم المختلفة، وكان هناك خطر كبير أن والدي المحترم سوف يدان فيها بالعقوبة. ففي أحد الأيام حين كان جدي حضرة جراغ دين المرحوم حزينًا جدًّا -بعد مثول والدي في المحكمة- متأثرًا بالظروف المحيطة بالقضية، وعمَّ الصراخُ والعويل في الأسرة كلّها، ذهب والدي المحترم إلى حضرته يطلب منه الدعاء. كان حضرته في ذلك يعاني من اعتلال صحي شديد، ولكنه آمن والدي ذلك اليوم وأكثَرَ من الدعاء. وفي نهاية المطاف كتب حضرته إلى والدي المحترم بأنني تلقيت وحيًا عن القضية المرفوعة ضدك يقول “أُنقِذ السيد حسين من شرِّ سُلالةِ تيبو”، لذا فلا تقلق عن القضية، ولسوف تنجو من شر المسيحيين. فكان كما قال حضرته ، وزالت الأخطار كلُّها، وكتب الله تعالى لنا النجاح في القضية، فالحمد لله على ذلك”. (سجل الروايات، رقم 7، ص 60-61)

رواية حضرة الأخ محمود أحمد ابن السيد حكيم بير بخش المحترم:

“في إحدى المرات قلق الناس كثيرًا بسبب انقطاع المطر، وأراد كثير من الأخوة أن يطلبوا من حضرته القيام بصلاة الاستسقاء. فتقدم إليه أحد الأخوة بهذا الطلب. فقال حضرته: “حسنًا سوف نرى ما يقدره الله للغد”. ففي اليوم التالي بدأ نزول المطر واستمر إلى أسبوع كامل، حتى ضجر الناس وبدؤوا يدعون الله تعالى أن يوقفه”. (سجل الروايات رقم 8، ص 80)

وهناك رواية أخرى يرويها حضرة الشيخ أحمد دين ابن الشيخ على محمد الدنغوي يقول:

“كان والدي المحترم الشيخ علي محمد الدنغوي كان قد انضم إلى الأحمدية منذ فترة من الزمن، ثم أوصلني الله تعالى إلى سيدنا الإمام المهدي في قاديان عام 1897م. وتفصيل ذلك هو أن أفكاري كانت قد تغيرت نتيجة للصحبة السيئة وكدتُ أنضمُّ إلى المسيحية. عندما علم أبي بخطورة الموقف أوصلني إلى قاديان واصطحبني جدي إلى هناك، وقدَّمني إلى حضرته ، وطلب منه الدعاء والرعاية الخاصة لي. فنظر حضرته إليّ نظرة التأمل وقال: سوف ندعو له. ثم قال: سلِّموه إلى مولانا نور الدين. فبدأت أفكاري تتغير يومًا إثر يوم، وكان ذلك نتيجة دعاء سيدنا الإمام المهدي ، وكان حضرته دائمًا يظهر حبه لهذا العبد الضعيف.والشاب الذي كان يبشرني بالمسيحية، كنت أحبه كثيرًا. ففي إحدى المرات طلبت من حضرته أن يدعو له أيضًا كي يُسلم. فقال حضرته: سوف ندعو له. فأسلم بعد بضعة أيام”. (سجل الروايات، رقم 8، ص 108-109)

لقد انتقيت هذا المقتبس الوجيز من رواية طويلة لحضرة بابو أكبر علي … حيث يقول:

“رأتْ زوجتي البارحة في الحُلم أنها تتلقى، على غير عادة، التفاحَ والرمان والمانغا الكبيرة الحجم. فكتبنا إلى حضرته أن يعبر لنا الحلم. فقال حضرته في الجواب: “إنها بشارة أولاد صالحين”. فالله تعالى بفضل دعاء سيدنا الإمام المهدي سهَّل عملية الإنجاب حيث لم تتوفر لنا الطبيبة أو القابلة. وحيث تولَّد من هذا الحمل ابني الثاني اسمه “محمد كرامت الله” وهو حاصل على شهادة الماجستير في العلوم ومنخرط في نظام “الوصية” . (سجل الروايات، رقم 7، ص 260-261)

