عقدت الجماعة الإسلامية الأحمدية (فرع بريطانيا) اجتماعها السنوي في إسلام آباد، تلفورد في 11، 12، 13 أغسطس 1989. كان لهذا الاجتماع أهميته لكونه أول اجتماع لجماعة بريطانيا في القرن الثاني على حياة الجماعة الإسلامية الأحمدية، ونظرا لوجود إمام الجماعة، أمير المؤمنين حضرة مرزا طاهر أحمد، أيده الله تعالى بنصره العزيز، الخليفة الرابع لحضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود ، في بريطانيا، الذي رأس الاجتماع.
رفع الأعلام
في 11 أغسطس بعد أداء صلاة الجمعة توجه حضرة أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز إلى مكان الاجتماع حيث رفع علم الأحمدية جانب خيام الاجتماع، وشاهد رفع أعلام 120 دولة التي قد تأسست فيها الجماعة.. بين هتافات: الله أكبر، الله أكبر، يعيش الإسلام، تعيش الأحمدية.
الجلسة الافتتاحية
بعد رفع الأعلام توجه أمير المؤمنين أيده الله إلى خيمة الرجال حيث افتتح الاجتماع الذي بدأ بتلاوة من الذكر الحكيم.. ثم ألقيت كالمعتاد قصائد عربية وأردية لحضرة مؤسس الجماعة في حمد الله تعالى وفي مدح النبي ، بعدها شرع حضرة أمير المؤمنين أيده الله في إلقاء خطابه.
ملخص خطاب أمير المؤمنين
قال حضرته: “إن هذا العام ذو أهمية كبيرة في تاريخ الجماعة.. ففي هذا العام تحتفل الجماعة في كل العالم بعيد الشكر المئوي على تأسيسها، وهكذا تصل دعوة سيدنا المهدي والمسيح في مختلف بقاع الأرض.
منذ عدة أعوام وأبناء الجماعة في باكستان يتعرضون لأنواع الاضطهاد لقولهم: لا إله إلا الله محمد رسول الله. إننا نحاول إطلاع الدنيا على أحوالهم المؤسفة امتثالا لأمر الله تعالى بأخذ الأسباب، ولكن يجب أن نعلم أنه لا سند لنا إلا الله تعالى وحده. فلا نبتهل ولا نشكو بثنا وحزننا إلا إلى الله الذي يُعز من يشاء ويذل من يشاء، والذي بيده القدرة كلها.
الحق أن الأفضال الإلهية التي نراها نازلة علينا كالمطر في العالم كله ليست في الحقيقة إلا ثمرة للتضحيات التي يقدمها إخواننا في باكستان. إنني كل يوم أتلقى ما بين 3 مائة إلى ألف رسالة من هؤلاء المضطهدين. ولو حكيت لكم ما تشتمل عليه خطابات يوم واحد منهم لانفطرت به قلوب المستمعين. الواقع أن ربي هو الذي قد أعانني على تحمل هذه الآلام.
ثم قرأ أمير المؤمنين عدة رسائل للإخوة والأخوات المضطهدين الذين ذكروا فيها لحضرته أنهم يتمسكون بأهداب الصبر امتثالا لأمر حضرته، ولكن حتى متى. وقال حضرته: إن هذا السؤال قد بدأ يتكرر كثيرا، وليس بعيدًا أن تستمطر صراخات: متى نصر الله، هذه.. رحمة الله عليهم. هذا هو إيماننا.
وعلى الرغم من كل هذه الظروف الصعبة والعوائق الجمة فإن العديد من أبناء باكستان يدخلون في الأحمدية كل يوم، وإن معنويات الإخوة الأحمديين عالية جدًا بفضل الله وعونه.
وبخصوص اضطهاد المسلمين الأحمديين في (ننكانه صاحب) بمنطقة البنجاب ذكر حضرته أنهم عندما سمعوا الإشاعات عن نية المشائخ المتعصبين وأتباعهم أبلغوا السلطات. فحلف المشائخ بالله أمام السلطات أنهم لن يقوموا إلا بتظاهرة أمنية فقط. ولكن هؤلاء الذين حلفوا باسم الله أحرقوا بيوت الأحمديين في خلال ساعة واحدة. إن معظم علماء البنجاب هؤلاء يصدق عليهم قول الرسول : “علماؤهم شر من تحت أديم السماء”، ولذلك بدأ معظم الشعب يكرههم.
ولكن في جانب آخر إن الله تعالى يرينا آيات كثيرة لرحمته. ففي أحد احتفالات الشكر المئوية في كندا قبل أسابيع قال أحد رجال الحكومة الكندية مشيرا إلى صورة مؤسس الجماعة :
“إن هذا الرجل الرباني كان أعلن قبل مائة عام أن الله بشره: “سوف أبلغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرض”، وها أنا أشهد الله أن بشارته هذه قد تحققت صدقًا وعدلاً، ولا يمكن أن يكون هذا الإنسان كاذبًا”.
وبعد ذلك ذكر حضرته إلهاما آخر لسيدنا المهدي والمسيح الموعود : “سوف أباركك بركة تلو بركة حتى إن الملوك سوف يتبركون بثيابك”. وبعدئذ جيء إلى المنصة بالمولوي محمد حسين، أطال الله بقاءه، أحد صحابة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الذين لا يزالون على قيد الحياة.. فعانقه أمير المؤمنين وأجلسه بجانبه بكل تقدير واحترام. ثم بيّن حضرته أيده الله أن الثياب المذكورة في هذا الإلهام تعني أيضًا أصحاب المهدي والمسيح . والحق أن العزة الحقيقية إنما تنزل من السماء. وقد حضر هذا الصحابي الجليل في الاجتماع رغم مرضه وصحته المتدهورة فقط استجابة لدعوتي.
وبعدئذ أنهى حضرته أيده الله الجلسة الأولى من الاجتماع بدعاء جماعي اشترك فيه كل الحاضرين.
الجلسة الثانية
بدأت جلسة ثانية للاجتماع بعد مغادرة أمير المؤمنين لخيمة الاجتماع برئاسة السيد فرحاخن أمير الجماعة بهولندا. كان أول الخطباء السيد صاحب زاده مرزا مظفر أحمد أمير الجماعة بالولايات المتحدة. تحدث سيادته حول موضوع: التجليات الحية للإله الحي. ذكر في حديثه أفضالا إلهية عديدة منَّ الله بها على الجماعة خلال القرن الأول. فزادت المؤمنين إيمانا وتسليما. ثم ألقى السيد مظفر أحمد كلارك كلمته حول موضوع: نبينا محمد كمصلح عالمي. تلا هذا الخطاب كلمة الأستاذ الشيخ ناصر أحمد حول الخدمات الإنسانية التي قامت بها الجماعة الإسلامية الأحمدية خلال المائة عام الماضية. انتهت هذه الجلسة في الساعة الثامنة والنصف مساء.
اليوم الثاني (12/8/89)
الجلسة الثالثة
ترأس هذه الجلسة الأستاذ مظفر أحمد ظفر نائب أمير الجماعة بالولايات المتحدة. ألقيت في هذه الجلسة ثلاث خطابات أولها: خصال الداعي إلى الله.. ألقاها الداعية الإسلامي الأحمدي الإنجليزي الشاب طاهر الشلبي. وثانيها ألقاها الأستاذ بشير أحمد أورتشارد أول داعية إسلامي أحمدي إنجليزي حول: المماثلة الروحية بين سيدنا المسيح الناصري والمسيح الموعود . ثم ألقى الأستاذ بشير أحمد رفيق كلمته حول: النجوم النيرة للأحمدية في سماء الإسلام. بعد هذه الخطب ألقى بعض ممثلي الدول المختلفة كلمتهم. ثم أُذيع خطاب أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز من خيمة السيدات على مسامع الرجال في خيمتهم.. قال حضرته فيه:
“كلمتي هذه استمرار لخطابي الذي بدأته قبل سنوات بعنوان مكانة المرأة في الإسلام. أتحدث اليوم عن مكانة الأم.. وهذا الموضوع هام جدا، لأن المجتمع الغربي قد تغافل عن أهميته تماما.. مما يؤدي إلى انتحار العديد من الآباء نتيجة عدم رعاية أبنائهم لهم. إنني لا أقصد بذلك انتقاد الغرب، وإنما أوجه أنظاركم إلى هذا العيب الموجود في المجتمع الغربي مثلما أوجه أنظاركم إلى عيوب مجتمعنا الشرقي، لكي تتجنبوا هذه العيوب كلها. وهذا واجبي. لأن الإسلام دين الغرب والشرق على السواء، وإنني أحب الجميع.
ثم أوضح حضرته هذا الموضوع أيما إيضاح في ضوء الآيات القرآنية وأسوة للنبي وقال: إن النبي كان أعظم محسن إلى المرأة، لأنه قبل 14 قرنا دعا إلى حقوقها التي ينادي الغرب إليها اليوم.
بعدئذ أشار حضرته إلى فرائض النساء، وقال: إن كثيرا من النساء يشتكين من أزواجهن بكثرة، وينكرن جميلهم. وهذا خلاف لتعليم الإسلام.
ثم أنهى أمير المؤمنين خطابه بالدعاء الجماعي في الساعة الواحدة والنصف ظهرا، ليتناول الحاضرون الغداء ويستعدوا للجلسة الرابعة.
الجلسة الرابعة
بدأت هذه الجلسة كالمعتاد بتلاوة آيات من القرآن الكريم وإنشاد بعض أبيات المهدي والمسيح الموعود ، وبعض الشعراء الأحمديين. وبعدئذ ألقى بعض الضيوف الحاضرين كلمتهم وهم: عمدة ويفرلي، عمدة هنسلو ونائبه، وعضو مجلس الشعب البريطاني من منطقة الفورد. أشاد هؤلاء الضيوف الكرام بتنظيم الاجتماع وأخلاق المسلمين الأحمديين السامية. كما هنأوا إمام وأفراد الجماعة بحلول القرن الثاني. وبعد ذلك استهل أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز خطابه الذي استمع إليه العديد من كبار الشخصيات التي حضرت الاجتماع ممثلة دولها، والذي استغرق حوالي 3 ساعات تقريبا.
ملخص خطاب أمير المؤمنين أيده الله: في خطابه هذا رحب حضرته أولا بالضيوف قائلا:
كل ضيف حبيب، ولكن الذي يتحمل صعوبات السفر من مكان بعيد أحب. أما الذي يأتي من مكان بعيد متحملا مشقات السفر تلبية لدعوة المضيف، وذلك بدون أية علاقة دينية تربطه به فهو أكرم وأحب لديه. إنني أرحب بجميع الضيوف الأحمديين وكذلك الضيوف الكرام الذين جاؤوا ممثلين لحكوماتهم.
ثم ذكر حضرته ما أنعم الله على الجماعة في هذه السنة من أفضال ونعماء قائلا: منذ أن اضطررت للهجرة من باكستان والإقامة المؤقتة هنا فإن الجماعة بفضل الله قد ازدهرت بشكل مدهش.. فقد تأسست في هذه السنوات الخمس 1308 فرعًا جديدًا للجماعة في مختلفة أنحاء العالم. وهكذا أخبر الله الحكومة الباكستانية وغيرها من الحكومات المعادية للأحمدية أنكم مهما حاولتم فلن تستطيعوا منع الجماعة من الرقي والازدهار.
لقد وُفقنا في هذه الفترة من بناء 608 مساجد جديدة، كما أعطانا الله 201 مسجدا عن طريق المبايعين الجدد. وبايع 13800 من أبناء جمهورية مالي في يوم واحد في العام الماضي.
وكان الزعيم الديني لهؤلاء المسلمين الأحمديين الجدد من مالي الشيخ عمر كانتي موجودا بين الحاضرين، فدعاه أمير المؤمنين أيده الله لإلقاء كلمته. فقال الشيخ عمر في خطابه الذي ألقاه باللغة العربية أنه يتوقع دخول 40 ألف من الماليين في الأحمدية عن قريب إن شاء الله.
