سياحة روحانية في عالم النسوِية

سياحة روحانية في عالم النسوِية

حلمي مرمر

كاتب
  • فكيف أنصف الإسلام ذلك المخلوق الرقيق؟!
  • وكيف أن ما ذكره المصلح الموعود عن وضع المرأة في العالم كان إرهاصا بعصر تتعالى فيه الصيحات منادية بحقوق المرأة في العالم!

__

على مدار عشرين عامًا، ألقى المصلح الموعود حضرة مرزا بشير الدين محمود أحمد عشرين خطابًا في الجلسات السنوية للجماعة، ومن ثم تم جمع تلك الخطابات الفريدة في كتاب أطلق عليه «السياحة الروحانية» يقدم هذا الكتاب فكرةً هي بدهية عند الجماعة الإسلامية الأحمدية، لكنها غريبة غير مطروقة عند سواها من جماعات العالم الإسلامية بأجمعها، وهي فكرة أن العالم عالمان، مادي وروحانيّ، وكلاهما يسير مع الآخر جنبًا إلى جنبٍ، كأنهما يمثلان الجسد والروح، ولا غنى لأحدهما عن الآخر، وإن أردنا المفاضلة بينهما فلن تكون المفاضلة إلا في جانب العالم الروحاني بلا شك، ذلك لأنه هو العالم الألطف والأسمى، وما الجسد إلا وعاء لتعمل الروح من خلاله، أي هو وسيلة تظهر من خلاله القوى الهائلة للنفس الإنسانية يساعدها على أن تُظهر قدراتها غير المحدودة التي زودها بها الخالق سبحانه وتعالى حيث أقسم بها قائلاً:

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (1)

أي إنها نفيسة في قدرها، نفيسة في قواها وملكاتها لا يقدر على مجاراتها مخلوق سواها، فلا منافس لها في نفاستها، ولا عِدل لها فيما يمكنها أن تقوم به وتحرزه من تقدم ورقيّ، وفي هذا الكتاب يأخذنا حضرة المؤلف من أنفسنا كل مأخذ، ويطوّف بنا في عوالم رحبة فسيحة غير مسبوق إليها، وفي محطة من محطات الكتاب نجد أن حضرته يطرق بابًا طرقه غيره الكثيرون لكنهم ربما أساءوا حيث كانوا يظنون أنفسهم من المحسنين، وهو باب: حقوق المرأة في الإسلام، متعرضًا في عجالة لحال المرأة كما جاءت به النصوص وما مارسه الرسول من ممارسات فعلية في دين الإسلام مقارنًا ذلك مع غيره من التشريعات والممارسات الأخرى. (2)

وفي هذا المقال سوف نتناول تلك القضية التي طرقها حضرته ، حيث أكّد أن الإسلام قام بتكريم المرأة بصورة لم يسبق لها مثيل لا في تشريعات سماوية، ولا في قوانين أرضية، وأن ما يقدمه الإسلام عن حقوق المرأة ورعايتها واستقلالها هو النموذج الأمثل الذي لو انتحر علماء الاجتماع وكافة الحقوقيين في العالم كله وبخعوا أنفسهم ليصلوا إلى ممارسات وقوانين ترفع من شأن المرأة وعزتها فوق الشأن الذي وهبه لها الإسلام ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ونحاول أن نذكر ملخص ما أورده حضرته وندعم ما قدمه بمزيد من الدعائم والممارسات التي رأيناها تتحقق في أيامنا هذه وبعد وفاة حضرته بما يزيد عن الخمسين عامًا، وكأن العالم كان في سكرة ثم بدأ يفيق منها، وكأن العالم يعتذر لدين الإسلام عن إهماله لكل تلك التعاليم الراقية في حق المرأة طيلة كل هذه القرون، لنؤكد أنه كان لحضرته كل الحق فيما ذهب إليه، وكأنه كان يستشرف المستقبل، ويقرأ ما فيه، وذلك بفضل تعاليم الإسلام الذي فهمه الله إياها.

