سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجوانب من ريادته الإصلاحية، المدنية والعسكرية

سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجوانب من ريادته الإصلاحية، المدنية والعسكرية

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • مؤسسة القضاء، إنشاؤها واحترامها
  • استحداث المنظومة الأمنية
  • إصلاحاته الاقتصادية
  • الطفرة العمرانية في عهده
  • ديوان الجند والاهتمام بالتفوق العسكري
  • إنجازاته الاقتصادية
  • استحداثه التقويم الهجري القمري
  • نظام التعليم في عهده

__

خطبة  الجمعة التي ألقاها سيدنا مرزا مسرور أحمد

أيده الله تعالى بنصره العزيز

الخليفة الخامس للمسيح الموعود والإمام المهدي عليه السلام

بتاريخ 9/7/2021  في مسجد مبارك، إسلام آباد تلفورد بريطانيا

سيدنا عمر رضي الله عنه ومؤسسة القضاء، إنشاؤها واحترامها

استمرارًا في تناول سيرة عمر . ورد عن إنشاء قسم القضاء أن عمر أنشأ دار القضاء بشكل رسمي وأقام المحاكم في جميع الأمصار وعين فيها القضاةَ، وأصدر قوانين خاصة بالقضاء، وكان يختار الفقهاء ليكونوا قضاةً، ولم يكتفيِ بذلك فحسب بل كان يمتحنهم أيضًا، وجعل لهم رواتب جيدة لكي لا يخطر ببالهم الخطأ والغش والخيانة في الحكم، وكان يستقضي ذوي مال وحَسَب لكي لا يُرعبوا عند الحكم. وأوصى عمر المساواة والإنصاف في الحكم، كان بين عمر وأُبي بن كعب نزاع فادعى أُبي بن كعب على عمر في محكمة زيد بن ثابت ، فدعاهما زيد وأبدى احترامًا لعمر فقال عمر: جُرتَ في أول قضائك. وجلس عمر مع أُبي. كان يقصد أننا خصمان فيجب أن تحسب كلينا خصمين وتُجلسَني مع خصمي دونما تمييز.

قال المصلح الموعود وهو يذكر هذا الحادث: ذات مرة حدث نزاعٌ بين الخليفة الثاني عمر وبين أُبي بن كعب، ورُفعت القضية إلى القاضي الذي استدعى عمرَ . وحين وصل عمرُ المحكمة ترك القاضي مكانه احترامًا له لأنه خليفة. ولكن عمر جلس مع الخصم وقال للقاضي: هذا أول ظلمك، لأنه ينبغي ألا يكون هناك فرق بيني وبين خصمي في هذا الوقت.

 

الإفتاء رافد من روافد القضاء

وأنشأ عمر مؤسسة الإفتاء أيضًا وذلك لتعليم قانون الشريعة. وعيَّن بعض الصحابة للإفتاء وأمر بعدم الفتوى بغيرهم. وكان من هؤلاء الْمُفتِين علي وعثمان ومعاذ بن جبل وعبد الرحمن بن عوف وأُبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبو هريرة وأبو الدرداء رضي الله عنهم. وإذا أفتى أحد غيرهم منعه عمر ، وكان عمر يفحص هؤلاء المفتِين أيضًا بين حين وآخر.

قال المصلح الموعود بهذا الخصوص: وهناك قسم للإفتاء، وفي زمن النبي وبعده في زمن خلفائه وصحابته لم يكن مسموحًا للجميع بالإفتاء. وكان عمر يحتاط في ذلك لدرجة أن صحابيًّا -كان عبد الله بن مسعود على الأغلب، وكان عالمًا بالأمور الدينية وإنسانًا وجيهًا- أفتى الناسَ في أمر فبلغ ذلك عمر فاستدعاه فورًا وسأله هل أنت أمير أم هل عيّنك الأمير للإفتاء؟ الحق أنه لو أُعطي كل شخص حق الإفتاء لربما حدث كثير من المشاكل وتسببت كثير من الفتاوى في ابتلاء عامة الناس، لأنه في بعض الأحيان يكون هناك حكمان مختلفان لأمر واحد، ويكون كلاهما صحيحًا، يعني يكون الفتوى بحسب الحالة، وإن التأمل في المسائل يدل على وجود فسحة فيها، فلحالةٍ حُكْم ولأخرى حكم آخر، ولكن يصعب على عامة الناس أن يستوعبوا كيف يصح كلا الحكمين، فيقعون في ابتلاء.

استحداث المنظومة الأمنية

ثم أنشأ عمر قسم الشرطة. فاستنّ نظام العسس للحفاظ على أمن الدولة، ووضَع له صلاحياتِ الاحتساب والأمن والسلام وحراسة الأسواق وغيرها. أي الاهتمام بكون الأمور تجري على ما يُرام، وألا تُغصب حقوق الناس وتؤتى لأهلها. كانت لهذا القسم صلاحيات الإشراف على الأمور الإدارية مثل الأمن وحراسة السوق وغيرها ما لم تُرفع الأمور إلى القاضي.

وبنى عمر السجون أيضًا، ولم تكن هناك سجون قبل ذلك، وكانت عقوبات شديدة تُفرض على المجرمين.

جانب من إصلاحاته الاقتصادية

ثم هناك بيت المال، وكان قبل عمر كلما أتى مال وُزّع فورًا. وفي عهد أبي بكر اشتُري منـزل ليكون وقفا لبيت المال، ولكنه ظل مغلقًا لأن المال الوارد كان يُوزّع فورًا. في العام الخامس عشر للهجرة قدمت من البحرين خمسمئة ألف درهم فاستشار عمر الصحابة في هذا المال. فكان أحد الآراء أن سلاطين الشام يدوّنون ما يأتيهم بديوان خاص، فأحب عمر ذلك وأسس في المدينة «بيت المال» (الديوان)، وجعل عبدَ الله بن الأرقم مسؤولًا لهذا الديوان، وبعد ذلك أُنشئت الدواوين في جميع الأمصار وعواصمها. كان عمر شديد الاقتصاد في بناء البنايات، ولكنه كان يبني بنايات محصنة وجيدة للدواوين. ولاحقًا قرر عليها الحراس أيضًا. كان هناك نظام كامل للحراسة.

كان عمر بنفسه يحافظ على أموال بيت المال، ورد في التاريخ عن مولى لعثمان بن عفان قال: بينا أنا مع عثمان في ماله بالعالية في يوم صائف، (والعالية وادٍ بين المدينة ونجد تبعد من أربعة إلى ثمانية أميال) إذ رأى (عثمان ) رجلًا يسوق بِكرين (من الإبل)، وعلى الأرض مثل الفراش من الحر، فقال عثمان: ما على هذا لو قام بالمدينة حتى يبرد ثم يروح، ثم دنا الرجل، فقال عثمان لي: انظر، فنظرتُ، فإذا عمر بن الخطاب. فقلتُ: هذا أمير المؤمنين. فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب، فإذا لفح السموم، فأعاد رأسه حتى حاذاه، فقال لعمر : ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال: بكران من إبل الصدقة تخلفًا، وقد مُضي بإبل الصدقة، فأردت أن ألحقهما بالحمى، وخشيت أن يضيعا فيسألني الله عنهما. فقال عثمان : يا أمير المؤمنين، هلم إلى الماء والظل ونكفيك، أي نحن في الخدمة وندبّر لإرسالهما. فقال عمر: عد إلى ظلك، (قال مولى عثمان) فقلتُ: عندنا من يكفيك، فقال: عد إلى ظلك، فمضى عمر. فقال عثمان: من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين، فلينظر إلى هذا. (معرفة السنن والآثار باب الحمى)

وفي رواية أخرى عن عمر بن نافع الثقفي عن أبي بكر العبسي قال: دخلت حين الصدقة مع عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، فجلس عثمان في الظل، وقام عليّ على رأسه يملي عليه ما يقول عمر، وعمر قائم في الشمس في يوم شديد الحر، عليه بردتان سوداوان، متزر بواحدة وقد وضع الأخرى على رأسه، وهو يتفقد إبل الصدقة، فيكتب ألوانها وأسنانها. فقال علي لعثمان: أما سمعت قول ابنة شعيب في كتاب الله : إِنَّ خَيْر مَنْ اِسْتَأجَرْت الْقَوِيّ الأمِين[، وأشار علي بيده إلى عمر، فقال: هذا هو القوي الأمين. (أسد الغابة)

يقول سيدنا المصلح الموعود ذاكرًا هذه القصة: لقد رُوي عن عثمان أنه كان جالسًا في قبته ذات يوم، وقد أنهكه الحر الشديد بحيث لم يقدر على فتح بابها. فرأى مِن نافذتها شخصًا يمشي في القيظ، فقال لخادمه: انظرْ من هذا. فأزال الستار فإذا شخص قد لفح الحرّ وجهه بشدته. فقال: لعله مسافر. فلما اقترب من قبته عرف أنه عمر ، فقلق عثمان وقال له: ماذا تفعل في هذا الحرّ يا أمير المؤمنين؟ قال: أبحث عن بعير فُقد من بيت المال.

لقد ذُكر حادث فقدان البعير من قَبل أيضًا.

ذات مرة كان عمر يوزّع أموال بيت المال فجاءت ابنته وأخذت من هذه الأموال درهمًا فهبّ عمر ليستعيده منها، فتحرك الرداء قليلًا عن إحدى كتفيه. انصرفت البنت إلى أهل بيتها باكية ووضعت الدرهم في فمها. ولكن عمر أخرجه من فمها بإصبعه وأعاده إلى أموال بيت المال وقال: أيها الناس إن لعمر وآله سواء أكانوا من قريب أو بعيد نصيب مثل نصيب عامة المسلمين ولا أكثر من ذلك.

