حقيقة عيد الميلاد
  • ولد المسيح عيسى عليه السلام في موسم ينضج فيه ثمر النخل وهو شهر تمز وآب .
  • عيون الماء كانت جارية.

__

يحتفل المسيحيون بِـعِيد ميلاد  المسيح بفرحة عارمة في 25 كانون الأول من كل عام، ولكن المسيح  لم يُولد في 25 كانون الأول ولم يكن المسيحيون يحتفلون في القرون الثلاثة الأولى بِـعيد الميلاد في هذا اليوم. بل إن مسيحيي الغرب في البداية هم الذين اختاروا هذا اليوم عيدًا لميلاد المسيح ، ثم أخذ مسيحيو الشرق يحتفلون به في اليوم نفسه تقليدًا للغرب.

عيد الميلاد والعلماء المسيحيون

لقد ورد في تفسير ضخم للكتاب المقدس يشتمل على ثلاثة عشر مجلدًا:

حتى بداية القرن الثالث الميلادي كانت تحتفل بعض مناطق الكنيسة بميلاد المسيح في السادس من كانون الثاني. وفي القرن الرابع استُبدل هذا التاريخُ بـ 25 من كانون الأول، وكان هذا اليوم منذ القديم يومَ مهرجان وثني يُظَنّ أن آلهة الشمس تنبعث فيه. وطبقًا للتقويم الجولياني هذا هو التأريخ الذي تبتعد فيه الشمس عن خطّ الاستواء وكأنها تولد من جديد. (The Interpreter’s Bible, Abingdon Cobesbary Press New York. 1952)

كذلك تُبين الموسوعة البريطانية تفصيل هذا الأمر، أن الناس في الغرب كانوا يحتفلون في 25 كانون الأول قبل المسيحية، وكان اللاتينيون يصومون للآلهة في هذا اليوم، وكان هذا اليوم يُسمّى في بريطانية بـ“ليل الأم” (Mother Night)، وكان الإنجليز يسهرون ويتعبدون في هذا الليل.

وورد في المرجع نفسه أنه حتى القرن الخامس الميلادي لم يحصل الاتفاق على اليوم الذي يجب أن يُحتَفَل فيه بعيد الميلاد، أفي 6 كانون الثاني أو 25 آذار أو 25 كانون الأول؟   (الموسوعة البريطانية، تحت كلمة “عيد الميلاد”، إصدار:1951م)

لقد اعترف مفسرو الكتاب المقدس أنه عند العلماء الأحبار لا قيمة لهذا اليوم قطعًا. يقول وليام جينكس (William Janks) في تفسيره:

استمرّ هذا الموقف إلى 527 م، ثم اخترع ديونيسوس أيكسي غوس  (DionysivisExigaus) هذا التاريخ البذيء، ولقد ارتاع العلماء والأتقياء بشدة لهذا الموضوع. يُقدِّم فابريسيوس (Fabricius) فهرسًا لا يقلّ عن مائة وستّة وثلاثين رأيًا مختلفًا بخصوص سنة الميلاد ويومه. فلقد وضعت الطوائفُ المسيحية المختلفة والرجالُ المتعلِّمون التواريخَ المختلفةَ لعيد الميلاد في كل شهر من السنة.

وفي نهاية هذا البحث يستنبط وليام جينكس (William Janks) النتيجةَ القائلة بأنه على المسيحيين نظرًا إلى هذه الحقائق التى تقدّم ذكرُها أن يتخلّوا عن فكرة كون عيد الميلاد في كانون الأول.

(The comprehensive commentary on the Bible. Edited by Rev villiam Janks D.D bratt leboro typographic company 1845.)

كتاب الله يكشف النقاب عن الحقيقة

كل ما قاله القرآن الكريم في المسائل المختَلف بها مع الكتاب المقدس هو بمثابة قول فصل. إن الله تعالى قد كشف النقاب عن سر هذه المسألة التي كان الباحثون والمؤرخون المسيحيون في ريب منها، رغم أن بعضهم حاولوا أن يقدموا الحقائق لكن القرآن الكريم يُـبين ميلاد المسيح بكل وضوح إذ يقول:

  فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا * فَنَادَاهَا مِنْ تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (مريم:24-26)

 ينكشف من هذه الآية القرآنية أنه:

  1. وُلد المسيح في موسم ينضج فيه ثمر النخل، وهو شهرا تموز وآب اللّذان ينضج فيهما البلح بكثرة.
  2. ثانيًا العيون كانت جاريةً في ذلك الوقت. وكان من الممكن للسيدة مريم عليها السلام أن تتطهّر وتغسل الوليد بماء الْمَعين في هذا الفصل.

من البديهي أن البرد يشتدّ في كانون الأول في فلسطين وتنـزل الثلوج، ويستحيل أن تجري العيون في مثل هذا الطقس. وأيضًا لا يكثُرُ الرُطَب الجنِيّ في كانون الأول. يقول حضرة المصلح الموعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآيات:

 “القرآن الكريم يعلن أن المسيح قد وُلد في الأيام التي تثمر فيها النخل. والنخل لا تثمر في شهر ديسمبر إلا نادرًا، وتثمر في شهرَي يوليو وأغسطس بكثرة. وعندما نجمع بين هذا وبين إخبار الله تعالى لمريم بعين ماء لتنظف به ثيابها وتغسل مولودها، يتبيـّن لنا أن الولادة تمت في الحقيقة في يوليو أو أغسطس، لا في ديسمبر. ذلك أن غسل الوليد بماء العين في شهر البرد القارس، وخاصة على جبل واقع في شمال الجزيرة العربية لأمرٌ مخالف للعقل تمامًا.”        (التفسير الكبير، مجلد 5، ص:179)

ذكر ميلاد المسيح في الأناجيل

إنجيل لوقا هو الإنجيل الوحيد مِن بَيْن الأناجيل الأربعة الذي يُشير إلى وقت ميلاد المسيح. ومن العجب أن قوله يصدِّق القرآن ويُبطل موقفَ المسيحيين من قضية الميلاد. إذ ورد في إنجيل لوقا:

“وَبَيْنَمَا هُمَا فِيْ بَيْتَ لَحْمَ، جَاءَ وَقْتُهَا لِتَلِدَ، فَوَلَدَتِ ابْنَهَا الْبِكْرَ وَقَمَّطَتْهُ وَأَضْجَعَتْهُ فِي مِذْوَدٍ ، لأنَّهُ كَانَ لا مَحَلَّ لَهُمَا فِي الْفُنْدقِ. وَكَانَ فِيْ تِلْكَ النَّاحِيَةِ رُعَاةٌ يَبِيْتُوْنَ فِي الْبَرِّيَّةِ، يَتَنَاوَبُونَ السَّهرَ فِي اللَّيْلِ عَلَى رَعِيَّتِهِمْ” (إنجيل لوقا، باب2، آيات:6-8)

(الكتاب المقدس، العهد الجديد. جمعيات الكتاب المقدس المتحدة.. بيروت، لبنان. إصدار:2004م)

وفي بداية هذا الباب ورد ذكر أمرِ القيصر أوغسطس بإحصاء سكان الإمبراطورية. وحصل هذا الإحصاء في فصل الصيف حين كان الرعاة يبيتون في البرية مع رعيتهم. ولا يمكن أن يتمّ هذا في كانون الأول.

حسب بيان لوقا وُلد المسيح في فصل كان من الممكن فيه:

  1. أن يوضع الوليد في المذود خارجًا.
  2. وأن تبيت المواشي والأنعام في العراء تحت السماء.
  3. وأن ينام الناس (الرعاة) في البرية. وهذا دليل على أنه لم يكن فصل الشتاء.

أيها القراء! فكروا في هذه الجملة “أضجعته في مذود”.. هل يمكن  لأمٍّ أن تسوغ لها القيام بمثل هذا العمل في فصل الثلوج؟ كذلك هل يُعقل أن يحرس الرعاةُ على الأنعام في البرية في ليل قارس لـ25 من كانون الأول. من البديهي أنه فصل الصيف! والقرآن الكريم قد أكد على أن ذلك حدث بين 15 تموز إلى 15 آب لأن البلح عادةً ينضج في هذه الفترة، ويمكن للإنسان في مثل هذا الطقس أن يَـبِيت في العراء لرعاية الأنعام والمواشي. يجب إذًا على العالَم المسيحي أن يفكر في رأي جينكس، ليس هذا فقط بل  يجب أن يراجعوا موقفهم إزاء عيد الميلاد والاحتفال به في 25 كانون الأول.

في هذا الزمن الذي تنكشف فيه أسرار الكون، وكل يوم يأتي باكتشافات جديدة ما زال العلماء المسيحيون في شك واختلافات فيما يتعلق بتأريخ ميلاد المسيح . إن هذا الأمر يدعوهم إلى التفكير، ومن واجبهم أن يقدموا الحقائق أمام العالم، وأن يتأمـلوا في بيان القرآن الحكـيم بهذا الصدد.

Share via
تابعونا على الفايس بوك