المنظمات الحقوقية النسوية

لقد أعلنت إحدى المنظمات الحقوقية في الآونة الأخيرة أن تسعة من أصل عشرة أشخاص حول العالم لديهم أحكام مسبقة تمييزية تجاه النساء، وهذا يعني أن للرجال أحكامًا مسبقة على المرأة أحسنت أم أساءت، بَنتْ أم هدمت، عمّرت أم خرّبت، زوجة كانت أم ابنة أم أمًّا أم أختًا أم كل ما سوى ذلك، فهي عند البعض لا تصلح لشيء أبدًا، وأن وجودها عالة على البشرية، والبعض يراها وبالاً إذ لولاها ما خرج آدم من الجنة ولعاش الناس ينعمون بين أشجار الفاكهة وأنهار اللبن والعسل والخمر يأكلون ويشربون ويتمتعون، والبعض يراها مخلوقة في الأساس لا لشيء إلا لتسلية الرجل والترويح عنه، فهو أساس هذا الكون وعليه وحده مدارُه، أما المرأة فليست إلا قطعة من الإسفنج تمتص الأوساخ ثم تذهب لتعتصرها بعيدًا حتى لا تعكر صفو الحياة، وكلما امتصت واعتصرت تكون بذلك قد أدت وظيفتها، ويرضى عنها الخالق والمخلوق، ثم تتباين فيها الآراء على مذاهب شتى، فمن الناس من يراها متعة جنسية يستمتع بها كلما شاء حتى إذا فرغ وضعها في زاوية حيث بإمكانه الحصول عليها كلما يكون في مثل تلك الحاجة إليها، وبعضهم كان يدفنها حيَّةً فور ولادتها بعدما يتبين كونها أنثى لأنه كان يراها جالبة الخزي والعار، وهي له بئس الولد، ولا تملك له لو أرادت معونته إلا أن تصرخ، وليس بوسعها إن أرادت أن تبرَّه إلا أن تسرق من بيت زوجها، وكانت عند غالب هؤلاء ذليلة مهينة، تُورَّث بعد موت الزوج كما يورَّث أي متاع، وهلم جرًّا.

وفي محطة من محطات الكتاب نجد أن حضرته يطرق بابًا طرقه غيره الكثيرون لكنهم ربما أساءوا حيث كانوا يظنون أنفسهم من المحسنين، وهو باب: حقوق المرأة في الإسلام، متعرضًا في عجالة لحال المرأة كما جاءت به النصوص وما مارسه الرسول من ممارسات فعلية في دين الإسلام مقارنًا ذلك مع غيره من التشريعات والممارسات الأخرى.

الوضع المؤسف للمرأة في العصر الحديث

وبناء على تلك المفاهيم بات حال النساء أسوأ فأسوأ كلما تغير وجه الحياة ومال إلى الطابع المادّي أكثر فأكثر، فينظر إليها البعض على أنها سلعة تباع وتُشترى على غرار أسواق النخاسة، ولكن في ثوب جديد، فكان جسد المرأة ومفاتنها قبلة يولّي الحالمون بالثراء وجوههم شطره، فيستغلونها في ذلك أسوأ استغلال على صور شتى لا تخفى على الناس جميعًا، وهي عندهم ليست إلا سلعة بها يبلغون الأماني، وتُستغل كبقرة حلوب، حتى إذا فرغ حليبها وجف ضرعها وشحب لونها وذهب لحمها وبرزت عظامها واحْدَودب ظهرها وانعدمت منافعها ألقيت طعامًا للسباع في إحدى حدائق الحيوان النائية، وأصبحت الجرائم ضد المرأة من أكثر سمات هذا الزمان، حتى إنها سُئلت: بأي ذنب قُتلت؟ ولا فرق هنا بين شعوب يقال لها متقدمة وأخرى متخلفة، فالجميع في ظلم المرأة والسادية في معاملتها سواء، وتعتبر المكسيك من أكثر بلدان أمريكا اللاتينية تسجيلًا لنسب الجرائم التي تُرتكَب ضد النساء بجميع أعمارهن؛ أطفال وفتيات يافعات ونساء بالغات وحتى نساء طاعنات يعانين من هذه الآفة التي تدينها المنظمات الحقوقية، ويُتهم الرئيس المكسيكي بالتقاعس في سن قوانين صارمة تردع  تكرار هذه الجرائم في البلاد. وفي عام 2019 سجلت المكسيك أكثر من ألف جريمة قتل بحق النساء، وتشكك الجمعيات الحقوقية في هذا الرقم وتعتبر أن النسبة الحقيقية أعلى بكثير مما سمحت السلطات بنشرها، ومثل ذلك في سائر دول أوروبا والأمريكيتين، أولئك الذين يتغنون بالحرية ومراعاة حقوق الإنسان ويجعلون أنفسهم أوصياء على حكومات العالم مراقبين لحقوق الإنسان في كل قطر من أقطاره، وربما اتخذوا هذا السبيل ستارًا للتدخل في شؤون تلك الدول فحسب، فهو أمر ظاهره فيه الرحمة، ولكن باطنه من قِبَله العذاب، إلا أن الأبحاث والإحصائيات تفضح ما أخفوا، وتكشف ما ستروا، وإذا كان هذا الحال المتردي هو حال تلك البلاد الأكثر تقدمًا وتحضرًا ومَدَنِيَّةً، فما بالك بدول العالم الثاني والثالث التي هي أكثر تخلفًا وتدنيًا؟

لماذا هكذا حال المرأة في العالم؟

يُرجع البعض سوء تعامل المجتمعات مع النساء على شاكلة ما أسلفنا إلى المادّية الصارخة التي جرفت العالم في تيارها، وأن الإنسان بات يستغل كل ما تطاله يداه ولو كانت أخته أو أمه أو امرأته أو ما سواهن غير مبالٍ بقيم ولا مبادئ ولا تشريعات، وراح البعض الآخر يُرجع ذلك إلى ثقافة الشعوب المتأصلة المأخوذة من تعاليم أديانها، فادّعوا أن العنف في بلاد الشرق يعود إلى التعاليم الإسلامية الصارمة ضد المرأة، واستغلوا سوء فهم بعض رجال الدين المسلمين لبعض النصوص حيث اتخذوها ذريعة لسجن المرأة ووأدها على شاكلة وأد البنات عند بعض القبائل العربية في العصور الجاهلية، فجعلوا من نقابها وحجابها وبيتها سِجنًا، ومن أبيها وأخيها وزوجها وأبنائها سَجَّانين تحت شعار الدين ومبادئه وتعاليمه، وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن ما يقدمونه على أنه هو دين الإسلام ليس إلا فهمًا خاطئًا لطائفة من المشايخ وليس الدين في حقيقته، ولكن قبل أن نبين ماذا قدم دين الإسلام للمرأة تعالوا معنا أولًا لنرى كيف كان حال المرأة في المجتمعات التي سبقت شريعة الإسلام وتعاليمه في حقها، وبضدها تتميز الأشياء.

أما حقيقة تعاليم الإسلام التي هي كالشمس الساطعة والتي يتمنى بعض الحمقى حجبها بغربال أباطيلهم ومكرهم ومكائدهم فإنها أجدر بالبقاء، وأحرى أن تظل دائمًا أبدًا تمد العالم بأشعة تعاليمها الرفيعة وضيائها الذي لا يخبو على مر الأزمان

المرأة في تشريعات المعارضين

إن أولئك الذين يروجون لتلك المفتريات القبيحة هم أنفسهم أتباع الكتاب (المقدس) الذي يعتبر المرأة التي ينزل عليها دم الحيض أو دم النفاس نجسة، بحسب ما نص عليه تعليم العهد القديم:

«وَإِنْ كَانَ عَلَى الْفِرَاشِ أَوْ عَلَى الْمَتَاعِ الَّذِي هِيَ جَالِسَةٌ عَلَيْهِ عِنْدَمَا يَمَسُّهُ، يَكُونُ نَجِسًا إِلَى الْمَسَاءِ. وَإِنِ اضْطَجَعَ مَعَهَا رَجُلٌ فَكَانَ طَمْثُهَا عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا سَبْعَةَ أَيَّامٍ. وَكُلُّ فِرَاشٍ يَضْطَجِعُ عَلَيْهِ يَكُونُ نَجِسًا»(2)..

فأي كرامة في مجتمع يقدس تلك التعاليم لامرأة صارت نجسة منجسة لكل أشكال الحياة التي حولها وباتت مذمومة ومحل اشمئزاز من الجميع بلا جريرةٍ ارتكبتها ولا ذنبٍ جنته إلا أنها امتثلت للطبيعة النسوية التي زرعها الخالق فيها؟!

ثم تجد أولئك الذين في شريعتهم المقدسة أن رجلًا أيّ رجل، لو أنه وجد فتاة أي فتاة، بشرط ألا تكون مخطوبة لأحد، فأمسكها بالقوة واغتصبها حتى حملت منه سفاحًا فما عليه أن يشعر بالندم أبدًا ولا عليه أن يعض أنامله من الغيظ لأنه ارتكب جرمًا ولا يعنفه أحد أو يقدمه لمحاكمة أو حتى يشد أذنه لومًا ولا توبيخًا، بل عليه أن يرفع رأسه ويذهب إلى أبيها بكل شموخ ويلقي بين يديه خمسين من الفضة، وبذلك تكون له زوجة عقابًا له لأنه قد أذلها، فالزواج بها عقوبة له بحسب تعليم العهد القديم أيضا:

«إِذَا وَجَدَ رَجُلٌ فَتَاةً عَذْرَاءَ غَيْرَ مَخْطُوبَةٍ، فَأَمْسَكَهَا وَاضْطَجَعَ مَعَهَا، فَوُجِدَا. يُعْطِي الرَّجُلُ الَّذِي اضْطَجَعَ مَعَهَا لأَبِي الْفَتَاةِ خَمْسِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، وَتَكُونُ هِيَ لَهُ زَوْجَةً مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ أَذَلَّهَا. لاَ يَقْدِرُ أَنْ يُطَلِّقَهَا كُلَّ أَيَّامِهِ»(3).

من أهانها قومها أكرمها الإسلام

كل تلك المخزيات وما يزيد عن حد الإحصاء شريعة مقدسة عند الذين يتهجمون على الإسلام ويلصقون به المعايب دون أن تنزل قطرة حياء أو خجل واحدة من جبين واحد منهم، أليس فيهم رجلٌ رشيد؟ لكن من العجب العجاب أن أولئك يدّعون زورًا وظلمًا أن المسيحية التي تلك شريعتها ـ هي التي كانت قد منحت المرأة كافة حقوقها التي يحرمها منها المجتمع المعاصر، وربما أزيدك من الشعر بيتًا لو أنني ألمحتُ إلى ملمح عجيب آخر، وهو أن حواريي السيد المسيح الاثنيْ عشر كانوا كلهم من الرجال وليس فيهم امرأة واحدة، ذلك بالرغم من أن المرأة في المسيحية كان لها دور مشرف يدعو إلى الفخر بهن، بدايةً من العذراء مريم التي ضربها الله في القرآن الكريم مثلًا للذين آمنوا، والتي أحصنت فرجها فشرفها الله وحدها من بين نساء العالمين ونفخ فيها من روحه وأنزل عليها وحيه وجعلها صديقة ووصفها بصفات القانتين، وظلت بجوار ابنها الذي صدقته وآمنت به، وأتت به قومها تحمله وتعاونه في دعواه وتنصره على من عاداه، وتعرضت لأقسى المصائب وأشنع التهم حتى كاد الكتبة والفرّيسيون أن يقتلوها وابنها حتى آواهما الله إلى ربوة ذات قرار ومعين بنعمة منه وفضل، وكانت ضمن ثلاث نساء مؤمنات يحُمن حول قبره الذي دفنوه فيه تظننّ ظن يقين أنه حيٌّ في قبره وليس بميت، يعرّضن أنفسَهن لعقاب الجنود الذين عُينوا من قِبل الحاكم ـ بإيعاز من اليهود ـ لحراسة القبر خوفًا من أن يخرجه حواريوه ليشيعوا في الناس صعوده إلى السماء فتصير تلك شهادة سماوية في حقه على صدقه وطهارته، وهن اللواتي اكتشفن خروجه من القبر وذهبن على الفور لإبلاغ تلاميذه الذين كان أحدهم قد قبض ثمن دمه وأبلغ عنه الحكومة الرومانية ودلهم على الموضع الذي يستتر فيه منهم، وأنكره الآخر ثلاث مرات قبل أن يصيح ديك الفجر مدعيًا أنه لا يعرفه، وبالرغم من ذلك فصار هؤلاء هم تلاميذه المقدسين، أما أولئك النسوة المجاهدات بحقٍّ فليس لهن من الشرف شيء، وأما الدين الذي جعل من نساء النبيّ أمهات المؤمنين، وأوصى أن يأخذ الناس نصف دينهم عن إحداهن وهي أصغرهنّ سنًّا فيشيعون بين الناس أنه دين أهمل حقوق النساء وهضمها وحرمهم من كافة أشكال الحياة!

