أحمدية أم قاديانية... إسلام أم ردّة؟ (3)

أحمدية أم قاديانية… إسلام أم ردّة؟ (3)

لقد تجاوز خصوم الأحمدية. بل قل خصوم الحق وصالح الإسلام.. كل الحدود وهذا الكتاب يتولى تفنيد اتهاماتهم الباطلة.. بل ويرد السهام إلى نحور الكاذبين الظالمين.. صنفه بالانكليزية الأستاذ نعيم عثمان ميمون.. ويسرنا أن تنشره التقوى ترجمته العربية في حلقات متتابعة.. لتكشف للقراء الكرام جانبًا كبيرًا من الحقائق والأباطيل..التقوى.

المعارضون يخفون الحقيقة

هذه الفقرة التي يُلمح إليها خصوم سيدنا الإمام المهدي في هجومهم على الجماعة الإسلامية الأحمدية قد كُتبت في الواقع ردًا على رسالة قذرة عن نبي الإسلام . كتبها أحد القسس المسيحيين. يُدعى “فتح مسيح” حشاها بالشتائم الخسيسة الدنيئة. واتهم سيدنا ومولانا المصطفى بالوقوع في الزنا والعياذ بالله (أنجام أثم).

وردًّا على هذه التهمة المهينة ضد نبي الإسلام.. وجه سيدنا مرزا غلام أحمد انتباه هذا القسيس إلى حقيقة الإله الوهمي الذي يؤمن به.  والذي يدّعون أنه أُرسل كفّارة لخطية البشر (يوحنا ١٠:٤) وغفرانًا لخطاياهم بدمه الغالي (بطرس١٩:١٨).

ومن المفارقات الساخرة.. أن خصوم الأحمدية يعمدون إلى تحريف تصريحات سيدنا الإمام المهدي ليدّعوا أنه -معاذ الله- أهان أسلاف يسوع المسيح.. وفي نفس الوقت يُخفون الحقيقة البيّنة في تصريحاته التي أعلن فيها أنه لا يتحدث عن المسيح القرآني.. سيدنا عيسى بن مريم وإنما يتحدث عن المسيح الوهمي المؤلّه.. الذي تقدمه الكنيسة على أنه الله أو أنه شريك الله في الثالوث المقدس. أو أنه الإله الابن. تعالى الله عن ذلك كله علوًّا كبيرا.

ويُخفون أيضا أن سيدنا الإمام المهدي قد استعار هذه الأوصاف من الأسفار المسيحية وتفسيراتها (متّى:٣ : تكوين ١٥:٢٨ : متى١:٥ : يشوع ٢:١ : روث ٢:٧ : متى ١:٦ : صموئيل ٦:٤ وإنجيل العائلة لندن ٢١٩).

وهي حقيقة بيّنة في كتابه (أنجام أثم) اقتبسوا منها بأسلوبهم التحريفي المعروف ( أنجام أثم ص٥).

الواقع أن محتويات هذا الكتاب “أنجام أثم” بصفة خاصة تعرضت إلى تزييف شديد. لقد صرح سيدنا الإمام المهدي أن يسوع الذي يقدمه دعاة المسيحية في أسفارهم لا شأن له.. لأن الله تعالى لم يذكر في القرآن الكريم يسوع الذي يؤمن دعاة المسيحية بأنه إلههم، والذي أنكر مجيء النبي الموعود وصرح أن من سيأتون بعده أنبياء كذبة ( المرجع السابق).

ثم يقول مؤسس الأحمدية سيدنا المهدي عن هذا المسيح الزائف: “لا نقبل أن شخصًا شريرًا، متعجرفًا، عدوًا للتقوى… يكون إنسانًا شريفًا. دعك من أن يكون نبيًا، إن الأحرى بهؤلاء الدعاة المسيحيين أن يتوفقوا عن هذا المسلك وإلا أثاروا غيرة الله تعالى. (المرجع السابق).

