شهادة قرن
  • نجاحات الجماعة الإسلامية في قرن
  • النجاح رغم العراقيل والأباطيل
  • سرح الفلاح ودرب النجاح

__

شهد القرن المنصرم إنجازات جليلة للجماعة الإسلامية الأحمدية العالمية في خدمة الإسلام العظيم وتشييد صروحه الإيمانية وإشاعة أنواره القدسية ومواساة الإنسانية. ويعود هذا إلى بركات نظام الخلافة الراشدة على منهاج النبوة في صلب الجماعة التي يعتليها الخليفة بصفته أميرا للمؤمنين وقائدًا للجموع المؤمنة. ولعل أهم ما يميز دعوة الأحمدية عن غيرها هو نظامها المحكم وانتظام أفرادها في سلك الوحدة وراء إمام واحد. والمسلمون الأحمديون الذين هم من أقوام وبلدان وأمزجة مختلفة تجدهم رغم كل هذا التمايز ينصبغون بطابع موحَّد تتجلى على ميسمهم آثار البر والصلاح والسعي لتحقيق الأهداف والمقاصد الروحية الغراء..

إن مرور قرن على هذا النظام السماوي في الجماعة أثبت جدارته واستحقاقه وثماره في شتى الأصعدة وصار دوحة عظيمة وافرة الظلال أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها رغم كل ما هب عليها من عواصف المعارضة والمؤامرات لكن يد الله المتدنية عليها.. القوية على أعدائها.. كفلت لها الرعاية والحماية حتى صارت النبتة شجرة قوية تستهوي الناظرين ويعم خيرها على الناس أجمعين بعدما امتدت فروعها وأغصانها إلى كل مكان.. ويتساءل كثير من الباحثين والمنصفين منذ أزيد من قرن عن سر قوة هذه الجماعة المؤمنة وتمسكها بالإسلام وبمبادئها السلمية رغم كل ما دُبّر لها من سيول مؤامرات السياسيين وافتراءت التشويه والتدليس، وتعصب المشائخ، وفتاوى التكفير، وأعمال الاضطهاد، وانقياد الدهماء والغوغاء وراء أئمة الضلالة للفتنة والفوضى. إن قرنا من الزمان أثبت صمود هذه الجماعة المباركة أمام العاديات منذ نشأتها بأمر الله تعالى على يد سيدنا أحمد المسيح الموعود . فلا المشائخ ولا الهنادك ولا القسس ولا السيخ ولا الدهريين ولا غيرهم أفلحوا في القضاء على دعوة جري الله في حلل الأنبياء لا في حياته ولا أسلافهم من المتأخرين نجحوا في مراميهم الشيطانية في التعتيم وحجب شمس الأحمدية المشرقة، ولاحديث الإفك واختلاق الأكاذيب ومقالة السوء ورمي الأبرياء ونشر الباطل منع أهل الفطرة السعيدة من أن يصلوا إلى الحقيقة.. وصدق ربنا الكريم إذ قال في كتابه العزيز

  إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا ( النساء: 77)

يحضرني وأنا أكتب هذه الأسطر شهادة قسيس إنجليزي مُسن يستجيب لكل دعوة نقدمها له لحضور مؤتمر السلام الذي تعقده الجماعة في بريطانيا.. إذ سألته ذات يوم عن سر مداومته الحضور بالرغم من بعد إقامته وتقدمه في السن الذي غالبا ما يكون عائقا في رجوعه إلى بيته في ساعة متأخرة ليلا. فأجاب: بيد جماعتكم قـرن كامل يثبت أنها جماعة مسـالمة وهذا ما يجعـل علي لزاما أن أحـضر مؤتمركم!

  بِيَدِ جماعتكم قـرن كامل يثبت أنها جماعة مسـالمة وهذا ما يجعـل علي لزاما أن أحـضر مؤتمركم!»

أخي القارئ لسنا هنا في معرض ذكر شهادات التاريخ في حق الجماعة منذ أزيد من قرن لكننا نضع أمامك الصورة الحقيقية للأحمدية وسر فلاحها وتقدمها في نظامها الإسلامي الأصيل ألا وهو نظام الخلافة الذي احتفلنا بيوبيلها المئوي وستبقى هذه الشهادات على لسان المنصفين أكثر فأكثر بفضل الله.. ناصر رسله، ومؤيد المؤمنين.. تبارك وتعالى.. وها نحن نعيش اليوم تحت قيادة الخليفة الخامس لسيدنا أحمد عليه الصلاة والسلام – مولانا ميرزا مسرور أحمد – أيده الله تعالى بنصره العزيز. وندعو الله تعالى أن تستمر هذه السلسلة المباركة من الخلافة الإسلامية بإشراقاتها الروحانية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بعد أن يحقق الإسلام هدفه المنشود كما قال سبحانه وتعالى:

  هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ .

 ويجب علينا نحن المسلمين الأحمديين أن نحرص كل الحرص على أن نكون من الذين آمنوا وعملوا الصالحات كي تستمر هذه النعمة فينا. وقد شهد تاريخ الجماعة بفضل الله سجلا حافلا من الانتصارات التي فرح بها المؤمنون خلف خلفاء الجماعة والذين تحققت فيهم أمارات الخلافة. وكل قرن والأحمدية “الإسلام الصحيح” في تقدم وازدهار وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى خادمه المسيح الموعود.. آمين ثم آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك