الهجرة إلى أرض السعادة

الهجرة إلى أرض السعادة

الهجرة أو الهُجرة تعني الخروج من الأرض الأم مسقط الرأس إلى غيرها من البلدان لسبب ما، وهي ظاهرة ليست حديثة، بل هي قديمة قدم الإنسان نفسه، إلا أن حدّتها قد ارتفعت بشكل ملحوظ بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما بدأت أوروبا تستقطب اليد العاملة من مختلف دول العالم، وخاصة من أفريقيا من أجل إعادة بناء اقتصادها المـُدمَّر الذي لا تقوى شعوبها على تدعيمه والنهوض به نتيجة آثار الحرب على قطاع واسع من السكان النشيطين، وكان هذا عامل هام حَدَا بهذه الدول المنهوكة إلى الاستنجاد بالبلاد الفقيرة للتزود باليد العاملة سواء منها العادية أو المدربة، وهكذا نشطت الهجرة إلى كل دول أوروبا بشكل قانوني يضمن للمهاجر كل حقوقه، لكن بعد تطور المكنة وانتشارها من جهة، وانتعاش الساكنة الأوروبية من جديد من جهة أخرى، تفشت ظاهرة البطالة بأوروبا ذاتها مما حدا بها إلى تسريح أعداد كبيرة من العاملين وخاصة المهاجرين منهم، كما قررت إغلاق حدودها أمام الهجرة ووضعت قيودًا قانونية أخرى بهدف الحد من تدفق المهاجرين..إلا أن ذلك كله لم يجعل حدًّا لطموح الراغبين في الهجرة إلى أوروبا خصوصًا أولئك الذين تدفعهم الضغوط الاقتصادية إلى سلوك هذا السبيل وذلك لأسباب متنوعة أهمها:

– انتشار البطالة وارتفاعها بسبب التخلف الاقتصادي وأزماته وسوء تدبير وتسيير موارد البلاد وإمكانياتها مما ينجم عنه الفقر والحاجة.

– انبهار الشباب والأجيال الصاعدة بما حققته دول الشمال من تقدم وبالحياة الرغيدة التي تعيشها شعوبها، وهو أمر قد يكون مبالغًا فيه ساهمت في إشهاره وسائل الإعلام من جهة والسلوكيات المظهرية التي تكتسي المهاجرين الزائرين لأوطانهم. ولذلك أصبح من أماني الشباب أن تطأ قدماه أرض السعادة! وهو أمل يعميه عن كل ما يربطه بوطنه من أواصر حب الوطن وقد يتحول هذا العمى إلى قطع الصلة بالجذور الثقافية والقومية والروحية بفعل الغفلة. ولأن الهجرة القانونية قد أُحكمت أبوابها بفعل التشريعات المقيدة لها، فإن الهجرة السرية قد فرضت نفسها كبديل وهي كما يدل عليها اسمها تتم خفية عن أنظار حُراس الحدود للبلدين المهاجَر منه والمهاجر إليه حيث يمتطي المهاجرون ليلاً القوارب المطاطية وغيرها المفتقرة إلى أبسط الضروريات الوقائية، كما يضطر بعضهم إلى الاندساس بين أجزاء شاحنات نقل البضائع عبر الحدود الأمر الذي عرّض الكثير منهم للاختناق؟؟ وقد يسلَم البعض وينفذ بجلده فيطأ أرض السعادة الموعودة! لكن سرعان ما تصطدم هذه السعادة بمشاكل لم تكن في الحسبان تستقبلهم لتبخر وتبدد أحلامهم في أرض الأحلام وأماني السراب، فيقعون في شباك الاستغلال.. في أعمال شاقة وبأجور زهيدة نظرًا لعدم مشروعية إقامتهم التي تفرض عليهم عدم المطالبة بحقوقهم وهذا أشبه ما يكون عليه الحال تسميته بعبيد العصر الحديث؟؟

كما أن البعض من المهاجرين السريين قد ينخرط في غياب فرص العمل في أعمال غير مشروعة تحط من كرامة الإنسان وقيمه الروحية وقد تصل به إلى نتائج غير محمودة، فيصير مطلبًا للأمن والقضاء.. أما الذين ينجحون في الحصول على عمل، فهم محرومون من كل الحقوق التي ينظمها قانون الشغل بالإضافة إلى ذلك عيشهم في مناطق نائية لا تتوفر على أدنى شروط العيش والنتيجة أنها ليست إلا هجرة إلى أرض التعاسة؟؟

مساهمة الصديق: جمال المذكوري (المملكة المغربية)

 

التشخيص الدقيق للعقم ضمان العلاج الفعال

تعتبر اضطرابات الخصوبة من المشاكل الصحية ذات التأثيرات النفسية والاجتماعية أيضًا. ويمكن أن تصيب أحد الزوجين أو كليهما، ومن جراء ذلك يخيم على الحياة العائلية الزوجية الصمت والمشاعر السلبية في كثير من الأحيان. وتعد اضطرابات الخصوبة من الأمراض التي يمكن معالجتها والتغلب عليها بفضل تقدم العلوم الطبية التشخيصية والعلاجية. وعن أهم أسباب العُقم عند الرجال وطرق علاجه يرى الأطباء أسباب عديدة: تؤدي اضطرابات الكم والشكل والوظيفة في الحيوان الذكري إلى العقم. ومن أسباب الاضطراب الذكري الاضطرابات العضوية الولادية أو المكتسبة التي تنجم عن الإصابة ببعض الأمراض التي يمكن أن تحدث في مرحلة البلوغ أو المرحلة التالية لها، والتي تؤدي لحدوث موانع دائمة أو مؤقتة للانجاب. ومن أهم الأسباب التي تؤثر على تكوين الحيوانات المنوية المذكرة.. التلف المباشر للخصية والتي تسبب اضطرابات عضوية تؤدي كذلك إلى قلة ووهن وتشوه الحيوانات المنوية، حيث إن دوالي الخصية حالة مرضية للأوردة الخصيوية وتوجد هذه الحالة بنسبة 15% عند الرجال وتسبب نسبة 35% من العقم المبدئي ونسبة 85% من العقم الثانوي، وسبب العقم لهذه الحالة يكون من جراء الأذى الخلوي لمنتجات الحيوانات المنوية في الخصية المصابة كما ذكرنا آنفًا.

أما التلف غير المباشر فهو الفرط الحراري من جراء احتقان الدم الوريدي للخصية المصابة، وهكذا يؤدي إلى الاضطراب الخصوي حيث إن درجة حرارة الخصية تكون أقل نسبة من حرارة الجسم في درجة حرارة واحدة إلى درجتين ونصف. أو يكون هنالك تلف آخر غير مباشر وعلى سبيل المثال من جراء التهابات الخصية المزمنة كالإصابة الجرثومية للخصية أو للبروستاتا أو المسالك البولية والتناسلية.

أو قد تكون هنالك أسباب مرضية صمائية تؤدي إلى هذا التلف من جراء أضرار تعرضية كيميائية مثل التعرض للمواد المبيدة للحشرات، والتدخين، حيث يؤدي التدخين إلى ضمور في الخلايا المنتجة للنطف وذلك بسبب احتوائها على المواد السامة علاوة على النيكوتين، أو تكون هناك أسباب التهابية جرثومية أو فيروسية، ويمكن أن تكون هناك اضطرابات هرمونية أو مناعية أو جينية بسبب تشوهات جينية أو تركيبية، وهذه الحالة توجد عند الرجال بنسبة 30٪ وأما أمراض نقص الإنتاج النطفي (المنوي) فإن نسبتها عند الرجال 15٪ حيث يشخص بنسبة عالية في هذه الحالة قصور الغدة التناسلية مع فرط للمنبه القندي حيث تنخفض في هذه الحالة نسبة «التستسترون» بالمقارنة ب «اللاوستراديول». وسبب هذا القصور يكون أكثر انتشارًا عند الرجال الذين يتناولون الستروئيدات البناءة كما هو الحال عند بعض الرياضيين أو تناول المضاد الحيوي «النيتروفورانتوئين»، أو مقاوم «الهيستامين» (السيمتيدين)، الكوكائين، النيكوتين، الكافيين.