غرابة موقف الملات المعارضين

يتعجب المسلم المخلص. ولا يكاد يفهم لماذا يقف خصوم سيدنا الإمام المهدي هذا الموقف من إله المسيحية الزائف.. الذي نسب له ومسلك وتصرف معيب طبقًا لما تقدمه الأسفار المسيحية؟ فمثلاً صرح أحد المعلقين المسيحيين عن شجرة نسب هذا المسيح الزائف قائلاً:

“إن أربعة نسوة في شجرة نسب لهن صفات ملحوظة: ثامار.. التي جاء منها الجانب الأكبر من قبيلة يهوذا بسفاحها مع حَميها، وراحاب.. التي زنا بها داوود ولعل هذا يومي إلى أن يسوع قد جاء بالمثل من لحم آثم.”

The National Comprehensive Family Bible with Commentary by Scott and Henry. edited by Rev.Eddie.Prof. of Biblical Literature to the United Prespyterian Church. Howard &Colondon.p219.

إن المرء ليندهش .. فبينما يرفض الله ألوهية هذا المسيح المزعوم أو شركته معه (الفرقان:٢). ويرفض بنوته (الأنبياء:٢٧). ويدمغ هذه السخافات بأنها كذب فظيع (الكهف:٦).. نجد معارضي سيدنا الإمام المهدي يشعرون بالإهانة إذا أبدى حضرته ازدراءه لمثل هذه العقائد العسيرة على الفهم. وخصوصًا عندما يكون ازدراؤه يهدف إلى غرض محدد.. هو أن يبين للعالم المسيحي حقيقة إلههم الزائف (أنجام أثم).

تجسيد شخصية المسيح بن مريم

أعرب سيدنا مرزا غلام أحمد في مناسبات عديدة عن المكانة المباركة التي يتبوأها المسيح القرآني. واعترف بأن عيسى بن مريم كان صاحب صفات سامية. وإنسانا صالحا فاضلاً ذا صلة وثيقة بالله تعالى (إعلان٢٢مارس١٨٧٧) بل قال أيضا:

“لقد كلفني الله أن أُعلن وأُجاهر بأن سيدنا عيسى كان نبيًا صادقا طاهرا بارًا (أيام الصلح).

كما أعلن مؤسس الأحمدية أن الذين يقدحون في حق عيسى بن مريم أشرار خبثاء (إعجاز أحمد).

إن هذه التصريحات تبين أن الإزدراء ليس موجهًا نحو عيسى بن مريم الذي شهد له القرآن الكريم. لكنه موجه -كما أعلن سيدنا أحمد بنفسه- ضد يسوع المسيحية الزائف.. لا ضد عيسى بن مريم.. عبد الله المتواضع.. الذي كان نبيًا ذكره القرآن (نور الحق).

الصلة الروحية والمماثلة مع عيسى بن مريم

من غير المعقول أن يسيء سيدنا مرزا غلام أحمد إلى شخصية سيدنا عيسى بن مريم.. مع أنه يعلن عن وجود صلة روحية وثيقة ومماثلة مع المسيح الموسوي. فضلاً عن أنه كتب قائمة بخصائص معينة لحياة سيدنا عيسى قال إن من الضروري توافرها في حياته ليكون مسيحا في الأمة المحمدية (نورالحق). ولقد رد مؤسس الأحمدية بنفسه على هذه الاتهامات الشائعة بين الخصوم قائلاً:

  • إني أدّعي بكوني المسيح الموعود، وأشبه سيدنا عيسى ، فليفهم كل شخص أني لو كنت أذُمّه ما ادعيت المشابهة به، لأني لو ذممته لكان ذلك اعترافا مني بأني ذميم (تذكرة الشهادتين)،

وللأسف، إن خصوم سيدنا غلام أحمد لا يملكون ملكة الفهم ولا يتصفون بالأمانة.. ليدركوا الحكمة في هذا الإعلان الصادر من مسيح الأمة المحمدية. ولا يسعنا إلا أن ننصح لوجه الله تعالى من يقرأون المنشورات المعادية للأحمدية بألا ينخدعوا بإفك هؤلاء الكتاب الفاسدين.. لأن الغبي هو الذي يصدق كل كلمة.. والذكي ينتبه إلى خطواته (الأمثال).

