
يا لَلفـتى ما حسـنُه وجمالُـهُ
رَيّاه يُصبِي القـلبَ كالرَّيحانِ
.
وجهُ المهَيمِنِ ظاهرٌ في وجهـهِ
وشـؤونُه لـمَعتْ بهذا الشّانِ
.
فلِذا يُحَبُّ ويستحِقُّ جمالُــهُ
شَغَفًا به من زمرةِ الأخـدانِ
.
سُجُحٌ كريم باذِلٌ خِلُّ الـتُّـقى
خِرْقٌ وفاقَ طوائفَ الفتيـانِ
.
فـاق الـورَى بكمالِه وجمالهِ
وجلالِه وجَنانِـه الرَّيّــانِ
.
لا شكّ أنّ محمّدًا خيرُ الـوَرى
رَيْـقُ الكرامِ ونخبةُ الأعيـانِ
.
تـمّتْ عليه صفاتُ كلِّ مَـزِيّةٍ
خُـتِمتْ به نَعْماءُ كلِّ زمانِ
.
واللهِ إن محـمـدًا كـرَدافـةٍ
وبهِ الوصولُ بِسُدّة السّلطانِ
.
هو فخرُ كلِّ مطهَّرٍ ومـقـدَّسٍ
وبه يُباهي العسكرُ الرّوحاني
.
هو خيرُ كلِّ مقـرَّبٍ متقـدِّمٍ
والفضلُ بالخيرات لا بزمانِ
.
والـطَّلُّ قد يبدو أَمامَ الـوابِلِ
فالطَّلُّ طَلٌّ ليـس كالـتَّهْتانِ
.
بطلٌ وحيدٌ لا تَطيشُ سِهامُــهُ
ذو مصمِياتٍ مُوبِقُ الشّيطانِ
.
هـو جَنّـةٌ إني أرى أثمـارَهُ
وقُطوفَه قد ذُلِّلتْ لِـجَـناني
.
ألفَيتُـه بحرَ الحقائق والـهـدى
ورأيتُه كالدُّرِّ في اللَّمَـعـانِ
.
قد ماتَ عيسى مُطرِقًا ونبـيُّـنا
حيٌّ، وربّي، إنهُ وافانــي
.
واللهِ إني قد رأيتُ جمالَـــهُ
بعيـونِ جسمي قاعدًا بمكاني
.
ها إِنْ تَظنَّـيتَ ابْنَ مريمَ عائشًا
فعليك إثباتًا من الــبرهانِ
.
أفأنت لاقَيتَ المسيحَ بيَقْـظـةٍ
أو جاءك الأنباءُ مِـن يَقْظانِ
.
اُنظُرْ إلى القرآن كيف يـبـيِّنُ
أفأنت تُعرِض عن هدى الرحمنِ
.
فاعلَـمْ بأن العيشَ ليس بثابتٍ
بل مات عيسى مثلَ عبدٍ فانِ
.
ونبيُّنا حيٌّ وإني شــاهــدٌ
وقد اقْتطَفتُ قَطائِفَ اللُّقيانِ
.
ورأيتُ في رَيعانِ عُمْري وجهَـهُ
ثم النبيُّ بِيَقْظـتي لاقـانِي
.
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحـيائه
واهًا لإعجازٍ فما أَحْـياني!
.
يا رَبِّ صَلِّ على نبـيّك دائـمًا
في هذه الـدنيا وبعثٍ ثـانِ
.
يا سيِّدي قد جئتُ بابَك لاهِفًا
والقومُ بالإِكفـارِ قد آذاني
.
يَفرِي سهامُك قلبَ كلِّ محاربٍ
ويشُـجُّ عَزْمُكَ هامةَ الثّعبانِ
.
للهِ دَرُّك يا إمـامَ العـالَـمِ
أنت السَّبوقُ وسيّدُ الشّجعانِ
.
اُنظُرْ إليَّ برحمـةٍ وتحــنُّـنٍ
يا سيّدي أنا أحقَـرُ الغلمانِ
.
يا حِبِّ إنك قد دخَلتَ محبّـةً
في مُهْجَتي ومَدارِكي وجَناني
.
مِن ذِكرِ وجهِك يا حديقةَ بَهجتي
لَمْ أَخْلُ في لحـظٍ ولا في آنِ
.
جسمي يطيرُ إليك مِن شوقٍ عَلا
يا ليتَ كانت قوّةُ الطَّـيَرانِ
(مرآة كمالات الإسلام)