الأضحى.. أروع مثال لطاعة الله تعالى
  • التضحية بطاعة كاملة لإقامة وحدانية الله في العالم والفوز برضا الله
  • تربية الأجيال على تقديم التضحية عن طيب خاطر
  • لنا نماذج في التضحية العظيمة في إبراهيم u والنبي ﷺ والمسيح u يجب أن نبقيها نصب أعيننا
  • كي يتوحد المسلمون كافة وينالوا حظاً من الروحانية عليهم أن يخلقوا علاقة متينة بالله، والاقتداء بالمصطفى وبخادمه الصادق سيدنا أحمد

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

لقد اجتمعنا هنا اليوم لنحتفل بعيد أضحى آخر في حياتنا. هذا العيد يسمَّى عيد القربان أيضا أي العيد الذي علّم الإنسان أساليب جديدة لتقديم القرابين، تلك القرابين التي كانت للفوز برضا الله تعالى ولإقامة وحدانية الله تعالى. فليس الهدف من اجتماعنا للعيد اليوم الابتهاج فقط. لا شك أننا نفرح في هذا اليوم بحسب حكم الله ورسوله، والابتهاج بمناسبة العيد طاعةً لله تعالى، ولكن يجب أن ننتبه جيدا إلى الأهداف العظيمة من وراء الأعياد، ونسعى جاهدين لخلق هذه الروح في أجيالنا أيضا مستعينين بالدعاء. وكما قلت من قبل إن هذه التضحية قد علّمتنا أساليب جديدة وفتحت علينا آفاقا جديدة للتضحية، أعني تلك التضحية التي قدّمها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والتي هي أروع مثال لطاعة الله عن طيب خاطر. لقد قدّما أفضل نموذج للتضحيات المتتالية لنيل رضا الله تعالى وإقامة التوحيد. وهذه التضحية لم تكن تضحية شخص واحد بل اشتركت فيها العائلة كلها. فعلينا اليوم أن ندعو ونسعى جاهدين لكي تبلغ أجيالُنا أيضا ذلك المستوى من التضحية بحيث تصبح ذات الله تعالى هي غايتنا المنشودة. لقد آمنّا بمبعوث الله والمحب الصادق للنبي في هذا العصر، الذي خاطبه الله تعالى مرارا باسم “إبراهيم”، فلكي نؤدي حق الانتماء إلى إبراهيم هذا العصر، علينا أن نجعل نصبَ أعيننا تلك الغايةَ الأساسية التي سعى “إبراهيم” وعائلته لتحقيقها، وتلك الغاية هي تقديم كل تضحية بطاعة كاملة في سبيل إقامة وحدانية الله في العالم.

التضحية التي قدّمها إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والتي هي أروع مثال لطاعة الله عن طيب خاطر. لقد قدّما أفضل نموذج للتضحيات المتتالية لنيل رضا الله تعالى وإقامة التوحيد.

يخبرنا القرآن الكريم أن إبراهيم طلب بناءً على رؤياه من ابنه إسماعيل التضحيةَ بنفسه، فاستعد الابن لتقديمها عن طيب خاطر، ولكن الله تعالى منَع إبراهيم منها في حينها قائلا إن ذبحه ولده بالسكين أو تضحيته بنفس منفوسة لن يحقق الغايةَ المنشودة، إنما تتحقق تلك الغاية العظيمة إذا قام بتربية أولاده وأجياله لتقديم التضحيات باستمرار، ويستحيل على المرء تقديم التضحيات المتواصلة ما لم يستعدّ لطاعة الله الكاملة عاملاً بجميع أحكامه، وعندها فقط يمكن السعي لإرساء وحدانية الله الخالصة. هذا هو الذبح العظيم الذي أوصى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أولادهما وأحفادهما الصالحين بالقيام به دونما انقطاع، من خلال مثالهما الأعلى للتضحيات. فالذبح العظيم لا يتحقق بذبح شخص واحد، فماذا عسى أن تنتفع البشرية من هذا الذبح؟ إنما تستفيد البشرية إذا ما قُدِّمت التضحية ابتغاء مرضاة الله وإقامة التوحيد في العالم، وبُذلت الجهود لإرساء وحدانية الله في الدنيا، وربط الإنسانية بربهم الأحد ولتعليمهم طرق العبادة. لقد قال الله تعالى بعد الحديث عن الذبح العظيم: وتركنا عليه في الآخِرين ، أي: أننا أبقينا صيته في الأجيال القادمة وقلنا لهم هؤلاء آباؤكم وأجدادكم الذين جعلوا الفوز برضا الله نصب أعينهم ولم يقصروا في تقديم أيّ تضحية ليرثوا حب الله تعالى، بل أدوا واجب إقامة وحدانية الله في العالم على أحسن ما يرام.

كل إنسان عرضة للموت، ولكن الميتة الناجحة هي تلك التي يموتها الإنسان في سبيل الفوز بمرضاة الله وإقامة وحدانيته في العالم.  وهذا الذكر الحسن لهؤلاء المضحّين في سبيل الله تعالى قد بلغ ذروته في شخص النبي وفي عصره، حيث آتت تضحيات إبراهيم وإسماعيل ثمرتها في صورة النبي ؛ تحقيقا لدعاء إبراهيم: ربنا وابعث فيهم رسولاً منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم ، وبعَث النبيَّ في شخص محمد   الذي رأت الدنيا على يده أروع نماذج الذبح العظيم، بل قد رأتْ على أيدي الذين بايعوه أمثلة من التضحية والطاعة الكاملة وإرساء التوحيد لم يسبق لها نظير. كان إسماعيل  ابن نبي وكان قد تربى في بيت النبوة وقد قام بتربيته أبوان كاملان في الإيمان بالله والتوكل عليه وتوحيده، وكان مقدرًا له أن ينال مقام النبوة، فيمكن القول إن الله تعالى هو الذي قد قام بتربيته، ومن أجل ذلك استعد للتضحية بنفسه عن طواعية وطيب خاطر، أما أصحاب النبي فكانوا قبل إسلامهم أمواتًا روحانيين، ولكن النبي أحياهم بقوته القدسية حتى أصبحوا مستعدين للتضحية من أجل إقامة التوحيد بنفوسهم وأموالهم وأوقاتهم ومناصبهم كل حين وآن؛ أو كما قال المسيح الموعود قد جعل النبي من هؤلاء الأميين الجاهلين أناسًا، ثم صيّرهم أناسا متحضرين، ثم جعلهم ربّانيين، ثم راح هؤلاء الربانيون يبلُغون مستويات عليا في الطاعة والتضحية والعبادة بحيث أدهشوا العالم. لقد ضحوا بأنفسهم من أجل إقامة التوحيد، وإضافة إلى هذه التضحيات فقد تحلّوا بالشجاعة والبسالة، وتحدّوا الموت وجها لوجه غير آبهين به، وهكذا فقد سجلوا للأجيال القادمة مُثلاً عليا نفخت في الأمة المسلمة حماسًا غير عادي لأحقاب طويلة. وظلوا يجتهدون واضعين الهدف من خلقهم نصب أعينهم وما برحوا ساعين للتقرب إلى الله تعالى. ولكنهم لمَّا مالوا إلى الدنيا بعد بضعة قرون، ونسوا تلك الروح التي يجب أن يتحلى بها المسلم الحقيقي، ونسوا دعاء إبراهيم الذي دعا به من أجل بعثة النبي الموعود الذي جاء لإقامة أروع مثال للذبح العظيم، ونسوا الهدف مِن بعثة النبي ، وأبوا إخضاع أعناقهم لأحكام الله تعالى كما تخضع الذبيحة عنقها أمام الجزار، ونسوا أن الإسلام يعني التخلي عن كل أهواء النفس والرضا برضا الله تعالى بصورة كاملة، ونسوا أن الإسلام يعني التفاني في الله تعالى وقبول الموت في سبيله، وحلَّت أهواء النفس محلّ مرضاة الله تعالى، عندها توقف ظهور النتائج التي وعدهم الله تعالى بها، وأصبح الذين كانوا يحكمون العالم كله محكومين في بلادهم هم.

يقول سيدنا المسيح الموعود :

“فانظروا اليوم وأمعِنوا النظر، هل بقي من الروحانية شيء في هذا اليوم غير الفرح والمرح واللهو واللعب؟ إن عيد الأضحية هذا أفضل من العيد الأول، ويسمّيه العامة أيضا “العيد الكبير”، ولكن أَخْبِروني بعد التأمل: كم منهم يهتمّون في هذا العيد بتزكية نفوسهم وتصفية قلوبهم، وينالون حظٍّا من الروحانية، ويسعون للاقتباس من ذلك النور الذي وُضِعَ في هذا الضُحَى؟ إن عيد رمضان في الحقيقة مجاهدة بل هو مجاهدة ذاتية تسمى بذل الروح، أما هذا العيد الذي يسمى بالعيد الكبير فينطوي على حقيقة عظيمة الشأن لم يتم للأسف التركيز عليها. لقد أنزل الله تعالى – الذي تظهر رحمته بطرق شتى – على الأمة المحمدية رحمة عظيمة إذ كشف لهذه الأمة المرحومة حقيقة ولُبّ تلك الأمور التي كانت مذكورة في الأمم الأخرى كالقشور فقط دون اللب.

فالذبح العظيم لا يتحقق بذبح شخص واحد، فماذا عسى أن تنتفع البشرية من هذا الذبح؟ إنما تستفيد البشرية إذا ما قُدِّمت التضحية ابتغاء مرضاة الله وإقامة التوحيد في العالم، وبُذلت الجهود لإرساء وحدانية الله في الدنيا، وربط الإنسانية بربهم الأحد ولتعليمهم طرق العبادة.

فالحق أن المسلمين اليوم قد نسوا التعاليم كلها، ناهيك عن التعليم المتعلق بالعيد فقط.

في العيد الذي احتُفل به في السعودية أول الأمس، قد ألقى إمام المسجد الحرام خطبته للحج، ونبه الدولَ الإسلامية والمسلمين إلى هذا الأمر نفسه، حيث نبههم إلى واجباتهم، وحثّهم على توحيد صفوفهم. كانت خطبة طويلة وهذا لُبُّها. والحق أن تحقيقهم الوحدة محال الآن بالعمل بمبادئهم. وذلك أولاً لأنهم قد نسوا كل شيء كما ذكرتُ من قبل، فلم تبق فيهم غيرة ولا دين، ففقدوا الدنيا والآخرة. من أجل توحيد الأمة لا بد لهم الآن من اتّباع الطريق الذي رسمه الله لهم. لن ينفعهم أي طريق مصطنع آخر يقترحه بعض أئمتهم، إنما ينفعهم الطريق الذي بيّنه ذلك الإنسان الذي بعثه الله تعالى إمامًا في هذا العصر. ولا مناص لهم من الارتباط بمَن أوحى الله إليه قائلا: “اجمعْ كل المسلمين الموجودين على وجه البسيطة على دين واحد.” فالذين يتمسكون بأهداب إمام هذا العصر هم الذين سيحقّقون هذا الهدف ويرثون أدعية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام التي قاما بها عند رفع قواعد البيت. ذلك لأن الله تعالى قد أعلن في القرآن الكريم أنه تعالى كما بعث النبي لتلاوة آيات الله على الناس وتزكيتهم وتعليمهم الكتابَ والحكمة آيةً لاستجابته تعالى لأدعية إبراهيم التي كانت في الواقع قدرًا ربانيا تحقّقَ بكل عظمة، كذلك قد قدّر الله تعالى أن يبعث في “آخرين منهم” محبًّا صادقًا للنبي آيةً على إجابة أدعيته ، ليحقّق تلك الغاية العظمى التي قد ضحّى مِن أجلها إبراهيم وعائلته كلها، والتي ما زال إبراهيم يحث أولاده على التضحية من أجلها، والتي كانت الغاية العظمى لبناء الكعبة، ألا وهي إرساء وحدانية الله في العالم، وهي الغاية التي قد بُعث النبي من أجل تحقيقها، فضرب لِلذبح العظيم أروع أمثلة  أذهلت العقولَ وجعلت الألسنةَ تنطلق بتقديس الله وتحميده من تلقائها.

فإذا أردنا إدراك حقيقة عيد الأضحى هذا فينبغي على كل مسلم أحمدي اليوم أن يرتدي رداء التفاني في الله تعالى من خلال التفاني في حب محمد رسول الله  وطاعته، لأن هذا ما أمرنا الله به إذ قال قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله .. أي: إذا كنتم تريدون أن تحبّوا الله تعالى فاعملوا كما يعمل محمد، واستنّوا بسنّته، وأطيعوا أوامره، واتّبعوا شريعته اتّباعًا كاملا، واضربوا أروع الأمثلة على العمل بقولنا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ، وابلغوا أعلى مستوى في العبادات بحيث تدل كل حركاتكم وسكناتكم على وحدانية الله تعالى. وإذا بلغ المرء هذا المقام تولاه الله تعالى وأكرمه إكرامًا عظيمًا. فقد أخبر النبي أن المرء إنما يبلغ هذا المقام من قرب الله تعالى ما دام حريصًا على أداء النوافل مع الفرائض، فمَن فعل ذلك فإن الله تعالى يصير وليًا له، فيصبح، كما قال ، أذنَه التي يسمع بها، وعينَه التي يرى بها، ويدَه التي يبطش بها، ورِجْلَه التي يمشي بها.

إننا اليوم بحاجة ماسة إلى التضحية بنفوسنا بدون انقطاع لبلوغ هذا المستوى من حب الله تعالى، لأن جهودنا وتضحياتنا المتواصلة هي التي ستخلق فينا إدراكًا لوحدانية الله تعالى، وهي التي ستنجينا من أعدائنا. أسالُ الله تعالى أن يوفقنا لبلوغ هذا المستوى لكي تزول أمام أعيننا هذه العقباتُ التي وضعها العدو لعرقلة ازدهار الأحمدية في زعمه. لا شك أن هناك عراقيل وعقبات، ولكن قافلة الأحمدية لا تزال تمضى قدمًا باستمرار بفضل الله تعالى. أما هذه الحواجز التي يضعها المناهضون في طريق الأحمدية من حين لآخر والتي تسبب قلقا عابرًا بلا شك، فإن الله تعالى سيزيلها أيضًا، غير أن هناك حاجة ماسة إلى رفع مستوى عباداتنا من أجل إزالة هذه العقبات. لا جرم أن أكثرية المسلمين الأحمديين يقدّمون اليوم تضحيات بالنفس والنفيس والوقت والعزّة، وقد بلغ بعضهم مستوى أعلى في هذا المجال، ولكن وكما قلت من قبل هناك حاجة ماسّة لرفع مستويات عباداتنا. أسال الله تعالى أن يوفقنا لرفع مستوى عباداتنا، ويعيننا على خلق هذه الروح في أجيالنا، لأننا لن نزدهر أبدًا من دون إنشاء علاقة متينة مع الله تعالى. يجب أن نخلق هذا الإدراك في أجيالنا التالية أيضًا. لا شك أن الإسلام سيكون غالبًا حتمًا، ولا جرم أن غلبة الأحمدية في هذا العصر حتمية، ولكن ليس لرؤية هذه الغلبة في حياتنا إلا سبيل واحد، ألا وهو أن نتمسك بأهداب الله تعالى مبتهلين باكين حتى نسمع صوته الجلالي: ­إني قريب ، ألا إن نصر الله قريب .

يجب أن نتذكر دومًا أن جماعة المسيح الموعود هي الوحيدة اليوم التي تدرك، أو يمكن أن تدرك، توحيد البارئ تعالى، وهي تضحّي في سبيله أيضًا. إن كثيرا من أبنائها يقدمون هذه التضحيات على صعيد فردي، كما أن هذه الجماعة هي الوحيدة التي تقدم هذه التضحيات على صعيد جماعي، لذا فإذا كان أحد يستطيع أن يسمع اليوم نداء الله ألا إن نصر الله قريب فهو المسلم الأحمدي فقط لا غير. لذا فكما قلت من قبل، إننا بحاجة أشد من ذي قبل لتقوية صلتنا بالله تعالى، لكي نحظى بنظرات حب الله إلينا، ونجمع العالم على يد واحدة بتبليغ رسالة وحدانية الله تعالى في العالم. وفّقنا الله لذلك.

