فخمرت وجهي بجلبابي

فخمرت وجهي بجلبابي

تبث بعض المحطات الفضائية برامج إسلامية هادفة تُناقش قضايا الساعة وتُلقي الأضواء على ما يدور من تساؤلات في الشارع الإسلامي. إلا أن بعضها ينقصها الدقة في التبيان والحكمة في التوضيح. ومن هذه المواضيع الحساسة التي نُوقشت ولم تأخذ حظها من الإفاضة والبيان..”الحجاب”.

وقد اتصل بعض من شاهد هذه البرامج بأسرة “التقوى” مستفسرا عن بعض النقاط التي أُثيرت أو مُعقبًا عن بعضها الآخر، ولا سيما حجاب الوجه، أي هل الوجه يجب أن يشمله حجاب المرأة أم لا؟ فرأت أنه من الحِكمة أن تكون المنفعة شاملة وكاملة أن تنشر نص مجهودها المتواضع.

وإليكم في ما يلي نص التعقيب:

فليكن واضحا أن الحجاب يشمل الوجه أيضا. ومما يؤيد ذلك حديث الإفك حيث تقول السيدة عـائشة  – رضي الله عنها – عن الصحابي الذي وجدها نائمة بعد رحيل جيش المسلمين: “… فعرفني حين رآني، وكان رآني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي…” (البخاري، كتاب المغازي، باب حديث الإفك). وكذلك الحديث الذي ورد فيه أن النبي كان مَعَ إِحْدَى نِسَائِهِ فمر بهما رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله ثم نفذا، فقال لهما رسول الله : “على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي”. (البخاري، كتاب الأدب، باب التكبير والتسبيح عند التعجب).

ويتضح من أقوال سيدنا المسيح الموعود أن الحجاب يشمل الوجه أيضا، غير أنه يمكن كشف العينين والأنف والفم. لذا فليس من المناسب القول أن الوجه لا يدخل ضمن الحجاب.

بيد أن السيدات العاملات مثل الطبيبات أو غيرها من ذوات المهن المعينة اللواتي تفرض عليهن طبيعة أعمالهن كشف وجوههن، فيمكنهن ذلك في حالة اضطرارية، بشرط أن يكون مقتصرًا على ساعات العمل فحسب، وفي هذه الحالة أيضا يجب ألا يضعن الماكياج وما شابه ذلك. أما إذا وضعن الماكياج والتطرية فعليهن بتغطية الوجه لأن الماكياج يزيد من لفت الأنظار.

فالإسلام قد فرق – في صدد الحجاب – بين اللواتي يضطررن للخروج للقيام ببعض الأعمال المعينة وبين اللواتي يتمتعن ببحبوبة العيش جالساتٍ في البيوت. فينبغي ألا تُستغل هذه الرخصة التي منحها الإسلام لبعضهن في ظروف معينة استغلالا خاطئا.

إن القرآن يأمر بتغطية الوجه، وغض البصر، وعدم التبرج، وعدم المشي بطريقة ملفتة للأنظار، حتى إنه يأمر ألا يخضعن بالقول أثناء حديثهن مع المحارم من الرجال حتى لا يأخذ أحدهم انطباعا خاطئا فلا تغزو ذهنه أفكار خاطئة.

وقال الإمام المهدي والمسيح الموعود يجب أن تُصلحوا الرجال قبل أن تقولوا بضرورة الحجاب أو عدمه. وقال أيضا: إن عدم قيام المرأة بالحجاب في مثل هذه الظروف إنما هو كأن يوضع الخبز الطازج اللين أمام الكلب ثم يُظَن أنه لن يلمسه.

لذلك فلا بد من أخذ الظروف بعين الاعتبار للبت في نوعية الحجاب. يجب أن تتذكروا مبدئيا أن الغاية من الحجاب هي ترسيخ دعائم احترام المرأة. لذلك ينبغي مراعاة هذه التعليمات المبدئية في ظروف معينة.

فإذا كانت ثمة ظروف خاصة فينبغي أن ترفع الجماعة المعنية تفاصيلها – مع توضيح الظروف والأمور الأخرى المتعلقة بها – إلى مركز الجماعة حتى يبحثها ثم يصادق عليها.

Share via
تابعونا على الفايس بوك