ردود خاصة

ردود خاصة

التقوى منكم وإليكم

*السيدة ضحى الحسن من فرنسا أبدت إعجابها بمواضيعٍ المجلة ولكن أشارت إلى تأخر وصولها أحيانًا.

– التقوى تشكر القارئة الكريمة اهتمامها وتعدها بخدمات بريدية أفضل في المستقبل، ونرجوا أن يكون وضع المجلة على الشبكة العالمية (الإنترنت) محاولة لمعالجة مواضيع كتأخر وصول المجلة إلى القراء الأعزاء.

*الصديق أحمد إدريس (كوماسي، غانا) شكر كل من يساهم في إعداد “التقوى” ودعا للجميع أن يتقبل الله منا سعينا.. وأكد على رغبته في الحصول على الأعداد المقبلة.

– جزاك الله خيراً على مشاعر الإخوة الإسلامية التي ضمنتها رسالتك ولولا ضيق المساحة المخصصة لرسائل قراءنا لنشرنا رسالتك. نعدك أننا إن شاء الله سنحافظ على المستوى التي وصلت إليه المجلة وستصلك إن شاء الله جميع الأعداد التي سنصدرها بعون الله في المستقبل.

*الصديقة ه.ع.(الجزائر)

استفسرت عن عدة مسائل، كخروج المسيح الدجال وكيف يمكن أن يكون الإمام المهدي والمسيح الموعود شخص واحد وأيضا عن قواعد وأسس الجهاد في الإسلام.

_ في الحقيقة قد أتحفتنا برسالتك الطويلة التي بدى من خلالها قلقك وبحثك المستمر على المعارف الإسلامية الصحيحة التي تُثّبت السكينة والطمأنينة في قلب المرء المسلم.. وبالرغم من المخاوف والقلق يبدو أنك وصلت لنتيجة بعد أن قرأت بعض الكتب التي تُعرف بالجماعة، ونقتطف من رسالتك ما يلي:”…من هذا كله تأكدت بأن الدنيا ما زالت بخير وأنه يوجد حقا مسلمين بأتم معنى الكلمة أقوياء مخلصين لله تعالى راضين بما كتبه الله لهم..”.

أما عن أسئلتك فقد أجبنا عليها على صفحات”التقوى” في فُرص سابقة عديدة ونعدك بأننا سننشر ردودا على معظم أسئلتك في الشهور المقبلة إن شاء الله.

إني خيَّرْتُكُمْ فاختاروا

قد يتبادر لأذهان البعض إبان قراءة عنوان هذا المقال أنني خبير في تسويق السلع التجارية ذو لسان جذاب يُقنع المستهلك الذّي لا خَيار له إلا أن ينساق ويخضع لأوامري بعد أن يستمع لثنائي على بعض المنتوجات وسخطي وغضبي على البعض الآخر.. ولكنني أود أن أطمئن القارئ الكريم أنني لم أتخصص في هذه المجالات بل كل ما أرغب فيه عبر هذه السطور هو أن أشارِكَكُم جميعًا مأساة اجتماعية تطرق أبواب مجتمعنا في بلدي العربي المسلم..

منذ نعومة أظفاري تعودت أن آخذ نصيبا من الراحة من خلال عطل مدرسية وأعياد حكومية رسمية. ولكن عطلة دخول السنة الميلادية الجديدة لها مميزات وخاصيات فريدة إذ لاعلاقة لها بثقافتنا ولا بتراثنا ومع ذلك كانت ولا زالت من أهم التظاهرات الاجتماعية. لقد سألت نفسي مرارًا: من الذي فرض علينا هذا الأحتفال؟ وهل استفدنا من الخوض مع الخائضين؟.. وكي لا أطيل عليكم بسرد القائمة الطويلة التي احتوت على أسئلة عِدة خطرت ببالي أن أنتقي لكم منها أهمها:

تُرى من نحن؟.. إن عقلية المواطن العادي في بلدي تُوحي لك بما يلي: طبعا نحن مسلمون عرب نفخر بانتمائنا للدين الحنيف “ولكن للضرورة أحكام” أي أنه في ظروف معينة لا مانع من أن نغض النظر عن قيود الدين ونسمح لأنفسنا بزلة قدمٍ هنا ونفتي بسماح بعض الموبقات هناك، وهَلُم جَرًا: فإذا لم يكن الله غفورًا رحيمًا لَمَا أذنبنا.. إن قائمة أعذارهم الواهية هذه تفوق بكثير تعداد تساؤلاتي التي لم أسردها عليكم رحمةً بكم..

