المظاهر العلمية للقرآن الكريم

المظاهر العلمية للقرآن الكريم

نادر الحصني الحسيني

 

هناك وجهة جانبية صامتة للقرآن الكريم فهو دائما يلفت انتهانا إلى المظاهر الطبيعية المختلفة ويحثنا على التأمل والتمعن في سرها ومحراها. وبهذا يخلق فينا الدوافع ويولد الرغبات لدراسة العلوم. وباعتبار أن الغاية الرئيسية للقرآن الكريم ف=هي أن يقود بني الإنسان ف طريق الهداية إى خالقهم، فهو يركز على أن نجهل دراستنا للعلوم ليس وسيلة للتعرف على عالمنا الدنيوي فحسب بل  كدليل قائم وشاهد قوي على وجةد الخلاق العظيم.. رب العالمين والتعرف على صفاته من خلال إحكام خلقه وحماله.. والإبداع في دقة تنظيمه والخكمة من وراء هذا الخلق.

وغاية هذا الموضوع أن تمثل هذيان المظهرين وحمالهما من القرآن الكريم من حيث التشجيع على دراسة الطبيعة وخلق الجنين إلى الخالق واولع التشوق للوصول إليه من وراء هذه الدراسة.

يقول القرآن الكريم:

وَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ. وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِّلَّهِ ۗ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ) (البقرة 163-166)

لا بد عنا أن يكون الجمال التاتج عن دراسة الظواخر الطبيعية محلا للملاحظة والتأمل خصوصا أنه اندمج في الأسس المركزية لماهية الدين وقامت قوانينه للاستدلال عليها. ومن املاحظ أيضا أن الانتباهه قد وجه إلى عناصر متعددة من هذه المظاهر الطبيعية للحث والتشجيع على سائر الدراسات العلمية في جميع فروعها ومواضيعها المختلفة.

ويقول الله تعالى:

(إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ (190) الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) (آل عمران 191 و192).

هذه الآيات تزودنا بالدافع للقيام بدراسات علمية. وشهدت الدنيا باسرها انعكاس تأقيراتها بدرجة عالية من الإبداع وذلك من خلال المكانة المرموقة التي بلغها العلماء المسلمون في العصور التالية لبعثة سيدنا محمد . وهناك مخطوطات علمية من إنتاج هؤلاء العلماء المسلمين في مكتبات ومتاحف في شتى البلدان تؤيد ما نقول وتحتوى على تصريحات منهم بأنهم مدينون للقرآن الكريم بتزويده إياهم بالجافع القوي للقيام بدراسات علمية من الطراز العالي.

وهكذا يخبرنا القرآن الكريم أن الأكوان من حولنا لم تخلق عبثا، وأولو الألباب يدركون بأنه تعالى ما خلق هذا باطلا.. فيجب علينا أن نفكر مليا في محتوى هذا النص القرآني ونتمعن بدقة في معانيه، ونحقق في الخواص والأسس التي بني عليها الكون وأن نتفصى المنافع من هذه المعارف.

المشكلة الأولى التي يعقد العلماء على حلها آمال كثيرة ويترتب على حل عقدتها حل الكثير من المعصلات العملية الغامصة هي ولا شك ميفية بدء الخلق أو المنشأ العملي لخلق السماوات والأرض. فهي من المعاضلات ذات الأهمية الأولى في العلوم.

“البرت اينيشتاين” أعظم علماء القرن في هذا المال يقول: ليس اهتمامي بهذه المشاهدات ولا تلك المظاهر وكيف تعليها ولكن اهتمامي ه كيفية إنشاء الله للسماوات والأرض عيد بدء الخليقة.

تعلمنا هذه الآيات بأن تحقيقاتنا واستنتاجاتنا يجب أن تترافق بذكر الله موقنين بأنه تعلى وراء هذه البدائع كلها فهي من صنع يديه فإن نغفل عن ذلك برهة فلسنا من أولى النهى ولسنا من ذوي الفطنة ولعقل في الاطلاح القرآني. وقد عليمنا القرآن الكريم ذلك الدعاء القيم: (وقل رب زدني علما) (طه 114) فبينما تدفعنا الآية الكريمة لأن نقصد العلم والمعرفة ونغرف من معينهما فإنها تعلمنا من جهة أخرى با، الله سبحانه هو مصدر كل علم ومعرفة ولن نصل إليها إلا بتوفيقه وعونه. وتشير الىية أيضا إلى أن العلم يصدر عن معين لا ينضب وليس عناك حد للتقدم في مجاله.

