من مكتبة الإمام المهدي ح 10

من مكتبة الإمام المهدي ح 10

تعريف وجيز بالكتب التي صنّفها سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية

٣٨- كتاب البرية (البراءة)

بعد هلاك المتنصر عبد الله آثم.. أقام قسيس آخر هو د. هنري مارتن كلارك قضيةً ضد سيدنا أحمد، واتهمه بالتآمر على قتله بيد عبد الحميد. ويتضمن هذا الكتاب تفاصيل القضية، وبراءته التامة على يد كابتن م. دُوجلاس.. محافظ جورداسبور.

وعبد الحميد هذا.. شخصٌ مريب مشبوه، ذهب إلى قاديان، ولكنه أُبعد منها بسبب سوء سلوكه، فالتقطه د. كلارك واستكتبه تصريحًا بأنّ سيدنا أحمد استأجره ليقتل د. كلارك. وانضم إليه الآريا وبعض المسلمين من صنف المولوي محمد حسين البطالوي.. على أمل أن تعاقب الحكومة سيدنا أحمد.

ونُظِرت القضية يوم ١/٨/١٨٩٧ أمام قاضي أمريتسار “ا. مارتينو”.. الذي أصدر أمرًا بتوقيف سيدنا أحمد في جورداسبور. ولم يصل الأمر الى السلطات هناك حتى ٧/٨/١٨٩٧ وفي خلال هذه المدة أدرك القاضي مارتينو أنه تجاوز حدود سلطاته وأمر بتوقيف شخص من محافظةٍ أخرى، فأرسل برقية إلى مفوض جرداسبور يلغي فيها الأمر السابق. وعندما وصل الملف إلى قاضي جورداسبور استدعى سيدنا أحمد أو من ينوب عنه للحضور أمام المحكمة يوم ١٠/٨/١٨٩٧.

وعرض الكتاب تفاصيل القضية، وتبيَّن للكابتن دوجلاس أنّ المسألة من “طبخ” الدعاة المسيحيين، فبرَّأ ساحة سيدنا أحمد وسرَّحه سراحًا جميلاً. وقد أطلق حضرته على هذا القاضي في هذا الكتاب اسم “بيلاطس الثاني”.. لأنه أبدى في المحكمة شجاعةً وجرأةً تفوق شجاعة بيلاطس الذي حاكم سيدنا المسيح بن مريم.

وقد أعلن الكولونيل دوجلاس فيما بعد عن رأيه بأنّ سيدنا أحمد مصلحٌ عظيم.

وفي مقدمة الكتاب ذكر سيدنا أحمد الغرض من نشر الكتاب.. وهو أنّ من يعتمدون على الله تعالى ينجون من مؤامرات العدو الشريرة، وأنّ الله سبحانه يخلق ظروفا تُبطل الاتهامات والمؤامرات ضد رجاله، ويكشف عن خبث مقاصد المتآمرين.

ويوجه سيدنا أحمد انتباه الحكومة إلى أنّ المسيحيين يستخدمون لغةً بذيئة غايةً في القبح ضد نبي الإسلام . واستشهد بشيءٍ من شتائمهم التي ينهالون بها، وترك ما لا يمكن كتابته. وسأل الحكومة أن تسُنَّ قانونًا يمنع صدور مثل هذه البذاءات في المستقبل.

وذكر سيدنا أحمد شتائم المولوي نذير حسين والمولوي محمد حسين وعبد الحق الغزنوي وراجندر سنغ.

وفي الكتاب مذكرةٌ أرسلها إلى نائب المحافظ تتعلق بكتاب “أمهات المؤمنين” الذي صنّفه المتنصِّر د. أحمد شاه. وقال سيدنا أحمد أنه لا يخبر الحكومة بما ينبغي عليها فِعله.. بل عليها أن تقوم بما تراه مناسبًا. ويرى حضرته أنّ ما في الكتاب من اتهامات إنّما صدر بسبب جهل الناس.. ولذلك ينبغي الرد عليها بأسلوب مؤدب، ليفهم الناس حقيقة الأمور.

ويناشد سيدنا أحمد الزعماء الدينين والرجال الصالحين في البنجاب والهند.. ويستحلفهم أن يدعوا الله تعالى ويستخيروه عن حقيقة دعواه بأنه مجدد العصر. وشرح لهم ماهيّة دعواه، واستشهد بوفاة عيسى بن مريم ونبوءات عودته.. وأثبت أنّ دعواه صحيحة، وقال أنّه ما دامت الأدلة لم تساعد الناس على التصديق.. فلا سبيل أمامهم إلا أن يدعو الزعماء الدينيون ويسألوا الله تعالى أن يُريهم في الرؤى والمنامات صدقه أو كذبه. وأن ينشروا ما يرونه في الصحف مقرونا بالحلف المؤكد لصدقهم.. حتى يقتنع الناس. فإذا جاءت الكشوف والرؤى والمنامات مُشيرةً إلى تكذيبه فلهم أن يلعنوه من قلوبهم.. وعندئذٍ سوف ينتهي أمره وجماعته.

(يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك