لقطات مُشرقة من الجلسة السنوية رقم 29 لجماعة بريطانيا

لقطات مُشرقة من الجلسة السنوية رقم 29 لجماعة بريطانيا

لقطات مُشرقة من الجلسة السنوية رقم 29 لجماعة بريطانيا

الفتوحات الربّانية تُمطر على الجماعة الإسلامية الأحمدية

“التاريخ يُعيد نفسه، والمعاندون يتمادون في بغيهم كما كانوا زمن الإمام المهدي فدعا عليهم ولم يزل ينزل بهم العقاب. الإذن للمظلومين بالدعاء على أئمة الكفر.”

الإعلان الرسمي

بدأ الإعلان الرسمي في حفل يوم7/22  في إسلام أباد، وألقى أمير المؤمنين كلمة في ممثلي الأقسام العاملة بالتجهيز والخدمة وأوصاهم فيها بمايلي:

* ضرورة توخِّي تعاليم الإسلام وسُنّة النبي الأكرم ووصايا المسيح الموعود في حُسن استقبال الضيوف وإكرامهم وخدمتهم.

* وجوب أن يكون الهدف الوحيد من الخدمة والعمل هو إرضاء الله تعالى.. لأنه لا جدوى من عملٍ يتطلع إلى هدفٍ غيره. إنَّ تحرِّي رضوان الله تعالى يُيسِّر العمل ويحل المشاكل ويُحسِّن العلاقات مع الآخرين.

* إذا حدث من الضيف ما يؤلمك فلا يكن رد فعلك الغضب أو الاستياء.. بل تذكَّر موقف النبي في مثل هذه المواقف.. وكيف كان صبره وحلمه وكرمه.

* أهمية إشراك الأحمديين الجدد في كافة الأنشطة.. كي يتعرَّفوا عليها ويقوموا بها، لأن من المتوقع بعد سنوات قلائل أن يكون الأحمديون من غير الباكستان أغلبية بإذن الله. فهيّئوا لهم الفرصة وعلِّموهم كما علَّمكم أسلافكم.

يوم الافتتاح

وفي ٤,٣٠ مساء الجمعة ٢٩/٧ قام أمير المؤمنين برفع لواء الأحمدية أمام خيمة الاجتماع الرئيسية، وبعد أن قاد الحاضرين في دعاءٍ صامت.. توجَّه إلى المنصة لبدء الحفل.

بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم؛ ثم ترجمتها إلى الأُردو. وبعد الاستماع إلى أبيات من الشعر العربي للإمام المهدي في ذكر الله تعالى ومدح الرسول وترجمتها.. نهض أمير المؤمنين وألقى خطاب الافتتاح.. ويتلخّص في النُقاط التالية:

حمد الله تعالى وشكره لأنه -من خلال الإمام المهدي والمسيح الموعود- أعادنا إلى أنوار عصر الرسول وأنقذنا من ظلمات الجاهلية والقرون الوسطى. وأعلن أن نور المصطفى هو الذي سوف يكسب القلوب في هذا الزمن. ولسوف ينمحي من الوجود أولئك الذين يشوِّهون وجه الإسلام. هذا قَدَرُ الله تعالى الذي لا يملك أحدٌ تبديل قَدَرِه. ولسوف يُشرق الوجه المحمَّدي الجميل على العالَم كله.. ذلك الوجه الصادق المضيء.

وأشار حضرته إلى القوانين البربريّة المناهضة للأحمدية والتي يزعمون أنها لقتل كل من يُهين سيدنا محمد .. وردَّ على أصحاب هذا الزعم فقال: إنّ القرآن الكريم وأحاديث المصطفى لا تذكر شيئًا من هذه البِدع، وتساءل: هل الإسلام دينٌ عالمي أم هو محدودٌ بمنطقةٍ جغرافية معينة أو ببلدٍ خاص؟ إذا كنتم تقولون بأنه دينٌ عالمي فلا بد أن تُطبِّقوا تعاليمه كما تفهمونها في الدنيا كلها. إنّ النصارى واليهود والهندوس وغيرهم لا يؤمنون بصدق محمد ، فلو أنّهم آمنوا بصدقه لدخلوا الإسلام.. ولكن عقيدتهم تؤكّد تكذيبهم له. أليس تكذيب محمد إهانةً له؟ هل هناك إهانةٌ للرسول أشد من تكذيبه في دعواه؟ لِمَ لا تثورون لهذه الإهانة وتُقدِمون على قتل المسيحيين واليهود والهندوس وكل من يُكذِّب نبي الإسلام؟ طبعًا لن تفعلوا ذلك.. لأنكم غير صادقين في مزاعمكم بالغيرة على نبي الإسلام، ولأنّكم منافقون تقولون ما لا تفعلون.

