قلبان عَزَفَا على وَترٍ واحدٍ

قلبان عَزَفَا على وَترٍ واحدٍ

أمير المؤمنين -أيده الله تعالى- يتحدث عن شمائل و أعمال الأستاذ محمد حلمي الشافعي (رحمه الله)

نشرت جريدة الجماعة الناطقة بالأردية “الفضل” العالمية خبر رحيل المرحوم كالآتي:

رحيل عالم عربي كبير وفدائي مخلص للإسلام والجماعة الحاج محمد حلمي الشافعي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

لندن 14/ فبراير: لقد لقي الرفيق الأعلى مساء 23 رمضان المبارك (12 فبراير) بلندن عالم عربي كبير من جماعتنا: الحاج محمد حلمي الشافعي. إنا لله وإنا إليه راجعون.

وفي 14 فبراير ذكر أمير المؤمنين أيده الله، أثناء درسه للقرآن الكريم، هذا الأحمدي المخلص والعالم الأجل، ذكرًا خيرًا بكل حب وتقدير وتحدث عن شمائله الحسنة وأعماله العظيمة حيث قال:

“انتقل إلى رحمة الله أخٌ وإنسان فدائي هو حضرة الأستاذ حلمي الشافعي، وسوف نصلي عليه صلاة الجنازة بعد قليل عندما أرجع لأصلي بكم الظهر. لقد شاهده ورآه كثير من الأخوة من خلال برنامج “لقاء مع العرب” على قناتنا الفضائية. كان الأخوة من كل أنحاء العالم يكتبون في رسائلهم إليَّ أن الأستاذ إنسان رائع  محبوب جدًا. والحق أن هذا البرنامج يكتسب بهاء وحيوية بسبب وجوده فيه. فالنفس ترتاح برؤية وجهه وإخلاصه، وحديثه وترجمته، وفصاحته وبلاغته. ولم يكن الأخوة الأحمديون وحدهم الذين يثنون عليه خيرًا بل كنت أتلقى رسائل مدح وثناء عليه من العرب غير الأحمديون أيضا.

كان أسلوب بيانه جميلا جدا، وكنت أقول له: أنني أجد في ترجمتك لكلامي متعةً لا أجدها في تراجم الآخرين، لأنني أشعر بأنك تترجم كلامي غائصا في نفسي. كان يبكي ببكائي، ويضحك بضحكي، وكان يخيل وكأن قلبينا يعزفان على وتر واحد. كان يترجم كلامي بنفس الطبيعة والمزاج الذين كنت أتحدث بهما. كان صوته يرتفع أو ينخفض بحسب عواطفي، وكانت أمارات الحزن تبدو واضحة في وجهه عن حديث حزين، كما كان وجهه يتهلل فرحةً عند أمر سار. لقد وهبه الله ملكة خاصة بهذه الأمور، وقد فتح المرحوم بذلك بابا جديدًا في حقل الترجمة. لم أعرف إلى اليوم مترجمًا ينسجم مع المتحدث تماما بأمارات وجهه واختيار كلماته وأسلوب كلامه. هناك مترجمون بارعون في جماعتنا بألمانيا، ولكن هذه الأمور كانت خاصة بالمرحوم، ولأجل ذلك كان محبوبًا جدًا لدى جميع الإخوة في العالم.

وأضاف حضرته : سافَر الأستاذ في الفترة الأخيرة إلى وطنه بأول نوبة قلبية وكانت شديدة للغاية؛ ولكنه أصر على الأطباء بأن لا بد له من العودة إلى لندن. فرفض الأطباء طلبه بكل صرامة وقالوا له: لا يمكن ذلك. لأن صحتك لا تسمح بذلك. ولكن يبدو أنه ألح في طلبه كثيرًا حتى رضوا وأذنوا له بالسفر كارهين.

وأثناء وجوده في مصر ما كان يشاهد برنامج “لقاء مع العرب” إلا ويجهش بالبكاء ويقول: يا ليتني أرجع مرة أخرى إلى لندن، وأجلس مع أمير المؤمنين وأترجم له. كان يعشق هذا العمل، وكان يحب عمومًا خدمة الدين حبًّا جما. كان في مجال تراجم الكتب مثل التفسير الكبير وغيره من أنصار الله الفدائيين المخلصين من الطراز الأول”.

وبعد درس القرآن الكريم وصل أمير المؤمنين إلى دار الضيافة المجاورة لمسجد “الفضل” حيث جثمانه الطاهر، فقبّل أمير المؤمنين وجهه في حب ورقّة، ودعا له بضع دقائق، ثم حمل مع الأخوة التابوت إلى فناء المسجد، وصلى عليه الجنازة.

وقد اشترك في جنازته عدد كبير من الأخوة الذين جاءوا من أماكن قريبة ونائية، وكان من بينهم أمير الجماعة بألمانيا أخونا الألماني الأستاذ عبد الله واغس هاؤزر.

وتم  دفن  المرحوم -بحسب رغبته- في  مقابر  المسلمين  الأحمديين ب (Brookwood) بغرب مدينة ووكنغ، وقام أمير الجماعة ببريطانيا الأستاذ آفتاب أحمد خان بالدعاء مع الأخوة على قبره.

(“الفضل” العالمية يوم 22 فبراير 1996)

Share via
تابعونا على الفايس بوك