التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

_____________

تَمتع بنوم ليلة هادئة

_____________

عوامل عديـدة  يُمكن أَنْ تُؤثر على نومك.. الإجهاد، الحزن والتّغيرات البسيطة في نشاطك اليومي. وإذا كنت مِمَّنْ يفتقدون نوم ليلة هادئة فإليك نهدي هذه النصائح.- وفِّر لعقلك وجسمك فترة من السكينة: خذ حمامًا ساخنًا أو احصل على قدر من التدليك أو استمتع بالهدوء التام.- لا تفرض على نفسك النوم وأنت جاهد لأنك سوف تزيد من حالة القلق لديك. يقترح العديد من الخبراء أن تغادر السرير، وأن تضـيء الغرفة، وتنهمك في أي نشاط هادئ، مثل القراءة، أو إنجاز واجب دراسي أو كتابة أي شيء هام، أو أي نشاط آخر يُشعرك بالإرهاق التام. استمر هكذا حتى تشعر أنك ترغب في النوم، ثم ارْجع إِلى السّرير وإذا كنت مازِلتَ تَشْعر أنك مستيقظ وقلق فأعد الكرة مرة ثانية.- تعرف على احتياجات جسمك لساعات النوم التي تخول له استرجاع نشاطه وتمنحك الشعور بالكفاءة خلال اليوم التالي. وتختلف هذه الاحتياجات من شخص لآخر لذا لا تقارن نفسك بالآخرين.

– داوم على النوم والاستيقاظ في مواعيد محددة حتى في إجازة نهاية الأسبوع. حتى إذا كنت تعاني من مشكلة أثناء نومك فإن المحافظة على مواعيد محددة للنوم والاستيقـاظ يمنحـك نومًا صحيًا. وتجنب النوم لساعات طويلة إضافية خلال عطلة نهاية الأسبوع لأن ذلك سيؤثر في نمط نومك خلال أيام الأسبوع القادم.- تجنّبْ الكافيين أو خفّض من مصادره. إذ أنه يُمكن أَنْ يَجْعل من الصعب الحصول على نوم هادئ خلال الليل أو على الأقل قد يصيبك بأرق مستمر. ويختلف تأثيـر الكافين من شخص لآخر فالبعض قد يسـتمر معه تأثير مفعـول القهوة أو قطـعة شكـولاتة إلى أكثر من ثمان ساعات.

– أقلع عن التدخين لاحتوائه على مواد منبهة (النيكوتين). فقد بينت الدراسات أن كثيرًا من المدخنين يعانون منْ صعوبـة في النوم. حيث إنه يُمكن أَنْ يؤدي إلى رفع ضغط الدم، ويؤثر على القلب إلى جانب المخاطر العديدة التي يمكن أن يسببها إشعال سيجارة وأنت في السّريرِ!- تجنب تناول وجبـةُ عشاء كبيرة لأنها تَجْعلك تَشْعر بالتعب، مما يجعل الحصول على قدر قليل من النوم بعدها وهذا شيء مزعج جدا، فالجسم حينها يكون منهمكا في هضم الوجبة. والجدير بالذكر هو أن الذهاب إلى السّرير وأنت تعـانى من الجوعِ ليس بالأمر الجيد لذلك من المستحسن أن تتناول وجبة عشاء خفيفة تحتوي على البروتين لتجنب الجوع بعد تناولها. إذا كان لابــد من تناول شيء قبل الذهـاب إلى النوم فمن الضروري أن يكون على الأقل بحوالي ساعتين وأن يحتوي على “كربوهيدرات” وكذلك الحليبِ الدافئِ فهو هام جدا. أيضا تجنّب تنـاولُ أطعمة دسمه أو تلك التى تحتوي على توابل كثيرة أو الثوم فهي تعمل علىِ عسر الهضم أو الحموضة المعوية.- تُعتبر ممارسة التمارين الرياضية بشكل منتظم وفي الوقت المناسب مؤشرا إيجابيا يساعدك على النوم   بشكل سهـل وجيـد.  وتعتبر ممارســة التمارين الرياضية في وقت متأخّرِ بعد الظهر أو في بداية المساءِ أكثرُ فعّالية للحصول على نوم أحسن من القيام بالتمارين في الصّباحِ أو المساء المتأخّر.- تأكد من عدم وجود أضواء من خارج الغرفة تتسرب عبر النوافذ إلى غرفتك أو من خلال الباب وتأكد أيضا من أن تكون درجة حرارة الغرفة معـتدلة وهنـالك قسط وافـر من الهواء النقـي في الغـرفة.

عزيزي القارئ قد تطول قائمة النصائح وتتضخم التفاصيل ولكن هل إلى حل مجدٍ من سبيل؟ لقد تعددت الأسباب، ومنها: عدم الشعور بالاستقرار والأمان والتطلع إلى ما في يد الآخرين والتكالب على الدنيا الدنية والبعد التام عن الحضرة الأحدية وَلدت تداعيات نفسية عديدة تتسبب في التشويش على مجرى الحياة الطبيعية للفرد والمجموعة. قد يصف لك الدكتور حبوبًا مهدئة أو بالأحرى مخدرات تُرخي أعصابك وتجعلك تنام غصبا عنك. ولكن مفعولها يزول حال توقفك عن أخذها. والحل الوحيد هو أنه مما لا شك فيه أنه ليست هنالك قوة على الأرض تكسب المرء الطمأنينة مثل ذكر الله عز وجل  الذي قال في حق المؤمنين: “الَّذينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ الله تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ”  (الرعد:29). ووصف لنا عز وجل أنهم منشغلون في ذكره عز وجل في حالات ثلاث هي أساس نشاطات الفرد اليومي: “الَّذِينَ يَذْكُرُونَ الله قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ” (آل عمران: 192). وكما يبدو واضحا مِنَ الآية أن ذكر الله أو بالأحرى عبادته وتسبيحه يكون أيضا حين استلقاء الفرد واستعداده للنوم “وَعَلَى جُنُوبِهِمْ”  مما يبعث الشعور بالاطمئنان ويُكسب السكينة. ولا يتوقف ذكره عز وجل على بعض تسبيحات يؤديها المرء بل في المداومة على الصلوات الخمس التي هي في الحقيقة كتاب موقوت، أي أنها تُنظم حياة المرء حسب مواقيت دقيقة ومدروسة حيث إنه لا يشعر بفقدان نوم ليلة هادئة بل إنه يتمنى أن تكون له لحظات فارغة إضافية يكرسها لذكر الله عز وجل. كما أنه يُـوفر من ساعـات نومـه ليلا سويعـات لأداء صـلاة التهـجد.

فها هي الفرصة تُعرض عليك مرة أخرى فالتحق بزمرة الصالحين وكن من عباد الله الذاكرين كي تتمتع ليس بنومك فحسب بل بقيامك وصيامك حتى تُصبـح جميع أعمـالك عبادات، جعلنا الله وإياكم ممن يتحـقق فيهم قولـه عز وجل:

“قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُـسُـكِي وَمَحْـيَايَ وَمَمَـاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِـينَ” (الأنعام: 163)

 تحدث لكي أتعرف عليك

حكمة عريقة بالرغم أننا جميعا نعرفها ولكن نتجاهلها غالبا أو لا نحسن تطبيقها.. تحدث لكي أعرفك. غالبا ما يفشل الواحد منا في التعبير عن مشاعر الحب والاعتزاز تجاه أحد أفراد الأسرة. فتخوننا الكلمات تارة ويهجرنا حسن البيان تارة أخرى. كما أننا عندما نحاول طلب خدمة من أحد أفراد الأسرة سرعان ما يتحول الأمر إلى شِجَار.

فهنالك كثير من الشبان غالبا ما يفشلون في التعبير عن مدى حبهم لوالدتهم حيث أنهم يحسون أن الكلمات تهرب منهم، أو تبقى حبيسة بداخلهم ولا يعرفون كيف يحررونها. وهنالك فريق آخر بالرغم من حبهم لأحد إخوانهم أو أخواتهم يعتبرون أنفسهم مقصرين، فحين يمر أحدهم بموقف سيء لا يعرفون كيف يعبرون عن حزنهم من أجلهم، بل يلتزمون الصمت، الأمر الذي يُشعر الطرف الآخر أنهم غير مهتمين بهم ولا يبالون. ولكن العكس هو الصحيح. فمشاعر الحب موجودة ولكن القدرة على التعبير عنها مفقودة.

ومن ضمن المشاكل الأسرية المعروفة  عدم موافقة الوالدين على رخصة ما بدون توضيح السبب. فيشعر الشاب بالإهانة وعدم الثقة بالرغم من أنه يعرف مدى حب والديه له.

ولا جدال في أن هناك مواقف معينة يجد الكثيرون منا صعوبة كبيرة في التعبير عن مشاعرنا خلالها، ويتفاوت الأمر من شخص لآخر، فإذا كان أحدنا يجد كلمة “كم أحبك يا أمي”.. كلمة سهلة وعادية فإن آخر لا يعتبرها كذلك بل يراها أمر يصعب تحقيقه.وبصفة عامة.. فإن المشاعر التي نتفق معظمنا على صعوبة التعبير عنها هي مشاعر الحزن.. والمواساة والاعتذار. فالكثيرين منا تتعثر الكلمات على شفاههم حين يحاولون قول “أنا آسف” أو “كم أنا حزين من أجلك”!!

