بِكَ الحولُ يا قيومُ يا منبعَ الهدى
فوفِّقْ لي أن أثني عليك وأحمدا
.
وأنت إلهي مأمني ومفازتي
وما لي سواك معاونٌ يدفع العدا
.
ولك آيات في عباد حمدتَهم
ولا سيّما عبدٌ تسمّيه أحمداص
.
فيا طالبَ العرفان خُذْ ذيلَ شرعه
ودَعْ كلَّ متبوع بهذا المقتدى
.
كريم السجايا أكملُ العلم والنهى
شفيع البرايا منبع الفضل والهدى
.
بشير نذير آمرٌ مانع معًا
حكيم بحكمته الجليلة يُقتدى
.
هدى الهائمين إلى صراطٍ مقوَّم
ونوّر أفكار العقول وأيّدا
.
له طلعةٌ يجلو الظلامَ شعاعُها
ذُكاءٌ منير بُرجُه كان بُرْجُدا[1]
.
له درجات ليس فيها مشارِكٌ
شفيع يزكّينا ويدني المبَعَّدا
.
تخيَّرَه الرحمن مِن بين خلقه
وأعطاه ما لم يُعْطَ أحد من الندى
.
وقد كان وجه الأرض وجهًا مسوَّدا
فصار به نورًا منيرا وأغيَدا
.
وأرسله الباري بآيات فضله
إلى حزبِ قوم كان لُدًّا ومفسِدا
.
ومُلْكٍ تأبَّطَ كلَّ شرٍّ قومُه
وكلٌّ تلا بغيًا إذا راح أو غدا
.
فأدركه تأييدُ ربٍّ مهيمن
ونجّاه عونُ الله من صولة العدا
.
ووالله لولا حُبُّ وجهِ محمدص
لما كان لي حولٌ لأمدح أحمداص
.
وموتي بسبل المصطفى خيرُ مِيتةٍ
فإنْ فزتُها فسأُحْشَرَنْ بالمقتدى
.
سأدخلُ مِن عشقي بروضةِ قبره
وما تعلم هذا السرّ يا تاركَ الهدى
[1] – جلسد: اسم صنم في الجاهلية.