المؤتمر الصحفي مع السيد مرزا غلام أحمد

المؤتمر الصحفي مع السيد مرزا غلام أحمد

  • حقيقة وضع الجماعة في باكستان
  • دعم القانون الباكستاني للحملة ضد الأحمديين

__

إثر ا لهجوم الإرهابي على مسجدي الجماعة بلاهور باكستان  يوم الجمعة 28 مايو 2010

عُقد مؤتمر صحفي في مركز الجماعة بربوة بتاريخ 30 مايو، نقدم لكم فيما يلي أهم ما ورد فيه.

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اسمي مرزا غلام أحمد، وكما ذكرت من قبل أنا أحد مدراء “صدر أنجمن أحمدية” وهي الهيئة الإدارية العليا للجماعة الإسلامية الأحمدية في باكستان…

فيما يتعلق بهذا المؤتمر الصحفي، فأقول إن ممثلي وسائل الإعلام المختلفة يحضرون هنا منذ يومين، ونعقد هنا مؤتمرات، ولكن المؤسف أنه لم تتم تغطيتها كما ينبغي في التلفاز والقنوات المختلفة. يُجْرُون الحوار ويصوّرون ثم لا يبثّون. ولا أعرف ماذا سيكون مصير هذا المؤتمر، هل تبثّونه في قنواتكم أم لا. ومع ذلك سأقول لكم كل شيء، ذلك أننا كنا جالسين مع رجال الشرطة قبل قليل فقال لي أحدهم: اسمعْ السيد مرزا، إن التقصير منكم أيضا، لأنكم أصبحتم جماعة منغلقة على نفسها ولا يعرف الناس عنها شيئًا. فقلت له: لسنا جماعة منغلقة، إنما السبب أن معارضينا الذين يصدرون ضدنا فتاوى التكفير والقتل، يعقدون في مركزنا مدينةِ ربوة ثلاثة أو أربعة اجتماعات كل سنة بانتظام، كما يعقدونها هنا في لاهور وأماكن أخرى أيضًا، ولكن المؤسف أنه لا يُسمَح لنا بعقد أي اجتماع قط. بالأمس كان مستشار الحاكم الأعلى لولاية البنجاب يقول في التلفاز أن الأحمديين أنفسهم لا يطلبون منا الإذن لعقد اجتماعاتهم. مع أن الواقع أننا عقدنا آخر اجتماعنا السنوي في عام 1983، الذي كان يحضره الإخوة من مختلف أنحاء باكستان ومن الخارج أيضًا، وإننا ومنذ عام 1984 نطلب من الحكومة الباكستانية كل سنة طلبًا رسميا بأن تأذن لنا بعقد هذا الاجتماع، ولكنها لم تسمح لنا قط…

فكل الطرق قد سُدّت في وجهنا الآن، فلا يصل صوتنا إلى أحد. فمثلا غير مسموح لنا أن نكتب في جريدتنا اليومية “الفضل” آياتِ القرآن الكريم. وقبل بضع سنوات كانوا قد فرضوا على صدور هذه الجريدة حظرًا استمر أربعَ أو خمس سنوات. وفيما يتعلق بهذه الشهادة التي بدأتُ بها كلمتي أعني “أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله”، فهناك أكثر من ألف أحمدي قد زُجّوا في السجون بجريمة النطق بها، وإذا شئتم فبإمكانكم أن تدفعوني للسجن لأني نطقت بها أمامكم. وهناك أحمديون كثيرون – لا أحفظ العدد بالضبط الآن- قد سُجنوا لثلاث سنوات بجريمة قولهم للآخرين: “السلام عليكم”. وإذا شئتم فبإمكانكم الذهاب إلى محطة الشرطة في “غرهي شاهو” وإبلاغهم أني قد سلمت عليكم، فسوف يأخذونني بهذه الجريمة.

في ظل هذه الظروف، كل الطرق مسدودة أمامنا، فلا نستطيع إيصال صوتنا إلى الناس.

إننا لا نخاف المعارضة، لأن كل طائفة تتعرض للمعارضة. لا شك أن الشيعة وغيرهم من الطوائف في باكستان تتعرض للمعارضة والاضطهاد، ولكن قضيتنا مختلفة عن الآخرين، ذلك أن الذي يصبّ علينا الاضطهاد يسانده تعديلٌ أضيفَ إلى الدستور الباكستاني. ربما تتذكرون -أو يجب أن يعرف مَن هم أصغر سنًا (نسبيًا) بينكم- أنه في سنة 1974 وافقَ مجلسُ الشعب الباكستاني على إدخال تعديل رقم 2 في الدستور اعتبرونا بموجبه غير مسلمين، ذلك برغم أن القرآن الكريم يأمرنا ويعلن صراحة أن الذي يؤمن بالله، ويؤمن بنبوة محمد رسول الله ، ويصدّق بأركان الإيمان الخمسة من صلاة وزكاة وحج وغيرها، فقد سماه الله مسلما. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: هو سماكم المسلمين . لقد خالفوا حُكم الله الصريحَ هذا حين وافقوا على إدخال التعديل الثاني عام 1974. ثم في عام 1984 سلبونا كل الحقوق التي يتمتع بها أي مواطن. لقد منعونا من رفع الأذان، وفرضوا الحظر على مجلاتنا وجرائدنا وعلى عقد اجتماعاتنا، وسلبونا كل التسهيلات لأن نجتمع في مكان واحد…

فهذا هو الوضع الذي تعاني منه الجماعة الإسلامية الأحمدية. المشكلة هي أن حملة القتل ضد الجماعة مدعومة بالقانون الباكستاني. وهناك حملة شعواء ضد الجماعة جارية منذ عام 1974م بحجة أنهم يستحقون القتل، وأنّ قتلهم مدعاة للأجر والثواب. حتى قيل بأن الذي يقتل الأحمديين سيستقبله في الجنة النبيُّ والإمامان الحسن والحسين وعليّ عليهم السلام، وتستقبله الحور وهي تتغنى أغاني مدحه. والنشرات من هذا القبيل موجودة معي الآن أيضا، ولكن لا حاجة لإظهارها لكم، لأنكم لو خرجتم من هنا لرأيتم في كل زقاق لافتاتٍ تحرّض علينا، وهناك حملة كراهية جارية ضدنا. واللافتات من هذا القبيل ملحوظة على “مال رود” الشارع الرئيسي في لاهور، التي تدل على حملة الكراهية ضدنا. حتى لو ذهبتم إلى المحكمة العليا مثلا سترون مثل هذه اللافتات معلقةً على أبواب غرف القضاة وتحت لوحات أسمائهم. وهذا الوضع مستمر منذ عام 1974م. ونتيجة هذه الحملة الشعواء ظل أفراد جماعتنا يُستشهدون مِن قبلُ أيضا، فمرة استُشهد 7 أفراد في “مونغ رسول” كما يُستشهد في كراتشي مثلا أبناء الجماعة بين حين وآخر. وقد استُشهد أبناء الجماعة في لاهور أيضا….

السؤال الذي يفرض هنا هو أننا مواطنون باكستانيون بغض النطر عن مذهبنا، نحن نقيم في باكستان ونحن مِن بُناتها، وقد ضحينا بنفوسنا في حماية باكستان، إذ قد استُشهد كثير من الضباط العسكريين الأحمديين في الحرب ضد الهند. لقد أمضينا حياتنا في خدمة باكستان، فهل يجب أن تكون النتيجة لكل ذلك أن تُضيَّق علينا الحياةُ في هذا البلد. هذا هو الوضع الجاري حاليا. لقد أهملوا جميع تعليمات القائد الأعظم محمد علي جناح، مؤسس باكستان. أنتم مطلعون على خطبته التي ألقاها في 11 آب حيث قال إنه لا علاقة للدولة بدينِ أي مواطن ومعتقداته، والكل سواسية من حيث كونهم مواطنين باكستانيين، سواء كان أحد يصلي في المسجد أو يعبد في معبد الهندوس أو غيره. أما نحن فقد سُدّت علينا السبل كلها. لقد مُنعنا من رفع الأذان، ولا نستطيع أن نسمي مسجدنا مسجدا. وإنها أمور أظن أن كثيرا منكم أيضا لا تعرفونها لأنه قد أُغلقت جميع السبل في وجهنا، فلا نستطيع أن نتكلم ونخبركم ما الذي يجري معنا، وما نعاني منه. لا أستطيع أن أحدد إلى متى سيستمر هذا الوضع، غير أننا جاهزون لمواجهته مهما طال لأننا ندرك أننا نقدم هذه التضحيات في سبيل الله ولوجه الكريم. نحن ثابتون على أن الله تعالى قد سمانا مسلمين، وسنبقى ثابتين، وإننا نؤمن بالنبي الذي اسمه محمد ، الذي وُلد في مكة ودُفن في المدينة، ونحن من خدامه. ونؤمن أننا نحن الخدام الصادقون له في هذا العصر. ولا يمكن لأي شخص- سواء كان دكتاتورا أو رئيسا قد انتُخب ديمقراطيا أو غصَب السلطة- أن يقطع علاقتنا عن محمد رسول الله .

الصحفي: هل انتهى كلامك؟

* الكلام في هذا الصدد طويل. أَنَّى لي أن أنهي في 5 دقائق أحداثا ممتدة على 34 عاما.

الصحفي: القضية الحالية هي أن الوضع السائد يشير إلى الإرهاب أكثر منه إلى الدين، وفي ظل الإرهاب قد شُنّ الهجوم على المساجد ومعابد الشيعة، فكيف تنظرون إلى الإرهاب السائد على مستوى البلد، إذ إن القضية هي قضية الإرهاب وليست قضية الدين؟

* صحيح أن الجميع عرضة للإرهاب، بمن فيهم الشيعة والهندوس والمسلمون وأهل السنة وأهل الحديث أيضا، ونحن نتألم للجميع، ولكن الحملة الشعواء الجارية ضدنا فهي محمية ومدعومة من قبل القانون. وقد هيأ لها البرلمان المزعوم المنتخَب ديمقراطيا حماية قانونية، وقد دعمها رئيس مزعوم بالقانون. يمكنكم أن تقرأوا التعديل رقم 2 في القانون الباكستان وسوف ترون أن رئيس الدولة قد هيأ لهذه الحملة ولمعارضينا حماية قانونية. وهذه الحماية القانونية مهيأة في بند 20 في قانون باكستان. هذا هو الفرق بين الظلم الذي يُصبّ علينا وما يتعرض له غيرنا.

الصحفي: الحملتان الإرهابيتان اللتان حدثتا مؤخرا في لاهور هل ترونهما حملتين إرهابيتين أم ناتجتين عن القصور في الحماية القانونية التي ذكرتها؟

* إن جماعتنا صغيرة الحجم، لذا لا نستطيع أن نرى هذه الأحداث من وجه النظر التي تنظرون منها أنتم. لولا حملة الكراهية الحالية لما حدث ما حدث -إن وقوع حادث أو حادثَي قتلٍ أمرٌ آخر- ولما حدثت الأحداث على نطاق واسع كما حدثت الآن. هذا أولاً، وثانيا: ما نخشاه نحن هو أنه بسبب حملة الكراهية هذه، ونتيجة الحماية القانونية والحظر القانوني المفروض علينا، لن يتم التحقيق أيضا كما يجب في هذين الحادثين المؤلمين. هذا ما نخشاه، ذلك أن أفراد جماعتنا يُستشهدون منذ فترة طويلة جدا، وإنْ لم يُستشهدوا بهذا العدد الكبير في وقت واحد كما حدث الآن، والذين يُستشهدون لا يتم الاهتمام بشهادتهم في معظم الأحيان. صحيح أنه قد أُلقي القبض على بعض المجرمين مرة أو مرتين، ولكن ما يحدث في معظم الأحيان هو أنه لا تحرك السلطات الرسمية ساكنا بعد استشهاد الأحمديين، فلا يُقبض على القاتل ولا تُتخَذ الإجراءات الضرورية…

الصحفي: غلام!