وإذا كنتم تغارون على محمد .. فهل الإسلام يسمح بإهانة الأنبياء الآخرين؟ لماذا لا تغارون عليهم وتضعوا القوانين لقتل من يُهينهم ويكذّبهم؟ التاريخ يؤكّد أنّ المنافقين واليهود أهانوا النبي الأكرم بما هو ثابتٌ ثبوتًا تامًا في سيرته الكريمة.. وضرب مثلاً لذلك أفعال عبد الله بن سلول زعيم المنافقين في المدينة.. ومع ذلك لم يأمر النبي بقتلهم ولا سجنهم.

ثم أين المخلوق من الخالق؟ إنّ إهانة النبي ليست بشيء مقارنةً بإهانة الله جل علاه. تقول المسيحية اتخذ الله ولدًا؛ وهذه -كما أكّد القرآن- أكبر إهانةٍ توجّه لربّ العالمين.. ومع ذلك لم يأمر بقتل أحدٍ يقول ذلك.. بل تُرِكَ عقابه لله .

واستمر الخطاب إلى حوالي الساعة الثامنة مساءً.

اليوم الثاني

الجلسة الخاصة بالسيدات

وفي اليوم الثاني السبت 30/7 كانت الجلسة الصباحية بإدارة الحاج محمد حلمي الشافعي. وبعد الافتتاح بالقرآن الكريم ثم إنشاد الشعر بالأُردو ألقى السيد/ إبراهيم نونان قائد خُدَّام الأحمدية بالمملكة المتحدة كلمة عن مفهوم الخلاص في الإسلام والمسيحية. ومولانا بشير أحمد رفيق خان وكيل التصنيف الإضافي كلمة عن “حياة ومنجزات سيدنا المولوي عبد الكريم السيالكوتي”. ثم ألقى مولانا عطاء المجيب راشد إمام مسجد لندن كلمة عن “الرحمة الفيّاضة للنبي المصطفى ولطفه الغامر على أصحابه”. ثم ألقى البرفسور حافظ صالح محمد علاء الدين رئيس قسم الفلك بالجامعة العثمانية بحيدر أباد كلمة بيَّن فيها “شهادة السماء على صدق مجيء الإمام المهدي” .

وفي خيمة السيدات تلت إحداهُنَّ آياتٍ من القرآن الكريم، ثم أنشدت منال شريف الفلسطينية العربية قصيدة الإمام المهدي (إنّي من الرحمن ذي الآلاءِ) فأجادت. وألقى أمير المؤمنين كلمته في السيدات فتحدَّث عن السيدات الأحمديات اللاتي قاسينَ الكثير في سبيل الله تعالى.. فقد استُشهِد رجالهُنَّ من الأزواج والأبناء.. ودخلوا في تجارب قاسية تذيب القلوب وتُسيل الدموع، فصمدنَ وصبرنَ واحتسبنَ كل ذلك لله تعالى. منهنَّ من شَهِدنَ مقتل أولادِهنَّ وأزواجِهنَّ أمام أعيُنهنَّ، وضُرِبوا معًا بالعصي ورُجِموا بالأحجار وقُذف بهم من فوق الأسطح، وأُحرقت بيوتهم. وخرجت النساء من بيوتِهنَّ والمشايخ يقولون لهنَّ: انطقوا بالكلمة؛ فَيقُلنَ: لا إله إلا الله محمد رسول الله؛ فيقول المشائخ: لا، ليست هذه الكلمة.. وإنّما كلمتكنَّ. فيقلنَ لا نعرف غيرها. فيقولون: اشتُمنَ الميرزا غلام أحمد.. فيقلن: كيف نشتم من نحب؟ وسرد أمير المؤمنين أمثلةً لأحداث مُشينة مُخزية قام بها باسم الإسلام هؤلاء الملالي الجهلة المتعصِّبون منذ عام 1974 وما بعدها.

قال حضرته هذه الأحداث هي التي تنفخ في الأحمدية حياتها. الشهداء هم مصدر الحياة للأمم، وقد وصفهم القرآن بأنّهم الحياة. والحق أنّ الأمم تستمدُّ عصير حياتها من دم الشهداء. هذا ما صنعته هؤلاء السيدات. فإذا جاء وقت التضحيات فعليكم أن تسلكوا مسلكهم.. ونسأل الله تعالى أن يحمينا من المصاعب، ولكنه تعالى يعلم متى تحتاج الجماعة إلى الشهادة. فإذا قدَّر الله تعالى فاصنعوا صُنع أولئك السيدات النبيلات.. السيدات اللواتي تتلألأ خُطاهم على الأفق وتُكتب في صفحات التاريخ.

هذا هو عصر الدعوة والتبشير.. وهم يُضحينَ في كل مجال، ويمضينَ في سبيل الدعوة إلى الله تعالى.. وهؤلاء يحميهنَّ الله ويمدهم بالحفاظة من السماء. نعم، قد يستشهد البعض منهنَّ.. ولكن هذا لا يوقف مسيرتهنَّ ويحميهنَّ الله. اللهم وفِّق نساء الأحمدية لعظيم الإنجازات.. بما يُضيئ تاريخ الأحمدية.. ليس لقرنٍ واحد وإنّما لقرونٍ طويلة. آمين!

وفي الجلسة المسائية قدَّم أمير جماعة بريطانيا السيد/ أفتاب أحمد خان عددًا من كبار الضيوف ألقوا كلمات قصيرة وهم:

الدكتور محمد باسك وهو زعيم بوسني، صحفي، وإذاعي في كندا. وأحمدي بفضل الله. قال إنّه اتصل بكثير من الجماعات الإسلامية، ولكني أوكِّد لكم عن صدقٍ ويقين إنَّ الأحمدية وحدها من بين كل هذه الجماعات هي التي تمثل الإسلام بحق وإخلاص، وأنّها تخدم الإنسانية دون غرض سوى إرضاء الله تعالى.

ثم تحدَّث السيد عمر لامين عضو البرلمان بالسنغال وهو أيضًا أحمدي.

ثم السيد حبيبللين الجزار وزير الشؤون الدينية بجمهورية تتارستان.. وقد حمل رسالة من نائب رئيس الجمهورية إلى أمير المؤمنين والجماعة الأحمدية متمنيًا التوفيق والازدهار، وأهدى علم الجمهورية لسيدنا الخليفة.

بعد ذلك ألقى أمير المؤمنين خطابه الذي خصَّصه لذكر أفضال الله تعالى ونِعَمِه التي أسبغها على الجماعة خلال العام المنصرم. وقال إنّها كثيرة لا يمكن أن أُحصيها. نحن في مُستهلِّ القرن الثاني للجماعة، وننطلق بسرعة يبدو أنّها سوف تُحدث انقلابًا عالميًا لصالح الجماعة.

أما أعداء الجماعة فإنّ الغيظ يحرقهم، والغضب يُؤرِّقهم، في حين أن يد الله تعالى تمنحنا السكون والطُمأنينة، وتنزل بردًا وسلامًا على قلوبنا.

في هذا العام وحده ترسَّخت الأحمدية في ثمانية أقطار جديدة من العالم، فأصبحت بذلك مستقرة في 143 قطرًا.

وأشاد حضرته بنشاط الدعوة في ألمانيا.. إذ أدخلوا الأحمدية في بلدين متجاورين، ثم جماعة السويد. وبشَّر الجماعة أنّه دخل في الأحمدية 26,000 أوربي. ونبَّه الأحمديين الباكستانيين إلى أنَّ الاوروبيين اليوم أقليّة ولكنهم في القريب سوف يصبحون الأغلبية فعليهم أن يُسارعوا إلى تربيتهم حسب الأخلاق والتقاليد الأحمدية التي تعلَّمتوها من أسلافكم، وادعوا دائمًا الدعاء القرآني وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا .. وليكن ذلك بالتواضع والخشوع لتكونوا خير سلف لخير خلف.

ثم أشار إلى فتوحات الأحمدية في قلوب الناس من أقطارٍ كثيرة، وذكر بعض الأمثلة لذلك. قال: عندما هاجرت من باكستان عام 1984 بسبب قانون رقم 20 الظالم الغاشم.. ظنَّ الأعداء، بل أعلنوا أنّهم سوف يقضون على الجماعة في غضون أيام.. ولكن الله تعالى خيَّب ظنونهم، وكذَّب أمانيهم، وأفسد مكرهم، ففي هذا العام وحده تأسَّست ١٥٥١ جماعة جديدة في العالم، وفي الفترة من ٨٤ إلى ١٩٩٤ تأسَّست ٤٢٣٢ جماعة جديدة خارج باكستان.. وتأتي في المقدمة سيراليون ثم جامبيا وساحل العاج وزائير.

ثم ذكر رؤياه التي رآها في العام الماضي، والتي أوّلها بانتشار الجماعة في بلاد الفرانكوفون (البلاد الناطقة بالفرنسية). وقد حقّق الله تعالى هذه الرؤيا وتوطّدت الجماعة في كثير من هذه البلاد.

وهذا يؤكِّد أن كل البركة تأتي مع الخلافة.. وأنه حيثما يولي الخليفة وجهه تهبُّ رياح البركات الإلهية. لقد أعطانا الله 150,000 بيعة جديدة من بلاد الفرانكوفون في عام واحد.

واقتبس إمام الجماعة أمثلة من رسائل الدعاة السارة، وكيف حوّل الله تعالى قلوب الناس نحو الأحمدية فدخلوا فيها أفواجًا.. بعد أن كانوا رافضين معاندين.

كتب أحد الدعاة أنه توجّه إلى إحدى القرى الإفريقية فدعاهم إلى الأحمدية.. وقال لهم إنّ القرى حولهم قد قَبِلت دعوته.. فتصدى الإمام وقال: لقد سمعنا أنّ صلاتكم مختلفة، ولستم تتعبَّدون مثل سائر المسلمين، فقال المبشِّر: حان الآن وقت الصلاة.. فتعالوا نتوضأ ونصلي معكم لتروا كيف صلاتنا وعبادتنا.. وبالفعل شاهد الإمام الوضوء والصلاة؛ فعرف أنّ أعداء الجماعة يكذبون ويفترون.. ودخل الأحمدية، ودخلت معه القرية كلها.

وفي قريةٍ أخرى ذهب إليها وفد الدعاة وتحاوروا مع أهلها، ولكن أحد الأهالي اعترض قائلاً: إنكم لا تتلون الصلاة الإبراهيمية في تشهُّدكم، وعلى الفور انطلق الوفد ينشدون معًا: اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.. فتعجب القوم وأيقنوا أن الملّات والشيوخ لا يتورَّعون عن قول الزور في هجومهم على الأحمدية، ودخلوا جميعًا في الأحمدية. نعم، إنّ الدعاية الباطلة لا تقف على قدم.. ولكن الله تعالى وهب الأفارقة جمالاً نفسيًّا عجيبًا.. إنّهم يصدِّقون عيونهم أكثر من آذانهم. إنّهم عندما يشهدون الحقيقة يعرفونها ويؤمنون بها. وأضاف خليفة الإمام المهدي: يجب أن نفوز بقلوب الناس بمكارم الأخلاق والحكمة.. ونحن لا نُجاري هؤلاء المشائخ في ميدان الأكاذيب والافتراءات. هناك أماكن لم يكن يُسمح فيها للأحمديين بالعمل.. ولكن عندما يصدُر القرار من السماء فلا رادَّ له.

نعم، إنّ الدعاة لا شكّ يبذلون مجهودًا كبيرًا. ولكن هذه الجهودَ من فضل الله، وتقبُّلها أيضًا يتم بفضل الله جلّ وعلا.. وما هم إلا وسائل لذلك، إنّ مسئوليتنا هي تبليغ الرسالة إلى الناس.. والله سبحانه هو الذي يُسمعهم ويشرح صدورهم.

وحثَّ خليفة الإمام المهدي دعاة الأحمدية أن يُداوموا على الدعاء القرآني

وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا .

ردِّدوه في غُدوِّكم وروَاحِكم وعند كل مرحلة ومنعطف. إنّه دعاءٌ مُبارك. لقد جرَّبته وجرَّبه الكثيرون فكانت ثمراته عجيبة. كتب أحد المبشِّرين في سيراليون يقول في رسالته: ذهبتُ إلى إحدى القرى وكنت أتلو هذا الدعاء، وتقدَّمتُ إلى القوم فرفضوا الاستماع إلى قولي. وهنا رزقني الله تعالى سُلطانًا نصيرًا.. فقال أحدهم: لماذا لا نسمع له.. ما الضرر في ذلك؟ دعونا نسمع ما عنده. فلمّا تحدَّثتُ إليهم وأخبرتهم بدعوة الأحمدية.. قالوا: أنتم مسلمون ونحن مسلمون من حزب الله.. فما الداعي لترك جماعتنا والانضمام إلى جماعتكم؟ لا مانع في أن يكون في المسلمين جماعاتٌ كثيرة.. فالرجل يمكن أن يكون له أولادٌ كثيرون. وهنا ألهمني الله تعالى الجواب فقلتُ: إذا كان لرجل عشرة أولاد.. كلّهم يُطيع الوالد في بعض أوامره وإرشاداته.. ولكن أحدهم يُطيعه في كل ما يقول.. فمن يكون أحبّهم إلى أبيه؟ قالوا: طبعًا هذا الذي يُطيع كل تعاليم أبيه. قلتُ: وكذلك طوائف المسلمين والجماعة الأحمدية.. فقد أخبر النبي أنَّ الأمة سوف تنقسم إلى 73 فرقة.. واحدة منها فقط سوف تتبع كل تعاليم القرآن والمصطفى ، ونحن الأحمديين هذه الجماعة. وهنا انفتحت قلوبهم ودخلوا جميعًا في الأحمدية..

إنّهم في باكستان يمنعون الأحمديين من بناء المساجد، وهدموا كثيرًا منها. وقالوا إنّ رؤية هذه المساجد تجرح مشاعرهم.. ولكن رؤية الكنائس ودور اللهو والأماكن الحمراء عندهم لا تؤذيهم! لقد عوَّضنا الله تعالى بـــ 682 مسجدًا جديدًا بأئِمتها.. دخلوا الأحمدية هذا العام. وفي العشر سنوات الماضية زاد عدد المساجد الجديدة في الجماعة 1643 مسجدًا. وإن شاء الله سوف نبني المساجد التي هدموها في باكستان،  ونبني مساجد في أماكن أخرى لا تسمح لنا اليوم بذلك.

ثم تحدَّث أمير المؤمنين عن نشاط الجماعة في أوربا، وأشاد بتقدُّم ألمانيا في هذا السبيل وبشَّر أنّها ستكون أول بلد أوروبي تُنشئ فيه الجماعة 100 مسجد.

أما في أفريقيا فقد أصبح للجماعة 208 مركزًا في 17 بلدًا.. بزيادة 105 مراكز في عامٍ واحد. في أحد البلاد الإفريقيّة طلب صاحب المبنى من المبشِّر الأحمدي أن يُخلي بيت الجماعة فورًا. فتأثَّر الأحمديون من ذلك.. وقامت السيدات الأحمديات بجمع الأموال اللازمة وبنوا للجماعة بيتًا جديدًا.

وأثناء البيعة العالمية -وهي التي يشهدها الأحمديون في العالم في التلفاز، ويتلون البيعة مع أمير المؤمنين- اشترك الأحمديون الجدد من 8 بلاد أفريقية ويمثلون 1250 جماعة جديدة. وبلغ مجموع الجماعات الجديدة 1387 جماعة، وفزنا بـــ 994 مسجدًا جاهزا جديدا. ودخل 802 من رؤساء القبائل في الأحمدية ومعهم 1078 إمام مسجد.

ثم أشار إمام الجماعة إلى إلهام المسيح الموعود “ينصرك رجال نوحي إليهم من السماء”.. وقال إن الرؤى والكشوف هَدَت بعض الناس إلى الحق، وذكر بعض الأحداث.. منها حادثة في تنزانيا، ذهب أحد الناس إلى رجل ممن يعتبر عندهم من الأولياء.. وطلب منه أن يساعده على شفاء مرضه وآلامه. قال له: أنا آخذ منك المال وأعطيك التعويذة. ثم أضاف ساخرًا. ولكن إذا أردت الدعاء المجاني فاذهب إلى الأحمدية. فجاء الرجل إلى المبشر الأحمدي وسأله الدعاء.. فقال له ادع الله تعالى سأدعو معك. وبعد أيام شُفي الرجل وعاد إلى المبشر قائلا: لقد كان في ذهني شيئين.. قررت أن أدخل الجماعة إذا تحققا، فقد تحققا والحمد لله. ودخل الجماعة.

ثم طلب أمير المؤمنين من كل الجماعة أن يسجلوا ما يصل إلى علمهم مما يقع على من يهينون الجماعة، لقد وعد الله الإمام المهدي “أني مهين من أراد إهانتك”.. فاكتبوا التفاصيل والشهود والأحداث بعناية وأرسلوها للمركز. هذه أمانة لديكم يجب نشرها تحت عنوان “فاعتبروا يا أولي الأبصار”.

ثمن ذكر الإمام -أيده الله بنصره العزيز- نشاط الجماعة في معارض الكتب الدينية، والتسجيلات السمعية والبصرية، والخدمات البيئية ووقار عمل (أي العمل التطوعي). وذكر أن إحدى السيدات الثريات في روسيا تبرعت بشراء عدة ساعات إرسال في الإذاعة لتستخدمها الجماعة. وذكر أن mta القناة الفضائية الإسلامية الأحمدية تُستقبل الآن في كل مكان على البسيطة.

ونوّه بخدمات الجماعة للمساجين في سبيل الله والفقراء والبؤساء والأرامل واليتامى.. ويجري كل ذلك في سكون وصمت، والمستشفيات والمدارس، وذكر 3 كتب جديدة هي: 1 في 3 للرد على كتاب أحد المعاندين 1 في 2، وكتاب لأمير المؤمنين اسمه المسيحية رحلة من الحقائق إلى الخيال، وترجمة عربية لكتاب الإسلام وقضايا العصر. وكذلك ترجمات كاملة للقرآن إلى 52 لغة في السنوات العشرة الأخيرة ولسوف تصل إلى 100 لغة قريبا إن شاء الله. وحث الجماعة على توفير عدد مناسب ممن يعرفون العربية واللغات.. للاستفادة بخبرتهم في الترجمة. وذكر الترجمة العربية لتفسير الجزء الأول للقرآن وأنه لقي قبولا حسنا. ونوّه بنشاط مطبعة الرقيم في إسلام آباد.. وأنها طبعت 49 كتابا من 325200 نسخة، وهناك 8 نشرات بلغة البوسنة تحت الإعداد، وفي السنوات العشرة الأخيرة أنشئ 155 مركز تعليميا معظمها في أفريقيا، وقال حضرته أن هناك آلافا وآلافا من الأحمديين يعملون ليلا ونهارا في خدمة الإسلام.

لقد بلغت ميزانية الإنفاق للجماعة هذا العام 717385000 روبية وهذا الرقم يعادل 6 أضعاف ما بذلته الجماعة قبل هجرتي، إن شاء الله سوف تصل الميزانية إلى الأرَبَ بالألف والعين. (الأرب بالألف هو المليار بالأردو، وبالعين هم العرب)

وأضاف حضرته أن بلاد العرب تمنعنا من إرسال كتبنا ومطبوعاتنا، ولكن الله تعالى فتح لنا بابا من السماء.. فإن قناة التلفاز الأحمدية تصل إلى كل البلاد، ويشاهدوا ويعرفون على أننا الإسلام.. ولسوف يأتون إلينا في القريب.

ثم أشار إلى وجود أربعة من السجناء السابقين.. السجناء بسبب الكلمة الطيبة.. شهادة الإسلام.. أمضوا في السجن عشر سنوات بعد أن نجوا من الإعدام. لقد تقبل الله تعالى دعاءنا ودموعنا.. وفرَّج كربهم. أنهم معنا الآن في الجلسة، واستقبلهم الحاضرون بالتكبير والتهليل ودموع الفرح مع حمد الله.

