مسلسل الإرهاب الغربي

في صبيحة يوم الخميس، الثاني من آب عام 1990 اجتاحت القوات العراقية دولة الكويت. فكشفت تلك الحادثة الغطاء عن هشاشة النظام العربي، وفتحت الباب لبداية تطبيق ما سمي بالنظام العالمي الجديد، الذي تكشفت فيه أنياب الدجال وأصبح يصول ويجول في العالم بلا هوادة و دونما رادع.

وقد تسارعت بعد ذلك الأحداث وتصاعدت، وها هو العالم العربي والإسلامي يعاني من آثار تلك الفاجعة وعواقبها وما تمخض عنها من دمار كبير ألمَّ بالأمة العربية والإسلامية.

وفي اليوم التالي كانت خطبة الجمعة التي ألقاها إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة مرزا طاهر أحمد (رحمه الله تعالى)، تناول فيها هذا الموضوع الخطير وأعلن من خلالها أن القتال بين طائفتين مسلمتين هو من الأمور التي تناولها القرآن الكريم بالعلاج والحل، وأن المسألة ليست مشكلة عربية أو إقليمية، وإنما هي مشكلة إسلامية، ينبغي أن يُتَّبع في علاجها الوصفة القرآنية بأن يحلهـا المسلمون بأنفسهم بدلَ دعوة الغير للتدخل في أمورهم، حتى تكون يد الله تعالى على المسلمين، وإلا تركهم لأنفسهم ولن يجدوا عندئذ علاجًا ناجعًا ولا حلاً صالحًا.

لقد نبَّه حضرته، أيده الله، أمةَ الإسلام وكذلك سكان دول العالم الثالث عن دموية حلم النظام العالمي الجديد. وقد أكّدت الأحداث المتلاحقة على صحة كثير من هذه المخاوف، وما تخفي صدورهم أكبر والعالم الآن بانتظار مزيد من الويلات التي تلوح في الأفق.

هذه السلسلة من الخطب قُدِّمت للقارئ العربي في صورة كتاب “كارثة الخليج والنظام العالمي الجديد” بعد تعديلات مناسبة وإضافات ضرورية من صاحبها. وها نحن نقدم مختارات من هذا الكتاب اجتهدنا في اقتطافها وفقا لما رأيناه مناسبا للوقت أو المرحلة، أو لما أردنا أن نذكر به القارئ المؤمن النجيب. فإن الذكرى تنفع المؤمنين. آملين من الله تعالى التوفيق.  وإليكم فيما يلي مقتبسًا من هذا الكتاب:

 إزالة شبهة

بعد غزوة خيبـر وفتح حصنها، عاد الرسول الكريم إلى المدينة مردفًا على ناقة زوجتَه السيدة صفيّة. وقد حفظتْ لنا كتب الحديث النبوي شيئًا عما جرى وقتئذ بينه وبينها. قال: يا صفية، أعتذرُ لك من أعماق قلبي عما فعلتُ بقومك، (يقصد غزوه لليهود في خيبـر وفتح حصنهم). اعتذرَ النبي للسيدة صفية عن أي شدة أبداها نحو اليهود.. وهم أهلها وذووها. ولكنه أخبرها في نفس الوقت كيف عامله قومها قبل ذلك. وكان الغرض من حديثه ألا تسيء الفهم وتحسبه هاجَمَ خيبـر بدافع التعصب والظلم. وشرح لها النبي الاعتداءات والفظائع التي ارتكبها اليهود، وكيف أطلقوا العنان لطغيانهم منذ البداية. ثم أخبرها عن نفسه خاصة، وكيف دأبوا على التهجم عليه، وقدحوا في شخصه وشتموه. أراد المصطفى بذلك ألا يتطرق إلى ذهن السيدة صفية، وقد صارت زوجته، أيُّ شيء من سوء الفهم عن شخصيته .

فالأمة التي هذا تاريخها.. تأتي اليوم لتعلن باسم الإنسانية والقيم الأخلاقية أنها مضطرة لتحرير الكويت ومساعدة هؤلاء الضعفاء! يقولون: إننا ملتزمون برفع الراية ضد الفظائع التي ارتُكِبت.. لأن قيمنا الأخلاقية العالية تقتضي منا ذلك.