رواية حضرة سيتهي غلام نبي :

“كانت زوجتي مصابة بمرض الإجهاض، فجئتُ مع الأهل إلى قاديان دار الأمان، لمعالجتها من قبل سيدنا نور الدين ، الخليفة الأول للمسيح الموعود ، فحدث ذات يوم أن حضرته ذهب إلى الحديقة وقال للبستاني أمام جميع الأحمديين وبعض الأفراد من أهل بيته الموجودين هناك: “اقتطِفْ بعضَ الثمار من شجرة الشهتوت حتى يأكلها الجميع”. فذهبتْ زوجتي أيضًا وتسلقت الشجرة وقطفتْ قدرًا يسيرًا من الثمار بيدها ووضعتها أمام حضرته، فقال : “الثمار التي اقتطفها البستاني ليست نقية والأخرى هي نقيةٌ”. فقالت أم المؤمنين رضي الله عنها: إن زوجة السيد غلام نبي اقتطفتها لكم بيدها”. فرفع حضرته بصره وقال: “رزقها الله بابن”.

وكنت في البلد جالسًا في عيادة سيدنا نور الدين ، فجاء من بيته بعد تناول الغداء وهنَّأني وقال: “لا حاجة للدواء الآن لأن سيدنا المسيح الموعود قال: رزقها الله بابن، ولسوف يتحقق قوله بإذن الله.

ثم استأذنته بعد بضعة أيام وصافحته قبل المغادرة فجاء ليودِّعنا. وعندما كدتُ أركب العربة قال حضرته: اِرجعوا وامكثوا لبضعة أيام أخرى. فذكرتُ عنده صاحبَ العربة، فقال حضرته: لأعطينَّه بعض النقود ولسوف يطمئن بها. وهكذا عُدنا ومكثنا لبضعة أيام أخرى. ثم استأذنته وقلت: يا سيدي! إن القلب لا يرغب في المغادرة إلا أنني أعمل في مشروع تجاري مشترك. وهكذا رجعت إلى مدينة راولبندي حيث رُزقتُ بابن. وعندما تُوفيَّ هذا الابن بعد بلوغه سنة ونصف من العمر كتبتُ إلى حضرته أن الابن كان معجزة حضرتكم وكان من المأمول أنه يعمَّر عمرًا مديدًا ويوهب حظًّا سعيدًا. فكتب حضرته في الجواب -وهو محفوظ عندي إلى الآن- حاوِلْ أن تنال الأجرَ على موته، وانْتظِر الثاني. فقرأت هذا الجواب على جميع الأقارب علنًا وقلتُ: لا بد أن أُرزَقَ بابن ثانٍ بإذن الله. ثم رُزِقتُ بابن اسمه كرم إلهي وهو حي، وهبه الله حظًا سعيدًا وعمرًا مديدًا” . (سجل الروايات، رقم 6، ص 334-335)

رواية حضرة خواجة عبد الرحمن الموظف في مكتب جريدة “الفضل”:

“أصبتُ ذات مرة بمرض شديد -كنت في تلك الأيام أقيم في غرفة في بيت سيدنا المسيح الموعود – حتى لم يعد هناك أملٌ في الحياة. وكان يعالجني سيدُنا الخليفة الأول والمفتي فضل الرحمن المحترم. فتلقى حضرته في تلك الأيام وحيًا: “سُجِّي ميِّتٌ في الحِرام”. وكان عليَّ حِرامٌ أسود، فاشتهر بين الناس أن الوحي المذكور سوف يتحقق في شخصي. ومن ناحية ثانية كان حضرته يقول بأني أدعو لعبد الرحمن وسوف يُشفى بإذن الله، وذات يوم جادت عيون أبَويَّ بالدموع الغزيرة بعد أن تيقنوا أنني قد متُّ. ومن عجائب قدر الله تعالى أن الحياة دبَّتْ إلى جثتي الهامدة بعد منتصف الليل، فسجد والداي شكرًا، وشُفيت بفضل الله تعالى ثم بفضل أدعية سيدنا المسيح الموعود ، ولا زلتُ على قيد الحياة إلى الآن”. (سجل روايات الصحابة، رقم 5، ص 120-121)