كثير من زملائي في العمل وأصدقاء الدراسة يُطلق عليهم تسمية مُصلين أي من الذين يواظبون على صلواتهم الخمس. ولا تتعجبوا إذا أخبرتكم أن عددًا هائلا من هؤلاء يأخذ إجازة سنوية من الصلاة.. نعم إجازة بأتم معنى الكلمة.. يتناسون الصلاة عمدًا ولعدة أيام في السنة ولا يؤدونها. وغالبا ماتكون هذه الإجازة حافلةً بالنشاطات الشيطانية من شرب خمر ورقص، وهذا بالطبع مانراه شائعا في ليلة دخول السنة الميلادية الجديدة. هذا هو الفريق الأول في مجتمعنا، أما الفريق الثاني فيضم في صفوقه نخبة من “كبار القوم”.. ساسة ومحامين ورؤساء إدارة وأيضا عدد هائل من المواطنين البسطاء.. إن المنخرطين في هذا الفريق عُرفوا بمواظبتهم على محافل شرب خمرهم ومحافظتهم على مواعيد لهوهم ولكن معظمهم ينقلبون بين عشية وضحاها إلى مسلمين من الطراز الأول وذلك قبل يوم أو يومين من ابتداء شهر رمضان المعظم فتراهم يزدحمون في الحمامات العمومية ثم بعد تطهرهم تراهم في الصفوف الأولى في المساجد التي لم يدخلوها طوال السنة أما عن الطقوس الدينية الأخرى فلا تُحدث.. وإذا سألتهم لماذا لم يكتفوا بالاستحمام في البيت؟ لأخبروك: إن لرمضان في قلوبنا تبجيلاً واحترامًا كبيرًا، فمع توبتنا النصوحة نرى من الواجب علينا أن نتطهر كليا من الأدران، وحمام البيت صغير ينفع في المناسبات البسيطة أما بالنسبة لرمضان فينص علينا ضميرنا أن نستحم ونتطهر طهارة كاملة تليق بمقام رمضان المعظم..

وهذه المجموعة من الناس غالبا ماتجدها تتريث لانتهاء هذا الشهر المعظم حتى يُولون الأدبار وينطبق عليهم المثل المعروف “عادت ريمَا إلى عادتها القديمة” حتى إن بعضهم ينتظرون سماع صوت المَدْفَع (الذي يُعلَنُ به عادةً عن موعد الإفطار) في آخر يوم من رمضان ويتجرعون مباشرة بعده مشروبهم الكحولي المـُفضل. أما بقية عناصر الفريق فيتريثون ليوم أو بضعة أيام ثم يعودون كما عادت ريما!! هذا هو الحال المؤسف لهذين الفريقين اللذين يمثلان العنصر الأساسي في مجتمعي وهذا لا يعني أنه ليس هنالك فرق أخرى تحافظ على صلواتها طوال السنة.. ولكنني أركز هنا على العناصر التي لها الأولوية والتفوق العددي من ناحية المنخرطين..

إنني أتألم كثيرًا وأنا أسرد لكم هذه المعطيات المؤلمة والمؤسفة في نفس الوقت. غير أنني أجد نفسي مضطرًا ومقيدًا بذكرها، لأن المأساة التي تطرق باب مجتمعنا لها علاقة وطيدة بهذين الفريقين؟ إن بداية شهر رمضان المعظم هذه السنة يصادف بداية السنة الميلادية مما جعلني أفكر طويلا عن مصير الفريقين.. وازدادت حيرتي وتضخمت قائمة تساؤلاتي لدرجة أن الصورة التي رسمتها معطيات الأحداث في ذهني ربما تبدو للبعض مضحكة ومخجلة ولكنها قصة واقعية حدثت في عاصمة الضباب (لندن) في بريطانيا: استدعى ناد للعُراة (أولئك الذين تعودوا على شرب الخَّمر والرقص بدون ملابس في ملاهيهم الخاصة) أحد كبار أساتذة لندن ليلقي عليهم كلمة.. فرأوا من الأنسب ان يحترموه ويرتَدوا ملابسهم خلال الندوة. وفكر الأستاذ الجامعي أنه لاحرج لي أن أخلع ملابسي لأول مرة في حياتي في ندوة اجتماعية وثقافية كهذه احتراما لهؤلاء الذين قرروا تكريمي بإلقاء كلمة عليهم.. ووقع مالم يكن في الحسبان. فالعُراة حضروا الندوة مرتدين أفخم الملابس وأنيقها أما الأستاذ الجامعي فكان عاريًا حافيًا!!

تُرى ماذا سيكون مصير عناصر الفريقين ليلة31 ديسمبر؟ من منهم سيخلع ملابس التقوى؟ ومن منهم “سيتأسلم” لمدة شهر رمضان؟ إنها فعلا كارثة كبرى لا يُحس بحدة وقعها إلا الذي يعيشها ويعاين بنفسه تفاصيلها.. فالمرء الذي يدوس بقدميه على الجمر المحترق هو الوحيد الذي يحس بآلام الحرق.. فمهما حاولت أن أعبر عن مشاعر قلقي فلا أظن أن مساعيي ستكلل بالنجاح لأن صورة هذه المأساة مضحكة جدا ولكن من يعيش واقعها المر سيرى بأم عينيه أن مجتمعي الصغير العربي المسلم حائر في أمره على جميع المستويات..

وبكل تواضع أقترح على أبناء شعبي العزيز وبالتحديد إلى عناصر الفريقين كي ينضما إلى بعض ويكونا فريق قومي عربي مسلم يتمسك بروح الإسلام ويرمي القشور التي تعودوا التركيز عليها في فهمه للدين .. لقدْ فقدنا لب الإسلام وأصبح كل همنا وتركيزنا على الحركات في الصلاة ونواقض الوضوء، أما عن تفاسير القرآن، فقد وجدت بعض خرافات بني إسرائيل طريقها إليها.. ففي الحقيقة لا ننتمي إلى الثقافات التي تُبيح المنكرات ولا للثقافة الإسلامية الصحيحة.. فنحن لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء..

إنني أذكركم بخيرات ديننا الإسلام كي تصطبغوا بصبغته وتتنوروا بأنواره فيصبح لكم انتماء وثقافة تفخرون بهما وتتخلصوا من التقليد الأعمى لثقافة أهل الدجل..

إني خيرتكم فاختاروا.

مساهمة الصديق م.ع.م

(تونس الخضراء)

 

 عيد الميلاد وولادة المسيح .

تخبرنا الأناجيل عن وقت ميلاد المسيح في “بيت لحم” في “اليهودية”فتقول: “إن دُعاة في تلك الكورة كانوا يحرسون حراسات ليلية على رعيتهم، وإذا ملاك الرب وقف لهم، ومجد الرب أضاء لهم، فخافوا خوفًا عظيمًا.

فقال لهم الملاك: لا تخافوا، فها أنا أبشرّكم بفرح عظيم يكون لجميع الشعب.. أنه وُلد لكم اليوم في مدينة داود مخلّص هو المسيح الربّ.” (لوقا، 2: 8-12)

ويُخبرنا القرآن الكريم أن الملاك نادى “مريم” من تحتها:

فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا (مريم: 25-27)

فطبق هذه الآيات وُلد المسيح في موسم كان البلح فيه ناضجًا على أشجار النخل في منطقة “اليهودية”. ومن المعلوم أنّ الموسم المذكور عادةً يكون في شهري أغطس وسبتمبر، لكنّ العالم المسيحي يظن أنّ 25 ديسمبر هو يوم ميلاد المسيح، وبهذا اليوم يحتفل به المسيحيون بكلّ عظمة وكبرياء.

وهذا الاعتقاد متناقض ليس مع القرآن الكريم فحسب بل وإنه يتعارض مع التاريخ والعهد الجديد من الكتاب المقدس. فإنجيل لوقا يخبرنا عن موعد ولادة المسيح قائلا: “وكان في تلك الكورة (اليهودية) رعاة يحرسون حراسات ليلية على رعيتهم.”

ويكتب الأسقف “بارتز” معلّقا على قول لوقا هذا، في كتابه الشهير المسمى” فجر المسيحية ” في صفحة79 كما يلي:

“لا يوجد أساس حتى يقال بناء عليه أن المسيح ولد في 25 ديسمبر. وإن نقبل أن الرعاة كانوا يحرسون حراسات ليلية على رعيتهم حول منطقة بيت لحم وفق بيان لوقا، فالشتاء ليس هو الفصل الذي وُلد فيه المسيح، لأن درجات الحرارة في منطقة “اليهودية” تنخفض في الشتاء إلى درجة تسبب سقوط الثلوج. إن الدراسات والبحوث تتفق على نقطة واحدة هي أن يوم ميلاد المسيح المعروف اليوم قد اتخذ كيوم لميلاده بعد وفاته ب 300 عام”.

ويدعم رأي الأسقف “بارنز” ما كتب في موسوعة “البريتينكا” وموسوعة “تشمبرز” تحت عنوان “كرسمس” (christmas) كما يلي: “ولم يُحسم يوم ميلاد المسيح ولا عام ميلاده حسمًا مقنعًا في زمن ما. لكن في سنة 340 لما عزم زعماء الكنيسة أن يحتفلوا بعيد ميلاد المسيح حدّدوا يوم الانقلاب الشتوي الذي كان ثابتا في أذهان الناس كعيد هام جدًا، فأحدثوا تغييرات عديدة في التقويم ولم تمض مدة طويلة إلا ويوم الانقلاب الشتوي قد اختلط وارتبط بيوم ميلاد المسيح”. (موسوعة “البريتانيكا” المجلد الخامس، هامش صفحة 642، 643)

“…. ثانيًا: إن يوم الانقلاب الشتوي كان يعد يوم ميلاد الشمس، وكان يوم 25 من ديسمبر يحتفل فيه بعيد ميلاد إله الشمس (مثرا) في “روما”- فالكنيسة- بدلاً من أن تعارضه وتقوم ضده، اتخذت اليوم نفسه كيوم لميلاد المسيح.” (مجموعة تشمبرز).

ويعزز رأي الموسوعتين المذكورتين ما كتبه السيد “بيك”في تفسير له للكتاب المقدس في صفحة 727، فيقول: “لا يمكن أن يكون شهر ديسمبر هو الشهر الذي وُلد فيه المسيح. فقد حُدّد يوم الميلاد السائد الآن فيما بعد في الغرب بدلا لعيد ما.”

وقد أثبتت الدراسات التاريخية الحالية وبالمصادر العلمية المسيحية أن ميلاد المسيح لم يحدث في شهر ديسمبر على الإطلاق.

ويكتب الدكتور “جون ديوس” في كتابه “لغة الكتاب المقدس” تحت عنوان “العام” أن البلح ينضج في شهر أيلول، ونقرأ في تفسير الكتاب المقدس للدكتور “بيك” في صفحة 117 أن أيلول هو شهر “سبتمبر”. ويكتب الدكتور بيك أيضا أن “ج ستيورت” ذكر في كتابه “متى وُلد ربنا حقا” عن كنيسة في أنقرة (تركيا) وعن رجل صيني قديم يذكر وصول الكتاب المقدس إلى الصين في مدة ما بين 25 م إلى 28 م كقصة ممتعة. فيقول: إن المسيح قد وُلد في شهر سبتمبر أو أكتوبر سنة 8 ق.

فيظهر جليًا من تصريح هاتين الموسوعتين والمؤيد من تفسير الكتاب المقدس للدكتور “ارثرزبيك ماد” أن المسيح ولد في شهر أيلول الذي هو سبتمبر والذي ينضج فيه البلح في منطقة “اليهودية”، وأنه لم يولد في 25 من ديسمبر كما تخبرنا الكنيسة. وهذا هو الموقف المذكور في القرآن الكريم.

مساهمة الصديق:محمد طاهر نديم

(سوريا)

 

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك