سيرة المهدي الجزء 2 الحلقة 4
  • المبايعين الأوائل، وبيعة التوبة.
  • مظهر المسيح الموعود عليه السلام.
  • التواضع والصدق من سمات الأولياء.
  • مهمة الأنبياء محو الشرك لا نشره.

__

316- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني مير عنايت علي اللدهيانوي وقال: عندما تلقى المسيح الموعود أمرًا من الله لأخذ البيعة فقد تمت البيعة الأولى في لدهيانه. لقد أُعدّ سجلّ للمبايعين وكُتب على واجهته: “بيعة التوبة للحصول على التقوى والطهارة”، وكان يُكتب فيه أسماء المبايعين وآبائهم مع ذكر أماكن إقامتهم. كان المولوي نور الدين أول المبايعين، وكان مير عباس علي ثانيهم، ولعلي كنت الثالث بعدهما، إلا أن مير عباس علي أرسلني لأدعو قاضي الخواجه علي، فلما وصلنا كان سبعة أشخاص قد بايعوا فدخل قاضي الخواجه علي للبيعة ليكون هو الثامن، وتاسعًا دخلت أنا، ثم قال لي حضرته: أدخل من يريد البيعة فأدخلت الشودري رستم علي فكان هو العاشر، وهكذا كان الناس يدخلون واحدًا تلو الآخر وكان باب الغرفة يغلق.

أقول: هناك اختلاف في الروايات بخصوص ترتيب المبايعين في البيعة الأولى، وإنه راجع إما إلى نسيان الراوي أو يمكن أن نقول بأن كل واحدٍ روى بحسب ما رأى.

317- بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: كان المسيح الموعود يقول: بدأ شعر رأسي يبيضّ منذ أن كان عمري 30 عامًا. وأرى أن شعر رأسه كله كان قد ابيضّ عند بلوغه 55 من عمره. ولكن ينكشف لنا من الإطلاع على وقائع حياة النبي: أنه بقي شعره أسود إلى آخر عمره وما ابيضّ حتى أوان وفاته إلا القليل. والحقيقة أن أعمال المطالعة والتأليف في هذا العصر تثقل كثيرًا على القوى الدماغية للإنسان. أما القوى الأخرى فبقيت بحالة جيدة إلى آخر عمره، ولم يطرأ أي ضعف في قواه لإنجاز الأعمال اليومية ولم تتدهور مطلقًا، بل سمعت من بهاي عبد الرحيم يقول: كانت عضلات جسده قد استرخت لفترة قليلة في حياته إلا أنها تبدو قوية متينة في السنوات الأخيرة.

أقول: كان بهاي عبد الرحيم يجد فرصًا كثيرة لتمسيد جسد حضرته.

318- بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: في أوائل الأيام خرج حضرته مرة للتنـزه إلى شمال قاديان، وكنت أنا وشيخ حامد علي مرافقَين له. خطر ببالي أنني سمعت أن المقربين مثل حضرته يكتشفون مضمرات قلوب مرافقيهم ويطلعونهم على ذلك، فلماذا لا أختبر حضرته، ففكرت في بعض الأسئلة، وإذا بحضرته يتكلم حول ذلك الموضوع ويجيب عليها، أي كل ما فكرت فيه من سؤال في قلبي كان حضرته يتكلم عنه بدون إخباري له بشيء. فلما حدث ذلك أربع أو خمس مرات قلت لحضرته: لقد جرّبت واختبرتُ. فلما سمع ذلك حضرته غضب وقال: اشكر لله أنه منّ عليك بفضله. رُسل الله وأولياؤه لا يعلمون الغيب، فإياك أن تعود لمثله.

أقول: لم يخبر ميان عبد الله حضرتَه أنه يخفي في قلبه بعض الأسئلة، بل فكّر في نفسه عن بعض الأسئلة أثناء مصاحبته لحضرته.

وأضيف أيضا: من أحد الفروق بين المدَّعين الصادقين والكاذبين أن الكاذب منهم يتطلع دومًا إلى عظمته ويريد أن يثبت على الناس صلاحه وورعه، أما الصادق فهدفه هو إحقاق الحق وإثبات الصدق وإقامته. فالكاذب يستغل دومًا هذه الفرصة ويوهم للناس أنه ولي وتقي، أما الصادق فلا يبالي بشرفه ولا عظمته وهمّه الوحيد هو إقامة الصدق وترسيخه ولو كان ذلك يضرّ بمكانته عند الناس.

319- بسم الله الرحمن الرحيم. أخبرني قاضي محمد يوسف البيشاوري خطيًّا وقال: عندما زرت قاديان في أوائل الأيام، قدّم أحدٌ ابنَه للقاء مع حضرته. فلما تقدّم هذا الولد لمصافحة حضرته حاول بيديه أن يلمس قدمي حضرته تعظيمًا منه لمقام حضرته، فمنعه حضرته بيديه من أن يفعل ذلك. ولاحظت أن وجه حضرته قد احمرّ، ثم قال حضرته بكل حماس: يأتي الأنبياء في الدنيا من أجل محو الشرك، ومهمتنا أيضا محو الشرك لا نشره.

أقول: إن لب الإسلام هو الأدب والاحترام، وهو مؤدّى القول: الطريقة كلها أدب، أي ينبغي أن يعطى كل شيء احترامه اللائق به لا أقل ولا أكثر، لأن الإفراط والتفـريط سبيلان للهلاك.

Share via
تابعونا على الفايس بوك