الإسلام والمرأة وأسمى التعاليم

أما حقيقة تعاليم الإسلام التي هي كالشمس الساطعة والتي يتمنى بعض الحمقى حجبها بغربال أباطيلهم ومكرهم ومكائدهم فإنها أجدر بالبقاء، وأحرى أن تظل دائمًا أبدًا تمد العالم بأشعة تعاليمها الرفيعة وضيائها الذي لا يخبو على مر الأزمان، تلك التعاليم التي جاء فيها

وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ (4)

أي أن واجبات كل من الرجال وحقوقهن سواء، حتى نعمة النبوة التي وهبها الله للرجال دون النساء لم يُحرَم منها النساء بالكلية، إنما كان لهم نصيب من الوحي كما هو للرجال، إذ أوحى سبحانه إلى أم موسى، رغم أنها لم تكن من الأنبياء، ورغم أن النساء لم يوهبن النبوة إلا أنهن في ذلك كالذي مُنع من لسعات النحل ولم يُحرم من عسله، أو كالذي مُنع من وخز الأشواك ووُهب عبير رحيقه.

صحیح أن المرأة لا يمكن أن تكون نبيًّا، ولكن الإنعام الذي يناله النبي في الآخرة تناله زوجته أيضًا، لأن الله تعالى يقول في القرآن الكريم:

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ (5).

أي الذين يدخلون الجنة يصحبهم آباؤهم وأزواجهم وأولادهم أيضًا. إذا كان الرجل في مقام أعلى في الجنة وكانت زوجته في مقام أدنى منه سوف يُسكن الله تعالى زوجته أيضًا حيث زوجها ولن یترك أن يسكن الزوجين منفصلين. فزوجة موسى تُسكَن مع موسى، وزوجة داود تُسكن مع داود وزوجة سليمان تُسكن مع سليمان، وزوجات محمد رسول الله يُسكَنَّ مع محمد رسول الله. مع أن زوجة موسى لم تكن نبية ولكنها تشاركه في إنعامات النبوة، ومع أن زوجة داود لم تكن نبية ولكنها تشاركه في إنعامات النبوة، كذلك مما لا شك فيه أن زوجات سليمان ما كنّ نبيّات، ولكن الله تعالى يعطيهن الإنعامات نفسها التي سيعطاها سليمان.

ما أوسع دائرة إنعامات الله، وكيف شمل – سبحانه وتعالى – النساء برحمته إذ لم يسلب حقوقهن في هذا العالم ولم يحرمهن من أي إنعام في العالم الآخر.

فبأي آذان يسمع المعارضون، وبأي أعين يبصرون، وبأي عقول يفقهون، وبأي ألسن يتكلمون، وبأي ظلم وزورٍ يشهدون؟!

إن هذا الكتاب «السياحة الروحانية» كنز ثمين، عرضنا عليكم جوهرة واحدة منه في تلك العجالة، فعليكم بالاغتراف من هذا الكنز.

تنويه: اضغط على الرابط لمطالعة الكتاب. “التقوى”:

الهوامش:

  1. (الشمس: 8)
  2. (انظر السياحة الروحانية صـ 140)
  3. (اللاَّوِيِّينَ 15 : 23-24)
  4. (التَّثْنِيَة 22 : 28-29)
  5. (البقرة 229)
  6. (الرعد 24)
Share via
تابعونا على الفايس بوك