وجاء في رواية ما مفاده: إن أبا موسى نظّف بيت المال مرة ووجد درهمًا فمرّ من هناك ابن صغير لعمر فأعطاه أبو موسى ذلك الدرهم. فلما رأه عمر في يده سأله عنه، فقال: أعطانيه أبو موسى. فلما علم عمر أن هذا الدرهم من بيت المال قال ما معناه: يا أبا موسى ألا ترى بيتًا في أهل المدينة أحقر من بيت عمر؟ لقد أردتَ ألا يبقى من أمة محمد أحد إلا ويطالبنا عن هذا الظلم، ثم أعاد الدرهم إلى بيت المال.

لقد أمر عمر ببناء المباني المختلفة لسهولة العوام، بما فيها المساجد والمحاكم ومعسكرات الجيش، والثكنات، والمكاتب المختلفة لإنجاز أعمال البناء في البلاد، والشوارع والجسور ودور الضيافة وغيرها. وحفر الينابيع وبنى النُزُل بين مكة والمدينة والثكنات لكي تتم الحراسة على ما يرام ولتوفر للناس الفنادق وما شابهها للإقامة والاستراحة. وقد ورد عن عمارة عمر المدنَ أنه عمّر في عهده مدنًا كثيرة.

الطفرة العمرانية في عهده

لقد ورد عن أعمال الرفاهية العامة أن سيدنا عمر قام بأعمال كثيرة لصالح الناس وخيرهم. فيما يلي قائمة القنوات التي أمر بإجرائها لتحسين أمور الزراعة ولتوفير الماء للناس:

نهر أبي موسى، وطولها تسعة أميال يبدأ من نهر دجلة ويصل إلى البصرة.

ونهر معقل وهو أيضًا يبدأ من نهر دجلة.

ونهر أمير المؤمنين. وبأمر من سيدنا عمر جُمع بين نهر النيل والبحر الأحمر.

عندما وقع القحط في عام 18 من الهجرة كتب عمر إلى عمرو بن العاص للمساعدة. ولما كانت المسافة طويلة تأخرت المساعدة. دعا سيدنا عمر عمرو ابن العاص وقال له: لو تم الجمع بين نهر النيل والبحر لما وقع القحط في بلاد العرب أبدًا. كان عمرو بن العاص واليًا فأمر بعد العودة بحفر القناة بين البحر الأحمر والفسطاط فكانت السفن تصل إلى جدَّة وهي ميناء المدينة. بلغ طول هذه القناة إلى 29 ميلًا، وأُعِدّت في غضون ستة أشهر. فأراد عمرو بن العاص أن يجمع بين البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وذلك بشق قناة طولها ستون ميلا قرب فرما يربط بها البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. (فرما بلدة ساحلية بنواحي مصر) ولكن عمر لم يوافق على ذلك لئلا يتعرض الحجيج للنهب والسرقة على أيدي الإغريق. لو سُمح لعمرو ابن العاص بذلك لحصل العرب على شرف إقامة قناة السويس التي شُقت فيما بعد.

لقد أمر عمر ببناء المباني المختلفة لسهولة العوام، بما فيها المساجد والمحاكم ومعسكرات الجيش، والثكنات، والمكاتب المختلفة لإنجاز أعمال البناء في البلاد، والشوارع والجسور ودور الضيافة وغيرها. وحفر الينابيع وبنى النُزُل بين مكة والمدينة والثكنات لكي تتم الحراسة على ما يرام ولتوفر للناس الفنادق وما شابهها للإقامة والاستراحة. وقد ورد عن عمارة عمر المدنَ أنه عمّر في عهده مدنًا كثيرة. وقد انتبه عند عمارتها إلى موقعها الدفاعي وفوائدها الاجتماعية والاقتصادية. إن مواقعها تدل على بصيرة عمر الحربية والسياسية واهتمامه بمبادئ العمارة. كانت هذه المدن مفيدة في حالة الحرب وحالة الأمن على حد سواء. كان عمر يسعى جاهدا إلى أن يعمّر مدنا على تخوم الجزيرة العربية الملتصقة ببلاد العجم بُغية تفادي الهجوم المباغت. كانت مواقع تلك المدن مفيدة للعرب. وبجانب المدن تكون أراض تفيد المرعى وما يملك العرب، وبجانب آخر أراض خضراء يملكها العجم تتوفر فيها الفواكه والغلال وما شابهها، أي كانت تلك الأراضي زراعية. وقد تم الاهتمام أيضًا عند عمارة المدن ألا يحول بينها نهر أو بحر. وقد عمّر عمر البصرة والكوفة والفسطاط وغيرها وعمّرها على أسس متينة وسليمة جدًّا. وجعل شوارعها وطرقها واسعة ونسقّ المدن على أحسن وجه. وأسلوب تفكيره هذا يدل على أنه كان بارعًا وفريدًا في هذا العلم.

ديوان الجند والاهتمام بالتفوق العسكري

أسس عمر ديوان الجند، ونسّق الجيش ونظّمه على أحسن وجه وصنع السجلات بحسب مراتب الجنود وحدد لهم رواتب. قسَّم عمر الجيش إلى قسمين. القسم الأول كان يتضمن جنودًا يشتركون في الحرب عمليًّا، والقسم الثاني يحتوي على المتطوعين الذين كانوا يُدعون عند الضرورة. كان عمر كثير الاهتمام بترتيب الجيش، وقد أصدر أوامر صارمة بألا يقوم أحد منهم بأعمال الزراعة أو التجارة في البلاد المفتوحة. فقد منع من أن يخوض أحد منهم في أعمال التجارة أو الزراعة في مناطق يفتحونها لأنهم كانوا جنودًا وكان من شأن خوضهم في هذه الأعمال أن يضر مهارتهم الحربية. بينما نرى في هذه الأيام في بلاد المسلمين أن أعضاء الجيوش يخوضون في التجارة. بل يقال عن أحد البلاد أن الجنود كانوا فيما مضى يهتمون بحرفيتهم العسكرية فور التحاقهم، أما الآن فأول ما يفكر فيه الضباط بعد التحاقهم إذا كان هناك مجمع سكني يُبنى في مكان ما أو إذا كانت هناك ثكنة عسكرية قيد الإنشاء فيحاولون للحصول عليها وتسجيلها باسمهم. وبسبب ذلك تقلّ مهاراتهم ومهنيتهم وحرفيتهم العسكرية.

على أية حال، لقد ورد أيضًا أنه كان يهتم بالطقس عند الهجوم على بلاد حارة وباردة لئلا تتضرر صحة الجنود. كان حضرته قد أعطى الجنود تعليمات بأن عليهم السباحة والرماية والمشي حفاة. كان الجنود يُعطون عطلة بعد كل أربعة أشهر للعودة إلى وطنهم لزيارة أهلهم. كانوا مأمورين أيضًا ألا يركبوا الحصان بواسطة الرِّكاب بل كان مطلوبًا منهم أن يركبوا بالقفز، وألا يلبسوا لباسًا ناعمًا، وأن يجتنبوا ضوء الشمس وحرارتها، وألا يستحموا في الحمامات لأن ذلك يؤدي بهم إلى الكسل. كان سيدنا عمر يرسل الجنود في فصل الربيع إلى مناطق خضراء، وكان يهتم بهذا الأمر أيضًا عند بناء الثكنات العسكرية. فكان إرسالهم إلى مناطق خضراء ضروريًا لتتحسن صحتهم بمكثهم في مثل هذه المناطق. فكان يهتم بهذه الأمور عند بناء الثكنات فكان يبنيها في مثل هذه المناطق. وبنى ثكنات عسكرية في مدن مثل المدينة والكوفة والبصرة، والموصل والفسطاط، ودمشق وحمص، والأردن وفلسطين حيث كان الجنود موجودين فيها دائمًا. كان هنالك أربعة آلاف حصان موجودة في كل آن معًا في كل ثكنة رئيسة وكان يُهتَمّ بها اهتمامًا كبيرًا. كان يُكتب على سيقان الأحصنة «جيش في سبيل الله». في عهد عمر تقدم الجيش الإسلامي في ترتيب الأسلحة الجديدة والعدة والعتاد بما فيها الأسلحة لهدم القلاع كالمجانيق والدبابات.. (علمًا أن الدبابة تُستخدم لهدم قلاع العدو، حيث يجلس الجندي في الدبابة ويقوم بهدم جدران القلعة)

لم يزل أهل الملل الأخرى يتقلدون مناصب مرموقة في الدولة الإسلامية. (أي لم يكن المسلمون وحدهم يُعطَون مناصب عليا، بل كان غير المسلمين وأهل الشعوب الأخرى أيضًا يُعطَون مناصب عليا)

يقول حضرة المصلح الموعود: حتى في عهد خلفاء النبي كان هناك اعتراف بحقوق أهل الملل والشعوب الأخرى كلها مع أنها لم تكن كلها قد استوطنت بسلام وأمان في الدولة الإسلامية بعد.

فقد قال العلامة شبلي النعماني بهذا الصدد: قام سيدنا عمر بتوسيع مصلحة الجيش. ولم يكن الجيش النظامي مخصوصًا بقوم دون قوم حتى أنه لم يكن هنالك تمييز بهذا الشأن بين أهل دين وملَّة. أما الجيش المتطوع فكان فيه آلاف المجوس (أي الذين لا يؤمنون بالله ويعبدون النار والشمس)، وكانوا يتلقون رواتب مساوية لرواتب المسلمين، بل نجد المجوس أيضًا في الجيش الإسلامي النظامي.

وكذلك كتب شبلي: كما نجد في الجيش الإسلامي شجعان اليونان والرومان أيضًا، فقد شارك خمس مئة منهم في جيش فتح مصر.

(أما اليوم فيقول البعض في باكستان أَخرِجوا الأحمديين من الجيش، لأن المناصب فيه حساسة جدًا. مع أن هؤلاء لو قرأوا التاريخ لوجدوا أن الضباط الأحمديين كانوا أكثر تضحية من غيرهم في الدفاع عن باكستان. على كل حال، هذه هي تصرفات هؤلاء القوم)

وورد عن سيدنا عمر أنه لما أقام عمرو بن العاص مدينة الفسطاط (الفسطاط اسم المكان الذي أقيمت فيها أحياء سكنية)، لم يخلُ الجيش الإسلامي من اليهود أيضًا، فقد كان في الجيش الذي فتح مصر ألفٌ من اليهود.

كما أن الثابت من التاريخ أن أفرادًا من الملل الأخرى كانوا يعيَّنون ضباطًا في الجيش الإسلامي المحارب. فقد عيّن بعض الفرس أيضًا ضباطًا في الجيش الإسلامي، وقد حفظ التاريخ أسماء بعض منهم، وقد ذكر العلامة شبلي أسماء ستة منهم كالآتي: سياه، خسرو، شهريار، شيرويه، شهرويه وأفرودين.

وكان هؤلاء الضباط يتَقَاضُونَ الرواتب من خزينة الدولة، وكانت أسماؤهم مسجلة في كشف الرواتب. وورد في التاريخ أنه في عهد حضرة معاوية كان المسيحي ابن أثال وزيرًا للخزينة.

علمًا أن اسم الأخير منهم هو أفرودين كما كتب حضرة المصلح الموعود في التفسير الكبير، وكما قرأته عليكم آنفًا، وأيضًا كما ذكر العلامة شبلي في كتابه «الفاروق»، أما المصادر العربية فتذكر اسمه أفروذين. أي هناك فرق بسيط، فرق الدال والذال، وقد قمت بهذا التوضيح لأن البعض يبدأون النقاش بصدد هذه الأسماء.

إنجازاته الاقتصادية

أما من أجل مراقبة السوق ومراقبة الأسعار، فقد نهى الإسلام عن تخفيض الأسعار إلى حد غير مشروع، وقد جعل سيدنا عمر الناس يلتزمون بهذا الأمر. وقال حضرة المصلح الموعود بصدد النهي عن تخفيض الأسعار لحد غير مشروع: لقد نهى الإسلام عن تخفيض الأسعار لحد غير مشروع، لأن تخفيض الأسعار لحد غير جائز حيلةٌ لكسب المال بطريقة غير مشروعة، حيث إن التجار الأقوياء يجبرون بها التجار الضعفاء على بيع السلع بسعر أقل، وينجحون في تدمير تجارة الضعفاء.

ثمة واقعة من عهد سيدنا عمر تقول أنه بينما كان يتفقد سوق المدينة المنورة ذات مرة، رأى شخصًا من خارج المدينة يبيع الزبيب بسعر لم يكن بوسع تجار المدينة بيعه بذلك السعر، فقال له عمر: إما أن تسحب سلعتك من السوق وتذهب، أو عليك بيعها بالسعر المعقول الذي يبيعه به تجار المدينة.

علمًا أن تجار المدينة لم يكونوا يبيعونه بسعر أغلى، بل كان سعرهم مناسبًا حسب نفقتهم، ومن أجل ذلك أمره سيدنا عمر أن يبيع بسعرهم نفسه. ولما سئل عمر عن سبب ذلك أجاب: لو سُمح لهذا ببيع سلعته بهذه الطريقة لتضرر تجار المدينة الذين يبيعونه بسعر مناسب. لا شك أن بعض الصحابة عدّوا تصرف عمر هذا خلافًا لقول رسول الله بأنْ لا تتدخلوا في سعر السوق،  ولكن اعتراضهم لم يكن في محله، لأن النهي عن التدخل في سعر السوق يعني أن لا تتدخلوا في مبدأ العرض والطلب، لأن هذا التدخل ضار بلا شك، وعلى الدولة تجنبه، ذلك أن السوق من تلقائها تحدد الأسعار بحسب العرض والطلب، وإذا تدخلت الدولة في ذلك ولم تسمح للسوق بتحديد الأسعار على ضوء العرض والطلب تلقائيًا، تضرر عامة الناس ودُمرت تجارة التجار. غير أن مراقبة الدولة الأسعارَ جائز.

وقد بين حضرة المصلح الموعود تفصيل ذلك في مكان آخر فقال: من حقوق المواطنين عدمُ تطرق الفساد إلى المعاملات، ونرى أن الإسلام لم يهمل حقهم هذا أيضًا، وقد نهى عن رفع السعر وبيع الأشياء بسعر أغلى من السعر الحقيقي، كما نهى عن تخفيض الأسعار بهدف الإضرار بالتجار الآخرين وتدمير تجارتهم. أي أن الإسلام قد نهى عن تخفيض الأسعار على سبيل التنافس. فذات مرة كان رجل يبيع العنب بسعر لم يكن بوسع أصحاب المحلات الأخرى بيعه بذلك السعر. فمر به سيدنا عمر وزجره لأنه كان يلحق بذلك الضرر بالتجار الآخرين. باختصار، إن الإسلام قد نهى عن رفع الأسعار كما نهى عن تخفيضها أيضًا لكيلا يتضرر التجار ولا عامة الناس.

نظام التعليم في عهده

أولى  سيدنا عمر اهتمامًا خاصًا بالتعليم، فكان أول من أضفى عليه صفة النظامية، فأقام المدارس في كل الأقطار وكان يدرَّس فيها القرآن الكريم والحديث والفقه، واستعمل كبارَ علماء الصحابة للتعليم والتربية فيها، وجعل للمدرسين رواتب.

استحداثه التقويم الهجري القمري

هناك روايات شتى تتحدث عن ظروف وملابسات ابتكار فكرة التقويم الإسلامي، والذي ارتبط إنجازه باسم حضرة عمر بن الخطاب . وورد في رواية في البخاري أن الصحابة لم يعدّوا الأيام بدءًا من بعثة النبي ولا من وقت وفاته، بل عدُّوها من هجرته إلى المدينة. وقال العلامة ابن حجر العسقلاني شارح صحيح البخاري:

وَأَفَادَ السُّهَيْلِيّ أَنَّ الصَّحَابَة أَخَذُوا التَّارِيخ بِالْهِجْرَةِ مِنْ قَوْله تَعَالَى: لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّل يَوْم ، فمَعْنَى قَوْله: «مِنْ أَوَّل يَوْم» أَيْ دَخَلَ فِيهِ النَّبِيّ وَأَصْحَابه الْمَدِينَة، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

أما كيف مسّت الحاجة إلى التقويم الهجري، فنجد روايات مختلفة في هذا الشأن. فقد ورد أن موسى بن أبي موسى كتب إلى سيدنا عمر: إِنَّهُ يَأْتِينَا مِنْك كُتُبٌ لَيْسَ لَهَا تَارِيخ. فجمع عمر الناس للاستشارة.

وقال العلامة ابن حجر: وَأخرج الْبُخَارِيّ فِي «كتاب الْأَدَب» وَالْحَاكِم مِنْ طَرِيق مَيْمُون بْن مِهْرَانَ قَالَ: رُفِعَ لِعُمَر صَكٌّ مَحِلُّه شَعْبَان، فَقَالَ: أَيّ شَعْبَان؛ الْمَاضِي أَوْ الَّذِي نَحْنُ فِيهِ، أَوْ الْآتِي؟ ضَعُوا لِلنَّاسِ شَيْئًا (أي تاريخًا محددًا) يَعْرِفُونَهُ.

وعن ابْن سِيرِينَ قَالَ: قَدِمَ رَجُل مِن الْيَمَن فَقَالَ: رَأَيْت بِالْيَمَنِ شَيْئًا يُسَمُّونَهُ التَّارِيخ، يَكْتُبُونَهُ مِنْ عَام كَذَا وَشَهْر كَذَا، فَقَالَ عُمَر: هَذَا حَسَن، فَأَرِّخُوا.

أما ومَن بدأ التقويم الهجري، فهناك آراء شتى بهذا الصدد أيضًا. ففي قول إن النبي نفسه أمر بالتأريخ، وأن بدايته كانت في ربيع الأول. فقد روى الحاكم في كتابه «الإكليل» عن ابن شهاب الزهري أن النبي لما قدم المدينة أمر بالتأريخ، فكُتب في ربيع الأول.

وقال العلامة ابن حجر: هذه الرواية معضلة، (والرواية المعضلة هي التي لا يوجد فيها راويان على التوالي) وفي رواية أخرى أن بداية تأريخ التقويم الهجري كانت يوم مقدم النبي إلى المدينة. والمشهور أن بداية تأريخ التقويم الهجري كانت في عهد خلافة سيدنا عمر .

كتب محمد بن يوسف الصالحي صاحب «سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد»: قال ابن الصلاح: وقفت على كتاب في (الشروط) لأبي طاهر محمش ذكر فيه أن رسول الله أرّخ بالهجرة حين كتب لنصارى نجران، وأمر عليًّا أن يكتب فيه الخامس من الهجرة (أي السنة الخامسة بعد الهجرة)، فالمؤرخ الأول إذن رسول الله وعمر تبعه في ذلك.

والقول الثاني:

أَوَّل مَنْ أَرَّخَ التَّارِيخ هو يَعْلَى بْن أُمَيَّة حَيْثُ كَانَ بِالْيَمَنِ، أَخْرَجَهُ الإمام أَحْمَد بِإِسْنَادٍ صَحِيح، لَكِنْ فِيهِ اِنْقِطَاع بَيْن عَمْرو وَيَعْلَى.

والقول الثالث: بدأ تأريخ التقويم الهجري من عهد عمر.

لماذا كانت بداية التقويم الهجري من الهجرة؟ ورد تفصيل هذا الموضوع أن عمر لَمَّا استشار الناس فيه: قَالَ قَوْم:

أَرِّخُوا لِلْمَوْلِدِ (أي مولد النبي )، وَقَالَ قَائِل لِلْمَبْعَثِ، وَقَالَ قَائِل مِنْ حِين تُوُفِّيَ ، وَقَالَ قَائِل مِنْ حِين خَرَجَ مُهَاجِرًا، فَرَجَحَ عِنْدهمْ جَعْلهَا مِنْ الْهِجْرَة لِأَنَّ الْمَوْلِد وَالْمَبْعَث لَا يَخْلُو وَاحِد مِنْهُمَا مِنْ النِّزَاع فِي تَعْيِين السَّنَة. وَأَمَّا وَقْت الْوَفَاة فَأَعْرَضُوا عَنْهُ لِمَا توقّعَ بِذِكْرِهِ مِنْ الْأَسَف عَلَيْهِ، فَانْحَصَرَ فِي الْهِجْرَة.

أما لماذا اختار الصحابة ابتداء السنة من المحرّم بدلًا من ربيع الأول؟ فالسبب في ذلك أن النبي قد عزم عَلَى الْهِجْرَة فِي الْمُحَرَّم، ووَقَعَتْ الْبَيْعَة (أي بيعة العقبة الثانية) فِي أَثْنَاء ذِي الْحِجَّة وَهِيَ مُقَدِّمَة الْهِجْرَة، فَكَانَ أَوَّل هِلَال اِسْتَهَلَّ بَعْد الْبَيْعَة وَالْعَزْم عَلَى الْهِجْرَة هِلَال الْمُحَرَّم فَنَاسَبَ أَنْ يُجْعَل مُبْتَدَأ. قال العلامة ابن حجر:

وَهَذَا أَقْوَى مَا وَفَقْت عَلَيْهِ مِنْ مُنَاسَبَة الِابْتِدَاء بِالْمُحَرَّمِ.

اختلفت الآراء حول موعد قدوم النبي إلى المدينة المنورة، فبعد إقامته في أماكن مختلفة وصل إلى المدينة المنورة في 20 سبتمبر 622 م الموافق لـ 12 من ربيع الأول السنة 14 للبعثة النبوية. وبحسب بعض المؤرخين كان ذلك اليوم هو الثامن من ربيع الأول. ويرى البعض أنه غادر في شهر صفر ووصل إلى المدينة في ربيع الأول. ويرى البعض أنه بدأ هجرته من مكة في الأول من ربيع الأول ووصل إلى المدينة في الثاني عشر من ربيع الأول.

هناك آراء مختلفة أيضًا حول السنة التي بدأ فيها التقويم الهجري. يقول البعض أنه بدأ في عام 16هـ، والبعض يقول أنه حدث في عام 17هـ، وعند البعض حدث في عام 18ه، يرى البعض أنه حدث في عام 21 هـ. على أي حال، يتفق معظمهم على أن بداية التقويم الهجري كان في عهد عمر.

سك العملة كحلقة من حلقات الإصلاح الاقتصادي

وفقًا لعموم المؤرخين فإن أول عملة معدنية في الجزيرة العربية أصدرها عبد الملك بن مروان.

ويرى بعض مؤرخي المدينة المنورة أنه تم إصدار أول العملات الإسلامية في عهد عمر، وقد نُقِش عليها «الحمد لله» ونُقِش على بعضها «محمد رسول الله» وعلى بعضها «لا إله إلا الله وحده» أما صور الملوك الساسانيين الموجودة عليها مسبقًا فلم يتم التعرض لها.

وبحسب إحدى الدراسات، فقد تم سك النقود الإسلامية الأولى في دمشق خلال خلافة عمر عام 17هـ، لكنها كانت تحمل أيضًا صور أباطرة البيزنطيين والكتابة بالأحرف اللاتينية.

ووفقًا لرواية أخرى، تم استخدام العملة المعدنية لأول مرة في الإسلام في عهد خلافة عثمان في 28هـ، أي في هذا الوقت تم إصدار أول العملات الإسلامية في عهد خلافة عثمان، أما قبل هذا فقد اتخذت -بشكل مؤقت- العملة الرائجة في المناطق الساسانية التي كانت تحمل صور الملوك الساسانيين وأضيف عليها «بسم الله» بخط كوفي.

