حكمة ذكر أحداث الأولين في القرآن الكريم
  • غاية القرآن من ذكر الأحداث
  • تفاصيل طوفان نوح
  • الطوفان في تراث البلدان
__
تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِين (هود: 50)

التفسـير:

تبيِّن هذه الآية بكل وضوح أن القرآن لا يسرد أحداث الأولين كحكايات وأساطير، بل إنها أنباء الغيب.. أي أنها أحداث سوف تقع أمثالها في المستقبل. وكأن الله تعالى يقول: إنها يا محمد، أخبار عمّا وقع لِنوح دون شك، ولكننا نقصد من ذكرها أن نخبرك أنك ستواجه أحداثاً مماثلة. ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: فاصبر إن العاقبة للمتقين بمعنى أنّه كما دمَّرنا قوم نوح إلا من آمن به منهم كذلك سوف نهلك جزءاً من قومك، وسوف نُخرج من نسلك ونسل المؤمنين بك أمة جديدة سوف ترفع لواء الصدق والتقوى في كل زمن عاليًا خفّاقًا.

ويعجبُ المرء كيف يزعم البعض ـ رغم هذه الآيات الصريحة ـ أن القرآن لا يقصد بسرد هذه الأحداث إلا ذكر أساطير الأولين فقط ؟! الحق أنه لا يذكر أيّ حادث من الماضي إلا لينبئ بأن المسلمين أيضاً سوف يواجهون مثله. وهذا ما حدث بالفعل. فما من حادثٍ من التاريخ القديم سرده القرآن الكريم إلا وقد وقع مثله مع الرّسول وأتباعه، أوسيقع بأمته في المستقبل.

وكأن الله تعالى يقول: إنها يا محمد، أخبار عماّ وقع لِنوح دون شك، ولكننا نقصد من ذكرها أن نخبرك أنك ستواجه أحداثاً مماثلة.

هناك اختلاف كبير لدى المسلمين والمسيحيين واليهود حول طوفان نوح، وبما أنه لم يكن بوسعي ذكره بالتفصيل تحت آية معينة لذلك أذكر هنا بحثي ورأيي حوله مع آراء الآخرين.

تقول التوراة بأن والد نوح اسمه ” لامك ” الذي كان في الجيل التاسع من نسل آدم . ولما كان نوح ابن خمس مائة سنة وُلد له سام وحام ويافث (التكوين 5،6). عندما رأى الله فساد أهل الأرض قرّر تدميرهم. وكان نوح رجلاً بارًا فاختاره الله وأمره أن يصنع سفينةً، وأن يأخذ فيها أهله وأولاده عند الطوفان، وأن يأخذ معه كذلك من كل البهائم الطاهرة سبعةً سبعةً، ذكرًا وأنثى، وأما التي ليست بحلال فيأخذ منها اثنين ذكراً وأُنثى (التكوين6).

وعندما جاء الطوفان أهلَكَ كل ذي حياة على الأرض، إلا نوحاً ومن معه في الفلك من إنسان وحيوان، فعمّروا الأرض من جديد. واستوت السفينة بعد الطوفان على جبال أرَراط (التكوين:7و8). فنزل هو وأولاده ليعيشوا على اليابسه مرةً أخرى، وعملوا في الزراعة. فغرس كرماً، وشرب من خـمره، فسكر وتعرّى، فأبصره ابنه حام الذي أخبر أخويه ساماً ويافث بذلك. فأتى الأخيران إليه مشياً إلى الوراء وسَتَرَا عورته،  فلما أفاق دعا على ابنه حام قائلا:ملعونٌ كِنعانُ أولادُ حام الذين سيعمرون أرضاً باسم كنعان، وليكونوا عبيداً لذرية سام ويافث(التكوين 9).

كما يتبين من التوراة أن أبناءه استوطنوا بعد الطوفان منطقة هي أرض العراق حالياً، إذ ورد فيها أن حفيد حام صار حاكماً على بابل وما جاوَرَها (التكوين 10).

وهناك اختلاف بسيط بين بيان التوراة وبين ما ورد في روايات يهودية أخرى، ولكن لا حاجة بنا للخوض في تفاصيلها، إلا أنه لا بأس من الإشارة إلى أن أحد كتب الروايات اليهودية المعروف باسم “مدراش أغاده” يذكر أن نوحاً سُمي بهذا الاسم لاختراعه المحراث (الموسوعة اليهودية ، كلمة Noah) بينما تذكر التوراة أن أباه هو الذي سماّه بهذا الاسم .

وقد حاولوا التوفيق بين البيانين في كتاب “سُفره يا شير” بقولهم: إن أباه سمّاه “مناحيم” ومعناه المعزّي، وقد أُطلق عليه “نوح” بعد الطوفان  (الموسوعة اليهودية).