رواية حضرة مدد خان :

“ذهبتْ زوجتي مرةً لزيارة حضرته وسقطتُ مريضًا بعد ذهابها ببضعة أيام، فأخبر أحد الناس أمَّ المؤمنين رضي الله عنها بمرضي. ففور تلقي هذا الخبر أخبرت أمُّ المؤمنين رضي الله عنها زوجتي بذلك وقالت لها: “اِذهبي إلى زوجك بسرعة”. وفي أثناء ذلك جاء حضرته أيضًا وقال: “لقد حانت صلاة العصر الآن، وعندما نخرج للتنزه غدًا في العربة سوف نُركبها (أي زوجتي) أيضًا. فقالت له أم المؤمنين رضي الله عنها: يا سيدي يجب أن نرسل السيدة كلثوم فورًا لأنني علمتُ أن السيد مدد خان مصاب بمرض شديد، لذا أرى من الضروري عليها أن تسافر فورًا. عندها سمح حضرته لزوجتي بالسفر فورًا وأرسل معها في العربة السيدة غوث بي بي زوجة خادمه السيد نور محمد وقال: أَوصلي السيدةَ كلثوم إلى بيتها. وقال أيضًا: يا سيدة كلثوم! لا تقلقلي أبدًا سيكون خير كله بإذن الله. إنني سوف أدعو أيضًا والله تعالى سوف يشفيه. خذي هذا البطيخ الأصفر وأَعطِيه للسيد مدد خان، والله تعالى سوف يشفيه.فأعطتني زوجتي هذا البطيخ وقالت: إن سيدنا المسيح الموعود قد أرسل لك هذا البطيخ. قلتُ: هل أعطاك حضرته البطيخ باسمي أنا شخصيًا؟ فأجابت زوجتي بالإثبات وقالت: نعم إن حضرته بعث لك هذا البطيخ باسمك، وقال أيضا: فليأكل هذا البطيخ، سوف يشفيه الله تعالى. أخذتُ البطيخ من زوجتي وأكلته كلَّه وكان بحدود ثلاثة أرباع كيلو غرام على وجه التقدير. وفي أثناء تناولي البطيخ قلت لزوجتي بأنه من حضرته وسآكله كلَّه وحدي ولن أعطيه لأحد. فقالت زوجتي: إن حضرته أيضا كان قد أمرني بذلك تمامًا إذ قال: أعطِي بريكي* لزوجكِ وقولي له أن يأكله، فسوف يشفيه الله. ثم قالت: إننا قد أكلنا البطيخ كثيرًا إلا أن هذا البطيخ قد أرسله حضرته لك خاصة. ثم أكلته بكامله، فزال الصداع نهائيًا كما غاب المرض أيضًا. يبدو من هذا الحادث أن عباد الله الأطهار يجدون في أيديهم تأثير الشفاء وفي دعائهم شرف الاستجابة”. (سجل الروايات، رقم 4 ص 94-95)

رواية حضرة عبد الكريم المهاجر قاديان:

“قدم حضرته من دلهي عام 1905م، وألقى محاضرة في مدينة لدهيانة في شهر رمضان، استمع إليها الناس بشوق متزايد. ووصلتُ أنا أيضًا إلى لدهيانة من مدينة سمرالة. وذكرت لحضرته أن زوجتي تجد آثار الحمل منذ أربع سنوات ولكنها لم تنجب شيئًا بعد، أرجو الدعاء من حضرتكم بأن يشفيها الله من هذا المرض. فقال حضرته: حسنًا سوف ندعو لها. فأنجبتْ ولدًا نتيجة لدعائه وكتبنا إلى حضرته ليسمِّيه، فسمَّاه بـ عبد العزيز”. (سجل الروايات رقم 5، ص 165-167)

رواية حضرة محمد رحيم الدين :

“أصيبتْ ابنتي عام 1901 بسعال شديد، عالجها كثير من الأطباء ولكن بدون جدوى. فذكرتُ ذلك لحضرته ، فقال في الجواب: لقد دعونا، سوف تتحسن بإذن الله تعالى. عليك أن تثابر على الصلاة على رسول الله والاستغفار. واتفق أن أرسل الدكتورُ خليفة رشيد الدين وصفةً من الأدوية الكيماوية فشُفيتْ فورَ تناولها إياها. لا شك أن الشفاء قد تم بفضل دعائه “. (سجل الروايات رقم 5، ص 162)

رواية حضرة ميانْ جراغ دين من قرية قادر آباد، نوان بند:

“كان والديَّ قد بايعا منذ الفترة الابتدائية ولكنني بايعتُ في المسجد الأقصى بعد هذه الأحداث، فأصيب أخي بمرض شديد بعد فترة قصيرة. وفي إحدى المرات كان حضرته يمرُّ -من حيث يقع بيت أم المؤمنين رضى الله عنها في هذه الأيام- ويصحبه الخليفة الأول فقالت لي أمي: اذهب وقل لمولانا نور الدين أن يمر بيتنا لأن ابني مصاب بمرض شديد. فذهبت على قدم الاستعجال ووقفت أمامهم في الطريق. فجاء حضرته أيضًا إذ كان سيدنا نور الدين  عن يساره. عندما رآني حضرته اقترب مني فورًا وسألني: ما الأمر؟ فذكرت له ذلك. فقال: اذهب أنت إلى البيت ونحن قادمون. ثم أدركه مولانا نور الدين سعياً لأنه كان سريع السير ولكنه ما كان يبدو مسرعًا ….. وأصحابه كانوا يدركونه راكضين، هذا ما شاهدناه أكثر من مرة.

ثم عدت إلى البيت حتى وصلوا إلينا بقطع مسافة ميل تقريبًا. كنا قد فرشنا السرير مسبقًا، فجاءت والدتي تحمل الابن ووقفت أمامهم. فوضع حضرته إحدى قدميه على السرير وربت على رأس الطفل تحببًا وقال لوالدتي: أيتها السيدة إن الطفل ماثل إلى التحسن فلا تقلقي. وقال لمولانا نور الدين أن يعطيه الدواء. ثم ذهب حضرته الى المدينة. فتحسن المريض بعد ذهاب حضرته بخمس عشرة دقيقة. ذهبت بعد ذلك الى مولانا نور الدين لأخذ الدواء فسألني عن حالة الطفل ، قلت: هو الآن في تحسن. فقال: إن الله تعالى شفى الطفل فور دعاء حضرته له. (سجل الروايات رقم ٦، ص٣٦-٣٧)

وهناك رواية أخرى لحضرة غلام رسول راجيكي ابن ميان كرم دين من مدينة راجيكي، محافظة كجرات: “هناك قرية في منطقة، حافظ أباد” حيث كان يسكن شخص يدعى إلهي بخش. ذات مرة طلب منه بعض الأحمديين أن يرافقهم في سفر إلى قاديان فاستجاب. وفور نزوله من القطار في محطة “بطالة ” (في الطريق إلى قاديان) أصيب بالحمى، حيث لقيه المولوي محمد حسين البطالوي (أحد أعدى أعداء الأحمدية) ووجد أن الشخص المذكور عازم على السفر إلى قاديان وهو محموم، فوسوس إليه وقال: لو كان الميرزا صادقًا لما أصبت بالحمى في الطريق إليه، وأضاف وقال: إنها تجارة محضة، فلا تذهب هنالك أبدًا. ولكن هذا الشخص قال: لابد أن أذهب ولو مرة واحدة. وما لبث أن جلس في مجلس سيدنا المسيح الموعود حتى قال حضرته: يقول بعض معارضينا بأن هذه تجارة محضة، لاشك أنها تجارة ولكن تباع هنا سلعة من الله والرسول. فارتد الشخص بصيرًا فور سماعه هذا الكلام وازداد إيمانًا، وزالت الحمى الشديدة أيضًا على الفور” ( سجل الروايات رقم ١٢ص١٤٠)

لذا فقد ثبت عند أهل الكشوف والكمال بتجارب كثيرة أن دعاء الإنسان الكامل تحظى بقوة التكوين، بمعنى أنها تتصرف في العالم السفلي والعالم العلوي بإذنه تعالى، وتجذب العناصر والأجرام الفلكية وقلوب الناس إلى الجهة المؤيَّدة والمطلوبة. ونظائرها في كتب الله المقدسة ليست قليلة، بل إن حقيقة بعض أنواع الإعجاز أيضًا تتجلى من خلال استجابة الدعاء.