 الإسلام يرفض العنصرية

أقول ذلك بمناسبة موضوع العراق والكويت، وهو موضوع يدور حوله الجدل، وقد تناولته في خطب سابقة، وذكرت ما تفعله أمم الغرب ببلاد المسلمين. وهناك أحمديون ينتمون إلى بلاد الغرب هذه، خشِيتُ أن يدور بخلد بعضهم فكرةٌ خاطئة عن التفرقة العنصرية لأننا جعلنا الغربَ هدفًا لانتقادنا، وربما ظن أحد أن هناك تعصبًا عنصريًا مكبوتًا عند المسلمين الأحمديين. فأود بادئ ذي بدء أن يكون واضحًا للجميع أن رسالة سيدنا ومولانا محمد المصطفى .. التي بلَّغها بلسانه، وأكَّد على صدقها بفعاله.. هي أنه لا علاقة بين الدين وبين التفرقة العنصرية. لا يسمح لنا الدين أن نعارض أحدًا بدافع التعصب، أو نتعارك مع أحد بأي شكل من هذا المنطلق. والجماعة الإسلامية الأحمدية تتبع تعاليم محمد المصطفى ، وبالأحرى أنها الجماعة التي قامت لإحياء ما نُسِيَ من السنة النبوية. لقد قامت بعزم وتصميم لإحياء تلك السنة الشريفة بمسلكها بعد أن نسي المسلمون جوانبها الطيبة على وجه العموم. فمن هذه الناحية يجب ألا تبقى أية فكرة في ذهن أحد من هذا العالم أن الجماعة الإسلامية الأحمدية تحمل في فكرها أو سلوكها أي نوع من التعصب نحو تفرقة بين شرق وغرب، أو تمييز بين سود وبيض، نعوذ بالله من ذلك. فالتمييز العنصري لا يتعايش مع الإسلام ولا يتفقان أبدًا. فكل انتقاد صدر منا، أو سوف يصدر منا.. إنما يقوم على ضوء المبادئ الأخلاقية السامية للإسلام. ومن هذا المنطلق.. كل من يستحق الانتقاد سيُنتقد؛ ليس لتجريح أحد.. وإنما لنضع الحقائق أمام الناس ولنوضح الأمور.

وبهذه المقدمة في الحسبان.. كلما أقول تعليقًا.. فإني أفتش في قلبي، ولا أنتقد أبدًا بناء على أي نوع من التحامل، وإنما أطهر قلبي أمام الله تعالى، وأحاول توضيح الحقائق والوقائع. قد تكون الحقيقة في صورة ما ذات طعم مرير لبعض الناس.. ولكن لا حيلة لنا بإزاء ذلك. لا يمكننا أن نؤيد أحدًا على طول الخط تعصبًا له.. لأننا ننحاز دائمًا نحو الحق، ونساند دائمًا كلمة الله تعالى، ونقف دائمًا مع سنة النبي . أَلا من أراد أن يكون صديقنا إلى الأبد.. فلا مناص له من أن يكون مواليًا لكلام الله تعالى، ومواليًا لسنة محمد المصطفى ، وأن يكون منحازًا إلى الأمانة والصدق، وفي هذا الحال يجدنا دائمًا مؤيدين مناصرين له.

موقف الغرب

والموقف الحالي يتلخص في أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة هما في مقدمة الدول التي عقدت العزم القوي على تحطيم العـراق. وبتوجيـههم وقيادتهم تدق طبول الحرب، ولا ينفكون يرددون أن تدمير العراق لازم لإنقاذ العالم. فهم ينفخون في آذان العالم أنه إذا تُرك العراق على قوته الراهنة، وأتيحت له فرصة أخرى.. فلسوف ينهار سلام العالم، بل إن وجود العالم نفسه يتعرض للخطر الشديد! هذا هو ما يُروجون له بكل قوة في اللقاءات التلفزيونية وما ينشر في الصحف ردًّا عـلى تسـاؤلات الناس. يرددون دائمًا أمرًا واحدًا.. يقولون: انظروا الشناعات التي ارتكبها العراق ضد الكويت؛ كيف يمكن للعالم تجاهل هذه الفظائع التي ارتكبها هؤلاء الطغاة من قتل وسرقة وإحراق؟ أي حق لهم في البقاء أحياء؟! إذا لم تتحد كل دول العالم اليوم لمعاقبتهم.. فسوف ينفتح سبيل الظلم، ولن يستطيع أحد وقف أحد عن المضي في طريق الظلم. هذا هو موقفهم بإيجاز……

ماضيهم الأسود

والشيء العجيب أن الأمم التي تتحدث هكذا.. يقف تاريخهم شاهدًا قويًّا ضدهم بأمور لا توجد في تاريخ الأمم الأخرى! الإدارة الأمريكية الحالية متصلة الأسباب بأوروبا. فقد ذهب هؤلاء الأوروبيون إلى أمريكا في بداية القرن السابع عشر بعد اكتشافها لأول مرة، ثم احتلوا شمالها وجنوبها؛ وأطلقوا هناك العنان للفظائع، وأهلكوا الأجناس التي هناك بما يندر أن نجد لـه مثالاً في التاريخ. لقد أبادوا الهنود الحمر طبقًا لخطة منظمة، فلم يبق من أثرهم إلا القليل. هذه الأمم التي تحب الحيوان، وتقرأون في صحفهم وتشاهدون في إعلامهم برامج تصرخ لما تتعرض له أجناس الحيوان من فناء.. إن هؤلاء أفنوا كثيرًا من قبائل الهنود الحمر التي كانت تملأ براري القارة الأمريكية الواسعة. لقد قضوا عليهم بلا رحمة، فلم يعد منهم إلا القليل جدًّا. فقط بقيت لهم ذكرى في التاريخ، ولا تراهم إلا على شاشة السينما. وكان أسلوبهم في ارتكاب الفظائع قصة لا تحتمل.

