التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

  • شكر لمتابعي التقوى
  • كيف يتغذى الجنين
  • العبور المنفعل
  • العبور الميسر
  • العبور الفاعل

__

ردود سريعة

* تشكر أسرة “التقوى” الصديق ع.م من تونس على انتقاداته البناءة بخصوص برنامج البث المباشر الذي تبثه الفضائية الإسلامية الأحمدية. ونحيطه علما أننا حولناها  إلى الجهات المعنية بالأمر لكي تنظر فيها.

* كما نشكر كل من أثنى على الزاوية الجديدة “أخبار الجماعة في العالم” ونعد بتخصيص  تلك  المساحة شهريا إن شاء الله.

كيف يتغذى الجنين؟

﴿وَوَصَّيـْنَا الْإِنْسـَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ﴾  (لقمان: 15)

يتغذى الجنين في رحم أمه بواسطة المشيمة ناهلا من دمها عبر الحبل السري كل ما يحتاج إليه في نموه وتطوره. والمشيمة نسيج جنيني الأصل. إن نمو الجنين لا يتحدد فقط بعوامل جينية، فللمشيمة دور تلعبه أيضا ودورها مزدوج:

أولاً لأنها مسئولة عن تأمين الوارد الغذائي اللازم للجنين وأي خلل في نظم التبادل عبرها يمكن أن يضر بتطور الجنين.

وثانياً لأنها بنفـسها تفـرز هرمونـات الـنمو التي تسهم في نمو الجنين.

رغم أن الجنين يكون مكتمل التشكل في الشهر الخامس من الحمل لكنه لا يزن حينها إلا 500 غراما، فعليه الآن أن يكسب ما بين خمسة إلى ستة أمثال هذا الوزن خلال ما تبقى من فترة حمله، وأن يزداد طوله قرابة 15 سم خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة. إن هذا التسارع في النمو يكون ممكنا بواسطة آلية تغذوية فعالة جدا تتمركز في المشيمة بشكل خاص. تشكل المشيمة التي تزن 500 غراما وقطرها 15 إلى 20 سم مرساة حقيـقية للجنين داخل رحم أمه، وتكون فعالة منذ بـواكير الحمل إذ يبدأ عملـها منذ اليـوم 21 من تلقيـح البويضـة.

لكن كيف لبنية صغيرة كهذه أن تقوم بهذا العمل الجبار؟ لفهم كيفية تنظيم النقل الغذائي بين الأم والجنين بواسطة المشيمة لا بد من تصور المشيمة على أنها بنية متشعبة جدا ومؤلفة من طيات عديدة تهدف إلى تأمين أكبر سطح للتبادل في أقل حجم. يتدفق داخل هذه “الشجيرة” المتشعبة دم الجنين بينما تسبح هي باستمرار ودون انقطاع في دم الأم سباحةَ النباتات البحرية في البحر وذلك دون أن يكون بين دم الجنين وأمه أي اختلاط لأن بينهما حاجز مانع هو “الحاجز المشيمي”. لكن هذا الحاجز ليس كتيما تماما إذ يتم عبره وعلى المستوى الجزيئي نقل الغذاء إلى الجنين وفق طرق ثلاثة:

العبور المنفعل

كما يحدث بالنسبة للماء؛ وفيه تمر المواد من الـتركيز العـالي (أي من دم الأم) إلى التركيز المنخـفض (أي إلى دم الجنين).

العبور الميسَر

كما يحدث للسكر مثلا؛ وهذا يحتاج إلى وجود نواقل خاصة في الحاجز المشيمي لتُسرع حمل السكر من دم الأم إلى دم الجنين.

العبور الفاعل

كما يحدث بالنسبة للحديد والحموض الأمينية وغيرها؛ وهذا أمر يحدث بواسطة حامل خاص أيضا ولكنه يتم عكس مدروج التركيز أي أن الجنين يأخذ حاجته مهما كان مستوى المادة التي يحتاجها منخفضا عند أمه، وهذا يحتاج إلى بذل طاقة على المستوى الخلوي في المشيمة.

وبما أن الجنين ينمو فإن المشيمة تتبعه أيضا لتلبي حاجته وتمده بالغذاء فـتـزداد تشـعباتها واتصـالاتها ويـزداد سطح التـبادل الكلي ليـصل إلى مسـاحة تقـدر بـ 14 مترا مـربعا عند تمام الحمل!!!

لكن الأم من جانبها لا تبخل على جنينها وتمده بكل ما يحتاج إليه ولو كان على حسابها وحاجتها، وتقابل حاجة جنينها المتزايدة بزيادة عدد الأوعية الدموية وتشعبها في رحمها لتأمين جريان دموي أكبر حول المشيمة. في بداية الحمل يقدر تدفق الدم داخل هذه الأوعية الرحمية بـ 60 مل في الدقيقة أما قرب تمام الحمل فيصبح هذا التدفق 800 مل في الدقيقة!!!

والحاصل بالنتيجة أن الجنين يُمَد باستمرار عبر المشيمة بموارد غذائية تزداد كميتها مع مرور الحمل جالبةًَ له كل ما يحتاجه لنموه، فيستَخدم جزءا منها لتطوره ونموه ويخزن الجزء الآخر وإن كانت فكرة التخزين المحدودة نسبيا تأتيه متأخرة خلال تطوره الجنـيني. أما الفضـلات، فيطرحها الجنـين إما مـباشـرة في السـائل الأمينوسي عن طـريق التبـول أو عبر المشيمـة إلى دم أمه.

مساهمــة الدكـتـور

وسام البراقي (فرنسا)

Share via
تابعونا على الفايس بوك