
___
مُرَادِي أَنْتَ فِي الدُّنْيَا وَعِيدِي
وَمَبْعَثُ خَيْرِ خَلْقٍ مِنْ جَدِيدِ
.
مَسِيحِ مُحَمَّدٍ وَغُلامِ طَهَ
وَتَالِي الذِّكْرِ فِي الزَّمَنِ العَنِيدِ
.
فَيَا مَنْ حَازَ مِيرَاثًا لِرُوحٍ
وَأُعْطِيَ جَوْهَرَ الدِّينِ الفَرِيدِ
.
ظَمِئْنَا مِنْ قُرُونٍ مُجْدِبَاتٍ
وَأَمْسَيْنَا كَغُثَّاءِ الحَصِيدِ
.
فَأُطْعِمْنَا بِزَادٍ بَعْدَ جُوعٍ
وَأُقْرِينَا بِمَائِدَةٍ تَجُودِ
.
تَعَالَى اللهُ! مَا لِلنَّاسِ ظَلُّوا
صِيَامًا يَوْمَ فِطْرِهِمُ السَّعِيدِ؟!
.
أَتَاهُمْ مُنْقِذٌ وَلَهُمْ مَسِيحٌ
لِيَمْحُوَ بَاطِلَ الزَّمَنِ العَهِيدِ
.
فَهَا هُوَ دَهْرُنَا ذَا يَسْتَدِيرُ
كَهَيْئَتِهِ كَمَا بَدَأَتْ تَعُودِ
.
حَبيبِي خَاتَمُ الرُّسْلِ الكِرَامِ
عَلَيهِ صَلاةُ رَبِّكُمُ الحَمِيدِ
.
وَنَالَ عُلُومَ رُوحٍ خَافِيَاتٍ
عَلَى مَنْ كَانَ ذَا قَلْبٍ بَلِيدِ
.
حَوَارِيُّو ابْنِ مَرْيَمَ سَاءَلوهُ
لِبَسْطِ مَوَائِدِ الشِّبَعِ الأَكِيدِ
.
لِسَانُ الحَالِ يَدْعُو بِابْتِسَامٍ:
لَكُمْ مَا شِئْتُمُ وَهُنَا المَزِيدِ
.
خَزَائِنُ مَالِ رُوحٍ قَدْ وُهِبْنَا
أَنَتْرُكُهَا رِضَاءً بِالزَّهِيدِ؟!
.
وَأُبْدِلْنَا بُعَيدَ الخَوفِ أَمْنًا
خِلافَتُنَا مُحَقِّقَةُ الوُعُودِ
.
وَأَنْتُمْ فِي خِلافَاتٍ تَوَالَتْ
وَلَيسَ اللهُ ظَالِمَ لِلْعَبِيدِ
.
أَرَاكُمُ يَا قَوْمُ إِلا
عَطَاشَى القَفْرِ ضَلُّوا فِي النُّجُودِ
.
كَعِيسِ البِيْدِ تَحْمِلُ مِنْ قِرَابِ
الرّيِّ فِي القَيْظِ الشَدِيدِ
.
فَمَا لَكُمُ مِن الحِمْلِ الثَّقِيلِ
سِوَى الشَّكْوَى وَلَطْمَاتِ الخُدُودِ
.
كَذَلِكَ أَنْتُمُ يَا قَوْمُ كُنْتُمْ
هَجَرْتُمْ جَوْهَرَ الدِّينِ الفَرِيدِ
.
تَعَالَوْا نَحْوَ هَاتِيكَ الخِلافَة
وَمَظْهَرِ قُدْرَةِ اللهِ المَجِيدِ