سيرة المهدي - الجزء 1 الحلقة 15
  • الصدمات التي ظهرت منذ ظهور المسيح الموعود حتى وفاته
  • رضا الله في الطاعة
  • التزام المسيح الموعود المسجد
  • تأييد الله لمبعوثه الموعود
  • دعابة المسيح الموعود مع صحابته
  • قصة العمامة الخضراء للمسيح الموعود
  • الروحانية في مجلس المسيح الموعود

__

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. أقول: مع أن عملية جمع المادة من أجل تأليف البراهين الأحمدية كانت قد بدأت قبل سنين إلا أن تأليفه ونشره قد بدأ حقيقة في 1879م ونُشر الجزء الأخير أي الجزء الرابع منه في عام 1884م. كان المسيح الموعود يعيش حياة الخمول قبل نشر البراهين الأحمدية وكانت حياته حياة العزلة والزهد. لا شك أنه قد بدأ نشر سلسلة من المقالات وبعض الإعلانات في الجرائد قبل نشر البراهين مما أدى إلى ذيوع اسمه في العامة إلى حدّ ما إلا أنه كان على نطاق ضيق جدًّا، إلى جانب كل ذلك نرى أن نطاق تبليغه وتعليمه كان يشمل جميع من كانوا على علاقة معه منذ شبابه. ففي عام 1864-1865 عندما كان في عز شبابه رأى رؤيا تتعلق بمهماته التبليغية، ثم عند توظفه في تلك الأيام نفسها في مدينة سيالكوت نجد شهادة يقينية أنه قد بدأ مهمة التبليغ والتعليم؛ إذ كان يخوض في المناظرات الكلامية مع أتباع الأديان الأخرى إلا أنها كانت تتسم بصبغة خاصة أو شخصية، أما تفاعله مع الناس فقد بدأ في عام 1877- 1878 عندما بدأ ينشر مقالاته قبل تأليف البراهين الأحمدية ووسّع نطاق رسائله التبليغية. ولكن أول ما قدّمه أمام أهل البلاد كلها هو إعلانه عن البراهين الأحمدية، وهكذا تم التعريف به في الفئة المثقفة والمهتمة بالأمور الدينية، وبدأت أنظار الناس ترتفع إلى هذا الشخص خامل الذكر والساكن في قرية نائية، الذي أعلن عن تأليف كتاب عظيم الشأن من أجل إثبات أحقيّة الإسلام وكان مقرونًا بتحدّ ووعد بجائزة كبيرة. لا شك أن شمس الهداية قد طلعت قبل هذا الوقت وبدأت الآن تعلو رويدًا رويدًا في الأفق. وبعد ذلك أحدثَ البراهين الأحمدية في الأوساط الدينية في البلاد تموجًا غير عادي. لقد استقبل المسلمون مؤلف البراهين كمجدد ذا شأن عظيم، وحدثث زلزلة في خيمة معارضي الإسلام جراء هذا القصف. لم يمض زمن تأليف البراهين الأحمدية على مؤلفه على حالة واحدة؛ بل الذي نهض في البداية خادمًا عاديًا للإسلام جعلته تجليات الله تعالى مثل موسى يرتقي من مكانة إلى أخرى، حتى ما أصبح قبل نهاية تأليف البراهين الأحمدية جنديًا خاصًّا بل بطلاً وجنرالا مأمورًا من قِبل ملك ملوك العالم وأخذ ينادي في الميدان: هل من مبارز؟

ملخص القول، كان البراهين الأحمدية قد منح المسيح الموعود مكانة محترمة بين المثقفين والمهتمين بالأمور الدينية، كما أدى إلى خلق جماعة من الناس يكنون له التقدير والاحترام، وأخذت قاديان – التي كانت قرية نائية خاملة الذكر وكانت تُعدّ مخفية عن هذا العالم لبعدها عن الشوارع المعبدة والسكة الحديدية – تتحول إلى مكانٍ يحل فيه الضيوف من المدن والمناطق البعيدة، كما أدى ذلك لنهوض معارضي الإسلام ليطفئوا نور الله بأفواههم.

بعد نشر البراهين الأحمدية أعلن المسيح الموعود عن كونه مأمورًا من الله بنشره إعلانات بالأردية والإنجليزية ووزعها في العالم. ثم بعد ذلك لما توجه المسيح الموعود بناء على أمر الله تعالى إلى هوشيار بور في عام 1886 واعتكف هناك لأربعين يومًا تعبّد فيها ربّه أعطاه الله تعالى بشارة ولادة ابن عظيم الشأن الذي كان مقدّرا له أن يصبح مصلح العالم بواسطة نفَسه المسيحي ويحقق صيتًا في أكناف العالم. كان هذا الوحي يتسم بهيبة وجلال وقد أحدث ضجة كبيرة في أرجاء البلد عندما أعلن المسيح الموعود عنه في 20 شباط 1886. وأصبح الناس ينتظرون ولادة هذا الابن الموعود بفارغ الصبر، وراح الجميع يعلّقون آمالهم بهذا الابن الموعود حسبما فكروا أو ظنّوا؛ فعدَّ بعضهم الابنَ الموعود إمامًا مهديًا وعد بمجيئه في الإسلام للقضاء على أعداء الإسلام ولغلبة المسلمين في كل ميدان. وبعضهم تعلّقوا بآمال أخرى تجاه هذا الابن الموعود، وبعضهم أصيبوا بالحيرة والدهشة أمام عظمة النبوءة وشوكتها وعلو شأنها وأخذوا ينتظرون متفرجين دون أن يعقدوا أي أمل به ليروا ماذا يظهر من وراء ستار الغيب. لقد أدهش هذا الخبر أتباع الأديان الأخرى أيضا. على أية حال، أدى نشر هذه النبوءة إلى إقبال عام من قبل الناس، ولكن الله تعالى وضع الابتلاءات في طريق الإيمان، كان يتوقع ولادة مولود في بيته، وبعد بضعة أشهر وتحديدًا في أيار 1886 ولدت له بنت، مما أدى إلى بث اليأس بين المعتقدين بصدق النبوءة، أما المكذبون والأعداء فقد ماجوا ضحكًا واستهزاءً مما أحدث في البلاد زلزالا عجيبًا. لم تكن قد بدأت سلسلة البيعة إلى ذلك الحين فلم يكن لحضرته أتباع، لذلك أصبح الأمر حديث الناس عمومًا، وكل واحد كان يبدي فيه رأيه.

لقد وضح بواسطة الإعلان والرسائل حقيقة الأمر وطمأنهم بأنه لم يكن مصرّحًا في الوحي الإلهي أن الابن الموعود سيولد من الحمل الجاري لأهله، فاطمأن معظمهم وأخذوا ينتظرون تحقق هذه النبوءة في المستقبل. وبعد سنة تقريبًا في أغسطس 1887 وُلد له صبي سمّي “بشير أحمد”، واستبشر الناس بولادته واستقام من أبدى ضعفًا قبل هذا. ظن الناس أنه الابن الموعود، وهو كان رأي حضرته أيضا إلا أنه لم يصرّح بشكل قطعي ويقيني أنه هو الابن الموعود، إلا أنه ظلّ يقول عنه بأنه يبدو من القرائن أنه الابن الموعود، والله أعلم.

باختصار كانت ولادة بشير الأول مدعاة لإقبال الناس عمومًا، ولكن توفي هذا الولد فجأة بعد سنة واحدة فحسْب وفق حكمة الله تعالى، فحدث طوفان عظيم وهزة شديدة في البلاد لدرجة – على حد وصف ميان عبد الله السنوري – لم يحدث مثلها لعامة الناس قبل هذا، ولن يحدث بعدها أيضا؛ أي أنه عدّ هذه الهزة أكبر بكثير من التي أصيب بها الناس عند إعلان حضرته أنه المسيح الموعود.

على أية حال، لقد أثيرت ضجة كبيرة في البلاد إثر هذا الحدث وصُدم به الكثيرون ممن كانوا يحسنون الظن قبل هذا فما عادوا ثابتين على ما كانوا عليه، ولكن العجب كل العجب أن المولوي محمد حسين البطالوي ظل يحسن الظن بعد هذا الحادث أيضا. لقد أكثر من نشر الإعلانات وإرسال الرسائل من أجل إنقاذ الناس من العثار، وحاول إفهامهم بأنه لم يُبدِ يقينَه التام عن كون هذا الولد ابنًا موعودًا إلا أنه قال بأنه تلقى عن هذا الابن أيضا كثيرًا من الوحي الذي يخبر عن فضيلته الذاتية وبناء على ذلك ظنّ أنه هو الابن الموعود، ولكن وحي الله – الذي هو الأصل في هذه القضية ويجدر باتباعه – لم يعيّنه صراحة. بذل جهده لإنقاذ الناس فاطمأن البعض واستقاموا إلا أن الأكثرية منهم قد يئسوا، أما المعارضون فكانوا يفورون استهزاءًا. وبعد هذا لم يعد عامة الناس كما كانوا ينتظرون ظهور الابن الموعود بفارغ الصبر.

وبعد كل هذا أعلن في أول كانون الأول 1888 عن أخذ البيعة وفق أمر الله الذي تلقّاه قبل عشرة أشهر، وأخذ البيعة الأولى في لدهيانة في أوائل عام 1889. كان الناس إلى هذا الحين أيضا يحسنون الظن بالمسيح الموعود ومعظمهم كانوا يعدّونه خادمًا للإسلام لا يشق له غبار، إلا أن الحماس الذي أبداه الناس بسبب نبوءة الابن الموعود كان قد خمد بسبب اصطدامهم باليأس مرتين متتاليتين مما جعل عامة الناس يرجعون القهقرى وتحول ذلك إلى نشوء معارضة على صعيد الواقع في بعض الأماكن. بعد هذا ألف المسيح الموعود بأمر من الله تعالى في آخر عام 1890 كتيب “فتح الإسلام” ونشره في بداية عام 1891، صرح فيه عن وفاة المسيح الناصري كما أعلن عن كونه مسيحًا موعودًا مما أحدث في البلاد هزة عظيمة كانت أكبر من سابقاتها بل كانت من ناحية أكبر بكثير من الهزات السابقة كلها. أثير طوفان خطير  من المعارضة والفوران ضد حضرته من أقصى البلاد إلى أقصاها حيث أُلصقت به فتاوى التفكير من قبل العلماء وأبيح قتله، وكأن البلاد كلها قد اشتعلت نارًا في نواحيها الأربعة. وقد تعرض لهذه الهزة المولوي محمد حسين البطالوي أيضا الذي كان إلى الآن مصونًا منها، وهو الشخص الأول الذي حمل بيده استفتاء لتكفيره وقطع البلاد شرقًا وغربًا. إضافة إلى ذلك أدى هذا الإعلان إلى زعزعة إيمان بعض المبايعين أيضا.

والهزة الرابعة قد حدثت عند مرور المدة المحددة لتحقق النبوءة عن آتهم. وكانت هذه الهزة أيضا في ذلك الوقت شديدة جدًّا، ولكن الجماعة أصبحت قوية تحت تربية حضرته وعارفة لسنن الله تعالى لذلك فقد تحملت، ولكن المعارضين ازدادوا معارضة واستهزاء. وبعد ذلك كانت هناك هزات خفيفة على فترات إلا أنها ليست شيئًا يُذكر.

وأخيرًا قد تعرضت الجماعة للهزة الخامسة لدى وفاة المسيح الموعود ، التي هزت بنيان الجماعة. وكانت هذه الزلزلة شديدة لدرجة أنها جديرة بأن تسمى زلزلة الساعة. كانت الشخصية الجذابة للمسيح الموعود موجودة بين الناس خلال الهزات السابقة وكانت يده تمدّ تلقائيًا نحو الساقطين لإنقاذهم، إلا أنه في هذه الهزة الأخيرة لم يعد الأمر كذلك مما جعل هذه الهزة خطيرةً جدًّا.

كانت هذه هي الهزات الخمس المتعلقة بالمسيح الموعود التي تعرضت لها جماعته. ثم بعد ذلك حدثت زلزلة شديدة عند وفاة الخليفة الأول أيضا، إلا أنها كانت مختلفة وتخص الجماعة الإسلامية الأحمدية حصرًا. أي لم تكن تتعلق بالمسيح الموعود أو لم تكن لتحدث شبهة في قلوب ضعاف الإيمان عن صدق دعاوى المسيح الموعود . ولا شك أن عواصف المصائب والابتلاء ستهب لاحقًا أيضا وفق سنة الله تعالى وتحقيقًا لنبوءات المسيح الموعود ولكن نوع الهزات الخمس المذكورة مختلف تمامًا عن كل الهزات الأخرى. ولقد خطر ببالي أثناء كتابتي لهذه الأسطر أن النبأ الذي تلقاه المسيح الموعود عن حدوث خمسة زلازل ووُصفت آخرها بزلزلة الساعة قد تكون مقدرة أن تحدث للدنيا بشكل آخر أيضا ولكن كلمات النبوءة تنطبق على هذه الهزات الخمس المذكورة أيضا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني ميان عبد الله السنوري وقال: في أوائل الأيام جاء إلى حضرته ضيف في شهر رمضان وكان صائمًا. كان الوقت ما بعد العصر حيث معظم النهار كان قد مضى. فقال للضيف أن يُفطر. فرد: لم يبق من النهار إلا وقت يسير فلا داعي للإفطار الآن. قال : هل تريد أن ترضي الله تعالى بقوة أعمالك؟ لا يرضى الله تعالى بالعناد بل بالطاعة. فما دام الله تعالى قد قال ألا يصوم المسافر فعليه ألا يصوم، فأفطر الضيف.