ومثال آخر للأسلوب ارفيع الذي يدفعا إليه القرآن الكريم ويقوي عزائمنا لطلب العلم والتبحر فيه وفي نفس الوقت يضفي على الموضوع جوا من الروحانية نجده في الآيتين التاليتين:

(أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا ۚ وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ. وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَٰلِكَ ۗ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر 28و29)

إن دراسة الألوان في الكون وجهة من مظاهر العلوم اليوم.. والكواكب السماوية تختلف ألوانها بالانعكاس. ودراسة الألوان المنعكسة عن إشعاعها يكشف عن الموارد المتوفرة في الكوكت ونوعيته وماهيته. فالدراسة التفسيلية للألوان في غاية الأهمية في العلوم المعاصرة. ومما لا شك فيه أن التعمق في دراسة الطبعة يجب أن يترك فينا انطباعا قريا بعظمة الخالق. فلاآية تؤكد أن خشية الله هي نبيجة حتمي لكل علامة غزير الاطلاع.

والآيات من سورة المؤمنين تبين الأسلوب المنتقن الرائع الذي بوجه به القرآن الكريم الانتباه إلى الظواهر الطبيعية وفي نفس الوقت يوجه العقل ويحثه على التفكير في عظمة الخالق حيث إنها تحث على التركيز على دراسة الحياة يقول تعالى:

وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ. ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ. ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) (المؤمنون 13 إلى 15)

ما أبدع وما أجمل هذه الإشارة القرآنية التي تصف المراحل افيزيائية لنمو الجنين من مبدأ تكونه إلى بلوغه صورة إنسان كامل، فتبلغ الذروة في تمجيد الله من خلال أعلى وأسمى تصميم ألا وهو خلق الإنسان.

وانظر بتمعن أيضا إلى الآيات المشوقة التالية التي تزودنا بالدافع القوي لدراسة العلوم.. كما توجه انتاهنا في نفس الوقت إلى وجود الخالق المنظم والرب الذي يكلأ خلقه بالعناية.

(أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ. وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ. وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ. وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ. فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ. لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ) (الغاشية 18 إلى 23)

لقد  أثير الانتباه هنا عرضا إلى المبدأ القرآني القائل: (لا إكراه في الدين)، فقد طلب من الرسول الأعظم أن يذكر ونفى أن تكون له أية سيطرة. والإشارة إلى رسولالله كمذكر ومبشر ونذير يلهب في قلوبنا نار المحبة والشكر ومعرفة الجميل والاعتراف بالفضل. فمن خلاله وبواسطته وصلتنا الرسالة المعيمنة والهدى الكامل للقرآن الكريم.

ويثيرني الإعجاب أيضا بهذه الآيات:

(أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ (6) وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (7) تَبْصِرَةً وَذِكْرَىٰ لِكُلِّ عَبْدٍ مُّنِيبٍ) (ق 7إلى 9).

إن الرسالة التي يعرضها علينا القرآن الكريم هنا هي بالغة الأهمية حيق لعب الفلك دورا بارزا في توليد النظريات العلمية. فالكواكب السماوية لا تشيء علينا فقط.. بل تثير أفكارنا أيضا باقتراحات لتحليل المشاهدات المرئية. فالعلامة الفرنسي المختص بالرياضيات الفكمية (اتش يوني كير) يكتب:

“نجوم السماء لا ترسل إلينا فقط أضواءها المرئية الواضحة التي تستقبلها هيوننا الفيزيائية، ولك تأتينا منها أيضا أضواء تنير عقولنا.” فالقرآن الكريم يتوقع منا أن نرجع إلى الله من خلال ما توجهه إلينا هذه الكواكتب من تنظيم هائل للخلق.

ومثال آخر أيضا للأسلوب القرآني البليغ في إثارة التفكير والتعمن في الظاهر الطبيعية مضفيا طابع التشويق على الروح لمعرفة الخلاق:

(وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ (47) وَالْأَرْضَ فَرَشْنَاهَا فَنِعْمَ الْمَاهِدُونَ (48) وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (49) فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ ۖ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ) (الذاريات 48إلى 53)

إن كثيرا من صفات الله تعالى وأسمائه العليا تتجلى ولا شك من وراء خلقه للسماوات والأرض. وإنه خلق من كل شيء زوجين: هي نقطة مقيرة لمزيد من الاعتمام في دراسة العلوم.

