إخماد العواطف الشريرة وكبح الشهوات يولدان محبة الله

ســورة هــود

مكية وهي مع البسملة مائة وأربعٌ وعشرون آيةً وعشرة ركوعات

سورة هود مكية كلها عند ابن عباس والحسن وعكرمة ومجاهد وقتاده وجابر بن زيد. وهناك رواية عن ابن عباس أنها مكية ما عدا قول الله تعالى: فلعلك تاركٌ بعضَ ما يوحى إليك.. الآية . وقد استثنى مقاتل ثلاث آيات أولاها: المذكورة أعلاه، والثانية: أولئك يؤمنون به.. الآية ، نزلت في عبد الله بن سلام وأصحابه، والثالثة: أقِمِ الصلوة طرفي النهار.. الآية نزلت في نبهان التمار (البحر المحيط).

ملخص محتواها: تتناول سورة هود أحدًا من مواضيع سورة يونس بالشرح والتفصيل. لقد ذكر الله في سورة يونس أنه تعالى يعامل أمم الأنبياء بطرق ثلاث؛ إما أن يدمرهم نهائيًا؛ أو يغفر لهم تمامًا؛ أو يُهلك جزءًا منهم كلية ويُنجي جزءًا آخر نجاةً تامةً، وسورتنا هذه بيان مفصّل للسنّة الإلهية الأولى حيث توضح كيف أنه جلّ شأنه دمّر بعض الشعوب كليةً ومحا كل أثر لهم، واستعاض عنهم بقوم آخرين لم يكونوا خلفًا واستمرارًا للأمم السابقة الهالكة وإنما بدأ بهم دورًا جديدًا في تاريخ الإنسانية.

كما تبيّن سورة هود أن من صفات الله أنه لا يزال يراقب دائماً أهل السيئة ويعاملهم بمقتضاها.

كما تذكر أنه عزّ وجل لا يزال يهيئ الأسباب لهداية الخلق وفق الحاجة، فإذا لم ينتفع بها الإنسان هلك هلاكًا روحانيًا كما لو أنه كفّ عن تناول الغذاء المادي مات موتًا ماديًا.

ثم يُبيّن الله تعالى أن الناس لا ينقرضون بمجرد موت جيل منهم، وإنما يقوم مقامهم جيل آخر، كذلك هي حال الأمم، فإذا هلكت أمة جاء الله بأمة أخرى عوضًا عنها.

وتخبرنا السورة أيضًا أنه من الممكن أن تحقق أمّة من الأمم رقيا ماديًا دون أن تنشئ صلة بالله تعالى، ولكن لا يبقى من الأمم إلا التي تحافظ على إيمانها إلى جانب الرقي المادي.. أي أن الأمة التي تحافظ على علاقتها بالله هي التي يُكتب لها الخلود.

كما ذكر الله عزّ وجل في هذه السورة سبب انتصار المؤمن على الكافر عند المواجهة. وشرح هذا الموضوع بضرب أمثلة بعض الشعوب القوية التي تعرضت لعباد الله الصالحين بالسوء فهلكت وبادت. فسرد سبحانه وتعالى في هذا الصدد أحداث قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم السلام. ولقد تطرق فيها إلى ذكر إبراهيم أيضًا ولكنه حديث ضمني جاء في سياق الحديث عن لوط وقومه.

ثم ذكر سبحانه وتعالى أخيرًا ما جرى بين سيدنا موسى وفرعون من أحداث، ولكنه لم يتحدث هنا عن موسى لكونه منتميًا إلى بني إسرائيل، وإنما لبيان ما فعل فرعون وقومه بموسى مما تسبب في هلاكهم.

ثم نصح المؤمنين بأن يتذكروا دائمًا أنه إذا أراد الله عذاب قوم فيجب على المؤمنين اجتنابهم كليةً، لأن اختلاط المؤمنين بهؤلاء الكفّار يعرّضهم للعذاب.

ثمّ طمأَنَ الله تعالى النبيَّ قائلاً: إننا نقص عليك أحداث رسلنا هؤلاء كيلا تحزن على هلاك قومك، فقد كانت هذه عاقبة كثير من أعداء أنبيائنا. إلاّ أن الله تعالى قد أدخل السكينة على قلب النبي حين لفت نظره إلى ما سيحققه المسلمون من رُقيٍّ وإنجازات كبرى.

لقد ساق الله تعالى في هذه السورة من أخبار العذاب وهلاك الأمم، والمسؤوليات الجسام على النبي ، ما جعله يصرّح قائلاً: “شيّبتْني هود” (الترمذي، التفسير، سورة الواقعة).. أي أن فحوى هذه السورة قد أثر في نفسي تأثيراً هدّ كياني وأشفَّ بدني.

بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ (هود: 1 و2)

شرح الكلمات:

أُحكِمتْ: أحكمتْه التجارب: جعلته حكيمًا. أحكم السّفيه: أخذ على يده، أو بَصَّرَه بما هو عليه. أحكم الشيءَ: أتقنَه، وأحكم فلانًا عن الأمر: ردّه ومنعه. أحكم الفرسَ: جعل للجامه حكمةً. (الأقرب).

فُصّلتْ: فصّل الشيءَ: جعله فصولاً متمايزة. فصّل الثوبَ: قطعه بقصد خياطته. فصّل الكلامَ: بيّنه وضدُّ أَجمَلَه. فصّل العقدَ: جعل بين كل خرزتين من لون واحد خرزةً أو مرجانة أو شذرة أو جوهرة مخالفةً لهما. (الأقرب).

خبير: الخبير: العارفُ بالخبر. والخبرُ: ما يُنقل ويُتحدث به (الأقرب). (والله خبير بما تعلمون) أي: عالم بأخبار أعمالكم؛ وقيل: عالمٌ ببواطن أموركم؛ وقيل: خبيرٌ بمعنى مُخبر (المفردات).

التفسـير:

يعلن الله جلّ شأنه في قوله كتابٌ أُحكمتْ آياته أن آيات هذا الكتاب زاخرة بالحِكم، وإن كل ما ورد فيه يكفّ الإنسان عن الشر ويأخذه إلى الخير، ويبصّره بما في نفسه من مساوئ خفيّة، وهكذا يوقفه على حقيقة أمره. وإنه كلام لا نقصان فيه ولا فضول. وفيه كل تعليم نافع وضروري لما يحتاج إليه الناس دون حشو أو نقص. كما أننا ذكرنا فيه كل ما لا بد منه من تفصيل للأحكام دون الإغماض عن ذكر الفروع الضرورية بقدر الحاجة.

وقوله تعالى فُصِّلت إشارة في الواقع إلى ما يوجد في القرآن الكريم من تعاليم متشابهة جاء ذكرها في موضع آخر هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آياتٌ محكمات هنّ أمُّ الكتاب وأُخَرُ متشابهات (آل عمران: 8). فقد ذكر متشابهات إزاء محكمات في سورة آل عمران، أما في آيتنا هذه فقد وضع كلمة فُصِّلَت مقابل أُحكمت ، ليبيّن أن المفصّلة هنا بمعنى المتشابهات. ومن هنا يتجلى لنا معنى المتشابهات أيضاً، إذ المراد منها الأحكام التفصيلية المتعلقة بالفروع، وهي التي يتجاسر العدو على الطعن فيها، أما التعاليم المحكمة أي الأحكام الرئيسية الجوهرية فلا يقوى أحد على التعرض لها بالطعن.

مع العلم أن السبيل لمعرفة الحق إنما هو قياس الأحكام الفرعية على الأحكام الرئيسية، فإذا توافقت وتطابقت فلا وجه للاعتراض. فهناك مثلاً من يعترض على الإسلام بسبب بعض تعاليمه الفرعية كالحدود (تفسير وهيري جـ 1 ص216)، ولكنهم لو قاسوها بالتعليم الأساسي القائل: اعفوا إذا كان العفو نافعًا، وعاقِبوا إذا كان العقاب رادعًا، لما وجدوا سبيلا للاعتراض، إذ سيجدون الإسلام يأمر بالعقاب حيث يُجدي وبالعفو حيث يُفيد. ومثالٌ آخر نضربه لتوضيح الأمر فنقول: إن الله يأذن بالقتال والحرب في بعض الحالات، وهذا ليس بالأمر المحبّذ فيما يبدو، ولكنا إذا أدركنا أنه لا يكون في بعض الأحيان بدٌّ من الحرب لتوطيد العدل والأمن لم يبقَ مجال للاعتراض على ذلك. شأنهُ تعالى في ذلك شأن الطبيب الذي يقتلع للمريض سنًّا. فإن عملية قلع الأسنان تبدو عملاً قاسيًا خاليًا من الرحمة والشفقة، ولكنا لو نظرنا إلى حقيقة الأمر لوجدنا هذا العملَ الرحمةَ بعينها.

أما قوله عزّ وجل من لدن حكيم خبير ففيه إشارة إلى أن مصدر هذا الكتاب هو مصدر سامٍ للغاية، ولذلك فإنه يمكن الاطمئنان إليه وقبوله بكل تفاصيله وفروعه، لأن الحكيم لا يفعل إلا ما يتلاءم مع مقتضى الحال. وقد بيّن القرآن بوصف الله تعالى “بالحكيم” أن الذي أنزله لا يريد به عزًّا ولا شهرة وإنما يريد به خير الناس ونفعهم، لذلك لم ينـزل فيه تعليمًا ظاهرُه خير وباطنه شر، بل قدّم فيه كل ما هو خير لهم في الواقع ولو عافه البعض وابتعدوا عنه.

أما مثال التعليم الذي ظاهره خير وباطنه شر فهو ما ورد في الإنجيل حين يقول: إذا لطمك أحد على خدك الأيمن فأَدِرْ له الأيسر أيضًا (لوقا 29:6)، ومثال التعليم الذي ظاهره يبدو شرًا ولكن باطنه خير في الحقيقة هو ما يأمر به القرآن الكريم حين يفرض على الإنسان أن يقاوم بشدة وقوة كل الذين يتدخّلون في دين الآخرين عن طريق الظلم والإكراه.

فمن كان يريد كسب الصيت والشعبية لدى الناس سوف يدعوهم إلى التعليم الأول، ولكن الذي يريد خير الإنسانية ومصلحتها في الواقع فلن يكترث برضى الناس أو سخطهم، وإنما سيقدم لهم ما ينفعهم في الحقيقة.

إن هذه السورة تشتمل على كثير من أخبار العذاب لذلك استهلها الله عزّ وجل بذكر صفته “الحكيم” ليوضّح للناس أن معاقبة الأمم السالفة كانت لحكمة بالغة فيها صلاحهم، وليس عن ظلم وتعسف وقهرٍ.

كما بيّن بذكر صفته (الخبير) أنه سبحانه وتعالى عليم بحقيقة الأشياء ومطّلع على بواطن الأمور، ولا يمكن لمثل هذا الخبير أن يلزم الصمت على فساد في باطن الإنسان أو يتردد في معاقبته على سوء أعماله.

أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ الله إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ (هود: 3)

التفسـير:

إن الأمر الإلهي بالعبادة يبدو في ظاهره دليلاً على طمع وأنانية فيه – والعياذ بالله – أو كأنه تعالى بحاجة إلى عبادة الإنسان، ولكـنّا إذا تدبرنا القرآن الكريم وجدنا الواقع على عكس ذلك، لأنه يصرّح بكل وضوح وجلاء أن ليس لله حاجة في عبادة أو عمل ما من أي مخلوق كان، حيث يعلن سبحانه ومن جاهَد فإنما يجاهد لنفسه، إن الله لغنيّ عن العالمين (العنكبوت: 7)، وكذلك قال قل لا تمنّوا عليّ إسلامَكم، بل الله يمنّ عليكم أن هداكم للإيمان (الحجرات: 18).. أي أن إسلام أحد من الناس ليس بمنة على الله أو رسوله، وإنما هو إحسان وفضل من الله على العبد إذ هداه إلى طريق الرقي والفلاح. إذن، فالعبادة تنفع العابد، ذلك أن العبادة لا تعني أبدًا تلك الحركات الجسدية الظاهرة فقط، وإنما هي اسم لكل الجهود الظاهرة والباطنة التي تجعل من الإنسان مظهرًا لصفات الله عزّ وجل. لأن كلمة العبد تعني في الواقع من ينطبع بطابع سيّده وينقاد بمشيئته انقيادًا تامًا. والظاهر أن الذي ينقاد تمامًا لمرضاة الله سبحانه وتعالى سوف تنعكس فيه صفات الله الحسنى فيُحرز مدارج عالية من الرقي. وهكذا فإن العبد هو المنتفع وليس الله جلّ وعلا.

وأما ما ورد في التوراة بأن الله تعالى خلق آدم على صورته (التكوين:1)، فهو أيضًا إشارة إلى أنه تعالى قد خلق الإنسان ليسعى للاتصاف بالصفات الإلهية، وإلا فإن الله عزّ وجل أسمى وأعلى من أي صورة أو تشكُّلٍ.

فالحث على العبادة إنما يعني أن يكون الإنسان دائم النظر إلى الله تعالى، لأن أحداً إنما يستطيع رسم صورة الشيء رسماً كاملاً إذا كانت ملامحه واضحة في ذهنه. والعبادة اسم لوضع الصفات الإلهية نصبَ العين ونقشها في الذهن.

وهناك حديث شريف يشير إلى هذا المعنى إذ جاء فيه أن شخصًا سأل النبيَّ : ما الإحسان (أي العبادة الكاملة)؟ فقال: “أن تعبد الله كأنك تراه” (البخاري، الإيمان).

وأما قوله تعالى إنني لكم منه نذير وبشير فاعلم أن الإنذار لا يعني تخويفًا من الله تعالى كَتخويف الناس بالأفاعي والأسود، وإنما المراد منه: التحذير والتنبيه. فلا تعني الجملة بأنني أخوّفكم من الله تعالى، بل المعنى أنني أنبهكم إليه وأذكّركم به كيلا تغفلوا عما ينفعكم وتختاروا ما يضركم.

كما أن كلمة (بشير) تعني أنني لم آت لتحذيركم فقط، بل جئتكم بما سيحقق لكم الرقي أيضًا.

العبادة لا تعني أبدًا تلك الحركات الجسدية الظاهرة فقط، وإنما هي اسم لكل الجهود الظاهرة والباطنة التي تجعل من الإنسان مظهرًا لصفات الله عزّ وجل.

وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ (هود: 4).

شرح الكلمـات:

يمتّعكم: المتاع: كلُّ ما يُنتفع به من الحوائج كالطعام والبزّ وأثاث البيت والأدوات والسلع. وقال في الكليات: المتاعُ والمتعة: ما يُنتفع به انتفاعًا قليلاً غير باقٍ بل ينقضي عن قريب. وأصلُ المتاع ما يُتبلّغ به من الزاد. ويأتي المتاع اسماً بمعنى التمتيع (الأقرب).

التفسـير:

لقد وجّه في الآية السالفة النظرَ إلى غاية خلق الإنسان، ولكن الإنسان يواجه أحيانًا شتى العقبات في طريقه إلى غايته لذلك أخبر الله العباد هنا أنكم إذا نويتم الاتصاف بصفاتي والحصول على قربي ووجدتم العراقيل دون غايتكم هذه، فالسبيل لإزالتها أن تسألوا ربكم الغفران.. أي عليكم بأن تستعينوا به على تطهير قلوبكم ممّا علاها من صدأ الذنوب، وتتضرعوا إليه أن يخلصكم من دَرَن المعاصي التي تحول دون توصّلكم إلى ربكم الأعلى.

والغفران يعني أيضًا تغطية الشيء ومحوه، فيكون معنى الاستغفار أَنِ ادعوا الله تعالى كي يمكّنكم من كبح الشهوات التي تقف عقبةً دون وصولكم إلى الله جلّ شأنه.

ثم قال ثم توبوا إليه .. أي بعد كبح تلك الشهوات توجهوا إلى الله تعالى ليتولد حبه في قلوبكم، فيسهل عليكم الوصول إليه.

ويتبين من ذلك أنه بعد كبح الشهوات وإخماد العواطف الشريرة المثيرة لسخط لله تعالى يمكن للإنسان التوصُّل إلى الله، أما بدون القضاء عليها ومحو تأثيرها السابق فيستحيل أن تتولّد في القلب محبة الله تعالى بشكل كامل.

كما يتضح من ذلك أن التوبة تأتي بعد الاستغفار. هناك بعض الحمقى الذين يزعمون أن التوبة التي يدعو إليها الإسلام تشجّع الإنسانَ على المعاصي. والحق أنهم يجهلون حقيقة التوبة الإسلامية. ذلك أن العبد الذي لا يزال يحاول محوَ آثار ذنوبه الماضية، مكافحاً رغباتِه الشريرة، ساعياً اتباعَ أوامر الله تعالى.. كيف يمكن أن يقال عنه بأن توبته ثرثرةٌ وفضولُ كلام لا يتعدى اللسان، ومدعاة لارتكاب المزيد من المعاصي. فالحق أن زعمهم هذا يدلّ على غبائهم وحماقتهم هم. إن التوبة الحقيقية لا تكون باللسان فقط، لأنها تعني في الواقع اجتنابَ المرء عن الذنوب وميلَه إلى الله تعالى بكل رغباته واهتماماته. فإذا لم تُكسبه هذه التوبة رضوانَ الله وقربَه، فلا أدري ما هو الشيء الآخر الذي يمكّنه من ذلك؟

أما قوله تعالى يمتّعْكم متاعًا حسنا إلى أجل مسمّى فأخبر فيه أنكم إذا أطعتم نبيكم فسوف تحققون المكاسب المادية أيضاً. ذلك أن المتاع يعني المنفعة المؤقتة، وليست هي إلا المنافع الدنيوية المادية. والمراد من أجل مسمّى هو الفترة الزمنية التي يحدّدها الله تعالى لقيام وازدهار أمّة ذلك النبي المرسل.

وأما قوله تعالى ويؤتِ كلَّ ذي فضلٍ فضلَه فالمراد منه البركات الروحانية، سواء نالها الناس في هذا العالم أو في الآخرة.

وقوله تعالى فإني أخاف عليكم عذابَ يومٍ كبيرٍ . اعلمْ أن الشيء يُعتبر كبيرًا بالنظر إلى ضخامته وأيضًا إلى تأثيره، فالمراد من الجملة أنكم إذا رفضتم هذا التعليم فسوف تواجهون عذابًا طويلاً مؤلماً للغاية بحيث يتعذر عليكم احتماله.

إِلَى الله مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (هود: 5)

التفسـير:

أي.. سوف تؤخذون إلى الله تعالى في آخر المطاف، فلماذا لا تقومون بأعمال تنفعكم عند المثول أمامه جلّ وعلا. واعلموا أنه قادر تمامًا على كل شيء.. أي على إنعامكم أو عقابكم، فاسعوا للظفر بإنعامه وفضله.

Share via
تابعونا على الفايس بوك