التناغم الأسري
  • جوهر التناغم الأسري وأهميته
  • أساليب صيانته
  • طرق فك عراه التي ينبغي لنا مجابهتها

__

في مكان ما قبل ستة آلاف عام، صدر المرسوم الإلهي بالإنعام على الأسرة الأولى، والمتمثلة في أول جماعة للمؤمنين، وما من شك في أننا جميعًا نذكر ذلك الإنعام الإلهي الواضح في قوله تعالى:

وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (1)،

ببالغ الأسف، ويبدو أن ذلك الإنعام لم يدم طويلًا، وسبحان من له الدوام! فنظًرا إلى تقصيرات من نوع ما خسر سلفنا الأول الجنة، إذ أُخرِج منها لتبدأ حقبة جديدة من تاريخ الإنسانية، وترحل أجيال وتولد أجيال، وتتوالى على الأرض ظلمات تلو ظلمات، حتى بدا في الأفق نور البعثة المحمدية لتستضيء الدنيا بضياء شمس الإسلام. وطوال مراحل التطور تلك كان كل رجل آدم، وكل امرأة حواء، لذا فسيكون الحديث في السطور التالية كرسالة موجهة إلى كل آدم وحواء. ولا يغيبن عن بالنا أنه كما تطور آدم وحواء خلال تلك المدة المديدة، فكذلك الأمر بالنسبة للشجرة المحرمة، إنها تطورت كذلك، وما كان ذكرها ليأتي في القرآن إلا تحذيرًا لنا منها نحن المتأخرين، كما سبق أن حُذِّر منها المتقدمون. لطالما تساءلت في طفولتي، بل أكاد أجزم بأننا تساءلنا جميعًا بلا استثناء، ماذا لو لم تمتد يد آدم إلى تلك الشجرة؟! إذن ما كنا أُخرجنا من الجنة ولما قضينا حياتنا تلك في البؤس والشقاء والألم. وبالنظر إلى حال السلام العالمي المتأرجح والذي لا يستقر، لا شك أن المشهد يقض مضاجع العقلاء على هذا الكوكب، ألا يدعونا غياب السلام هذا إلى اليقين بغيابه على المستوى الأسري؟! جميع الساسة المتنازعون يدعون أنهم صانعو السلام في العالم، وهذا صحيح، فالكل يحاول، لكن لنتخيل التناقض لو أننا كنا غير قادرين على خلق هذا السلام في بيوتنا، فبأي حق ندعي أننا نصنعه على المستوى العالمي؟!

التناغم الأسري موضوع يعنينا جميعًا بلا استثناء، فما من إنسان إلا وهو فرد في أسرة، فحين نشرع في تناول هذا الموضوع علينا أن ندرك أننا ركيزة أساسية فإن تطلب الأمر جرع دواء مُر من أجل السلام في بيوتنا، أظن أننا سنفعل. إن هدف الشيطان واضح، ولكن طرقه متعددة، وهدفه ببساطة معلن في الآية الكريمة:

إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ (2) ،

وأول السبل التي ينتهجها الشيطان الرجيم وصولا إلى هدفه الدنيء هو فك عرى الوئام الأسري، فالاجتماعي، ومن ثم العالمي، إذن كيف لنا أن نعين الشيطان على أنفسنا ونلقي بأيدينا إلى التهلكة؟! لنر كيف أننا نفعل هذا دون أن ندري، ولننطلق من حديث رَسُولُ اللَّهِ إذ قَالَ:

«إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا. قَالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ نِعْمَ أَنْتَ»(3))

ثمة رجل يقرأ قول الله تعالى:

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ (4)،

وعوضًا عن أن يُفهم أنه الوصي المسؤول والمكلف بحمل الأمانة، يأتيه الشيطان فيشوش عليه الفهم موحيًا إليه أن بإمكانه أن يكون طاغية؛ يفعل ما يشاء كيفما يشاء وقتما يشاء، وأن القوامة المذكورة ليست مسؤولية أو عبئًا عليه، وإنما هي قوة ومزية وشرف وتفضيل. إن هذا الرجل أيضًا بمثابة آدم عصري كما أسلفنا، فيعود آدم هذا إلى المنزل غير آبه بأي شيء، فيرمي بجواربه حيثما شاء، ويكلم أهله بسوء الكلام وبذاءة اللسان، بل وقد يطيل الأيدي في كثير من الأحيان، وينسيه الشيطان قول النبي:

«الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ»(5)