رواية حضرة شيخ أحمد دين :

“كان سيدنا المسيح الموعود يأكل مع أصحابه عادة. ففي بعض الأحيان كان يأكل معهم في غرفة معروفة بالغرفة المستديرة، وأحيانا في المسجد المبارك. ثم أصبح يأكل داخل البيت لسبب ما. مرة مرض الأخ عبد الرحمن بمرض شديد ولم يعد هناك أي أمل في حياته، حتى صرح مولانا الخليفة الأول أيضًا -على عكس عادته- أنه لا توجد هناك بارقة أمل. عندئذ طلب إلى سيدنا المسيح الموعود للدعاء، فبدأ الأخ عبد الرحمن بفضل دعاء حضرته ، يتماثل إلى الشفاء يومًا إثر يوم”. ( سجل الروايات رقم ٨، ص ١٠٨)

رواية حضرة السيد شاه عالم : “في إحدى المرات أصيب السيد صوفي بالحمى، فذهبت أنا ووالدتي، إلى سيدنا المسيح الموعود الذي كان عندئذ جالسًا في غرفة واقعة فوق المكتبة ….يشرف عليها السيد مير مهدي، وكان من عادته أن يبذل معظم وقته في التأليف.

على أية حال، قالت والدتي: ياسيدي إن السيد صوفي مصاب بالحمى. فقام حضرته على الفور وسأل: هل هو مضطرب كثيرًا؟ وماذا عن العطش؟

ثم استفسر عن الأعراض الأخرى، وطمأن والدتي كثيرًا وذهب مسرعًا إلى غرفة زوجته المحترمة وهو حافي الرأس والقدمين. أتذكر جيدًا أن ذلك كان في شهر حزيران وفي الساعة الثانية بعد الظهر. كانت الأرض حارة شديدة الحرارة ولكنه لم يكترث بذلك وقال لزوجته: إن السيد صوفي قد أصيب بالحمى وها قد جاءت زوجته، فأسرعي وأعطيها عصير الورد والخوخ الأحمر (المجفف). فذهبت خادمة وأحضرت من المخزن زجاجة مليئة بعصير الورد من نوع ممتاز وكيسًا من الخوخ الأحمر المجفف، ووضعت الزجاجة في يده فوضع حضرته الزجاجة المليئة كما كانت في يد والدتي. أما كيس الخوخ الأحمر فكان في يد الخادمة، فقال لي حضرته : ياولد، أبسط رداءك. ففعلت، ففتح حضرته فم الكيس ووضع في ردائي ملء حفنة يديه من الخوخ الأحمر المجفف وقال: ضعوا خمس عشرة حبة من الخوخ الأحمر المجفف في الماء في وعاء واتركوها لبعض الوقت. ثم امزجوها جيدًا في الماء، ثم أضيفوا إلى المزيج قليلا من السكر وأعطوا المريض ليشربه، سوف يشفيه الله، وسلموا على السيد صوفي من قبلي. وسأدعو أيضًا، وأرجو أنه سيشفى سريعًا، ثم عدت أنا ووالدتي إلى البيت، وقمنا بما أمرنا به حضرته ، فتم الشفاء بعد شربه الدواء مرة واحدة. سبحان الله، يالها من أخلاق كريمة ورحابة الصدر والحب المتزايد”. (سجل الروايات رقم ٨، ص ٨٥-٨٦)

رواية حضرة عزيز أحمد ملك : “في إحدى المرات كنت ذاهبًا للدراسة ليلاً وكنت أمر من حيث يقع في هذه الأيام بيت السيد أكمل المحترم إذ شعرت بالخوف حتى انتابتني الرعدة الشديدة إلى أن وصلت إلى الصف، فطلب حضرة الأستاذ نير (عبد الرحمن نير) من بعض الطلاب أن يوصلوني إلى البيت. عندما وصلت إلى البيت أصبت بالإغماء ولم أستفق إلى يومين أو ثلاثة أيام. هذا من ناحية، ومن ناحية ثانية كانت والدتي إلى ذلك الحين حزينة جدًا من جراء وفاة أخي الأكبر. فقلقت أكثر بسبب مرضي، وذهبت مسرعة الى سيدنا الخليفة الأول حوالي الساعة العاشرة أو الحادية عشرة ليلاً.

