لا تخدعن فللمحب دلائل

لا تخدعن فللمحب دلائل

  • الحكمة البالغة من المعاناة
  • النظر إلى الشقاء من زاوتين

__

شَذَرَاتٌ مِنْ دِيوَانِ الإِمَامِ عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ “كرَّم الله وجهه”

المعاناة في الحياة لا تعني بالضرورة شقاء العبد، بل قد تدلُّ في بعض الأحيان على عناية من الله تعالى بعباده المقربين، بحيث يُمرن روحهم ويشحذ عزائمهم، ليستحقوا النعيم المقيم، فما يراه البعض شقاء  يراه المقرب دلائل معيَّة وعناية إلهية، فلنحسن النظر في هذه الدلائل.. يقول الإمام عَلِيٍّ بنِ أَبِي طَالِبٍ :

وَلَدَيْهِ مِنْ نَجْوَى الْحَبِيبِ رَسَائِلُ‏

.

مِنْهَا تَنَعُّمُهُ بِمَا يَبْلَى بِهِ

وَسُرُورُهُ فِي كُلِّ مَا هُوَ فَاعِلٌ‏

.

فَالْمَنْعُ مِنْهُ عَطِيَّةٌ مَعْرُوفَةٌ

والْفَقْرُ إِكْرَامٌ وَ لُطْفٌ عَاجِلٌ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ يُرَى مُتَحَفِظًا

مُتَقَشِّفًا فِي كُلِّ مَا هُوَ نَازِلٌ

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ تَرَاهُ مُشَمِّرًا

فِي خِرْقَتَيْنِ عَلَى شُطُوطِ السَّاحِلِ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ زُهْدُهُ فِيمَا تَرَى

مِنْ دَارِ ذُلٍّ وَ النَّعِيمِ الزَّائِلِ‏

.

وَمنَ الدَّلَائِلِ أَنْ يُرَى  فِي عَزْمِهِ

طَوْعَ الْحَبِيبِ وَإِنْ أَلَحَّ الْعَاذِلُ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ يُرَى مِنْ شَوْقِهِ

مِثْلَ السَّقِيمِ وَفِي الْفُؤَادِ غَلَائِلُ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ يُرَى مِنْ أُنْسِهِ

مُسْتَوْحِشًا مِنْ كُلِّ مَا هُوَ شَاغِل‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ ضِحْكُهُ بَيْنَ الْوَرَى

وَالْقَلْبُ مَحْزُونٌ كَقَلْبِ الثَّاكِلِ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ حُزْنُهُ وَ نَحِيبُهُ

جَوْفَ الظُّلَامِ فَمَا لَهُ مِنْ عَاقِلٍ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ يُرَى مُتَهَنِّكًا

بِسُؤَالِ مَنْ يَحْظَى لَدَيْهِ السَّائِلُ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ تَرَاهُ بَاكِيًا

أَنْ قَدْ رَآهُ عَلَى قَبِيحٍ عَاقِلُ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ تَرَاهُ مُسَافِرًا

نَحْوَ الْجِهَادِ وَ كُلِّ فِعْلٍ فَاضِلٍ‏

.

وَمِنَ الدَّلَائِلِ أَنْ تَرَاهُ مُسَلِّمًا

كُلَّ الْأُمُورِ إِلَى الْمَلِيكِ الْعَادِل

Share via
تابعونا على الفايس بوك