فرائد زانها حسن البيان

ومـا القـرآن إلا مثـلَ دُرَرٍ

فرائـدَ زانَها حسـنُ البـيانِ

.

ومـا مسّتْ أكفُّ الكاشحينا

معـارفَه التي مـثل الحَـصانِ

.

به ما شئتَ مِن عـلم وعقـل

وأسـرارٍ وأبـكار المعـاني

.

يسكِّت كلَّ مَن يعـدو بضغنٍ

يبكّت كلَّ كـذّاب وجـاني

.

رأيـنا دَرَّ مُـزْنتِـه  كثـيرًا

فـدَينـا ربَّنـا ذا الامتـنانِ

.

ومـا أدراك ما القرآن فيضًا

خفـيرٌ جـالبٌ نحو الجِـنانِ

.

كلامٌ فائق ما راقَ طرفي

جـمـالٌ بعـده والنَّـيِّرانِ

.

أين يكون للقـرآن مِثـلٌ

وليس لـه بهذا الفـضل ثاني

.

ورِثنْا الصُّحْفَ فاقتْ كلَّ كُتْبٍ

وسبقتْ كلَّ أسفـار بشانِ

.

وجاءت بعدما خـرّتْ خيامٌ

وخُـرّبت البيوت مع المباني

.

محَتْ كلَّ الطرائق غيرَ بِرٍّ

وجذّتْ رأسَ بدعات الزمـانِ

.

كأنّ سيوفـها كانت كـنارٍ

بها حُرقتْ مَخـاريق الأداني

.

إذا اسـتدعى كتابُ الله مثلاً

فعَيَّ القومُ واستـتروا كفانِ

.

وأما الجاهـلون فما أطـاعوا

فأعدمَـهم فؤوسُ الاحتفانِ

.

سُقـوا كأس المنـايا ثم سيقوا

إلى نارٍ تلـوِّحُ وجـهَ جـانِ

.

فهـذا أجرُ جهـل الجاهلينا

من الرحمـن عند الاسـتنانِ

.

وما كان الرحيـم مُـذِلَّ قومٍ

ولكـن بعد ظلـم وافتـنانِ

.

وهل حُـدِّثتَ مِن أنبـاء أممٍ

رأوا قبـحًا بأفعـالٍ حِسانِ

.

وكل النـور في القـرآن لكنْ

يمـيل الهـالكون إلى الدخانِ

.

بـه نلنـا تُراثَ الـكاملـينا

به سِرْنا إلى أقصـى المعاني

.

فقُـمْ واطلُبْ معـارفه بجهدٍ

وخَفْ شرَّ العواقب والهوانِ

.

أتخـطُب عـزّةَ  الدنيا الدنيّةْ

أتطلب عيشها والعيش فانِ

.

أترضى يا أخي بالخان حمقًا

وتنسى وقت تبـديل المكانِ

.

على بستان هذا الدهر فأسٌ

فكم شجـر يجاح من الإهانِ

.

وكم عنـقٍ تكسّـرها المنايا

وكم كفٍّ وكم حسنِ البنانِ

.

ترى في سـاعةٍ سُـرَرًا لرجُلٍ

وفي الأخـرى تراه على الإرانِ

.

وإني ناصـح خِـلٌّ أمـينٌ

ويدري نـورَ علمي من يراني

.

يُكـرَّمُ جاهـلٌ قبـل ابتلاءٍ

وقـدرُ الحَـبْر بعد الامتحانِ

.

وإني قـد وصلتُ رياض حِبّي

ويطلبني خصيـمي في المـَحاني

.

هوَيتُ الحِبَّ حتى صار روحي

وأَرْنـاني جِـناني في جَـناني

.

بوجه الحِبّ لستُ حريصَ مُلكٍ

كفاني ما أرى نفسي كـفاني

.

ورثنا المجـد من ذي المجد حقًّا

وصُبِّـغْنا بمحـبوب مُقـانِ

.

ولستُ مـواريًا عن عين ربي

وإن الله خـلّاقـي يـراني

(نور الحق)

Share via
تابعونا على الفايس بوك