فهنا جمعت السماء والأرض كزوجين متفابلين بينهما اتحاد واتفاق وتآلف كمثال لما يجب أن تكون عليه علاقة الخالق بالمخلوق والروح بالجسد حيث لا نجاة للإنسان إلى في الفرار إلى خالقه: (ففروا إلى الله) كي يحقق تلك الوحدة التي هي الغاية المتوخاة من الخلق. وهكذا يعلمن القرآن الكريم أن نحرز تقدما في كلا المجالين: محالي العلوم الدنيوية والترقي الروحاني. وباتباع تعاليمه عزوجل تستطيع الإنسانية أن تبلغ حظا من مجال العلوم بدون أن تؤدي بها المعرفة إلى تحطيم نفسها وتخريب مجتمعاتها.

تعنوا في هذا الأسلوب الساحر الأخاذ الذي وجه به القرآن الكريم الانتباه إلى التوازن الدقيق المدهش في حركة الأحرام السماوية ثم وجعنا بأن نقيم التوازن العادل في معاملاتنا الاجتماعية مركزين أفككارنا على المثل السامي الذي قمه لنا رب العالمين.

ويركد القرآن الكريم مشدا على وجوب اتباع الحق والتزام الصدق فهي مزايا أساية في كل مجتمع فاضل كما هي مزايا أساسية لدى كل علامة يتحرى الحقيقة فمثلا على الرغم من أن الإسلام قد بني على التوحيد الكامل فإننا نجد أنه يطلب من الرسول الأعظم . (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) (الزخرف 82).

فههنا يضع القرآن الكريم قاعدة أساسية في دراسة العلوم فمهما تكن الفكرة أو النظرية بعيدة عن المألوف ومعما خالفت عاداتنا وتقاليدنا ومعتقداتنا فللتحقيق فيها يجب أن نفترض إمكانياتها فالحق أحق ان يتبع ومهما تكن الفكرة أو النظرية السائجة قريبة من قلوبنا ومشاربنا إذا عارضت الحق فالق يجب أن يتجلى.. فهو يعلو ولا يعلى عليه.

كما يؤكد القرآن الكريم علينا أن نعمل بجد ونشاط فيقول: (وأن ليس للإنسان إلا ماسعى) (النجم 40)

كما يوصينا بالثقة والشجاعة حين يعطينا التأكيد من رب العالمين بأنه سيقوج إلى الهدى أولئك الذين يحثون الخطى في سبيله فيقول: (والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين) (العنكبوت 70) وهكذا لا يكتفي القرآن الكريم بمجرد تشجيعنا على دراسة العلوم والغوص في بحر الحكمة والمعرفة ولكنه يولد فينا لك الصفات الضرورية التي نحتاجها حتما لدراسة العلوم وعليها يتوقف النجاح لكل علامة يحد في طريق المعرفة.

والقرآن الكريم هو كلام الله والعلوم ما هي إلا دراسة صنع يديه سحانه وتعالى. فليس عنالك محال لوجود تناقض أو تعاىض بين الدين والعلم، إذا ما فقهنا كليهما بطريقة سليمة وصحيحة. وبعض الحقائق العلمية الموجودة سابقا في القرآن الكريم قد أقيم الدليل عليها اليوم في العلوم المعاصرة. وذكر “موريس بيكاي” في كتابه “الكتاب المقدس والقرآن والعلوم” بعض هذه الحقائق. وأود أن أذكر حقيقة علمية سابقة لأوانها في القرآن الكريم، لم تكتشفها العلوم المتقدمة حتى اليوم.

حاليا هناك مشكلة على غاية الأهمية يسعى لحلائها العلماء وهي اكتشاف الحياة في الفضاء خاجا عن نطاق كرتنا الارضية. وفي حقيقة الأمر إن لجنة من اتحاد المراصد الفكية قد شكلت فعلا للبحث فيما إذا كانت هناك حياة فيما وراء الفشضاء الخارجي للأرض؟

والقرآن الكريم الذي أوحي به قبل أربع عشر قرنا يحتوي على الملاحظة التالية حول هذا الموضوع:

(وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ ۚ وَهُوَ عَلَىٰ جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاءُ قَدِيرٌ) (الشورى 30).

وهكذا يبدو جليا أن القرآ، الكريم يقير حب الاستطلاع العلمي ويركز على هذه الإثارة ويزيد في حدتها بما في ذلك أحدث المواضيه العلمية المتجسدة اليوم وما سيظهر حتما على الساحة العلمية في المستقبل. وباختصار إنه يشجعنا على اكتاب العلم والتحلي بالمعرفة ويحث عليها كما ينمي فينا الملكات العلمية وفي نفس الوقت يوجه انتباهنا إلى اعلي القدير ويوي إلينا باجنين إلى قربه ويشحذ الشوق لمعرفته من خلال خلقه.

Share via
تابعونا على الفايس بوك