خواطر رمضانية

خواطر رمضانية

جمال أغزول

أقبلتَ، يا رمضان، بالرحمة والرجاء والخير والعطاء. أقبلت والخلقُ يهفُو للإله بدُعائه شوقًا إليك. فأثرت القُلوب شغفًا بين يديكَ، فرُفِعت الأكفُّ في خُشوع للواحد الأحد أبدْت خُضُوعًا وتَضرعًا بين السجود والرُكوع.

فيك أمرُ الشريعة جُلُّه جُمِع، وبِكَ سَقَمُ هَوَى النفُوسِ قُطع.  وبِك الشّفاهُ تَهمس بالدعاء، يا ربنا يا سرَّ البقاء، نرتَجي منك خير الجزاء، هَبْ للفقير فينا رِزقك الوفير، ولليتيم قلبك الكبير. يا ربنا يا رافع السماء، للحزين فرحة اللقاء، وللمريض أملا في الشفاء.

شهر الهُدى .. كان فيك خيرُ الورى ريحًا مُرسلة في الجود والخير ما أجملَ، ونزول الوَحي في أثنائك جبريل يُراجعُهُ ما تَلاَ، فذاك بُرهان بينٌ من ربّه تنزَّل.

أنت شهر التُّقى .. طهَّر فيك التائبون سَرائرَ وقُلوبا، وأجروا في لياليك دمْعًا مسكوبا، فغدت نفوسهم في صبرها أيُّوبا.

أنت الشهر المـُطهّر.. زَالَت به أدرانُ الصدور، وانطفأت به نيران الشرور، فمعاصي الأمس صارت في قُبور، بِحُلى الإيمان نبتَتْ زهور، وبحُب الخير فاحَتْ عُطُور..

ربنا اغفرْ لأمتنا في رمضان سَيل الذنوب، ونفسْ عنها أثقال الكروب، بجاه نبيّك المحبوب، محمد ذي النور الموهوب..

يا ربنا، شمسُ الهدى في أمتنا محجوبة، بذنوب وآثام كسحاب داكنة مركُومة، ومظالِم أيام وقُرون في ثناياها سِير خصال مذمومة، وحقوق مهضومة؟؟

أمة الإسلام، هل شعرت بحالِ ولوعتي وعِتابِ، وتألُّمي وعذاب، أما سمعت عن ليلة الميعاد، بظهور بدرِ خادم الأعتاب، يشدُو بمدح خير العباد، محمد بروائع الأنشاد، تشفي صَدى الأكباد، وتفيض عين زُهَّادِ، فاستبشر الأبدال بقدوم غلام أحمد الموعود، باليُمن والأسعاد، وتمعنوا فيما أفاض الله له من حِكمة ورشادِ، أما الآخرون فتخاذلوا وتكبروا فتخبطوا، بعد تكذيب وعنادِ، في بدعٍ وفسادِ؟؟

يا رمضان، عقدنا عليك كل أمان، فاستجبنا وتركنا كُل فَانٍ، وهرعنا نُلبي طاعة هَادٍ. رفع الله لواء أحمد عاليًا، وحمى به دين مُحمد من كل شيطانٍ غَازيًا…

بقلم : جمال أغزول (المغرب)

 

Share via
تابعونا على الفايس بوك