أرى من الضروري أن أنوه هنا إلى أن جدي -حضرة حافظ غلام محي الدين- الذي كان في عهد سيدنا

المسيح الموعود يعمل في البريد وكان أخًا لسيدنا الخليفة الأول بالرضاعة. جاء سيدنا الخليفة الأول -بناء على هذه الصِّلة أو بسبب عاطفة المؤاساة التي كان يملكها للبشر بشكل عام- مع والدتي على الفور ليفحصني، وطمأن والدتي، ولكنه بعد رجوعه أخبر سيدنا المسيح الموعود -فداه روحي- بالأمر. فجاء حضرته أيضًا، لطفًا منه، مع مولانا نور الدين . وقال لمولانا نور الدين: أعطه الدواء وأنا سوف أدعو له. فدعا حضرته عندها في بيتنا، وظل مولانا نور الدين يداويني بالاستمرار. وبقي مرضي على هذا المنوال إلى أربعة أيام، وظل حضرته يهتم بي ويستفسر مولانا نور الدين عن المستجدات. فشفيت بمحض الله تعالى وبفضل أدعية سيدنا المسيح الموعود وإلا كان المرض من النوع الذي كان الشفاء منه مستحيلاً كما قال لي سيدنا الخليفة الاول فيما بعد”. (سجل الروايات رقم ٧، ص ٣٧١- ٣٧٢)

رواية حضرة مفتي فضل الرحمن البهيروي: “أنجبت لي زوجتي الأولى -رحمها الله- ابنتين أولاً ثم ابنين، وكلاهما كان أصم وأبكم. توفي أكبرهما بعد بلوغه أربع سنوات من العمر. والثاني الذي أيضًا كان لا يسمع ولا يتكلم ولكنه كان ذكيًا جدًا وكنت أحبه كثيرًا. كان حضرته يسافر إلى مدينة غورداسبور لمتابعة القضايا المرفوعة ضده وكان يأمرني أن أرافقه. كان السفر في تلك الأيام يتم في العربات. كلما خرج حضرته صباحًا للسفر استفسر: أين ميان فضل الرحمن؟ فإذا كنت موجودًا في بيته وإلا أرسل أحدًا يطلبني من البيت. كنت أنا أقود العربة لحضرته دائمًا، ولم يكن مسموحًا لصاحب العربة أن يقودها. فكنت أجلس مكان القائد، والسيد شادي خان يجلس أمامي، وكان حضرته يجلس وحده في العربة. في هذه الأيام أصيب ابني الثاني بالتيفوئيد ، وكان حضرته يأتي لعيادته على فترات قصيرة. مرة قالت لي زوجتي قبل الموعد في المحكمة بيوم واحد: أكتب إلى حضرته طلبًا للدعاء له. قلت: إن حضرته يأتي لعيادته كل يوم تقريبًا، فما الحاجة للكتابة؟ ولكنها أصرّت على موقفها، فكتبت. فقال حضرته في الجواب: سوف أدعو، ولكن إذا كان القدر محتومًا فلا رادَّ له. ففاضت عيناي بالدموع لدي قراءتي هذه الكلمات. فسألتني زوجتي عن سبب ذلك. قلت: الآن لا يمكن أن يبقى الطفل عندنا، لأنه لو كان شفاؤه مقدرًا عند الله لما كتب حضرته هذه الكلمات.

على أية حال، كان موعد السفر صباح اليوم التالي. كان الناس ينتظرون مجيء حضرته بكل شوق حتى خرج إليهم ولم يتحدث مع أحد بل جاء إلى بيتي رأسًا. وألقى نظرة على الطفل ورقاه ثم قال لي: أمكث هنا لأن حالة الطفل تبعث على القلق وأنا سأعود غدًا. فبقيت هناك. وهذه أول مرة إذ لم أستطع مرافقته في سفر من أسفاره. فتوفي الطفل حوالي الساعة الرابعة مساءً ودفن قبيل المغرب. ثم قدم حضرته قرب الساعة العاشرة صباح اليوم التالي. كانت هناك بنت بعد هذا الابن، كنت أحملها عندما صافحت حضرته قرب رواق بيت الضيافة، فقال حضرته : لقد تأسفت كثيرًا لوفاة نجلكم، ودعوت الله تعالى كثيرًا لكم  وله، وسوف يهبكم الله بديلا حسنًا، وسوف يسمع ويتكلم. قلت: يا سيدي رُزقت أولاً ابنتين، ثم بابنين، ثم بنت ثالثة، والآن لو ولدت لي بنت أخرى فكيف تكون بديلا حسنًا، إلا أنه لو ولد الابن لكان ذلك. فتقدم مولانا الخليفة الأول إلي وضرب على صدري وقال: أنت تسيء الأدب. فقال حضرته مبتسمًا: يا صاحبي إن إلهنا قادر على أن يقطع في المستقبل سلسلة البنات نهائيًا. ثم أنجبت زوجتي -رحمها الله- سبعة أولاد ذكورًا ولم تنجب أية أنثى. (سجل الروايات رقم ٧، ص ٤٤٦-٤٤٨)

يقول سيدنا الإمام المهدي والمسيح :

“والآن نذكر للمنفعة العامة شيئًا من حقيقة استجابة الدعاء. فليتضح أن قضية استجابة الدعاء في الحقيقة فرع من قضية الدعاء. ومن المعروف أن الذي لا يكون قد استوعب الأصل يواجه صعوبات كثيرة في استيعاب الفرع، ويكون عرضة للشبهات المتكررة…….. ماهية الدعاء هي أن هناك علاقة جاذبة بين العبد السعيد وربه، بمعنى أن رحمانية الله تعالى تجذب العبد إليها أولاً، ثم يتقرب الله تعالى إلى العبد نتيجةً لجذبات صدقة. وتظهر هذه العلاقة تأثيراتها الغريبة إثر بلوغها مستوى معينًا في حالة الدعاء. فعندما يخضع العبد -إثر تعرضه لمصيبة كبيرة- إلى الله تعالى باليقين الكامل، والرجاء الكامل، والحب الكامل، والوفاء الكامل، والعزم الكامل، ويستفيق من سباته إلى أقصى حد ممكن، ويظل يتقدم في مجال الفناء ممزقًا حجب الغفلة، يرى أن هناك ألوهيةً ولا شريك له. عندها تضع روحه رأسها على تلك العتبة، وقوةُ الجذب المودعةُ فيه تجذب ألطاف الله تعالى. عندئذ يتوجه الله جلّ شأنه إلى إتمام ذلك الأمر، ويجعل الدعاء تؤثر في كافة الأسباب المبدئية التي بدورها تتسبب في خلق أسباب هي ضرورية لتحقيق الغاية المتوخاة. فمثلا إذا تم الدعاء لنزول المطر، تُخلَق بتأثير الدعاء -بعد الاستجابة- أسبابٌ طبيعية هي ضرورية لنزول المطر. وإذا تم الدعاء للمجاعة يخلق الله القادر على كل شيء أسبابًا معاكسة. لذا فقد ثبت عند أهل الكشوف والكمال بتجارب كثيرة أن دعاء الإنسان الكامل تحظى بقوة التكوين، بمعنى أنها تتصرف في العالم السفلي والعالم العلوي بإذنه تعالى، وتجذب العناصر والأجرام الفلكية وقلوب الناس إلى الجهة المؤيَّدة والمطلوبة. ونظائرها في كتب الله المقدسة ليست قليلة، بل إن حقيقة بعض أنواع الإعجاز أيضًا تتجلى من خلال استجابة الدعاء.” (بركات الدعاء، الخزائن الروحانية ج6، ص 9-10)

*البريكُ: المبارَك فيه، وطعامٌ بريكٌ: مبارَك فيه. (نُشرت هذه الخطبة باللغة الأردية في جريدة “الفضل” العالمية عدد 17-23 تشرين الثاني عام 2000)

Share via
تابعونا على الفايس بوك