كان الإمام أبو حنيفة يسير ذات يوم في الشارع بعد هطول الأمطار مباشرة، فرأى طفلاً صغيرًا يقفز على صخور صغيرة في الشوارع الموحلة فقال له انتبه، سوف تتعثر فتقع. التفت الصبي وقال للإمام لا تقلق علي أنا فتى صغير لكنك إمامنا فانتبه لأنك إن سقطت فسوف يسقط كل من يتبعك. وهذه هي مسؤوليتكم يا إخوان في المنزل. عندما نسيء، نحن أوادم العصر، استخدام هذا الامتياز، فإننا بهذا نهيئ الفرصة للشيطان ليوسوس إلى حواء العصرية قائلا لها: ليس عليك أن ترضي بذلك. لماذا تطيعينه أو تستمعين له، لا تسكتي له، لست مضطرة إلى ذلك أصلًا، والقانون في صفك. تلك هي الشجرة المحرمة التي أهدف إلى كشف كنهها، وكفرد من بيت آدم وحواء الأولين، آمل لو أن آدم ما قربها. لقد أسأنا جميعًا، رجالًا ونساء، إذ صدقنا الكذاب الكذوب، صدقه الرجل فتوهم أن من صلاحياته أن يطغى ويتجبر، ناسيًا قول

الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا (6)،

كما صدقته المرأة حواء، ناسية قول الله تعالى في نفس الآية:

فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ (7)

وكذلك نسي كلاهما أن كليهما راع ومسؤول عن رعيته كما نص على ذلك التوجيه النبوي:

«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا»(8)

بمجرد أن تصدر من الرجل الإساءة لفظيًا، فإن العقد ينفرط وتتوالى الإساءات، وقد يتبع ذلك الإساءة المادية المتمثلة في الإيذاء الجسدي، وما يمارسه بعض الرجال دون خجل بكل أسف. لقد بات من المزعج حقًّا مستوى النقاش الذي وصل إليه الموضوع، بحيث إننا في القرن الحادي والعشرين ما زلنا نتجادل فيما إذا كان القرآن الكريم يسمح للرجل بضرب زوجته أم لا!  يحضرني حديث نبوي قد يرى البعض أن مضمونه بعيد عن الموضوع، ولكني أراه وثيق الصلة، قال رسول الله :

«من لَطَمَ غُلَامَهُ أَوْ ضَرَبَهُ فَكَفَّارَتُهُ عِتْقُهُ»(9)،

فإذا كان هذا بالنسبة للرقيق في زمن خلا، فما بالنا برفيقنا في هذا السفر؟! أولسنا نتفق على كون هذه الحياة الدنيا سفرًا طويلًا شاقًّا؟! فمن ذا الذي يقدم على إيذاء رفيق سفره؟! عجبًا! ألا يعلم هذا أنه إنما يؤذي نفسه بيديه؟!

شتان بين أفعالنا وأسوتنا

إننا جميعًا نقول بألسنتنا أننا نتخذ من سيدنا محمد المصطفى أسوة حسنة، حسنًا، فلنر ماذا كان أسوتنا الحسنة يفعل، ثم لننظر، هل نحن به مقتدون؟!

فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: «أَرْدَفَنِي رَسُولُ  الله خَلْفَهُ ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسَرَّ إِلَيَّ حَدِيثًا لَا أُحَدِّثُ بِهِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ. وَكَانَ أَحَبُّ مَا اسْتَتَرَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ  لِحَاجَتِهِ هَدَفًا أَوْ حَائِشَ نَخْلٍ. قَالَ: فَدَخَلَ حَائِطًا لِرَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ فَإِذَا جَمَلٌ فَلَمَّا رَأَى النَّبِيَّ حَنَّ وَذَرَفَتْ عَيْنَاهُ فَأَتَاهُ النَّبِيُّ فَمَسَحَ ذِفْرَاهُ فَسَكَتَ فَقَالَ: مَنْ رَبُّ هَذَا الْجَمَلِ لِمَنْ هَذَا الْجَمَلُ فَجَاءَ فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لِي: يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ: أَفَلَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهِيمَةِ الَّتِي مَلَّكَكَ اللَّهُ إِيَّاهَا؟ فَإِنَّهُ شَكَا إِلَيَّ أَنَّكَ تُجِيعُهُ وَتُدْئِبُهُ»(10)

إنه قد ساءه أن يؤذي دابته، فماذا لو يطلع سيدنا خاتم النبيين علي حالنا هذا العصر ويرى أن منا من يؤذي زوجته؟! ألن يسوءه هذا؟!