وقد اختلفوا أي اليهودُ أيضًا في كون نوح صالحاً أم لا؟ فقال بعضهم هو بار تقي، ويرى الآخرون أنه صالح إلى حدٍ ما، بينما اعتبره البعض شـريراً، وأنه قد نجا من الطـوفان بسبـب الصـالحين الذيـن كان من المقدر أن يخـرجوا من صلبـه.

وورد في التلمود ـ وهو مجموعة روايات يهودية ـ أنه كان نبيا شارعًا، وأنه بدأ في تدوين شريعته بعد حادث الطوفان بثمانية وعشرين عاماً. * وكانت شريعته تحتوي على شيء من المسائل الطبيعية والأحكام المماثلة لما ورد في شرع موسى ، وأن الملك رافائيل هو الذي علّمه الطب وشيئاً من خواص الأعشاب، ونُقل كتابه إلى لغات أخرى، ومنه أخذ الهنود واليونان علم الطب. (الموسوعة اليهودية).

وبالمناسبة فقد فات علماء اليهود هنا أنه لم يبق في الدنيا بعد الطوفان إلا أولاد نوح فقط ـ كما يزعمون ـ إذ كان جميع سكانها من أولاد نوح، فما كانوا إذَنْ بحاجة إلى أية ترجمة لشرعه إذ كانوا يفهمون لغة جدهم نوح!

ومما يثير العجب وجودُ حكايات مشابهة لطوفان نوح في تراث السكان القدامى في كل قارة تقريباً(الموسوعة التوراتيّة). حيث تحكي الروايات القديمة في اليونان عن شخص كنوح وعن طوفان كطوفانه، مما يعني أن أوروبا أيضاً كانت على علم بحادث تاريخي من هذا القبيل.  كما أن السكان القدامى من أمريكا الشمالية يحكون قصصاً مشابهه لحادث نوح. بل هناك تشابه كبير في الأسماء والأمور الأخرى في روايات مختلفة من قارات مختلفة. فمثلاً تذكر الروايات القديمة البابلية اسم بطل الطوفان هو (هسيس إندرا) “أي العاقل”، وأنه كان العاشر بين الملوك. وهذا مشابه لما ورد في التوراة بأن نوحاً كان من الجيل العاشر بعد آدم (التكوين:5). بينما تذكر القصص من أمريكا الشمالية أن اسم البطل هو (كنيان)، ومعناه العاقل أيضًا.

ثم هناك روايات متشابهة لدى القدماء من إيران ومصر والهند تتحدث كلها عن طوفان عظيم في القديم، وأن القلة فقط نجوا منه في سفينة عبد صالح. حيث تذكر الروايات الهندية والبابلية أن عبداً صالحاً تلقّى من الله خبر الطوفان قبل حدوثه. تقول الروايات البابلية أنه تلقى هذا الإنذار في المنام، بينما تقول الهندية منها إن الآلهة حذّرته من وقوعه (الموسوعة اليهودية Deluge). وتذكر الروايات البابلية أن اسم الجبل الذي استوت عليه السفينة هو جبل أرمينيا. وقد قال المفسرون المسلمون بأن الجودي المذكور في القرآن هو جبل أرمينيا (الكشاف وابن كثير). وهنا نجد توافقاً بين الرواية البابلية وبين القرآن. وبما أن بابل كانت موطناً لأولاد نوح ـ كما تشهد التوراة ـ  فلا بد من ترجيح الرواية البابلية على غيرها، خصوصاً وأننا لا نرى أي مكسب يمكن أن يجنيه البابليون من ذكر حادث نوح، وذلك على عكس التوراة التي قد حاول مؤلفوها جاهدين أن يعطوا للعالم انطباعاً وكأن تاريخ الدنيا كله منحصر فيما تذكر التوراة فقط.

أما التراث الهندي فنجد فيه ذكر بطل الطوفان في كتاب باسم (ست بت برهمن) حيث ورد فيها أن (مَنُو) هو أول إنسان، وكان ابناً لإله الشمس (دِوَشوَات). كان يغتَسِل مرةً، فوقعت في يده سمكة. فتوسلت إليه قائلة: لو أطلقت سراحي فإنني سوف أنجيك من طوفان عظيم قادم، ونصحته بصنع سفينة كبيرة. ولما جاء الطوفان أخذت السمكة السفينةَ إلى قمة جبل، حيث نزل(منو) عند هدوء الطوفان وقدّم قرباناً. فوهب الله له بنتاً، دون أن تكون لها أمٌ، ومنها تكاثر الناس دون أن يكون لها زوج. (الباب الثامن ص 112-113).

والرواية الثانية هي من كتاب (مها بهارتا) إذ جاء فيه أنه كان مع (منو) سبعة آخرون من أولي الألباب، وأن السمكة كانت في الواقع (برهما) أي الإله، وأنها علّمت (منو) كيف يخلق آلهةً أخرى وأناساً. (ص 164-165)

ووردت الرواية الثالثة في كتاب باسم (شريمد بهاغوت بران)، وتذكر هذه الرواية أنهم اصطحبوا بعض الحيوانات في سفينتهم (باب 24 ص 860-863).

فكل هذه الروايات ذات المصادر المختلفة متفقة في معظم الأمور حتى وإن هناك تشابهاً كبيراً بين الأسماء الواردة فيها. فاسم البطل في الروايات الهندية هو (منو)، وفي التوراة (نوح)، وفي التلمود (مناحيم)، وكلها أسماء متشابهة جداً. مع العلم أن (مناحيم) أصله (مناح)، لأنهم في العبرية يضيفون (يم) للتعظيم والاحترام. كذلك هناك تشابه في معاني الأسماء الواردة في الروايات البابلية والأمريكية، كما أشرنا إليه قبل قليل. كما أن سائر الروايات متفقة على وجود سفينة واحدة ونجاة بضعة أشخاص فقط. وكل هذا إن دل على شيء فإنما يدل  دلالةً قطعية على حدوث كارثة عظيمة كان لها تأثير عالمي، ومن أجل ذلك شهدت عليه الشعوب من كل العالم وسجلته تواريخها.

وحيث إنه من المستحيل حدوث طوفان عالمي يغطي كل الكرة الأرضية فلذا يرى العلمانيون في العصر الحديث أن القصة لا تعدو أن تكون حكاية تمثيلية فقط، حيث قالوا بأن كل ما في الأمر أن بعض الأقدمين كانوا قد تحدثوا عن دوران الأجرام الفلكية بهذا الأسلوب التمثيلي، فانخدع الناس بهذا التمثيل، وحوّلوه إلى أسطورة  (الموسوعة التوراتية، Deluge).

ولكن هناك سؤالاً له ثِقله وأهميته: كيف يمكن أن يكتسب هذا التمثيل-كما يسمّونه- كل هذه الأهمية والشعبية، وأن يترك هذا التأثير العميق في قلوب سكان المعمورة، ولماذا حفظه الناس من كل أنحاء العالم بهذا الشكل دون غيره من القصص والأساطير؟

ثم إنّ هناك سؤالاً آخر يطرح نفسه: إذا كانت قصة نوح قصةً  أسطورية فلا شك أنه لم ينسجها إلا أهل منطقة واحدة من العالم، فكيف نالت هذا الانتشار العالمي منذ القدم حتى سُجّلت في تواريخ الديانات كلها. مَنْ مِن العقلاء يسلّم بأنه يمكن لقصة منسوجة من خيال أهل بلد واحد، في زمن موغل في القدم، حيث كانت الاتصالات بين الشعوب محدودة للغاية.. أن تنال هذا الانتشار الواسع في مناطق نائية وبلغات مختلفة، وأن تكتسب لدى أهلها أهمية متساوية بحيث تصبح جزءًا من تاريخ الديانات كلها!

والحق أنه ـ نظراً لما حازت هذه القصة من انتشار عالمي وتعظيم خطير بشكل متواتر متوالٍ على مر العصور ـ لا يسع الإنسان  إلاّ أن يعترف بصحتها، وبأنها كانت ذات طابع عالمي وذات وقع غير عادي. وبعد التوصل إلى هذه النتيجة يسهل على المرء أن يدرك أن بيان القرآن عن الحادث يتفق مع هذه النتيجة في كل جزئياتها، كما لا يتعارض مع النواميس الطبيعية، إذ كل ما يقوله القرآن الكريم هو إن طوفاناً عظيماً حدث في منطقة من العالم في قديم الزمان وأباد أهلها جميعًا؛ وأن الله تعالى تفضَّلَ على بطل الطوفان ببركات خاصةٍ؛ وكتب لنسله غلبةً غير عادية بسبب صلاحه وتقواه؛ وأنه كانت هناك عندئذ أمم أخرى في العالم ولكنّ عذاب الطوفان لم يشملهم؛ وإنما لاقى هؤلاء مصيرهم في موعد كتبه الله عليهم؛ وأن الطوفان كان شديدًا وعارمًا لدرجة أن الناس لم يجدوا الملاذ إلا في السفن، إذ هطلت أمطار غزيرة من السماء، كما تفجرت العيون الأرضية بالمياه حتى ارتفعت من غزارتها إلى ذُرى الجبال.

… يمكن لقصة منسوجة من خيال أهل بلد واحد، في زمن موغل في القدم، حيث كانت الاتصالات بين الشعوب محدودة للغاية.. أن تنال هذا الانتشار الواسع في مناطق نائية وبلغات مختلفة، وأن تكتسب لدى أهلها أهمية متساوية بحيث تصبح جزءًا من تاريخ الديانات كلها!

وهذه أحداث واقعية لا مجال لأحد أن ينكرها.  فإن القرآن الكريم والروايات المختلفة من شتى البلدان متفقة على أنها كانت منطقة جبلية، بل ويخبرنا القرآن أنها كانت وادياً محاطًا بسلسة من الجبال. فمن الممكن تمامًا أن يكون مدخل الوادي ضيقًا لوجود جبال محاذية، وكما يحدث في معظم الوديان الجبلية فإن مدخله قد انسدّ بصخور أو قطع جليدية كبيرة انحدرت نتيجة زلزال عنيف، ومن ناحية أخرى تفجرت عيون الماء من تحت الأرض، فارتفع سطح المياه المتجمعة في الوادي حتى غطت قمم الجبال. وقد حدث حادث مماثل لذلك في جبال التبت سنة 1928م عندما سقط نهر جليدي في أحد الوديان.

وبما أن الحادث قد وقع في مرحلة بدائية من الحضارة الإنسانية، وبما أن نوحاً عليه السلام كان أول إنسان في تلك المرحلة، إذ تصفه الأحاديث الشريفة بأنه كان أول الرسل (البخاري، الأنبياء).. وتؤكد التوراة أيضا ذلك.. فقد ثبت من كل هذا أن نوحاً كان مؤسس الحضارة الإنسانية. وإن الروايات الهندوسية أيضاً تصدق ذلك، لأنها تصف (منو) كأول إنسان، ولكنها تذكر أيضا نجاة سبعة آخرين معه من الطوفان. وإذا ما أخذنا هذين الأمرين بالاعتبار نصل إلى النتيجة بأن هذا الرسول كان أول إنسان في مرحلة الحياة الحضارية، وليس أول بَشر على الإطلاق.

وبعد اتفاق هذه البيانات الثلاثة الهامة من الأديان المختلفة في المناطق المتباينة فإنه لا يبقى هناك مجال للشك في أن نوحاً هو الذي أرسى أساس الحضارة والمَدنية. ذلك أنه عندما يحقق شعب من الشعوب ازدهاراً حضارياً ومَدَنياً فإنهم يتناسلون ويتكاثرون سريعًا، بينما تأخذ الشعوب المجاورة الخاضعة لهم في القلّة والانقراض بصورة تلقائية. وكلما استوطن شعب متحضّر أرض قومٍ أقلَّ منهم حضارةً أضعفوهم ومحوا آثارهم. فيبدو أن كل بلد انتشرت فيه ذريةُ نوحٍ وأتباعِه الذين كانوا بمثابة الحلقة الأولى في سلسلة الحضارة الإنسانية.. فإنهم قضوا على سكانه الأصليين نهائياً، أو أضعفوهم إذ جعلوا هذه الأمم الضعيفة تنصهر فيهم، أو أنهم على الأقل كسروا شوكتهم، وهكذا استطاعوا أن ينشروا تقاليدهم وعاداتهم وأن يخلّدوا آثارهم في كل أنحاء العالم. هكذا فإن قصة حادثة الطوفان التي كان لها وقع عميق في نفوس قوم نوح قد حققت بسبب استعمارهم الأرض انتشارًا عالمياً.

أدخلوا في حكاية الطوفان أسماء الأماكن والشخصيات المحلية المتعارف عليها في الوطن الجديد، وهكذا اكتسب الحادث الحقيقي الواحد للطوفان طابعَ أحداث عديدة.

نعم، إنه ليس صحيحاً أن طوفان نوح قد شمل الدنيا كلها، كما أنه ليس صحيحاً أيضاً أن كل هذه القصص من البلدان المختلفة تشير إلى أكثر من طوفان، بل الحق أن الطوفان واحد، ولم يغطّ إلا منطقة واحدة من الأرض فقط. وبما أن نوحاً كان أولَ إنسان في مرحلة الحضارة الإنسانية الأولى وأن ذريته وذرية أتباعه قد انتشروا بعد الطوفان في بلدان شتى وتغلبوا على أهلها الأصليين بسبب تفوقهم الحضاري، لذا كانوا هم الخالدين الباقين، أو أن الأقوام المغلوبة اتبعت دينهم وتحضّرت بحضارتهم، وهكذا ذاعت قصة الطوفان في هذه البلدان أيضًا. وبعد مرور زمن طويل عندما لم يبقَ لهؤلاء المستوطنين الجدد من قوم نوح أيةُ علاقة بموطنهم الأصلي القديم، وصار الوطن الجديد هو وطنهم الحقيقي.. أدخلوا في حكاية الطوفان أسماء الأماكن والشخصيات المحلية المتعارف عليها في الوطن الجديد، وهكذا اكتسب الحادث الحقيقي الواحد للطوفان طابعَ أحداث عديدة.

Share via
تابعونا على الفايس بوك