إن هذا الفشل لا يعود عادة إلى ضعف الثقة بالنفس، ولكن الحقيقة أن مثل تلك الكلمات قوية وخطيرة. إنها مثل السهم الذي لا يمكننا معالجة آثاره السيئة إذا انطلق، ولا يمكن التراجع عنها بعد ذلك. وكلما كان الموقف قويًا والمشاعر أقوى زاد الخوف من الكلمات المعبرة عنه، ومن عدم القدرة  على تصوير قوة المشاعر التي تتأجج في صدورنا، ولكن هل هذا يعني الاستسلام للصمت؟! بالطبع لا.. بل عليك مراعاة التالي:

– لا تركز فقط على مشاعرك ولكن ضع نصب عينيك الهدف الذي تريد الوصول إليه من وراء كلماتك. فمن المستحيل أن تُعبر في موقف واحد وبكلمة واحدة عن كل المشاعر التي تتأجج في صدرك بل عبِّر عما تشعر به في الموقف الذي أنت بصدده فحسب.- تحري البساطة.. فكلما كانت الكلمات بسيطة.. وصلت أسرع للقلب، وكانت أكثر تعبيرًا عن مشاعرك.. فأنت غير مطالب بإلقاء قصيدة في المواساة لتقول لأخيك أنك حزين من أجله، أو تكتب مقالا في الحب والمودة لتعبر لأمك كم تحبها.- خاطب الناس على قدر عقولهم، فلا يمكن أن تخبر أختك الصغرى بحبك بنفس الأسلوب الذي تعبر به لأختك الكبرى أو لوالدتك، فلكل فرد أسلوب مناسب للحوار معه.- اختر الكلمات المناسبة، فلا تحاول مواساة شقيقتك أو شقيقك بسرد المشاكل التي تعاني منها مهما كانت أقوى وأكبر، فهذه ليست الطريقة المناسبة للمشاركة في الأحزان.- اختر الوقت المناسب، فلا تحدث والدتك وهي مثقلة بأعمال المنـزل، أو تنتظر والدك حين يأتي متعبًا من العمل لتحاول التقرب منه وتتجاذب أطراف الحديث معه، فهذه ليست ظروف مناسبة لتبادل مشاعر المودة.- اهتم بتعبيراتك الجسدية، فلا تعني الكلمات اللطيفة شيئًا مع النظرات العدوانية أو الملامح العصبية التي تحمل الكثير من الضجر.

هنـاك قواعـد أسـاسية تسهل الحوار مع الآخرين:-كن واضحا قدر الإمكان، فلا تعتقد أن الشخص الذي أمامك من المفترض أن يفهمك، بل افهمه أنت وأمدده بكل ما قد يحتاجه من معلومات لتوضيح مرامك.- استمع بإنصات.. فانشغالك بشيء آخر أثناء الحوار مع الآخرين يعني أنك قد تسقط بعض أجزاء الحوار، وبالتالي تصل لك الرسالة مشوهة، الأمر الذي يعني رد فعل عكسي للغاية وبالتالي ظهور جو  سوء تفاهم أو مشكلة بينك وبين من تتحدث معه.

– إذا شعرت أن الكلام الموجه إليك فيه نقد لادغ فلا تتسرع في الرد بل اسأل المتحدث عن قصده من الكلام، فقد تكون نيته النصيحة وستعرف أنه ليس مِمَن لا يتقنون توجيه النصح.- اظهر الاحترام، فمهما كان من تتحدث معه صغيرا فلا بد أن تبادر بالاحترام حتى يبادلك بدوره الاحترام، والأمر لن يحتاج منك إلا لقليل من الجهد للسيطرة على حركاتك وتعبيرات وجهك التي قد تظهر بعض الاستخفاف.

لقد وضع الله عز وجل لنا الخطوط العريضة للعلاقات الإنسانية التي من شأنها أن تُسهل عملية انصهار الشعوب “وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا” (الحجرات: 14) والتي يمكن أن نستخلص منها أنه في مراعاة حساسيات ثقافية، عقائدية، تاريخية واجتماعية إلى جانب معرفتك بعقلية من تحاوره يمكنك أن تُوصل ما في ذهنك إلى حد ما إلى من تحاوره. فالحكمة تقتضي منك أن تطبق مقولتي لكل مقام مقال وخاطب الناس على قدر عقولهم.

مساهمة الصديق

م.ع.م (تونس)

Share via
تابعونا على الفايس بوك