الآن سنقوم بالدعاء معًا. فاذكروا في أدعيتكم عائلاتِ شهداء الأحمدية بأن يحفظهم الله تعالى في كنفه، وأن يأتي بثمار تضحيات أحبتهم عاجلاً، وأن يوفقنا لأن نرى الأحمدية تزدهر أضعافًا مضاعفة.

ثم لا تنسوا السجناء في سبيل الله من جماعتنا، فادعوا الله تعالى أن يخلق من عنده الأسبابَ لإطلاق سراحهم عاجلاً. علمًا أنه قد بدأ الآن أبناءُ الجماعة من بلاد سوى باكستان أيضًا يتعرضون لمعاناة السجن. فكان الإخوة من مصر قد سُجنوا في بداية هذه السنة لانتمائهم إلى الأحمدية، ولكنهم قد أُطلقَ سراحهم قبل الانقلاب الحالي. كما سُجن في هذه الأيام أخ عربي مخلص جدًا في الشارقة، وهو احتفل بهذا العيد داخل السجن. إنه أحمدي وحيد في منطقته ولكنه مخلص وقوي الإيمان جدًا بفضل الله تعالى. نسأل الله تعالى أن يهيئ الأسباب لإطلاق سراحه عاجلاً.

كذلك قد اختطفوا أحد معلّمينا في الهند قبل الجلسة السنوية الماضية بقاديان وهو قادم مع بعض المبايعين الجدد إلى الجلسة، ومصيره لا يزال مجهولاً حتى الآن، فادعوا الله تعالى بأن يعيده إلينا سالمًا بأسرع ما يمكن.

وهذا الذكر الحسن لهؤلاء المضحّين في سبيل الله تعالى قد بلغ ذروته في شخص النبي وفي عصره، حيث آتت تضحيات إبراهيم وإسماعيل ثمرتها في صورة النبي ؛ مجيبًا دعاء إبراهيم:

ثم هناك بعض الأحمديين المختطَفين في أماكن مختلفة في باكستان، ومِن بينهم طفلٌ عمره ما بين العاشرة والثانية عشرة، وقد اختُطف مع أبيه. فادعوا الله تعالى لإطلاق سراحهم وعودتهم إلى أهلهم سالمين.

ثم ادعوا للذين يضحّون بالمال في سبيل الجماعة دعاءً كثيرًا. جزاهم الله كلهم وبارك في أموالهم وأنفسهم بركات لا نهاية لها. كما ادعوا الله تعالى للمقصرين في التضحيات المالية بأن يخلّصهم من كسلهم ويزيدهم توفيقًا للإنفاق في سبيله.

ثم ادعوا للذين قد وقفوا حياتهم لخدمة الجماعة، فإن بعضهم يقدّمون تضحياتٍ جسيمةً في ظروف صعبة جدًا محافظين على روح الوقف بكل وفاء. جزاهم الله جميعًا وحفظهم حفظًا خاصًا، وأثمر جهودَهم ومساعيهم بأفضل ثمرات.

ثم ادعوا لكل المرضى بأن يشفيهم الله تعالى شفاء كاملاً عاجلاً لا يغادر سقما.

ثم ادعوا للمبتلين بشتى الكروب بأن يزيل الله كروبهم. ولا تنسوا ذوي الحاجات وأصحاب البلايا والشدائد المختلفة بأن يخلصهم الله منها.

وادعوا لأبناء الجماعة في مختلف أنحاء العالم بأن يحميهم الله من كل ضيق وهم.

ولا تنسوا في دعائكم الأمةَ الإسلامية كلها بأن يلهمهم الله الصواب ليعرفوا إمام زمانهم ويستردّوا مجدهم الغابر.

ثم ادعوا للإنسانية كلها بأن يحميهم الله تعالى من الدمار الذي يسارعون إليه ناسين الله تعالى، وأن يوفقهم لمعرفة خالقهم، وأن يوفقنا نحن أيضًا لنشر هذه الرسالة رسالةَ التوحيد في العالم على أحسن وجه.

هنا…. الخطبة الثانية والدعاء الجماعي.

ثم قال حضرته: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. عيد مبارك للجميع، سواء الأحمديين الحاضرين هنا أو في أي بقعة من بقاع العالم. بارك الله لكم فيه من كل النواحي. السلام عليكم ورحمة الله.

Share via
تابعونا على الفايس بوك