ثم إن الأوروبيين في هجمـاتهم واحـتلالهم لأفريقـيا فعـلوا كل الشناعات. أسَروا السكان وباعوهم رقيقًا بأعداد كبيرة، وأجبروهم على الأعمال الشاقة.. حيث كان الطلب عليهم كثيرًا في أمريكا. واليوم يذكّرنا عددُ السكان الأفارقة في أمريكا بهذا التاريخ الحالك الذي اقتُرِفَت فيه تلك الفظائع في حق الإنسان.. بما يقشعر له البدن. لقد زرتُ بعض الحصون التي كانوا يضعون فيها هؤلاء العبيد، حيث كانوا يحشرون أعدادًا كبيرة منهم في أماكن ضيقة تشبه تلك الثقوب الضيقة المظلمة التي قرأنا عنها في تاريخ الهند. لقد هلك الكثيرون فيها اختنـاقًا. وكانوا يضعون من يبقى حيًّا منهم في القوارب كالأنعام. قال مؤرخوهم: هلك كثير منهم بسبب مشاقّ السفر، ومن وصل منهم إلى شاطئ أمريكا وصل في حال يرثى له. كانوا يسوقونهم سوق الماشية، ويدُعُّونهم إلى العمل بضرب السياط. كان هؤلاء العبيد يدفعون العربات، ويجرّون المحاريـث، ويـقومون بأعمال الدواب.

فالأمة التي هذا تاريخها.. تأتي اليوم لتعلن باسم الإنسانية والقيم الأخلاقية أنها مضـطرة لتحـرير الكويت ومساعدة هؤلاء الضعفاء! يقولون: إننا ملتزمون برفع الراية ضد الفظائع التي ارتُكِبت.. لأن قيمنا الأخلاقية العالية تقتضي منا ذلك. وإذا لم نقم لها هلكت الإنسانية في العالم؛ إذا لم نفعل ذلك ضاع الأمان من البلاد الصغيرة، ولن يطمئنوا على حياتهم!

إذا كان هذا صحيحًا، مع أنهم فكروا فيه متأخرين جدًّا، يمكن للمرء أن يوافق على قولهم ويقول: بناء على هذا الفكر الصالح التقي.. ينبغي أن تنسحبوا من أمريكا وتعيدوا لمن بقي من الهنود الحمر أملاك أسلافهم! ولكن لو قال لهم أحد ذلك لرموه بالجنون، وقالوا: ما هذا الهراء الذي تقول؟ ليس هناك علاقة بين الأمرين. هذا شيء وذلك شيء مختلف تمامًا. إذا رفضوا اليوم أمرًا من أمرين متماثلين، وصاحوا بأنهما مختلفان تمامًا.. فما التفسير الممكن لذلك؟

تاريخ بريطانيا الحالك

أما بريطانيا التي تبدي حماسًا شديدًا مع أمريكا ضد العراق، وتسوق أسبابًا عديدة لذلك مرارًا وتكرارًا.. فإنها عندما احتلت أستراليا كَتَبتْ تاريخًا في الفظائع ينكمش أمامه جرائم الأمريكان. هناك فرق ملحوظ بين سكان أستراليا الأصليين وبين الهنود الحمر من سكان أمريكا. فالهنود الحمر كانوا قبائل مقاتلة أشداء، يعرفون كيف يقاتلون ويدافعون عن حماهم، ويضحون في سبيل ذلك تضحيات عظيمة؛ أما القبائل البدائية الأسترالية فكانوا مسالمين لا يعرفون القتال. كان البريطانيون يصطادونهم من الغابات كالغزلان، ومن نجَوا من الصيد أخصَوهم بالعمليات الجراحية حتى لا يتكاثروا. لقد أبادوهم بأشد الطرق فظاعة. كان عدد اللغات في أستراليا يبلغ 600 لغة، لم يبق منها اليوم سوى قليل. وهناك مساحات صغيرة تقطنها قبائل قليلة، يحفظونهم كما تُحفَظ الحيوانات في حدائق الحيوان.. كي يشاهدهم الناس ويتفرجوا عليهم.. ويتعرفوا على من خطفوا منهم بلادهم! ويخبرون العالم أننا نحفظهم الآن من الانقراض!! هذا هو تاريخ بريطانيا.