وقال حضرته: كنتُ دائما أحثُّكم على الصبر في مواجهة عدوان الظالمين، وقد بدأوا حملات جديدة من الكذب والبهتان.. ويزعمون أننا نهين النبي نعوذ بالله من ذلك! لقد تجاوزوا الحدود في البغي والظلم بما يفوق الاحتمال. الذين يُحبون محمدا ويحبون الإسلام.. يُتَّهمون بإهانة المصطفى ؟! لم يعد لدينا صبر على ذلك. لقد دعوت الله.. فألهمني -جل علاه- أن أدعوَ عليهم بالدعاء الذي علمنا إياه. لقد أباح الله للإمام المهدي أن يدعو على زعماء الفتنة المعاندين الأشرار.. وليس كل المسلمين المخالفين، فدعا عليهم بقوله اللهم مزِّقهم كل مُمَزَّقٍ وسحِّقْهم تسْحِيقا.. فلكم من اليوم أن تدعوا عليهم بهذا الدعاء.. على أولئك الذين تجاوز الحد في الظلم لنا. اللهم من تعرف أن قلوبهم قد طُبع عليها.. اللهم مزقهم كل ممزق وسحقهم تسحيقا.. اللهم كما أظهرت لنا علامات رضاك واضحة جلية.. أرِنا جلالك وبأسك مع هؤلاء.

اليوم الختامي

وفي اليوم الثالث ألقى السيد/ كريم أسد خان كلمة عن “السمات المميزة للإسلام”. والسيد/ أفتاب أحمد خان كلمة عن حال المسلمين الأحمديين في باكستان. ثم جلس أمير المؤمنين لمجلس “سؤال وجواب” مع غير الأحمديين وغير المسلمين. ثم جرت البيعة العالمية على يد خليفة الإمام المهدي، مثَّل فيها خمسةُ أعضاء من الجماعة القارات الخمس، وتمت صيغة البيعة في المجلس بـ 16 لغة، وقد شهد البيعة واشترك فيها 418,206 من الأحمديين الجدد من 93 قطرا و155 قومية و120 لغة.

وفي المساء افتتحت الجلسة الختامية بقراءة القرآن الكريم والاستماع إلى نظم من أشعار المسيح الموعود ثم ألقى “حضور” خطبته الختامية عن معجزة الخسوف والكسوف بحسب نبوءة المصطفى في زمن الإمام المهدي.. وقال إن النبأ المحمدي مذكور في كتب الحديث، وخبر الكسوف موجود في الكتاب المقدس وفي كتب ديانات أخرى وذكر شهادات من أقوال العلماء والأولياء السابقين.

وأضاف أن الإمام المهدي كان سعيدا بهذا الحدث، وعبَّر عن ذلك في قصيدته. وقد أنشدت مجموعة من شباب الأحمدية العرب من الكبابير هذه القصيدة “بشرى لكم يا معشر الإخوان” وترجمت إلى الأردو، فابتهج الجميع لسماعها وتأثروا بها كثيرا.

وقال الحضور أن هناك خمس نقاط عن آيتي الخسوف والكسوف يجب ألا تغيب عن البال:

  • خسوف القمر في أول ليلة من ليالي الخسوف.
  • كسوف الشمس في اليوم الأوسط من أيام الكسوف.
  • اجتماعهما في شهر رمضان.
  • وجود من يعلن أنه الإمام المهدي.
  • استشهاد هذا المدعي بهذه الآية على أنها له.

.. وهذا لم يحدث منذ خلق السموات والأرض لأي إنسان، كما أن الذين ادعوا بالمهدوية كثيرون.. ولكن لم يقدمها أحد منهم على أنها آية له. وبالطبع ما كانوا يستطيعون الاستشهاد بكسوف أو خسوف.. لأنهم كانوا يعتقدون بأن المهدي وعيسى شخصان مختلفان، ويكونان معا في مكان ووقت واحد، ولكن مرزا غلام أحمد هو الوحيد الذي أعلن أنه المهدي والمسيح، وهو الوحيد الذي صاح بأن هذه آيته قد ظهرت في السماء كما أخبر المصطفى .

وشرح أمير المؤمنين على رسم مكبر ظاهرتي الخسوف والكسوف، وناقش بعض الاعتراضات فقال إنه لا يمكن أن يحدث الخسوف في أول أيام الشهر العربي لأن القمر لا يكون موجودا.. بل هو هلال وخيط رفيع لا يُرى.. ولا يسمى عندئذ قمرا بل هو هلال. وقال: لا تُلقوا بسخافاتكم على الرسول فإن حديثه لا يعني هذا الذي تقولون، والقرآن يقرر سنن الله تعالى بالنسبة للشمس والقمر فيقول

لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ

ويقول ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ .

لقد ادعى مؤسس الأحمدية بأنه المهدي والمسيح عام 1890، وتحققت له آية الخسوف والكسوف عام 1894 مصداقا لما تلقاه من وحي الله تعالى. وبعدها أذن الله له بالدعاء على أئمة الكفر والعناد في هذه الإلهامات: “رب إني مغلوب فانتصر، فسحِّقهم تسحيقا”، “رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديَّارا”، “يا رب فاسمع دعائي، ومزِّق أعداءَك وأعدائي، وأنجِزْ وعدك، وانصُرْ عبْدَك، وأَرِنا أيَّامَك، وشَهِّرْ لنا حُسامَك، ولا تَذَرْ من الكافرين شريرا.” (تذكرة)

والآن بعد 100 عام لا يزال موقف المعاندين كما هو.. يرون الآيات ويكذبون.. وهذه هي الدعوات التي تعلمناها.. فحوِّلوا صبرَكم إلى دعاء، لقد شهدنا كثيرا من التغييرات.. ولسوف يحقق الله لنا وعوده جل علاه.

ثم أشاد بأعمال الجماعة وتضحياتها، وقال: يشهد الله تعالى أنها كانت جماعة وفية للخلافة.. أسأل الله السميح المجيب أن يفي لكم وعوده ولأجيالكم، ويحوِّل همومكم ومتاعبكم إلى سعادة، ويحقق لكم كل وعوده في صالحكم.

ثم قدَّم حضرته الإخوة الذين مكثوا في السجن 10 سنوات.. وقال الحمد لله أنهم معنا هنا، وسوف أحتضنهم باسمكم جميعا، ونرى نِعم الله تُمطر عليكم، وندعو لمن لا يزالون في السجون بناء على اتهامات باطلة، إن اتهاماتهم نفسَها تنطق بكذب الظالمين ونفاقهم، إن غباءهم يكشف كذبهم، يُقدِّمون الأحمدي إلى الشرطة لأنه أهان النبي .. وما وجه الإهانة؟ لقد ضبطناه يقول “لا إله إلا الله محمد رسول الله”.. أو وجدنا عنده مصحفا أو شعارا قرآنيا!! إتهامهم نفسه دليل على كذب الاتهام! إذا كنا مظلومين مغلوبين قليلين.. فيجب أن نعمل جاهدين ليزداد عددنا ويقل عددهم.. وذلك بأن ندخلهم في جماعتنا.

وفي الختام قاد أمير المؤمنين دعاء صامتا. ثم أرسل تحياته إلى المشاهدين عن طريق التلفاز.. وما هي إلا لحظة حتى وصلت رسالات الهاتف والفاكس من مشارق الأرض ومغاربها تحمل التهاني وترد التحية. كان مشهدا رائعا يعجز القلم أن يصفه. كانت الوحدة الإسلامية العالمية التي تغطي وجه الأرض في أجمل صورها. كان العالم كله موجودا في إسلام آباد، لقد تجلّت رابطة الجماعة بالخلافة الراشدة الثانية.. وتألقت الأخوة الإسلامية العالمية بما لا يُرى في أي مكان آخر من العالم. خليفة المسلمين يتحدث حديثا حيا مباشرا مع أبناء الأمة الإسلامية في كل أقطار الأرض.. وهم يردون عليه تحيته يعربون عن مشاعر قلوبهم. (اللهم أدم علينا نعمتك هذه ومتعنا بها أبد الدهر)

وفي الساعة الثامنة مساء اختتم الحفل بفضل الله تعالى.. على أن تبدأ جلسات الشورى في صباح اليوم التالي. وعاد الأحمديون إلى ديارهم وأوطنهم في رعاية الله وتوفيقه.

مَن شَغَلهُ ذِكري عَن مَسْألتي أعطيتُهُ قبل أن يَسْألني (حديث قدسي)

Share via
تابعونا على الفايس بوك