أَروا تقواكم تقواكم، يا أبناء المتقين
  • سفينة النجاة التي هيأها الله لهذا العصر
  • مظاهر اليقين تغلب الشك في أمر المسيح الموعود عليه السلام
  • حقيقة تحقق بعض أهم النبوءات حول زمنه  عليه السلام

__

واعلموا أن قُرْب الله ليس إرثًا مقبوضا لأحد، بل تداولُ هذه الأيام من أمر رب صمد، يلقي الروح على من يشاء، وكذلك تقتضي العظمة والكبرياء. أأنتم تجادلونه على ما فعل أو تقومون محاربين؟ ففكّروا بفكر لا يشوبه زيغ ولا مَيل، وطَهِّروا قلوبكم من كل تعصب ولا يُذْهِبْكم سَيل. أَرُوا تقواكم تقواكم، يا أبناء المتقين. واعلموا أن الله قد أقامني وبعثني وكلّمني، فاتقوا أن تحاربوا الله متعمدين. لا فُلْكَ في يومي هذا إلا فُلْكي، وإن يدي هذه فوق كل يد تبتغي مرضاة ربي، فلا تنبذوا الحق بعد ظهوره، ولا تجعلوا أنفسكم من المسئولين.

وبعزة ربي وجلاله، لستُ بكافر ولا معتدٍ من أقواله ولا مرتدّ ولا من الملحدين. بل جاءكم الحق فلا تُعرضوا عن الحق كارهين. وقد تقوَّى مذهبنا بتظاهر الأحاديث والفرقان، ثم بشهادة الأئمة وأهل العرفان، ثم بالعقل الذي هو مدار التكاليف الشرعية، ثم بالإلهام المتواتر اليقيني من حضرة العزة، فكيف نرجع إلى الظن بعد اليقين؟ بل نحن أوينا إلى الركن الشديد، واعتصمنا بحبل الله المجيد، وما جئنا بمحدَثات كالمبتدعين.

وقد علمتم أن المسيح الموعود، يكسر الصليب المعضود، فهذا هو الزمان إن كنتم موقنين. أما ترون كيف يُعلَى الصليب، وكيف تُفشَّى في شأنه الأكاذيب، وإلى أي حدود بلغ الأمر، وكثر الخنـزير والخمر، ودِيْسَ الإسلام تحت أقدام المُغْوِين المفسدين؟ أليس في أحاديث خير الكائنات، وأفضلِ الرسل ونُخبةِ المخلوقات، أن المسيح الموعود لا يجيء إلا عند غلبة الصليب وفتنِها الموّاجة في الجهات؟ فهذا هو الأصل المحكم لمعرفة وقت المسيح ومِن أعظم العلامات. فإن كنتم تظنون أن المسيح ما جاء على رأس هذه المائة، وفتنَ النصارى لم تبلغ إلى غايتها المقصودة، فلزمكم أن تعتقدوا بامتداد هذه الفتن إلى رأس المائة الثانية، أو على رأس مائة أخرى من المئين الآتية البعيدة. فلو كان عمر فتن النصارى إلى هذه الأزمنة الطويلة، فما بال الإسلام إلى تلك المدة يا معشر المتفرسين؟

(مكتوب أحمد، ص 27 إلى 28 طبعة المملكة  المتحدة 2007)

Share via
تابعونا على الفايس بوك