والسبيل الأمثل للقارىء أن يطّلع على كتابات سيدنا الإمام المهدي ثم يقرر لنفسه أين الحق.. قبل أن يقع في فخ الأشرار الذين لا يدبرون سوى الشر.

إن هذا الفساد المتعمد الذي يثيره هؤلاء الخصوم لم يسبق له مثيل في تاريخ البشرية.. فهم يعرفون في قرارة أنفسهم بأن سيدنا مرزا غلام أحمد لم يتلفظ طوال حياته بلفظ واحد يسيء إلى سيدنا عيسى بن مريم البتول. بل لقد دافع بكل حماس عن مكانته ومقامه عندما سخر منه الهندوس الأرياسماج (تشاشمة معرفة). إن الخصوم الخبثاء موقنون بأن العبارات التي اقتبسوها كانت موجهة ضد يسوع المسيحيين الذي ذكره سيدنا غلام أحمد باسم (المسيح الفرضي) الذي ترسمه عقيدة المسيحيين (نور القرآن).

والعجيب في هذه المسألة أن خصوم سيدنا غلام أحمد أنفسهم يعتبرون يسوع الخيالي هذا كما تصوره الأسفار المسيحية عدوًّا للمسيح بن مريم.

ويفهم هذا من تصريحات جماعة علماء الهند منها: “إن الشخص الذي يتخذه المسيحيون مسيحًا كان في الحقيقة عدوًا للمسيح. ولا علاقة له بالإسلام والقرآن. ولا يؤمن المسلمون به.” (مجلة الجمعية.دلهي. نوفمبر١٩٢٢.)

الفصل الخامس

الخصوم يبتكرون أكاذيب هائلة

لقد تساءل أفلاطون الفيلسوف اليوناني الكبير عما إذا كان من الممكن تدبير أكذوبة رائعة تكون وحدها كفيلة بإقناع المجتمع كله. ولعل الفيلسوف الشهير لم يدرك أنه سيأتي بعده بقرون عديدة علماء زائفون ينتمون إلى الإسلام، يقفون حياتهم لتحقيق تساؤله البريء.. على أمل أن يبتكروا أكذوبة عظيمة كفيلة بإقناع العالم كافة.

إن الاقتباسات والمراجع المزعومة التي تذخر بها منشورات خصوم الأحمدية تبدو شديدة التأثير فيمن أوقعهم سوء الطالع في قراءة هذه التلفيقات الفاسقة. وبينما ينفعل القراء بما يصنعه هؤلاء الكتاب الكذبة الفجرة.. فإنهم للأسف لا يدرون أن معظم الاقتباسات والاستشهادات ما هي إلا مخترعات وأكاذيب تفتقت عنها أذهان صنائع الشيطان هؤلاء. وكما أسلفنا في الصفحات الأولى من هذا الكتاب. فإن مصنفي الأكاذيب من خصوم الجماعة الإسلامية الأحمدية قد حشدوا كما هائلا من المختلقات.. بحيث يصعب تفنيدها كلها في كتاب واحد. لذلك سنعمد إلى ما اتبعناه من قبل. فنتعرض لعدد منها على سبيل المثال.. لنكشف به تعمّدهم الكذب، ويكون فيها الكفاية ليعرف القراء مدى أمانة وصدق! هؤلاء الكتاب. ويشجعهم على تمحيص سائر الأكاذيب التي تمتلأ بها المنشورات الزائفة.

استشهادات بالتدليس والغش

لم تزل جريدة “الفضل اليومية” ناطقة باسم الجماعة الإسلامية الأحمدية لعقود عديدة من السنين، ويعرف خصوم سيدنا مرزا غلام أحمد دورَ هذه الصحيفة الفريد في تطور وتاريخ الحركة الأحمدية. فلا يستغرب من هؤلاء الخصوم أن يشيروا إليها كشاهد على تلفيقاتهم المزعوم.

وبالرغم من هذه الخطة البارعة في التلفيق والاختلاق.. إلا أن خصوم الأحمدية لم يدركوا أن التزوير يكشف المزوّر من داخله.. ولذلك كثيرا ما سقطوا في الحفر التي احتفروها.

وعلى سبيل المثال، نبين كيف تنكشف مهارة هؤلاء المزورين.. بما كتبه أحد الخصوم عن تجسس الأحمديين لصالح الحكومة البريطانية، وأكد زعمه هذا مستشهدا بفقرة من “الفضل” اليومية عدد 19/10/1910 (ظهير، القاديانية).

وبينما ينخدع القارىء العادي سليم النية ولا يشك في المرجع ولا يرتاب في ذمة الكاتب.. فإن الحقيقة الواقعة هي أن أول عدد من جريدة الفضل اليومية رأى النور يوم 19/6/1913 أي بعد التاريخ المزعوم بألف يوم (الأحمدية نهضة الإسلام، ظفر الله خان).

ومثالا آخر لسقطاتهم.. زعم أحدهم وجود فتوى لعالم من علماء الأحمدية، وأنها منشورة في جريدة الفضل بتاريخ 4/2/1912 (ظهير القاديانية)، ولم تكن الجريدة قد صدرت بعد ستت عشر شهرا من أكذوبته.

وفي مثال ثالث.. تظاهر أحد الخصوم بأنه يستشهد على بعض أكاذيبه وتلفيقاته بما ورد في جريدة الفضل اليومية عدد 14/2/1922 (مولوي بنوري. من ربوة إلى تل أبيب).. علمًا بأنه لا يوجد من الجريدة عدد يحمل هذا التاريخ.

وفي مناسبة أخرى سقط فيها هؤلاء الكذبة المدمنون للكذب .. وكشفوا عن خيانتهم.. وذلك عندما نسبوا إلى جريدة الحكم الأحمدية الصادرة في 25/5/1908 خبر وفاة سيدنا مرزا غلام أحمد (ظهير، القاديانية).. مع أن الواقع المعروف للمزور نفسه أن حضرته توفي يوم 26/5/1908 .

كيف يمكن لعاقل أن يتصور من الجريدة الرسمية للجماعة الإسلامية الأحمدية أن تقع في هذا الخطأ الكبير فتعلن عن موت مؤسس الجماعة قبل أن يموت؟ ألا يكشف مثل هذا الزعم أن الخصوم يلعبون بأسلوب بعيد عن الشرف والأمانة؟

ومن كبواتهم التي تكشف تلفيقاتهم ما نسبوه إلى جريدة الحكم عدد 25/5/1908 أيضا بأن سيدنا مرزا غلام أحمد كتب مقالا في جريدة”بيغام الصلح” – وهي الجريدة الرسمية للفئة اللاهورية المنفصلة عن الجماعة بعد موت الخليفة الأول الحكيم نور الدين. وتشاء الأقدار فضح هؤلاء الأفاكين الكذابين.. لأن جريدة “بيغام الصلح” ظهرت بعد هذا التاريخ بخمس سنوات أي في 10/7/1913. فكيف يمكن للصحيفة الأحمدية “الحَكَم” وهي لسان الجماعة الإسلامية الأحمدية.. أن تكتب عن مقال نُشِر في جريدة أخرى لم تكن موجودة في العالَم ذلك الوقت؟ ألا يدلُّ هذا على أنّ الكاذب المختلق لا يعرف شيئًا عن تاريخ الجماعة الأحمدية وأنّه يؤلّف من رأسه الأثيم؟ (ظهير، القاديانيّة).

هذه أمثلة معدودة لانعدام الأمانة لدى هؤلاء الخصوم الأشرار. ولو أنّ منشوراتهم لقيت من القارئ فحصا وتدقيقا لتبيَّن أنّها حافلة حتى حافتّها بالأكاذيب والتلفيقات، وتقدِّم له اقتباسات واستشهادات مختلفة لا وجود لها في المطبوعات الأحمديّة.(يتبع)

Share via
تابعونا على الفايس بوك