أقول: كان المولوي شير علي يروي أن الحكيم فضل الدين اعتكف في زمن المسيح الموعود إلا أنه اضطر للخروج من أجل متابعة قضية ما في المحكمة فأنهى اعتكافه، ولما أوشك على المغادرة قُربَ العصر قال له حضرته مبتسمًا: إذا كنت تعلم أنك ستضطر للذهاب لمتابعة القضية فما كانت ثمة حاجة لتعتكف.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني زوجة عمي أن عمها (أي جدّي) كان ينادي مرزا غلام أحمد – أي سيدنا المسيح الموعود – بـ “مَسِيْتِي” أي المسجدي. قالت زوجة عمي: ما كان لعمي أن يعرف أن حسن طالع حضرته سيأتي بثمار عظيمة يومًا ما.

أقول: يطلَق باللغة البنجابية وصف “مَسِيْتِي” على من يلازم المسجد كل حين وآن. كما أقول بأن بعض الناس الآخرين أيضا كانوا يستخدمون لحضرته هذا الاسم أحيانًا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثتني والدتي وقالت: لما كانت القضية التي رفعها كرم دين في غورداسبور تناقَش، سمعتُ في الرؤيا أحدًا يقول: سيُعدم حضرته في أمرتسر من أجل راحة أهل قاديان. فلما ذكرتُ له هذه الرؤيا سُرّ وقال: هذه رؤيا مبشرة. قالت والدتي: كان يفسر إعدامه في الرؤيا أنه سينال عزة ً وكرامةً.

أقول: نُقِلَت القضية من غورداسبور واستؤنفت في أمرتسر حيث صدر قرار براءته.

كما حدثتني والدتي: في أيام تلك القضية ذكر حضرته في البيت مرة أن نية الحاكم تبدو فاسدة جدًّا، وذكر أيضا أن زوجة الحاكم رأت في المنام أن مصيبة ما ستحل ببيتها إذا أصدر زوجها حكما غير عادل. فذكرت هذه الرؤيا لزوجها وأوصته بعدم إتخاذ أي إجراء ظالم.

تقول والدتي: كان يقول: لما مات أحد أبناء الحاكم قالت له زوجته هل تريد أن تدمر هذا البيت كله؟

وقالت والدتي: كان الإخوة قد حضروا المحكمة يوم صدور الحكم وقد ملأوا جيوبهم بالأموال وذلك حتى يتمكنوا فورًا من أداء الغرامة التي قد يغرّم بها الحاكم حضرتَه، وكان النواب محمد علي خان أيضا قد حمل معه آلاف الروبيات من لاهور.

وذكرت والدتي: أثناء أيام تلك القضية كان حضرته يحضر في المحكمة ويجلس تحت أشجار خارج المحكمة، وكان نائب الحاكم يمرّ من قربهم يوميًا من الطريق المؤدي إلى المحكمة. سأل نائب الحاكم حارسه يومًا مشيرًا إلى قضية حضرته: أما تزال تلك القضية في المحكمة؟ أجاب الحارس بنعم فقال نائب الحاكم مبتسمًا: لو كانت عندي لحكمت فيها في يوم واحد.

أقول: كان نائب الحاكم هذا إنجليزيًا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني المولوي شير علي وقال: دخلنا على حضرته مرة للقاء أنا وبعض الإخوة الآخرين منهم المولوي محمد علي والخواجة كمال الدين أيضا، فقدم لنا الشمّام. وناولني شمامةً كبيرة قائلا: تذوق منها وأخبرني كيف طعمها؟ ثم قال مبتسمًا: ستكون بلا طعم لأنه غالبًا ما يكون الرجل السمين منافقًا. يقول المولوي شير علي: تذوقتها فوجدتها بلا طعم. قال المولوي شير علي ضاحكًا عند ذكره هذه الرواية: كنت آنذاك رشيقًا ونحيلا.

أقول: يجب ألا يُفهم من هذه الرواية أن كل رجل سمين يكون منافقًا بل على ما يبدو أن حضرته كان يعني هنا ذلك السمين الذي يسمن نتيجة كسله وإخلاده للراحة دومًا، فلا بد أن يكون مثله منافقًا.

  1. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني شودري غلام محمد ب.أ. وقال: لما أتيت قاديان في عام 1905 رأيت حضرته قد لبس عمامة خضراء فخطر ببالي: ما للمسيح الموعود وللعمامة الملونة؟ ثم قرأت في مقدمة ابن خلدون أنه كلما كان النبي r لابسًا لباسًا أخضر كان ينزل عليه الوحي أكثر.
  2. بسم الله الرحمن الرحيم. حدثني “ماستر محمد دين ب.أ.” وقال: كنا نشعر أثناء جلوسنا في مجلس المسيح الموعود خاصًة أن أمراضنا الداخلية تُغسَل وروحانيتَنا تترقى. ولكن عند انفصالنا عنه تزول تلك الحالة.

وحدثني المولوي شير علي وقال: مهما كانت حالتنا سيئة إلا أنه لدى حضورنا مجلس حضرته تسودنا السعادة والفرحة وتظل كذلك طول مكوثنا في مجلسه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك