
- كل الناس تسعى نحو النور والجمال والاحسان
- انعكاس نور النبي ومحاسنه على المهدي عليه السلام
__
يـا عينَ فيـضِ اللهِ والعِــرفانِ
يَسعَى إليكَ الخَلْقُ كالظَّمـآنِ
.
يا بَحر فَضلِ المُنعِمِ المنّانِ
تهوي إليك الزُمَرُ بالكيزانِ
.
يا شمسَ مُلكِ الحُسنِ و الإحسانِ
نَوَّرتَ وجهَ البَرِّ و العُمرانِ
.
قوم رأوك وأمـةٌ قد أُخــــبرتْ
مِن ذلك البدر الذي أصـباني
.
يبكون من ذكر الجمـــال صبابةً
و تألُّماً من لَوعَةِ الهِجرانِ
.
وأرى القلوبَ لدى الحناجِرِ كُربَةً
وأرى الغروبَ تُسيلُها العينانِ
.
أَحييتَ أمواتَ القـرونِ بِجَلْوةٍ
ماذا يُماثِلكَ بهـذا الشــانِ
.
يا لَلفتَى ما حُسـنُه وجَمالُــهُ
رَيـّاهُ يُصبِي القَلبَ كالرَّيحانِ
.
وجهُ المهيمِنِ ظاهِــرٌ في وجهِهِ
وشُـئونُهُ لَمَعتْ بـهذا الشانِ
.
فلِذا يُحَبُّ ويَستَحِقُّ جَمالُهُ
شَغَفاً به من زُمرَةِ الأخدانِ
.
سُجُحٌ كريم باذلٌ خِلُّ التُقى
خِرقٌ وفاقَ طوائفَ الفِتيانِ
.
فاقَ الورى بكمالهِ و جَمالِهِ
و جلالِهِ و جنانهِ الريّانِ
.
لا شَكَّ أن مُحمـدًا خيرُ الْوَرى
رَيْقُ الْكِـرامِ ونُخْبةُ الأعيـانِ
.
تَمَّتْ عليـهِ صِفاتُ كُلِّ مَزِيّـةٍ
خُتِمتْ به نَعْماءُ كُلِّ زمــانِ
.
واللهِ إن مُحمـدًا كَـــرَدافةٍ
وبهِ الْوُصولُ بِسُدّةِ السُّـلطانِ
.
هو فَخرُ كُلِّ مُطهَّرٍ ومُقــدَّسٍ
وبه يُباهي الْعَسكرُ الرُّوحـانِي
.
هو خيرُ كُلِّ مُقـرَّبٍ مُتقـدِّمٍ
والفَضـلُ بالخيراتِ لا بِزَمـانِ
.
هو جَنَّةٌ إني أرى أثمارَهُ
وقطوفُهُ قد ذُلِّلَت لجَناني
.
إني لقد أُحيِيتُ مِـن إحيـائه
وَاهًا لإِعْجازٍ فما أَحْــياني!
.
يَا رَبِّ صَلِّ على نَبِيِّك دائِــمًا
في هذهِ الدنيا وبَعْثٍ ثــانِ
.
يا سيّدي قد جئتُ بابَك لاهـفًا
والقومُ بالإكفــارِ قد آذاني
.
اُنْظُـرْ إليّ برحمـةٍ وتحــنُّـن
يا سـيِّدِي أنا أحقَـرُ الْغِلمانِ
.
يا حِبِّ إنك قد دَخَلْتَ مَحـبّةً
في مُهْجَتي ومَـدارِكي وجَناني
.
مِن ذِكر وَجْهِكَ ياحديقةَ بَهجَتي
لَـمْ أَخلُ في لَحْظٍ ولا في آنِ
.
جسمي يَطِيرُ إليكَ مِن شوق عَلايا
ليتَ كانت قـوّةُ الطيَرانِ
(التبليغ ص 161-166 مطبعة الرقيم بريطانيا 2004)