ويجب أن تكون نتائج تحليل السائل المنوي دقيقة حيث إن التحليل الشكلي للنطفة يجب أن يحدد النسبة المئوية للحيوانات المنوية ذات الشكل الطبيعي والتي تكون في حالة الإخصاب ما فوق الــــــ 60٪، وفي نفس الوقت يجب أن يجرى لكل عقيم الفحص المخبري الهرموني في الدم. أما تشخيص ضعف الحركة للنطفة فإن له أسبابًا أخرى غير مذكورة آنفًا وأهمها قصور حركي وراثي للنطفة. ويؤدي هذا العامل إلى عدم التجاوب مع العلاج وذلك إما بسبب خلل وراثي في الجزء الأوسط من النطف وغياب الحبيبات الخيطية في خلايا النطفة أو خلل في تكامل الذيل النطفي أو تكون هنالك أمراض مناعية ضد النطفة. أما في حالة تشخيص التغيرات المرضية الشكلية للنطفة فيكون سببه اضطرابات من نوع آخر. أو بسبب تغيرات بيئية سامة أو التهابية جرثومية للبربخ أو بسبب إطالة في مرحلة الانتقال من حالة «البربخ» إلى حالة «الحويصلة المنوية» وذلك من جراء خلل عصبي أو اختلال هرموني، وكما ذكرنا آنفًا يجب إجراء فحوصات مخبرية في هذه الحالة ومن خلال ذلك يمكن تشخيص درجة التلف الخصيوي. ويحبذ للتأكد من الحالات التي تحتاج لعلاج أن تجري هذه الفحوصات المخبرية للمريض وبناء عليها يستطيع الطبيب الأخصائي بالمسالك البولية والتناسلية إثبات وجود تغيرات هرمونية أم لا. وكذلك يجب أن يقام التشخيص التفريقي الملون للموجات فوق الصوتية لتشخيص إذا كان هنالك وجود دوالي في الخصية أم لا، أو وجود تغيرات في «البربخ» وكذلك يجب إجراء الفحص للبروستاتا وبعدها يمكن أن يشخص المرض بدقة ويقوم الطبيب بوضع خطة علاجية مناسبة للتغلب على الاضطرابات الجسدية والنفسية الناجمة عن عدم القدرة على الإنجاب وإعادة البسمة والصفاء للحياة الزوجية، إذ أن غاية الزواج السعيد الحمل والإنجاب ولأن الأطفال زينة الحياة الدنيا فهم مفتاح سعادة الحياة الزوجية.

تجنب القيلولة للمحافظة على قلبك

ربما تكون إغفاءة الظهيرة القصيرة الحل الأمثل للتخلص من حرارة الجو الملتهبة خاصة في المناطق الاستوائية، ولكن أظهرت دراسة حديثة أجريت على بعض النائمين لفترات قصيرة في كوستاريكا، أن قيلولة الظهر اليومية تزيد مخاطر النوبات القلبية بنسبة خمسين في المائة بالمقارنة مع الأشخاص الذين نادرًا ما يأخذون القيلولة أو لا يأخذونها على الإطلاق.

ودرس الباحثون في معهد الصحة العام في بوسطن وجامعة كوستاريكا في سان جوز حالة 505 أشخاصًا نجوا من نوبات قلبية تعرضوا إليها، وكذلك حالات 522 شخصًا يضاهونهم في السن والجنس وفي أسلوب المعيشة في المنطقة التي يقيمون فيها فوجدوا أن الأشخاص الذين يأخذون إغفاءة طويلة نسبيًا يوميًا أي أكثر من ساعة ونصف يصبحون أكثر تعرضًا للنوبات القلبية بنسبة خمسين في المائة بالمقارنة مع الذين يأخذون القيلولة مرة في الأسبوع أو نحو ذلك ولأقل من ساعة.

ويشير الباحثون إلى أن الفترة التي تلي الاستيقاظ في الصباح تُعد من أخطر الأوقات للإصابة بالنوبات القلبية. كما يعتقدون أن فترة الاستيقاظ التي تلي القيلولة تمثل ثاني أخطر وقت للإصابة بالنوبة القلبية خلال النهار. ويُرجح الباحثون أن تكون القيلولة النهارية بمثابة حافز للنوبة القلبية ويحذرون بأن القيلولة المنتظمة قد تُوحي بأسلوب حياة يدل على الكسل!!

البعوض ينقل مرض العصر

قد يحمل طنين البعوضة المزعج حول أذنك ما هو أكثر من تعطش للدم. تقول عالمة في جمهورية «التشيك» درست حشرات مختلفة ناقلة للأمراض، أنه يبدو أن البعوض ينقل وباء العصر الحديث المعروف باسم مرض ليم.

ويرى العلماء أن القرادات تنقل مرض الليم، وهو مرض يعتبر عمومًا بأنه لا شفاء منه حيث أنه يسبب شعورًا بالتعب الشديد فضلاً عن مضاعفات صحية كثيرة أخرى. وقد تم اكتشاف هذا المرض في مناطق مختلفة من العالم على مدى السنوات العشرين المنصرمة، مما دفع خبراء الصحة إلى تحذير رواد المعسكرات والمتنزهات وكل الأماكن التي يوجد بها القرادات الماصة للدماء.

جمعت خبيرة فسيولوجيا الحيوان بجامعة مارساريك في برتو ودرست قرادات مع زملائها لمدة أربع سنوات. وتقول إن 9,6 في المائة من الآلاف التي تم دراستها من حشرة القرادة كانت تحمل ميكروبات لا تُرى إلا بالمجهر ومعروفة على نطاق واسع باسم سبيروشيت –الملتوية- أو بشكل أكثر تحديدًا البوريليا بورجدوزفري التي تسبب مرض الليم. ويُلمحون من خلال تعليقهم هذا أنه إلى جانب القرادة، فإن البعوض وغيرها من الحشرات الماصة للدماء مثل الذبابة السوداء أو ذباب الإيل تحمل نفس النوع من الميكروبات اللولبية التي تصيب الإنسان بمرض الليم. وصرحت الخبيرة بأن هناك دلائل على أنه ليس القرادات وحدها، بل غيرها أيضًا من الحشرات والكائنات الماصة (ومن بينها البعوض) ربما تلعب دورًا في نقل مرض الليم. بيد أنه يتعين إجراء مزيد من التجارب للتأكد من هذا الأمر.

ولا يحظى هذا الرأي بموافقة كل العلماء. فعلى الرغم من اكتشاف البعوض وحشرات أخرى وبها كائنات «سبيروشيت» المسببة لمرض الليم، فإن بعض العلماء ما زالوا غير مقتنعين بما إذا كانت هذه الحشرات تنقل المرض بالفعل إلى البشر مثل القرادة.

وتعزز الباحثة نتائجها وذلك لأن التقارير الواردة من الأطباء والمرضى تشير إلى أن كثيرين من المصابين بمرض الليم قد تعرضوا للدغ البعوض. كما تشير أيضًا إلى أن ما حدث هو أن الباحثين في مرض الليم درسوا القرادات بشكل يفوق غيرها من الناقلات المحتملة.

مرض «مضايقات العمل»

أفادت مجموعة من الأطباء بألمانيا أن مجموعة الأعراض المتلازمة التي لا تنطبق على مرض محدد بذاته، والتي تنتج عن المضايقات المزمنة من كبار المسؤولين أو الزملاء في أماكن العمل، يجب اعتبارها مرضًا قائمًا بذاته مثل أي مرض من أمراض المهنة التي تستوجب التعويض.

وتشير إحصائيات هيئة اتحاد العمال الألمانية إلى هناك حوالي 1,5 مليون شخص في ألمانيا معرضون لمضايقات العمل. ولكن عندما يزور أحدهم الطبيب يتم تشخيص حالته على أنه يعاني من الاكتئاب أو القلق أو اضطرابات في الشخصية. وتقول المتحدثة باسم المجلس الطبي العام بمقاطعة نورث رين – ويستفاليا إن غياب مصطلح تشخيصي للمضايقة في العمل يعكس الطريقة التي نتعامل بها مع المشكلة في مجتمعنا.

ويؤكد الباحثون والأخصائيون حول هذه المشكلة على أن الأطباء يقومون فقط بعلاج الأعراض، وليس أسباب المرض. ومما لا شك فيه حسب قولهم أن المضايقات التي يتعرض إليها أي شخص في مقر عمله تمثل عنفًا حقيقيًّا يمكن أن يؤثر على طريقة عيش المـُصاب وعلى حياته العائلية والمهنية والاجتماعية.

كما أفاد التقرير أن تكاليف المضايقات في العمل على الشركات وقطاع الرعاية الاجتماعية يكلف سنويًّا ما بين 30 و 100 مليار مارك (أي ما بين 13,5 و45 مليار دولار) سنويًا.

وخلال القيام بهذه الإحصائيات أفاد ناطق باسم الأطباء أن هنالك عوائق كثيرة تُوجد أمام الأطباء عند تشخيصهم «أعراض مضايقات العمل» وهي أن ضحايا المضايقات غالبًا ما يُخفون الأسباب الحقيقية لأمراضهم ويبرزون فقط وجود اضطرابات بدنية مثل فقدان الشهية واضطرابات أخرى منها خلل في وظائف القلب أو المعدة.

وأوضح التقرير أن المرضى لا يرغبون في عرض أنفسهم كضحايا المضايقة من خلال زيارتهم الأولى لطبيب، حيث أن الكثيرين يعتبرون أن ذلك قد يحمل تأثيرات سلبية على مستقبلهم خصوصًا عند وجوب إمكانية الملاحقة القانونية التي يمكن أن يتعرض لها رؤساءهم أو بالتحديد المسؤولين الذين مارسوا هذه المضايقة ضدهم.

وفي هذه الظروف يجد الأطباء أنفسهم مكتوفي الأيدي غير قادرين لتقديم العلاج المناسب والسليم للمصابين. وغالبًا يتحول الأطباء في هذه الظروف إلى مساعدين أو بالأحرى مرشدين اجتماعيين لا قدرة لهم على تقديم أي مساعدة فعالة.

بتصرف عن شبكة الإنترنت

مساهمة الصديق: ع.م (الأردن)

Share via
تابعونا على الفايس بوك