يكيلون بكيلين

وإلى جانب هذا.. فإن ما حدث في الهند وحدث في أفريقيا، ليس هناك وقت للاستفاضة في الحديث عنه، ولكن ما أود قوله هو إنهم عندما يتحدثون عن المبادئ والأخلاق.. ينبغي عليهم أن يستقلّوا عن الزمن لأن المبادئ والأخلاقيات غير مرتبطة بالزمن، فيجب ألا يتغيروا مع تغيره. اليوم يتحدثون عن العقوبات، ولكنهم فرضوا العقوبات ضد جنوب أفريقيا، ورغم مضي سنوات وسنوات لم يظهر فيها لهذه العقوبات أثر يذكر. لم يرفعوا الصوت بأن المقاطعة استغرقت وقتًا طويلاً؛ وأنها لم تفعل فعلها ولم تؤت ثمارها، ولم ينادوا بضرورة توحيد العالم كله لمهاجمة حكومة جنوب أفريقيا. بل لم تؤيد البلادُ الغربية ولا حتى بريطانيا هذه العقوبةَ في مناسبات عديدة. ولقد رفع الجمهور البريطاني أيضًا صوته احتجاجًا على حكومتهم لذلك.. ولكنها لم تبال ولم تتخذ أي خطوة ضد جنوب أفريقيا. ليس هذا من التاريخ القديم، بل هو من أحداث العصر الراهن.. ومع ذلك لم يرفع أحد صوتًا بأن البلد الذي لا يراعي تطبيق العقوبة لا بد من استخدام القوة العسكرية ضده وإجباره على مراعاة المقاطعة. كما لم يناد أحد بأنه ما دامت المقاطعة قد طال زمنها ولم تؤت ثمارها.. فلا بد من التصرف حيال ذلك! أما مع العراق فلا يكفّ البلدان عن رفع الصوت بكل حماس.. أن لا بد من تطبيق عقوبة المقاطعة ضده بكل صرامة، فلا يدخل طعام أو دواء، ولا يخرج شيء. ولقد طبقوها فعلاً بكل شدة حتى سدوا الطرق جميعًا على العراق من كل جانب، بل وحاصروا الأردن أيضًا لاستكمال الحصار على العراق. وعلى مقربة من ذلك تحتل إسرائيل الضفة الغربية من الأردن، ولم يطبقوا ضدها عقوبة ما، ولم يرفعوا صوتًا في وجهها لما ارتكبته من فظائع ضد الفلسطينيين. ولو كان السبب نفسه الذي برروا به موقفهم ضد العراق مطبَّقًا هناك.. لانفضّ هذا النـزاع من زمن طويل!!

الفارق أن تلك  البلاد الإسلامية لسوء الحظ تتبع أسلوب السذاجة.. تلك السذاجة التي تقرب من الحماقة. إنهم لا يعرفون لغة الدبلوماسية. لا يقومون بأعمال خفية، وإنما بدلاً منها يجاهرون بأنهم سوف ينتقمون من كذا وكذا..

حروب الرئيس السرّية

لو تفكرتم في التاريخ الحديـث لأمـريكا، واطلعتم على ما كتبه الأمريكـان أنفسهم، وعلى الإحصائيات في كتب أخرى.. تبينَ لكم أن المخابرات الأمريكية CIA، حسب متطلباتها، تدخلت في كل البلاد، ولم يتورعوا عن الإرهاب، ولم يتحاشوا المظالم، بل اعتبروا ذلك حقًّا لهم ليفعلوا ما يشاءون! نُشر حديثًا كتاب اسمه “الحروب السرية للرئيس” يخبرنا أنه سُمح لهم، تحت اسم “العمليات السرية” كلُّ أنواع المظالم والطغيان، وفعلُ ما يشاءون من اغتيال وتسميم الطعام وقتل المواطنين بلا تردد، وأي شيء.. بشرط أن يتم ذلك بخفاء، ويبقى إمكان الإنكار متاحًا لهم. وهذا اتجاه جدير يثير الاهتمام.. يعني أنه بالرغم من أن رئيسهم يعطي تصريحًا فعليًّا بعمل كل شيء، على أن يتم في خفاء يُبقي له فسحة الإنكار؛ وإذا انكشف شيء وسئل عنه.. بوسعه أن يتنصل ويدَّعي بأنه لم يأمر بذلك، وأنه تم بدون أمره، وسوف يتحرى الموضوع؛ وهذا هو ما يسمونه “القابلية للإنكار”.

(Dr. John Prados, President’s Secret Wars, William Morrow & Co. Inc. New York, USA, 1986.)

إرهابهم وسذاجتنا!

فالإرهاب الذي ينسبونه لبلاد إسلامية.. تقوم أمريكا بإرهاب أشد منه ألف مرة، ناهيك عن إسرائيل وفعلها.. ولا يزالون يفعلونه. بل إن المخابرات الأمريكية نشطة فعالة بهذا الأسلوب في العالم. في بعض الأماكن يحدثون انقلابات عسكرية. ولو قرأتم عن نشاطهم الذي مارسوه في فيتنام وكوريا ولاوس وجواتيمالا وإيران لاشتدت بكم الدهشة. لم ينشر هذه الكتبَ أحدُ المعارضين، وإنما مؤلف أمريكي.. كتب عددًا من الكتب الأخرى عن هذا الموضوع، وهي كتب موثوق بها.

والآن خَبِّرونا أين ذهبت هذه المبادئ!؟ الفارق أن تلك البلاد الإسلامية لسوء الحظ تتبع أسلوب السذاجة.. تلك السذاجة التي تقرب من الحماقة. إنهم لا يعرفون لغة الدبلوماسية. لا يقومون بأعمال خفية، وإنما بدلاً منها يجاهرون بأنهم سوف ينتقمون من كذا وكذا.. سوف نقتل سلمان رشدي، وسوف نغتال فلانًا وعلانًا. الإسلام لا يسمح لنا بحسن معاملتكم. سوف نقضي عليكم بكل وسيلة! يملكون القليل.. ويتسولون السلاح من تلك الدول، ويعتمدون عليها اعتمادًا كاملاً، ويعيشون عالةً عليها.. ومع ذلك يصيحون ضدها بتلك الادعاءات الضخمة، ويقذفون بالتهديدات عن اجتثاث شأفتها واقتلاع جذورها، يهددون بانتزاع جذور بنوا عليها كيانهم! وما هذه إلا حماقة.. بل هي أسوأ درجات الظلم، إذ يخلطون فعلهم بالإسلام، ويخلقون المشاكل في كل أنحاء العالم ليقع فيها الذين يحبون الإسلام حقًّا. فهم من ناحية يجعلون تلك البلاد يواصلون ارتكاب الفظائع فوق الشنائع، ويفعلون بالعالم ما يشاءون، وينفذون حكمهم في كل مكان، ويدمرون أي بلد يريدون.. ولكنهم يستخدمون كلمات ومسميات تحت ستارها يسمحون لأنفسهم بكل أنواع الممارسات والأنشطة. أما هؤلاء الذين لا حول ولا قوة لهم على القيام بأي شيء، فإنهم يستخدمون لغة متطرفة حمقاء، فيُلحقون بأنفسهم العار، ويلطخون أيضًا سمعة الإسلام.

فرسالتي إلى العالم الإسلامي هي أن استخدِموا عقولكم! الأمم التي تريدون حربهم.. تعلَّموا منهم على الأقل طرائق حربهم! استخدِموا الكلمات التي يستعملونها معكم أو مع غيركم!

“خدام الحرمين” أم “ناهبُو الحرمين”؟؟

على أي حال.. كان هذا من شجون القول. وأعود الآن إلى الجزء الثالث من حديثي، بعد أن ذكرت موقف العراق وموقف بلاد الغرب. هناك دول إسلامية أخرى اتخذت موقفًا أيضًا، وأكثرها أيدت الموقف السعودي الرامي إلى توحيد جهود الدول الإسلامية في التصميم على تدمير العراق. ولا يقف الموضوع عند هذا الحد، بل يخطون إلى أبعد من ذلك، فيعلنون أن السعودية أرض مقدسة يقع فيها الحرمانِ الشريفان: مكة والمدينة. فالمسألة اليوم ليست خاصة بالكويت، بل إنها تتعلق بحماية هاتين البلدين.. حماية المقدسات التي عاش فيها النبي الأكرم ، والتي وطأتها قدماه. وهكذا يخلعون على الموضوع لونًا ضخمًا من القداسة.. يثيرون بها مشاعر المسلمين. فنُشر مثلاً في باكستان مرارًا أنهم سوف يرسلون ألفين أو ثلاثة أو خمسة آلاف من الجنود دفاعًا عن الأرض المقدسة؛ وسوف نضحي في سبيل المقدسات تضحيات عظيمة!

أرى أننا بحاجة إلى رؤية تاريخ تلك الأرض، وماضي أولئك الأقوام الذين يستعملون اسم الأرض المقدسة، ويشيرون إلى النبي الأكرم ، ويحاولون كسب الرأي العالم للمسلمين.. ونرى كيف كان سلوكهم.

الحق أن السعوديين الحاليين هم الذين بدأوا باحتلال أرض الحجاز بحد السيف. بدأت العمليات العسكرية عام 1801، في زمن عبد العزيز، رأس هذه العائلة؛ ولكن ابنه سعود اكتسب شهرة كبيرة في عمليات الإغارة هذه. كان ذا خبرة في هذا المجال، وتولى قيادة هذه الهجمات. لقد هاجموا العراق أولاً واحتلوا كربلاء، ودمّروا أماكن العبادة المقدسة على أنها من الوثنية وليست بذات حرمة.. وأنها لَبِناتٌ من الحجارة ينبغي إزالتها. ثم ارتكبوا مذبحة دموية عامة ضد سكان كربلاء.. ومعظمهم من الشيعة. ثم تقدموا إلى البصرة وسلبوا ونهبوا كل المواقع فيما بين كربلاء والبصرة. كانوا إما يحرقون البلاد أو يذبحون الأهالي. لقد ارتكبت هذه العائلة من الفظائع أشد ما ينسبونه اليوم إلى العراق. وبعد السيطرة على هذه المنطقة اتجهوا نحو الأرض المقدسة، وبدأوا باحتلال الطائف في إقليم الحجاز. ثم دخلوا مكة والمدينة في عام 1803، حيث قاموا بمذبحة عامة، وهدموا كثيرًا من المقابر والمعالم والآثار المقدسة.. منها على سبيل المثال بيت مولد الرسول وبيت أبي بكر ، وكثير غيرها من الأماكن والقـبور.. أحـرقـوها وانتهكوا حرمتها، وقالوا: لا قيمة لها بل هي من علامات الوثنية. وليس هناك سجل محدد لما سفكوه من دماء، ولكن المؤرخين يقولون إنهم قتلوا بلا رحمةٍ عامةَ الأهالي العُزّل من السلاح الذين لا يُخشى منهم ضرر.

الاحتـلال السعـودي بمساندة الإنجليز

وفي عام 1813 تمكن محمـد علي باشـا من تحرير المنطقة من سيطرة السعوديين، ولكنهم عادوا في أوائل هذا القرن بهجوم مباغت على الحجاز. وفي هذه المرة ساندتهم السلطات البريطانية. كان الجنرالات البريطانيون يرسمون لهم خطط الهجوم. وكان البريطانيون يمدونهم بالسلاح والبنادق والذخـائر، ونفـس البريطانـيين أمـدّوهم بالأموال وعقدوا معهم التحالفات. وفي عام 1924 احتلت الأسرة السعودية بلادَ الحجاز مرة أخرى، وانتهكوا حرمة الكثير من الأماكن المقدسة في هذه المرة أيضًا، وسفكوا كثيرًا من الدماء في مذبحة عامة. ولقد دخلوا بمساعدة الإنجليز، وذكرت الأفلام التسجيلية التي أذاعتها مؤخرًا محطة B.B.C البريطانية، أن البريطانـيين أعـانوهم أيضًا قبل عام 1924، وقال مقدم البرنامج إن السعوديين استولوا على المنطقة بمساعدتنا وقوتنا، وهم اليوم يضطرون للدفاع عنها معتمدين علينا.

فإذا نظرنا إلى الموضوع من هذه الناحية.. بدا الموقف مختلفًا تمامًا. فالحكومة السعودية الحالية التي تحكم الأماكن المقدسة هي التي احتلتها بقوة الإنجليز أو بقوة العالم الغربي، وهم لا يملكون القوة والدفاع عنها، ويستدعون تلك الأمم الغربية مرة أخرى لنجدتهم. اليـوم ليـس مدلول «بريطانيا» كما كان وقتئذ حيث كانت وقتها تحكم العالم كله. أما الآن فقد امتزجت بريطانيا مع الأمريكان، واتحد فكرهم عمليًّا بحيث أن ما هو أمريكي فهو بريطاني في نفس الوقت؛ وما هو بريطاني فهو أمريكي. من هذه الناحية سلّمت بريطانيا ميراثَها التاريخي لأمريكا. وهذا هو السبب في أن قراراتهم واحدة في هذه الفترة. وتختلف أوروبا شيئًا ما، ولا ضرورة للخوض في هذه التفاصيل.

الخلاصة أن الحديث عن الأرض المقدسة مكة والمدينة، ومحاولتَهم جمع الناس دفاعًا عنها.. ليس سوى مكر وخداع. لا علاقة بين اشتراك الجيوش من البلاد الإسلامية وبين الدفاع عن الأماكن المقدسة. لا حاجة بها إليه، ولا صلة بها معه، ولا خطر يهددها. لو كان هناك خطر لكان من جانب غير المسلمين. ولو كان هناك خطر يهددها من جانب المسلمين.. فقد سبقت به المقادير ووقع بالفعل من جانب السعوديين.. وما استطاعوا احتلال هذه الأماكن إلا بمعونة من غير المسلمين!

وواقع الأمر إذن أن الدفاع عن هذه الأماكن قد بات موكولاً إلى غير المسلمين. وسواء شاركت الحكومات المسلمة أم لم تشارك، فلا علاقة لذلك بهذا الدفاع.. أعني الدفاع المحتمل.. إذ ليس هناك موضوع دفاع بعد، بل هو مجرد احتمال. ولكن لو تفكرتم بصدق.. ليس هناك أي احتمال لهجوم العراق على السعودية. إن العراق لا يملك القوة للدفاع عن نفسه أمام الهجمات المشتركة لتلك القوى العظمى. والناس كلهم يتعجبون رغم عدم التوازن العسكري الواضح، كيف يملك صدام حسين الجرأة على الاستمرار في رفض «الجهود المتكررة» للسلام، ويعلمون أنه تحت هذه الضغوط الهائلة سوف يُطحَن كما يطحن القمح في الطاحون، ومستحيل أن يواجه تلك القوى العظمى فيدافع عن الكويت أو حتى عن بلده نفسه. هذا هو رأي الخبراء العسكريين في العالم. والكل يتعجب.. ماذا يحدث؟ ماذا يملك صدام حسين حتى يستمر في رفض كل «محاولات السلام»؟……..

ضِدّانِ لا يجتمعان

وأود أن أذكّر الجماعة الإسلامـية الأحمـدية مرة أخرى أننا، رغم الاختلافات القومية والدينية، لا يمكن أن نسمح للتعصب أن يتسلل إلى قلوبنا ونتخذ قرارًا مبنيًّا عليه.. لأننا نؤمن من قلوبنا وأرواحنا أن من يحمل التعصب، أو يقضي بناءً على التحيز.. لا يحق له أن يسمي نفسه مسلمًا مؤمنًا بالمعنى الصحيح. إن الإسلام والتعصب طرفانِ كالشرق والغرب لا يلتقيان. ويقتضي الإسلام الحقُّ أن يصدر كل قرار ابتغاءَ مرضاة الله تعالى. هذه هي التقوى، وهي أساس كل شيء. كل قيمة إسلامية تقوم على التقوى. وجمال التقوى أنها ليست حكراً لدين بعينه، بل ينبغي أن تكون التقوى هي النقطة المركزية لكل دين، وحولها تدور تعاليم كل دين. التقوى أن يكون كل فكرك تابعًا لما يُرضي الله تعالى، وقبل إصدار كل قرار ينبغي أن ترى ماذا يريد الله منك. ولذلك أتوقع من الجماعة الإسلامـية الأحمـدية.. والتقوى نصب أعينهم.. أن يبتهلوا إلى الله عز وجل من أجل البشرية جمعاء.. كي تكون القرارات نابعة من التقوى، وألا يدع الله قوماً يقاسون تلك الآلام التي تكون عادة في مثل هذه الأحوال.. وإنما يؤثّر الله في قلوبهم تأثيرًا عظيمًا.. ويجعلهم يتوبون ويصحـحون موقفهم، ويوفقهم الله عز وجل للعودة إلى الحق.

اُدعوا للعالم كله.. ليهب الله لهم سلامًا، وما أعنيه ليس السلام الظاهري.. وإنما سلام العقل؛ لأني أرى رؤية الحقيقة الثابتة أن سلام العالم يتوقف على سلام العقل وسلام القلب. إن الذين حُرموا سلام العقل لا يمكن لمجتمعهم البقاء في سلام. فإما أن يتعرض العالم للأخطار مـن ناحيتهم، وإما أنهـم أنفسـهم يتعرضون للأخطار من ناحية العالم. واضطراب الفكر واضطراب القلب يُحدثان اضطراباً في الخارج. فعليكم الدعاء أمام الله تبارك وتعالى كي يصلح طريقة تفكيرهم، ويصلح قلوبهم، ويصلح مجتمعهم، ويمنحهم السلام القلبي، والسلام العقلي.. ليَنعَم العالم كله بالسلام.

….. ابتهِلوا إلى الله تعالى كي يمنح المسلمين الذكاء، ويُلهمهم انتهاج الفكر السليم، ويوفّقهم لاتخاذ القرار الشجاع.. فلا تجد الدول الأخرى ذريعة للتدخل في العالم الإسلامي. ولكني للأسف لا أشهد دلائل ذلك بعد. ويُشعرني المدى الذي وصلوا إليه أن أساسه الأنانية الشديدة.. ونتيجة لهذه الأنانية لا تلعب روابط العروبة، دعك من الأخوّة الإسلامية، أيَّ دور في طريق أفكارهم. فلا يفكرون في جيرتهم، حتى ولا يشعرون بالأخطار التي سوف يعاني منها العالم العربي. كل هذه الأمور بعيدة عن مجرى تفكيرهم. لقد سيطرت متطلبات مصالحهم الأنانية على كل فكر آخر……

التقوى أن يكون كل فكرك تابعًا لما يُرضي الله تعالى، وقبل إصدار كل قرار ينبغي أن ترى ماذا يريد الله منك. ولذلك أتوقع من الجماعة الإسلامـية الأحمـدية.. والتقوى نصب أعينهم.. أن يبتهلوا إلى الله عز وجل من أجل البشرية جمعاء..

أين الكرة الآن؟

ولذلك، عندما أقول إن الكرة في ملعب البلاد الإسلامية.. فقولي هذا من ناحية المعنى الإجمالي الذي ذكرته لكم، ولكن من ناحية الواقع.. فالسبب الأساسي لقولي هو أن القرار في يد السعودية.. التي يدفعها ارتفاع قائمة تكاليف الحرب إلى الإسراع بتدمير العراق في أقل وقت ممكن.. حتى ينتهي القتال، ويعود الوضع إلى الحال العادي. ولكن من أقصى حماقات تفكيرهم أن يتوقعوا عودة إلى الأحوال العادية. بعد الحرب ستكون كل علامات «العادية» قد انمحت تمامًا. إذا دُمِّر العراق فسوف يُدَمَّر معه كل التاريخ الماضي، وسوف يتبدل المزاج العام في البلاد العربية تمامًا. سوف يتغير تفكير الأمم العربية، وينشأ عصر جديد ومناخ جديد. هؤلاء القوم ذوو الأحلام الحمقاء يريدون تسوية النـزاع بسرعة كي يعودوا إلى الحال الطبيعي، ولكن لن يكون بوسعهم الرجوع أبدًا إلى أي حال عادي، بل عجلة التاريخ لن تتوقف عن دفعهم أمامها.. ليواجهوا أشد المواقف خطورة، ولن يستطيعوا تجنبها. إنهم اليوم يركبون تلك الأمواج التي تجري بهم كسيول الجبال.. ترغي وتزبد وتتلاعب بأضخم السفن.. وعندما تنحدر هذه السيول كالشلالات الهادرة فسوف تحطِّم أكبرَ الأشياء وتُحيلها أشلاء. هذه هي أمواج الزمان.. يمتطونها الآن، ولا يستطيعون الرجوع عنها. هناك طريق واحد للعودة.. ذلك بالرجوع إلى التقوى، وأن يتخذوا قراراتهم والله تعالى في حسبانهم. ينبغي أن ينظروا إلى مصالح أمة المسلمين، وأن يوطّنوا أنفسهم على التضحية بمصالحهم الأنانية. لو أنهم فعلوا ذلك لأشرق على الإسلام فجر عصر جديد بإذن الله تعالى.. عصر جديد لا يشبه الماضي، وإنما أفضل آلاف المرات من العصور السابقة، ويزداد فضلاً كل يوم.

فأرجو أن الله تعالى يهبهم الفهم، وإذا كان لا نصيب لهم في الفَهم برجائنا.. فأبتهل إليه تعالى أن يمنحهم فهمًا استثنائيا. وأذكِّر المسلمين الأحمديين بأننا جد ضعفاء، ولكن بوسعنا الدعاء، ونعرف كيف ندعو، ولقد ذقنا ثمرات الدعاء من قبل، ولا نزال نذوقها. عندما تقولون في صلاتكم إياك نعبد وإياك نستعين ، ضَعُوا الموقف الراهن تحت أنظاركم، واسجدوا لله، واذكروا أن حرمة مكة والمدينة ترتبط بالعبادة، وستبقى مرتبطة بها. إنهما بلدتان مقدستان لأن سيدنا إبراهيم وسيدنا المصطفى عَبَدَا اللهَ فيهما. ادعوا أن يا ربنا.. نحن الآن عبادك الخاشعون المتضرعون، علينا إحياء تلك العبادات في هذا العالم.. ليس على نفس المستوى من الروعة والبهاء.. وإنما بالقدر الذي تُمكننا منه. ونحن يا رب نسعى لإحياء هذه العبادة وبنفس الطريقة. نبتهل إليك يا ربنا أن تتقبل دعاءنا وتعيننا. اللهم إنك إن لم تُعن أولئك الذين يعبدونك فستختفي عبادتك من الدنيا، وتنمحي السعادة بعبادتك من الأرض. اللهم تَقبَّلْ دعاءنا إياك نعبد . إننا يا ربنا، لا نتطلع إلى أمة من أمم هذه الدنيا.. وإنما نتطلع إليك وحدك. إننا نسجد لك، فأعِنّا.

إذا تقبل الله جل وعلا دعاءنا، وإذا صعد الدعاء من أعماق قلوبنا، وإذا دعا المسلمون الأحمديون جميعًا بهذا الدعاء في أنحاء الدنيا.. فليس ببعيد أبدًا أن يتقبل الله هذا الدعاء، وعندئذ ترون بإذن الله تعالى أن الكرة لن تبقى في يد أحد، وإنما ترتد إلى قدر الله تعالى. وسيكون دعاؤكم بحيث تقع يده على قدر الله، أو تمسّ أناملُه قَدَمَ التقدير الإلهي.. وعندئذ لن ينفك القدر الإلهي يكون مع دعائكم.

الآن يجب أن تُروا الدنيا هذه الألوانَ المتغيرة، وتخبروها أن الله تعالى لكم، وأنه معكم.. وأن من كنتم معهم كان الله تعالى معهم.

11 يناير 1991

Share via
تابعونا على الفايس بوك