
ومـا القـرآن إلا مثـلَ دُرَرٍ
فرائـدَ زانَها حسـنُ البـيانِ
.
ومـا مسّتْ أكفُّ الكاشحينا
معـارفَه التي مـثل الحَـصانِ
.
به ما شئتَ مِن عـلم وعقـل
وأسـرارٍ وأبـكار المعـاني
.
يسكِّت كلَّ مَن يعـدو بضغنٍ
يبكّت كلَّ كـذّاب وجـاني
.
رأيـنا دَرَّ مُـزْنتِـه كثـيرًا
فـدَينـا ربَّنـا ذا الامتـنانِ
.
ومـا أدراك ما القرآن فيضًا
خفـيرٌ جـالبٌ نحو الجِـنانِ
.
كلامٌ فائق ما راقَ طرفي
جـمـالٌ بعـده والنَّـيِّرانِ
.
أين يكون للقـرآن مِثـلٌ
وليس لـه بهذا الفـضل ثاني
.
ورِثنْا الصُّحْفَ فاقتْ كلَّ كُتْبٍ
وسبقتْ كلَّ أسفـار بشانِ
.
وجاءت بعدما خـرّتْ خيامٌ
وخُـرّبت البيوت مع المباني
.
محَتْ كلَّ الطرائق غيرَ بِرٍّ
وجذّتْ رأسَ بدعات الزمـانِ
.
كأنّ سيوفـها كانت كـنارٍ
بها حُرقتْ مَخـاريق الأداني
.
إذا اسـتدعى كتابُ الله مثلاً
فعَيَّ القومُ واستـتروا كفانِ
.
وأما الجاهـلون فما أطـاعوا
فأعدمَـهم فؤوسُ الاحتفانِ
.
سُقـوا كأس المنـايا ثم سيقوا
إلى نارٍ تلـوِّحُ وجـهَ جـانِ
.
فهـذا أجرُ جهـل الجاهلينا
من الرحمـن عند الاسـتنانِ
.
وما كان الرحيـم مُـذِلَّ قومٍ
ولكـن بعد ظلـم وافتـنانِ
.
وهل حُـدِّثتَ مِن أنبـاء أممٍ
رأوا قبـحًا بأفعـالٍ حِسانِ
.
وكل النـور في القـرآن لكنْ
يمـيل الهـالكون إلى الدخانِ
.
بـه نلنـا تُراثَ الـكاملـينا
به سِرْنا إلى أقصـى المعاني
.
فقُـمْ واطلُبْ معـارفه بجهدٍ
وخَفْ شرَّ العواقب والهوانِ
.
أتخـطُب عـزّةَ الدنيا الدنيّةْ
أتطلب عيشها والعيش فانِ
.
أترضى يا أخي بالخان حمقًا
وتنسى وقت تبـديل المكانِ
.
على بستان هذا الدهر فأسٌ
فكم شجـر يجاح من الإهانِ
.
وكم عنـقٍ تكسّـرها المنايا
وكم كفٍّ وكم حسنِ البنانِ
.
ترى في سـاعةٍ سُـرَرًا لرجُلٍ
وفي الأخـرى تراه على الإرانِ
.
وإني ناصـح خِـلٌّ أمـينٌ
ويدري نـورَ علمي من يراني
.
يُكـرَّمُ جاهـلٌ قبـل ابتلاءٍ
وقـدرُ الحَـبْر بعد الامتحانِ
.
وإني قـد وصلتُ رياض حِبّي
ويطلبني خصيـمي في المـَحاني
.
هوَيتُ الحِبَّ حتى صار روحي
وأَرْنـاني جِـناني في جَـناني
.
بوجه الحِبّ لستُ حريصَ مُلكٍ
كفاني ما أرى نفسي كـفاني
.
ورثنا المجـد من ذي المجد حقًّا
وصُبِّـغْنا بمحـبوب مُقـانِ
.
ولستُ مـواريًا عن عين ربي
وإن الله خـلّاقـي يـراني
(نور الحق)