أوَّليَّات عمر

ارتبط اسم حضرة الفاروق عمر بن الخطاب بمجموعة مزايا دعاها البعض من كتاب السير بـ «أوَّليَّات عمر» أو «أوَّليَّات الفاروق»، من ذلك ما ذكره العلامة شبلي النعماني في كتابه «الفاروق» من أن المؤرخين جمعوا ما استحدثه عمر من أمور في عهده وهي تسمى بأوليات عمر، وهي كالتالي:

1-  أقام بيت المال.

2-  أنشأ المحاكم وعيّن القضاة فيها.

3- أصدر تقويمًا يستمر حتى اليوم.

4- اختار عمر لقب أمير المؤمنين لخليفة الوقت.

5- دوّن ديوانًا للجند.

6- حدد رواتب المتطوعين.

7- أنشأ سجلات المال.

8- مسح الأراضي وحدد مساحاتها.

9- قام بالإحصاء السكاني.

10- بدأ بحفر القنوات.

11- أقام الأمصار مثل الكوفة والبصرة والجيزة والفسطاط والموصل وغيرها.

12- قسّم البلاد المفتوحة إلى مقاطعات للدولة الإسلامية.

13-حدد العشور أي العشر من المدخول أو المحصول كضريبة.

والعشور هو ما بدأ به عمر . كانت بدايته كما يلي: عندما كان المسلمون يسافرون إلى البلدان الأجنبية للتجارة يضطرون إلى أداء ضريبة قدرها 10 بالمائة على السلع التجارية وفقًا للدستور المحلي. أطلع أبو موسى الأشعري عمر على هذا فأمر عمر بأخذ الضريبة نفسها من تجار تلك البلاد إذا أتوا بسلعهم التجارية إلى بلادنا، أي يؤخذ منهم ضريبة قدرها 10 بالمائة.

14- فرض ضرائب على محاصيل الأرض التي كانت تسقى بماء النهر وعيّن المحصّلين.

15- سمح للتجار العسكريين بدخول البلاد والتجارة فيها.

16- أنشأ السجون والمعتقلات.

17- بدأ باستخدام الدرّة.

18- أول من عسعس في الليل بنفسه لتفقد حال رعاياه.

19- أنشأ قسم الأحداث أي الشرطة.

20-  أقام ثكنات عسكرية في أماكن مختلفة.

21- ميّز الخيل الأصيل من الهجين ولم يكن ذلك معروفا بين العرب إلى ذلك الحين.

22- عیّن الكتاب المحلفين.

23- أقام النزل لاستراحة المسافرين بين مكة المكرمة والمدينة المنورة.

24- أجرى المعاش اليومي لرعاية الأيتام.

25- أنشأ دور الضيافة في 25 مدينة.

26- أصدر قانونًا أنه لا يمكن استعباد العرب حتى لو كانوا كفارًا.

27- أجرى معاشًا للفقراء والمعوزين من النصارى واليهود.

28- أنشأ المكاتب.

29- حدّد رواتب للمعلمين والمدرسين.

30- أقنعَ أبا بكر بجمع القرآن وأنجز هذه المهمة برعايته الخاصة.

31- أقام مبدأ القياس.

32-  أوجد مسألة العول في الفروض أي اشتراك بعض الأقارب في النفقة وغيرها.

33- أول من بدأ صلاة التراويح جماعة.

34- اعتبر تطليقات ثلاث مرة واحدة طلاقًا بائنًا، وصرح به عقابًا لفاعله.

35- حدّد 80 جلدة حدًّا لشرب الخمر.

36- فرض الزكاة على خيول التجارة.

37- فرض الزكاة على نصارى بني ثعلب بدلاً من الجزية.

38- أوجد طريقًا للوقف.

39- جمع الناس على أربع تكبيرات في صلاة الجنازة .وهو الطريق المسنون أن هناك ثلاث تكبيرات مع التكبيرة الأولى قبل التكبيرة الأخيرة التي بعدها التسليم. وهو الرائج حتى اليوم.

40- حدّد طريقًا لإلقاء الوعظ في المساجد وأول من ألقى وعظًا هو تميم الداري وكان أول وعظ ألقي في الإسلام.

41- حدد رواتب للأئمة والمؤذنين.

42- هيّأ الإضاءة في المساجد ليلًا.

43- أعلن بالعقوبة تعزيرًا على الهجو.

44- منع من ذكر أسماء النساء في الأشعار الغزلية، وكان هذا الطريق رائجًا في العرب منذ أحقاب طويلة.

كتب العلامة الشبلي أن هناك أوَّليَّات عمر أخرى، ولكن نعرض عن كتابتها خوفًا من الإطالة.

على أية حال، هذا الذكر مستمر وسأتناوله لاحقًا أيضًا.

Share via
تابعونا على الفايس بوك