الكرة في ساحة حواء

الآن ماذا بعد أن ارتكب آدم العصري في حق حوائه إساءتين؟! هل انتهى الأمر عند هذا الحد؟! بالطبع لا، فقد ألقى الشيطان الكرة في ساحة حواء العصرية، ووسوس إليها أن ترد الإساءة أضعافًا مضاعفة، ولكن بطريقة تناسب قدراتها الجسدية طبعًا، فهي لن تقوى على رد الإيذاء الجسدي بإيذاء جسدي، فكان أن بدأت حواء هذه تخفي أسرارها عن آدمها؛ ولا تشاركه في شيء؛ وألا تفعل كل ما يرضيه؛ ولا مانع من أن ترد على عائلة زوجها لأنها غير ملزمة بمعاملتهم معاملة حسنة. وهنا تخرج المشكلات من دائرة بيت الزوجية لتتخذ مساحة أوسع، فيسمع القاصي والداني، وهنا تكمن الخطورة، إذ تنتفي قيمة الستر من العلاقة الزوجية التي قال عنها الله تعالى:

  هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ (11)،

من المؤسف أننا مزقنا ذلك اللباس بسبب فتنة الشيطان. فأي نصيحة من أي شخص كان، قريبًا أو بعيدًا، وسواء كانت من الوالدين، أو من الأصدقاء، أو من الإخوة أو الأخوات، تشجع الزوجين على قطع هذه العلاقة، إنما هي نصيحة شيطانية، لأنها ستخرج الزوجين من جنتهما الجميلة. لذلك فالمعهود أنه عندما يتخطى نقاش الزوجين عتبة البيت عندها تبدأ المشاكل. فتنتهي العلاقة بالطلاق أو في صمت طويل حيث ينتظر كل منهما الوقت المناسب. طالما ينسى آدم عبارة قال فيها المسيح الموعود عليه السلام: «ما عدا الفحشاء ينبغي أن تتحّملوا من النساء كل نوع من سوء الخُلق والإساءة». (21)

المرأة العاملة.. ردة فعل

ولنعد إلى ما كنا بصدده من ذكر تفاصيل الوقيعة بين آدم وحواء بفعل فتنة الشيطان ووسوسته.. إن سلسلة الإيذاءات الصادرة من الرجل، وكذلك ردود الأفعال السلبية الصادرة من المرأة، لا شك أن هذه السلسلة المقيتة امتدت على مدى بضعة قرون بل آلاف السنين، وطوال هذه المدة المديدة ظل الشيطان يلقي في عقل المرأة أن طُغيان زوجها وتجبره إنما هو بسبب المال، فلو امتلكت هي المال لكان حالها غير الحال.. فلا يكون من المرأة إلا أن تفرط أول ما تفرط في وظيفتها الأولى والأسمى، المنزل، لتخرج باحثة عن عمل يبرز لها كينونتها مقابل كينونة الرجل، علما أن عمل ربة المنزل يعادل بحد ذاته عشر وظائف. ولكن بما أن حواء متعطشة لنيل الاعتراف والاحترام الذي تستحقه منذ اليوم الأول، أضافت عملاً آخر على كل ما تفعله أصلاً، ليتبلور ذلك في ظاهرة المرأة العاملة، التي لا شك في أن العالم المعاصر بات يعترف بتداعياتها السلبية على الأسرة ككل، والنشء خاصة. وأود أن أنوه إلى أن بعض النساء يلجأن للعمل خارج البيت بسبب ضغوطات مختلفة.

قد لا نتمكن تمامًا من فهم كيف وصلنا إلى ما نحن عليه الآن، ولكن بات من الملاحظ بالتأكيد أن وضع الجنة على هذه الأرض قد انتهى للأسف إلى حرب شعواء بين الجنسين من أجل السلطة. فلا أحد يعجبه الآن اتباع القواعد ولا الأدوار المذكورة في القرآن، في عالم مليء بمقدمي البرامج الحوارية مثل «أوبرا» و «دكتور فيل»، ومعترك العمل في أسواق الأوراق المالية وشركاتنا الخاصة. الآن أرى أطفالنا يرددون التساؤل ذاته الذي كنت أردده في صغري: ماذا لو لم تمتد يد آدم عليه السلام إلى تلك الشجرة؟! إذن ما كنا أُخرجنا من الجنة ولما قضينا حياتنا تلك في البؤس والشقاء والألم. والحق أنني إلى الآن ما زلت كآدم أتساءل: كيف وصلنا إلى هذا الوضع؟! غير أن هذه المرة أضحى الجواب واضحا: لأننا فقدنا الوئام المنزلي عندما رفعنا يدنا على امرأة بريئة  في ثورة غضب؛ فقدنا الوئام عندما شعرنا أن مسؤولية ربة المنزل ليست وظيفة بدوام كامل تستحق الاحترام؛ فقدنا الوئام في اليوم الذي تعلقنا فيه بهواتفنا المحمولة على حساب الشخص الذي يجلس بجوارنا؛ فقدنا الوئام لما أصبحنا أكبر وأهم من أن نعتذر.

فرصة التصحيح لا زالت سانحة

ربنا يخطر في بالنا تساؤل آخر مفاده: أين هو النموذج المثالي في عصرنا؟! أين أبو حنيفة العصر، والمرأة مستقلة مالياً اليوم؟! كيف يمكننا تكرار هذا النموذج الآن؟!  دعونا نعود إلى الأسوة الأحسن والنموذج الأفضل للقوامة بامتياز، ألا وهو الرسول ، بمن تزوج أول مرة؟! من حضرة خديجة أم المؤمنين التي كانت على ما يبدو أول سيدة أعمال في الإسلام. كانت امرأة ثرية، عاملة ومعيلة. بدلاً من الخوض في مزيد من التفاصيل، يكفينا فقط ذكر شهادة هذين الزوجين النموذجيين في بعضهما البعض؛ ووصف كليهما لشريكه.

حين تلقى رَسُولُ اللَّهِ الوحي الأول رَجَعَ بِهَا يَرْجُفُ فُؤَادُهُ فَدَخَلَ عَلَى خَدِيجَةَ بِنْتِ خُوَيْلِدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقَالَ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي فَزَمَّلُوهُ حَتَّى ذَهَبَ عَنْهُ الرَّوْعُ فَقَالَ لِخَدِيجَةَ وَأَخْبَرَهَا الْخَبَرَ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي فَقَالَتْ خَدِيجَةُ قولتها المشهورة: «كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ وَتَقْرِي الضَّيْفَ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ» (13)

هذه كانت شهادة حضرة خديجة رضي الله عنها وهذا هو معنى «القوامة»، وبعد 25 عامًا من تلك الجنة تخبرنا عَائِشَةَ قَالَتْ:

كَانَ النَّبِيُّ إِذَا ذَكَرَ خَدِيجَةَ أَثْنَى عَلَيْهَا فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ قَالَتْ فَغِرْتُ يَوْمًا فَقُلْتُ: مَا أَكْثَرَ مَا تَذْكُرُهَا حَمْرَاءَ الشِّدْقِ قَدْ أَبْدَلَكَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَا خَيْرًا مِنْهَا. قَالَ: «مَا أَبْدَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ خَيْرًا مِنْهَا قَدْ آمَنَتْ بِي إِذْ كَفَرَ بِي النَّاسُ وَصَدَّقَتْنِي إِذْ كَذَّبَنِي النَّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا إِذْ حَرَمَنِي النَّاسُ وَرَزَقَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَلَدَهَا إِذْ حَرَمَنِي أَوْلَادَ النِّسَاءِ» (14)

هذا هو دورها، شغلت موقعًا قويًا؛ فلو أرادت أن تسيطر، فما من فرصة أفضل من تلك. لم تتزوج من نبي صُنعت من أجله السموات والأرض، بل تزوجت من يتيم في الـ 25 من عمره.

المراجع

  1. (البقرة: 36)
  2. (المائدة: 92)
  3. (صحيح مسلم، كتاب صفة القيامة والجنة والنار).
  4. (النساء: 35)
  5. (سنن النسائي، كتاب الإيمان وشرائعه)
  6. (النساء: 35)
  7. (النساء: 35)
  8. (صحيح البخاري، كتاب الجمعة)
  9. (مسند أحمد، كتاب مسند المكثرين من الصحابة)
  10. (سنن أبي داوود، كتاب الجهاد)
  11. (الملفوظات ج 2 ص 1)
  12. (البقرة: 188)
  13. (صحيح البخاري، كتاب بدء الوحي).
  14. (مسند أحمد، كتاب باقي مسند الأنصار)
Share via
تابعونا على الفايس بوك