وبهذه المناسبة أثنى حضرته أيده الله على الشعوب والحكومات الإفريقية. ثم أعلن عن إنشاء صندوق جديد (50 مليون روبية) للنهوض بالشعب الإفريقي وفقراء الهند. وعند إعلانه بذلك وعد حضرته لهذا المشروع بمائة ألف روبية من جيبه الخاص.
أثناء حديثه عن الآيات السماوية لتأييد الأحمدية ذكر حضرته هلاك الدكتاتور الباكستاني الراحل ضياء الحق على وجه الخصوص، وقال: إن هذا الرجل الذي كان يُعلن متباهياً أنه يستأصل “سرطان القاديانية” تماما، ولكن الله العزيز المنتقم محا أثره محوًا. والآن لا يعرف أحد ما إذا كانت الأشلاء التي دُفنت في قبره هي أشلاؤه أم هي لغيره.
استمر حضرته في حديثه عن إنجازات الجماعة في خدمة الإسلام وقال: قد تمكنت الجماعة إلى الآن من نشر تراجم القرآن الكريم بواحدة وستين لغة، ونشر تراجم آيات مختارات قرآنية بمائة وخمس عشرة لغة.
ثم تناول حضرته ذكر احتفالات العيد المئوي للجماعة في كل العالم وقال: قد وفقنا الله تعالى عن طريق هذه الاحتفالات لتبليغ رسالة الإسلام إلى 40 مليون شخص في كل أطراف الدنيا.
وبعدئذ تحدث أمير المؤمنين أيده الله عن (إنجازات) بعض المشائخ الباكستانيين المتعصبين لخدمة الإسلام. وقال: إنجازاتهم الإسلامية هذه تتمثل في منع المسلمين الأحمديين من النطق بالشهادة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)، ومن رفع الآذان، وأداء الصلاة، وتقديم التحية الإسلامية: (السلام عليكم). إنهم يهدمون مساجدنا، يقاطعون إخواننا اجتماعيا، ويضربونهم، بل ويقتلونهم بدون أية جريمة إلا أن قالوا ربنا الله ومحمد رسول الله.
عندها وجه حضرته كلامه إلى الشعب الباكستاني وقال: أليس فيكم رجل رشيد.
أنهى إمامنا الهمام خطابه في الساعة الثامنة والنصف مساء بالدعاء الجماعي.
اليوم الثالث (13/8/89)
الجلسة الخامسة
ترأس هذه الجلسة المسلم الأحمدي الألماني السيد عبد الله واجس أمير الجماعة بألمانيا. وكالمعتاد بدأت هذه الجلسة أيضًا بتلاوة القرآن الكريم وإنشاد بعض القصائد العربية والأردية والفارسية في حمد الله تعالى ومدح النبي . ثم ألقى الأستاذ عبد الوهاب بن آدم أمير الجماعة والمبلغ المسؤول في غانا خطابا حول: “الدعوة الإسلامية الأحمدية في أقصى أطراف الأرض”. وكان الخطاب الثاني للمسلم الأحمدي الإنجليزي السيد نعمان نيومن حول: الخلافة الإسلامية الأحمدية. وتلاه خطاب المبلغ المسؤول في بريطانيا عطاء المجيب راشد ابن الأستاذ أبي العطاء الجالندهري رحمه الله، تحدث فيه عن عشق حضرة الإمام المهدي والمسيح الموعود بسيدنا محمد . وذكر أحوالا رائعة تبين مدى حب مؤسس الجماعة لسيده وسيدنا محمد المصطفى . ذكر في خطابه على الخصوص بيت حضرته بالفارسية ما معناه:
إني لَنَشوانٌ بعشق محمدٍ
من بعد حب الله جل جلالُهُ
.
إن كان هذا الكفرَ إني لكافرٌ
ربي شهيد قد سباني جمالُهُ
وقال إن حضرته كلما كان يسمع ذكر النبي كانت عيناه تذرفان بالدموع.
بعد هذا الخطاب ألقى حضرة المولوي محمد حسين أطال الله بقاءه.. أحد أصحاب المهدي والمسيح الموعود ، خطابه الذي ذكر فيه بعض ما رأى بعينيه من أحوال سيدنا المهدي ، وشواهد التأييد السماوي له. قال حضرته: كان من أنباء المصطفى أنه يتفشى النغَف (الطاعون) في زمن المهدي ، فيصيب ويهلك أعداءه. وقبل تفشي الطاعون أخبر الله تعالى الإمام المهدي بقرب ظهور هذه الآية، فأعلن بذلك، ولكن الناس استهزءوا به. ولما ظهر الطاعون وتفشى في الهند وعد الله حضرة المهدي والمسيح بحماية أتباعه منه قائلا:
“إني أحافظ كل من في الدار”.
وقد أنجز الله وعده هذا ظاهريا أيضا، فلم يمت حتى ولا فأرة واحدة في بيته ، بينما كان الطاعون يكتسح البيوت حول بيته ويهلك أعداءه بالعشرات كل يوم.
بعد خطاب حضرته أطال الله بقاءه أعلن رئيس الجلسة انتهاءها، لتناول الغداء والاستعداد لصلاة الظهر والعصر.
الجلسة السادسة والختامية
بعد أداء صلاتي الظهر والعصر جمعًا بدأت هذه الجلسة، التي ترأسها أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز. بدأت بتلاوة من القرآن الكريم، وإنشاد القصائد ومنها قصيدة بالأردية لأمير المؤمنين أيده الله. وبعدها أمر حضرته أمير الجماعة ببريطانيا بقراءة رسالتين من وزيري الداخلية والخارجية بالحكومة البريطانية.. هنَّأ فيها الجماعة على مرور قرن على حياتها، ورحبا بالحاضرين. وبعدها دعا أمير الجماعة ببريطانيا السيد Pierce Chertier،
الأستاذ آفتاب أحمد الضيوف الكبار الممثلين لمختلف الحكومات لإلقاء كلمتهم وكان أول الخطباء ممثل الحكومة الكندية الذي قرأ على الحاضرين رسالة رئيس وزراء بلده. وكان الخطباء الآخرون:
سيادة م. ب كاكاس عضو البرلمان البريطاني.
سيادة جيري والر عضو البرلمان البريطاني.
سيادة نائب بلدية ايلنج، لندن.
سيادة ممثل السفير الكندي ببريطانيا.
سيادة وزير القانون الأوغندي.
سيادة وزير التعليم السيراليوني.
سيادة زعيم السكان الأصليين في نيوزيلندا.
سيادة وزير التعليم الموريسي.
سيادة الوزير العالي اللايبيري.
سيادة النائب الغاني.
سيادة وزير الزراعة الغامبي.
محام كبير من كندا.
وعضوان من أعضاء البرلمان الكندي.
كل هؤلاء أبدوا إعجابهم بشخصية أمير المؤمنين أيده الله بنصره العزيز، وهنأوا الجماعة على عيدها المئوي. كما أدانوا عمليات الاضطهاد التي يتعرض لها المسلمون الأحمديون في باكستان بأيدي المشائخ المتعصبين وبمساعدة النظام الحاكم.
قال السيد جيري والر عضو البرلمان البريطاني في خطابه:
إنني مسرور جدا بالحضور في هذا الاجتماع التاريخي. الحق أن العالم يستطيع أن يتعلم الكثير من الإسلام. إن العبادات الإسلامية كالصلاة والصوم والحج جميلة جدا.. لأنها تدعو العالم إلى الوحدة، وتبعث على الحب والوئام ومساعدة الفقراء. إن المسلمين في هذا الزمن أيضًا يعيشون أسرًا غير متفككة، وهذا يضمن مستقبل أولادهم.
