كيف  يرد للأمة شبابها ؟! 

كيف  يرد للأمة شبابها ؟! 

التحرير

  • هل ترى العالم اليوم يُحاسب على موقفه من المسيح المحمدي الموعود؟
  • كيف نصدق المسيح الموعود ولم تحقق نبوءة امتلاء الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا؟
  • ____

الناس مفطورون على الاحتفاء بنجاحاتهم، وكل يوم نوفَّق فيه لإنجاز أمر ضروري لهو يوم جدير بأن نشكر الله ونَحمَد على توفيقه إيانا لذلك الإنجاز، فالأيام المزدانة بعظيم الإنجازات هي الأجدر بالاحتفاء دوما. ونحن إذ ننتمي إلى جماعة المؤمنين الثانية، التي قدَّر الله تأسيسها في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، نرى أن الأجدر بنا الاحتفاء بمولد جماعتنا المباركة تلك، فنخر سُجَّدا وبكيا حمدا لله تعالى على أمرين اثنين: أولهما أنْ منَّ على الإنسانية بطلوع الفجر الصادق الذي طالما انتظرته طوال قرون عشرة مظلمة، والثاني أنْ منَّ علينا نحن بأن استخلصنا للانضمام إلى ذلك الركب الروحاني، فله الحمد والمنة.

ونحن إذ نحتفي بيوم المسيح الموعود  فإننا في الحقيقة لا نحتفي إلا ببركة خاتم النبيين  وتأثير قوته القدسية، والتي كان من مظاهرها بعثته الثانية في الآخرين، حين تقاربت بالفعل النفوس وزوجت، فعادت البشرية أمة واحدة كما بدأت أول مرة، بحيث لا يمكن لنبي هدايتها إلا الذي تبوَّأ مقام الخاتمية، أي سيدنا محمد نفسه وفي عصرنا الحالي تلميذه وخادمه المخلص المسيح الموعود  .

إن امتلاء الدنيا ظلما وجورا لهو أمر لا يختلف عليه اثنان، ولا يُجادل فيه سوى سكران، لا سيما وأن مشاهد الظلم والقهر المنصب على رؤوس المدنيين العزَّل لا تبرح تتناقلها نشرات الأخبار فهي ماثلة للعيان، وليس بخاف على متابع للأحداث ما يجري هنا وهناك من قلاقل تزعزع سلام العالم، فمن الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أوكرانيا إلى اليمن إلى السودان، يفعل الأفاعيل أرباب الحرب والأثرياء ولا عزاء للمدنيين العزَّل الأبرياء! لقد غابت عن الأذهان ….. حقيقة أن لكل ظلم نهاية مهما طغى وعتا

ومن جميل الموافقات تَرَافُق احتفاء عموم المسلمين في كافة أصقاع العالم بطلوع هلال شهر رمضان المبارك، تزامنا مع احتفاء الجماعة الإسلامية الأحمدية بيوم المسيح الموعود الذي وافق أخذ البيعة الأولى لحضرته في الثالث والعشرين من مارس عام 1889م، في مدينة لدهيانة بالهند، والتي أشار إليها سيدنا خاتم النبيين في نبوءته الشهيرة ب «باب لد»، أو «باب اللد الشرقي»، في إشارة منه إلى بعث المسيح الموعود في آخر الزمان، و إيذانا بقتل الدجال في عقر داره، حيث معقل إرساليات التنصير في شبه القارة الهندية.. من هنا كانت البيعة الأولى للمسيح الموعود في تلك المدينة، وهي البيعة التي تقدم لها أربعون من أوائل المؤمنين، ليكتب الله بأيديهم وثيقة ميلاد جماعة المؤمنين الثانية، التي هي الحاضنة والأم الروحانية لهم والمدافعة عنهم مقابل هجمات الدجال وذريته.

بيد أن الهاجس المسيطر على أذهان الناس في هذا العصر بإزاء مبعوث العناية الإلهية، أنهم يُصرون على معاينة النتائج حتى قبل اتخاذ الأسباب، فيشترطون للإيمان بمهدي الزمان ومسيحه أن يروا آية ملْئه الأرض قسطا وعدلا كما مُلئت ظلما وجورا، فتعسا لسوء قياسهم! لقد كانوا بحالهم هذه كمن وضع العربة أمام الحصان!

إن امتلاء الدنيا ظلما وجورا لهو أمر لا يختلف عليه اثنان، ولا يُجادل فيه سوى سكران، لا سيما وأن مشاهد الظلم والقهر المنصب على رؤوس المدنيين العزَّل لا تبرح تتناقلها نشرات الأخبار فهي ماثلة للعيان، وليس بخاف على متابع للأحداث ما يجري هنا وهناك من قلاقل تزعزع سلام العالم، فمن الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى أوكرانيا إلى اليمن إلى السودان، يفعل الأفاعيل أرباب الحرب والأثرياء ولا عزاء للمدنيين العزَّل الأبرياء! لقد غابت عن الأذهان ….. حقيقة أن لكل ظلم نهاية مهما طغى وعتا، فتلك سنة الله الثابتة والجارية فيمن خلوا، حيث يقول:

وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود: 118)،

فأي إصلاح ذلك الذي نراه في أعمال التقتيل في الأطفال والنساء والشيوخ؟!

فهل يتنبه أولئك العتاة القساة إلى أننا اليوم في موقف الحساب حقا، وأننا وإياهم نُحاسَب على موقفنا من سنن الله الرحمن؟! فإما أن نَتَّبِعَهَا دائرين في فَلَكِها، أو نُعرض عنها ليكون مصيرنا الهلاك المحتوم. علمًا أن أجلى مظاهر سنن الله تعالى بعث المبعوثين، وها نحن في زمن المبعوث المُخلِّص الذي ترجَّاه العالم بأسره، ليَقُصَّ عَلَى بَنِي آدم في هذا الزمان أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، فيسود بينهم السلام والوئام. وإن حال التفكر في واقع العالم اليوم، تستحضر من الذاكرة بيتا من شعر أمير الشعراء أحمد شوقي جاء فيه:

وَفي هَذا الزَمانِ مَسيحُ عِلمٍ يَرُدُّ عَلى بَني الأُمَمِ الشَبابا

فهلا صدَّق الناس مسيحهم واتَّبَعوه فيمكنوه من أن يرد للأمة شبابها؟ (أي إنجازاتها وأمجادها الروحية) وإلا فحالهم كحال طريح الفراش الذي لا يسمح للطبيب بمداواته! فأنى له الشفاء؟!

قراء التقوى ومُتَلَمِّسُو سُبل التقوى، نضع بين أيديكم هذا الشهر باقة منتخبة من المواضيع القيمة والمنظومة كلها في سلك دقيق واحد، فكلمة سيدنا أمير المؤمنين (أيده الله تعالى بنصره العزيز) يتحدث فيها حضرته عن الغَايَة مِنْ تَأْسِيسِ جَمَاعَةِ المُؤْمِنِينَ الثانية بيد المسيح الموعود في هذا الزمان، مصداقا لبشارة سيدنا خاتم النبيين . وندعو الله متضرعين أن يُلهم العالم سلوك سبيل اليقين، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك