توابع أمريكا.. والجهاد الإسلامي؟؟!!

توابع أمريكا.. والجهاد الإسلامي؟؟!!

التحرير

قبل سقوط الاتحاد السوفيتي وانحلاله.. كان الصراع بينه وبين الولايات المتحدة لا يهدأ: وكان يتخذ مظاهر عديدة في مجالات السياسة والاقتصاد والأيديولوجية والعسكرية وغيرها.. واستقطبت أمريكا قادة بعض البلاد الإسلامية واتخذتهم توابع لها ليكونوا أدوات في هذا الصراع.. تخدم أهدافها وتحقق مخططاتها. وعلّمت ساسة هذه البلاد دروسا أجادوها في إلباس ثوب الحق، والمهارة في التشويش على شعوبهم، ووضع عمامة الدين على رأس مناوراتهم وخدماتهم، واستخدام طائفة من محترفي العمل الديني يجيدون زخرف القول بهتانا وزورا، ويرددون كلمة الجهاد الإسلامي عندما يدبرون خدمة يقدمونها لأمريكا، ويكفّرون كل من لا يسير في ركاب سيدتهم، ويرمونه بما فيهم وما ينضج منهم.

وعندما شجعت أمريكا الاتجاه الشعبي في أفغانستان للثورة على الحكومة الشيوعية إزعاجا للاتحاد السوفيتي، أمرت توابعها بتعضيد هذه الثورة وإلباسها لباس الجهاد الإسلامي. فقامت باكستان بفتح المراكز لتجميع الشباب المسلم من كافة الأنحاء، خصوصا من البلاد التي تضم جماعات دينية تعمل بالسياسة، أو قُل هي جماعات سياسية تلبس مسوح الدين. وجعلوا هذه المراكز لتدريب الشباب على حمل السلاح والأعمال العسكرية. وأخذت السعودية على عاتقها عمل الدعاية اللازمة في العالم الإسلامي بصبغ هذه الحركة بصبغة الجهاد الإسلامي، وقام الإعلام السعودي -خادم الحرمين الغربيين- ومن يدور في فلكه ويرتزق من ورائه.. بهذه المهمة خير قيام.. حتى ظن المواطن المسلم أن الجهاد الإسلامي قد دبت فيه الحياة: وأن أمة الإسلام قد انطلقت تحت قيادة هذه التوابع من عقال خمولها وتحررت من ضعفها وتخاذلها. وتحقق لأمريكا ما أرادت بفضل توابعها في باكستان والسعودية وغيرهما، وتعرضت الحكومة الشيوعية في أفغانستان لمتاعب شديدة، ولم يتمكن الكرملين من دعم الحكومة العميلة لأنه كان يعاني من ضعف اقتصادي رهيب، بل كان في النزاع الأخير، وسقطت الحكومة الشيوعية وجاء المجاهدون الأبطال لتولي زمام الأمور ، وقيادة الشعب الأفغاني في طريق التقدم والإزدهار.

وهنا انكشف الغطاء عن المجاهدين وتوابع أمريكا، أما المجاهدون المزعومون فقد ثبت أنهم طلاب دنيا.. كل همّهم أن يصلوا إلى الحكم ليحصلوا على عائدات جهادهم الإسلامي المزعوم. وإذا بالمجاهدين يتحولون إلى شراذم من العصابات تتقاتل فيما بينها بأبشع اسلوب، ويدفع المواطنون الأفغان من دمائهم وأمنهم وسلامتهم الثمن الفادح، ويعانون من شرور هؤلاء المجاهدين المؤمنين! بمثل ما كانوا يعانون من الشيوعيين الكافرين.. بل وأشد.

أمت توابع أمريكا فقد جلسوا في مقاعدهم الوثيرة، بعد أن نفذوا خطة سيدهم في البيت الأبيض، وتركوا فصائل المجاهدين في سبيل الدنيا يتقاتلون ويخربون البلد الإسلامي، ونفضوا أيديهم من القضية بعد أن تم المطلوب. هذا هو تشدقهم بالجهاد الإسلامي كما يفهمونه.. والذي يعود على أمة المسلمين بالخسار والدمار، لا يستفيد منه إلا أعداء الإسلام.

وعاد فريق من الشباب المضَلل إلى بلاد المسلمين لينشروا الفوضى والإرهاب بين الناس، وفريق آخر حبسته الحكومة الباكستانية وحُرموا من العودة إلى بلادهم. وهكذا يخلقون للبلاد الإسلامية المشاكل والمتاعب فوق ما تعانيه، ويخدمون أهداف أمريكا والغرب.. ولا يعنيهم إلا استمرار جلوسهم على كراسي السلطة.

متى يرجع هؤلاء الظالمون عن ظلمهم للإسلام وبنيه؟ ومتى يُشفون من سعار السلطة والحكم والمال؟ ومتى يخشون من الله تعالى يوما كان شرّه مستطيرا؟ اللهم اهدهم.. تخفيفا عن أمّة حبيبك المصطفى ، وادفع أذاهم وشرّهم عن عبادك المخدوعين بمكرهم ودينارهم!

المحرر

Share via
تابعونا على الفايس بوك