الأسف أن بعض الزعماء المسلمين قدموا القرآن والسنة بصورة خاطئة وشوهوا التعاليم الإسلامية الحقة تمديدًا لفترة حكمهم. يجب ألا ننسى أن رسول الإسلام جاء للتقريب بين شعوب العالم، ومحا كل تفرقة بين الأمم. إن جماعتكم أيضًا تحاول اليوم بناء جسور سوف تساعد على توحيد أتباع مختلف الأديان. وقال في آخر كلمته مشيرا إلى الاضطهادات المنصبة على أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية في باكستان: يمكن القضاء على الأفراد، ولكن من المستحيل أن يقضي أحد على المعتقدات والإيمان الموجود في القلوب.
أما زعيم قبيلة موري وهم السكان الأصليون في نيوزيلندا، سيادة مورس ولسن فأنشد أبياتا طويلة بلغة قبيلته، وقال: إن أفراد قبيلتنا يُنشدون هذه البيات بالمناسبات الحزينة. وقد أنشدتها اليوم لأن قلوبنا حزينة لما يقع على أبناء الأحمدية في باكستان من ظلم واضطهاد.
وأضاف قائلا: لم أكن أعرف عظمة إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية قبل قدومه لبلدنا (قبل بضعة أسابيع)، وإنما عرفت عظمة شخصيته عندما رأيته على أرض المطار ينزع عقدا من الزهور من عنقه ويلبسه لأحد الأطفال الذين استقبلوه. إنه غزا قلوبنا.
إنني فخور جدًا لحضوري في هذا الاحتفال، بل إن أجيالي أيضًا سوف يفتخرون بذلك.
وتحدث سيادة برسورامن وزير التعليم الموريسي وقال:
أهديكم أطيب التهاني عن سيادة رئيس وزراء موريس. إن جماعتكم في موريس هي الثانية سنًّا بين الجماعات التي تأسست خارج القارة الهندية. لا شك أن هذه الجماعة العالمية أصبحت ذات خطورة وحجم في العالم. إنها تعمل لخير الإنسانية جمعاء. ولا أدل على ذلك من شعارها المعروف: الحب للجميع ولا كراهية لأحد. لا بد للذي يريد أن يحب الله ويحبه الله أن يحب خلقه. وإنكم تعملون بهذا المبدأ الأصيل. إنني أؤيد هذه الجماعة بكل قوة حتى يمتنع المشائخ المتعصبون الباكستانيون من ظلم واضطهاد أبنائها.
وفي آخر خطابه قدم سيادته لأمير المؤمنين أيده الله “هدية” من حكومة موريس.
أما السيد Pierce Chertier وهو من كبار المحامين المعروفين في كندا، فقد تناول في خطابه المستفيض أدوارًا مختلفة في حياة الجماعة تعرض فيها أبناؤها للاضطهاد بأيدي الحكومات والمشائخ المتعصبين. ثم قال: لقد أدلت رئيسة الوزراء الباكستانية بينظير بوتو ببيان سخيف جدًا في يناير 89 قائلة: “إن القانون الذي عدّ الأحمدين خارجين عن دائرة الإسلام، والذي وافق عليه مجلس الشعب الباكستاني سنة 1974، هو من الإنجازات التي قام بها والدي”. الحياء الحياء يا بينظير بوتو.
ووعد أنه سوف يستمر في مساعدة المسلمين الأحمديين المظلومين بكل ما أعطي من قوة ووسيلة.
وبعده تقدم سيادة سارجيو ماركي، عضو البرلمان الكندي وقال مشيرا إلى اضطهاد المشائخ وأتباعهم الرعاع للمسلمين الأحمديين الباكستانيين: كيف يعقل أن يأخذ رجل صحيح العقل كبريتا، ويبدأ في إحراق البيوت باسم الدين.
كما وجه الخطيب كلامه إلى البنت البالغة من العمر أربع سنوات والتي أملت على خالتها أحوال هذه الحرائق باسم الدين في خطاب لها إلى إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية، وإلى الطالب الذي طرد من المدرسة لكونه أحمديا، وإلى المسلمين الأحمديين الذين تعرضوا للتعذيب الشديد في السجون بباكستان، وقال: إننا لن ننساكم، بل نقدر عواطفكم أحاسيسكم، ونحترمكم كثيرا، ونقف بجانبكم مشجعين إياكم للاستمرار في مقاومة الباطل. لا تظنوا أنكم فرادى، بل نحن أيضًا نشارككم في آلامكم.
ثم وجه الخطيب كلامه إلى العالم وقال: يجب على ذوي النفوذ في العالم، وعلى ممثلي الدول المختلفة وأعضاء برلمانات الدول أن يصحو من غفوتهم، ويتحدوا ويرفعوا الصوت ضد هذه الممارسات المخزية للإنسانية. يا أيتها الحكومة الباكستانية! إذا كنت تريدين أن تعتبري من بين الأمم المتحضرة فعليك بإعطاء الحرية الدينية للشعب.
يا أيتها بينظير بوتو: إذا كنت تنوين أن تُعدّي من الزعماء الذين سوف يُذكرون في التاريخ بالخير فعليك بإقامة الإنسانية في بلدك. وأنهى الضيف الكريم كلمته قائلا: أمنيتي أن تحتفلوا بالاجتماع السنوي المركزي القادم في باكستان، ويا ليتني أحظى بالحضور فيه معكم.
وكان الخطيب الأخير من الضيوف الكرام سيادة جم كاري جيانس عضو البرلمان الكندي، قال في خطابه:
“إن ممثلي الدول أعضاء الكومنولث سوف يجتمعون عن قريب في مؤتمر لهم. وبلدنا أيضًا عضو لها. فيجب على هؤلاء المشتركين أن يحاولوا وضع حد لما يحدث في باكستان وجنوب افريقيا وبَنَما من ممارسات غير إنسانية. إذا فهَّمنا الحكومة الباكستانية أننا ندين الممارسات الجائرة التي تصبها على أهلها الأحمديين فليس بمستبعد أن ترتدع عنها.
الخطاب الاختتامي لأمير المؤمنين أيده الله:
بعد خطابات الضيوف الكرام بدأ أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز خطابه الاختتامي الذي تحدث فيه عن جولته التبليغية التاريخية التي قام بها مؤخرا.. استهله بذكر افتتاحه في القرن الثاني في حياة الجماعة. ثم تحدث حضرته عن أحوال سفره لكندا، وعم الحفاوة التي لقيها من قبل الكنديين حكومة وشعبا. كما أخبر حضرته عن أحداث افتتاح لمراكز ومساجد الجماعة في الولايات المتحدة.
بعدها ذكر حضرته ما لقي من تقدير وحفاوة في جواتيمالا (أمريكا الوسطى) حيث افتتح حضرته أول مسجد في هذا البلد. وأخبر حضرته عن تأييد الله تعالى للجماعة قائلا: على رغم أنه لا يوجد في هذا البلد إلا اثنان من المسلمين الأحمديين، ولكن لقيت هناك من الحفاوة والترحيب ما ملأني يقينا وثقة أن الله تعالى قد جعل هذا العام سبب شرف كبير لحضرة مؤسس الأحمدية خادم النبي . وشنّف حضرته آذان الحاضرين بهذا الخبر السار بأن ابن مدير الأمن لهذا البلد كان أرسل لي بعد زيارتي رسالة يبايع فيها الأحمدية، وها هو قد حضر هنا أيضًا فجأة.
وأثناء حديثه عن زيارته لجزر فيجي قال حضرته: لقد حضر في إحدى مآدب العشاء التي أقامتها الجماعة هناك 8 من الوزراء والمسؤولين الكبار. وفي مناسبة أخرى دخل الجماعة 30 من أنباء فيجي دفعة واحدة.
استمر حضرته في حديثه عن السفر وقال: بعد فيجي زرت أستراليا حيث افتتحت أول مسجد للجماعة. ثم زرت نيوزيلندا وكانت هذه أول زيارة لي لهذا البلد. بعدها قمت بزيارة سنغافورة حيث مكثت لأسبوع كامل مليء بالنشاطات التبليغية والتربوية.
وكان آخر البلدان التي زرتها في هذه الجولة اليابان. إن اليابانيين يتمسكون بالصدق، ولكن فيهم عادة التبذير والإسراف. وقد نصحتهم أن يهتموا برسالة الإسلام، وأن يولوا اهتماما لرفعة الشعب الإفريقي المقهور.
في آخر خطابه شكر حضرته أيده الله ضيوف الاجتماع ومنظميه. ووجه إلى الشعب الإنجليزي دعوة نابعة من القلب لقبول رسالة الإسلام والدخول في هذه المملكة الروحانية، لأنها المملكة التي لا تغرب عليها الشمس في أي حين.
بعدئذ وجه أمير المؤمنين أيده الله دعوة حارة للدعاء للإخوة الأسرى والشهداء الذين أسروا واستشهدوا في باكستان، لا لشيء إلا أن قالوا ربنا الله ومحمد رسول الله.
وفي الساعة الثامنة تقريبا بالمساء أنهى أمير المؤمنين أيده الله تعالى بنصره العزيز هذا الاجتماع التربوي التاريخي المبارك بالدعاء الجماعي، وودع الحاضرين بالتحية الإسلامية.
* لقد حضر في هذا الاجتماع السنوي لجماعة بريطانيا حوالي 14 ألفًا من الإخوة من 63 دولة.
* كانت شعبة الاستقبال والمواصلات تستقبل الضيوف في المطار، لإحضارهم إلى مكان إقامتهم ثم إلى مكان الاجتماع مستخدمة 4 أتوبيسات ذوات طابقين، 9 أتوبيسات خاصة، 13 سيارة (van) و10 سيارات، ليل نهار.
*لإقامة ومبيت الضيوف استأجرت الجماعة غرفا خاصة في الفنادق (لكبار الشخصيات الذين مثلوا حكوماتهم)، إلى جانب استئجار 11 بيتا في جامعة (سري)، 100 غرفة في كلية White land، واستئجار بيوت عديدة في ضواحي إسلام آباد. هذا إلى جانب مئات الخيام التي نصبت في إسلام آباد.
* كان هنالك نظام شامل لترجمة فورية لكل الخطب التي ألقيت في الاجتماع إلى 6 لغات وهي: عربية، إنجليزية، فرنسية، ألمانية، تركية وأندونيسية.
* أقامت وكالة الإشاعة معرضًا جميلاً في إسلام آباد تمتع فيه الزوار برؤية إنجازات الجماعة في خدمة الإسلام من تراجم للقرآن الكريم وحديث النبي ، ومختارات من أقوال المهدي والمسيح الموعود ، وصور لمساجد ومراكز الجماعة في مختلف أنحاء العالم، وصور لشهداء الأحمدية والأسرى في سبيل الله، والمساجد المهدومة في باكستان بأيدي المشائخ المتعصبين وغير ذلك كثير. كما استمتع الزوار الكرام بمشاهدة هذه الإنجازات على شرائط فيديو في عرض جميل جدًا لهذه الأفضال السماوية العديدة، وذلك في كل أيام الاجتماع.
* قامت وسائل الإعلام البريطانية (الجرائد والراديو) بتغطية أحداث الاجتماع على نطاق لا بأس به.
* انعقد في اليوم التالي للاجتماع مجلس الشورى المركزية برئاسة أمير المؤمنين أيده الله حضره 284 ممثلاً من 68 دولة. استمر هذا المجلس ليومين. اشتركت فيه أيضًا سيدات الجماعة وهن جالسات في خيمة منفصلة مخصصة لهن.
* في المساء حضر أعضاء مجلس الشورى في مأدبة أقامها على شرفهم المنتظم الأعلى للاجتماع السنوي لبريطانيا. وشرف أمير المؤمنين أيده الله الحضور بقدومه في المأدبة.
* وفي 16 أغسطس اجتمع أمير المؤمنين أيده الله بالدعاة الإسلاميين الأحمديين المنتشرين في مختلف بقاع العالم في المسجد بإسلام آباد.. استمر هذا المجلس لست ساعات.