* اسمي غلام أحمد، وليتضحْ أن المراد من أحمد هنا هو رسول الله .

الصحفي: أنتم ادعيتم أنكم مسلمون

* نعم  بلا شك.

الصحفي: إذن لـمَ لا تُجْرون المناظرة مع جماعة ختم النبوة، ليميز الصادق من الكاذب؟

* لقد جرت إلى عام 1974 عديد من المناظرات وليست مناظرة واحدة فقط. إذا ألقيتم نظرة على التاريخ، فإن المناظرات قد عُقدت منذ زمن إعلان مؤسس جماعتنا دعواه في 1889. لقد عُقدت في حياته عدد من المناظرات أيضا، واستمرت سلسلة هذه المناظرات حتى 1974. وأنا شخصيا قد حضرتُ بعض المناظرات وإن كنت طفلا ورأيتها بأم عيني. وبغض النظر عن فائدة تلك المناظرات -فهذا موضوع جانبي- غير أنه كان لنا في ذلك الزمن حقٌّ أن نقدِّم للحضور وجهة نظرنا بحرية، لكنه في 1974 أُوقفتْ هذه المناظرات وفي 1984 سُدّتْ أمامنا جميع الطرق للتعبير عن موقفنا. أنتم تقولون لم لا نخوض المناظرات؟ الحقيقة أننا حاولنا مرارا نشر موقفنا في الجرائد واشترينا مكانًا فيها بدفع المبالغ، وقد حدث أحيانا أن وعدتْنا الجرائد بالنشر ثم تراجعت. فلسيت هناك جريدة هي مستعدة لنشر أي إعلان لنا. ولست أتكلم أقاويل جوفاء، وليست تصريحاتي هذه مبنية على افتراضات، بل إنها حقائق يعرفها الصحفيون وأصحاب الجريدة أنفسهم. وأقول إن أصحاب هذه الفضائيات أيضا يعرفون هذه الاستراتيجية حيث يأتوننا منذ يومين ويسجلون المقابلات معنا دون أن يبثّوها في فضائيتهم ولا يوصلون صوتنا إلى عامة الناس، وإذا أوصلوا فبطريقة لا يفهمها الناس.

الصحفي: إن الإرهابيين ليس لهم أي دين.

* مائة بالمائة، أنا موافق وإنْ ما تقوله صحيح تماما.

الصحفي: فهؤلاء الإرهابيون

هم يقتلون الناس في المساجد وفي المراكز الشيعية ويهاجمون الكنائس أيضا، وإذا شنّوا الهجوم على معبدكم وإذا تعرضتم للإرهاب والكراهية، فلا تجدر أن تثار القضية بهذا الشكل، إذ لم يحدث شيء غير عادي؟

* موجة الكراهية هذه لا تزال تستمر، وهذه الحملة المعادية لنا جارية، وإذا خرجتَ من هنا فستجد مظاهر هذه الكراهية والنفور. السؤال الذي يطرح نفسه هو: إن اللافتات المعادية ضد جماعتنا معلقة على الشارع الرئيسي (شارع مال) في منطقة “غرهي شاهُو” حيث يقع مسجد الجماعة، كما توجد نفس اللافتات خارج المحكمة العليا، ألا يمكن نزعُ هذه اللافتات المعادية للجماعة والمحرضة علينا، وإذا كانت تلك اللافتات لا تُنـزع فما معنى ذلك؟ وإنما يعني أن الحكومة تتجاهلها وتشجِّعها وتدعهما…

الصحفي: ماذا حدث فعلاً، أرجو أن تخبرنا بالتفصيل، لأي مدى كنتم دبرتم الحماية؟

* إن ما وصلنا حتى الآن من معلومات مبهمة، فالوضع غامض لا يستطيع أحد أن يقول شيئا معينا، ما علمنا حدوثه في “مودل تاؤن” أنّ رجلين قد تم اعتقالهما، أما هنا في “غرهي شاهُو” فكان اثنان على ما يبدو -وقد يكونون أكثر من ذلك- فلا نستطيع أن نقول عنهم شيئا لأنه لم يُلقَ القبض عليهم…

الصحفي: هل أنتم مطمئنون بما يجري من تحقيقات وتحريات واعتقالات؟ هل هو على ما يرام؟ وهل الحكومة على اتصال معكم في هذا المجال؟

* لم يتصل بنا أحد، غير أن ما يجري في الأخبار في التلفزيون فيبدو منه أنهم هذه المرة أخذوها بجدية لأن القضية كانت فظيعة جدا، فيَبدُون جادّين هذه المرة. وإلا فقد استُشهد أحمدي قبل أيام قليلة في كراتشي ولم يحدث شيءٌ، كما استُشهد في قرية “مونغ رسول” سبعة أشخاص في 2005، والحكومةُ لم تحرك ساكنا.

الصحفي: هل سجلتم كلتا القضيتين في الشرطة؟

* نعم، لكنه لم يتصل بنا إلى الآن أحد.

الصحفي: هل هم على اتصال معكم في هذا الصدد وهل أنتم على علم بماذا يجري؟

* كلا لم يخبرونا بشيء.

الصحفي: هل هذا الهجوم عملية إرهابية، أم كنتم هدفا للهجوم بصفتكم أحمديين؟

* كلا الأمرين معا، فالإرهابيون إرهابيون مهما كانوا، وإنهم ينتمون إلى جماعات دينية مزعومة. هل تعترفون بهذا أم لا؟ فهذا الحزب ليسوا من جماعة لا دينية وإنما ينتمون إلى جماعة دينية، فالقيام بعملية إرهابية ضدنا أسهلُ عليهم. وقد قلت إن هذا أنفعُ لهم لأنهم يؤمنون أنهم إذا هلكوا في هذا الهجوم فإن الحور العين ستستقبلهم وأن النبي سيتقدم إليهم ليضمهم إلى صدره الطاهر.

الصحفي: مكاتب ورجال كثيرون عرضة لهدف القتل، فقد تعرضت الجامعة النعيمية أيضا.

* كلا، بل إن الهجوم علينا مدعوم من قبل الحكومة ومشجع من قبل المشايخ، فاليوم أيضا قد قال الشيخ ابتسام إلهي ظهير في التلفاز أن هؤلاء الأحمديين يجب قتلُهم، ومباحٌ دماؤُهم. هنا ينشأ التساؤل: لمن أذن له بإصدار هذه الفتاوى ونشرها في التلفاز؟ أليس من واجب الحكومة أن تمنع أمثال هؤلاء الذين يتحدثون بهذه الأقوال ويصدرون هذه الفتاوى والتصريحات؟

الصحفي: أنت بنطق هذا القول تعرّض نفسك للخطر.

* اِنْسَ هذا الموضوع، ولا يهمّني أنني معرض للخطر.

الصحفي: لقد شجبوا هذا الهجوم وندَّدوا به.

* صحيح أن هذا الشيخ قد قال ذلك، ولكنه أردف قائلا: هؤلاء يجب قتلُهم.

الصحفي: هل تقول بأن هناك جهة معينة مسؤولة عن هذه الحادثة؟

* كلا أنا لا أتهم أحدا، أنا لا أستطيع أن أقول شيئا عن أحد، لأني لا علم لي بذلك، ويمنعني القرآن الكريم من أن أقفو ما ليس لي به علم.

الصحفي: هل تمت معرفة ضحاياكم في هذه الحادثة؟

* نعمْ، قد تمت معرفة الجميع، وهناك جثة أحد الشهداء ما زلنا نسعى لمعرفتها وهويتها والبقية كلهم معروفون.

الصحفي: وماذا عن الجرحى هل تعرفونهم؟

* نعم نعرفهم، أما الشهداء فسنعطيكم قائمة بأسمائهم بعد هذا البرنامج.

الصحفي: وهل تطالبون الحكومة بأي تعويض كما حدث في الماضي؟

* نحن لا نطالب، ولا تريد الجماعة ذلك. إن الحكومة بنفسها قد أعلنت في حادثة “مونغ رسول” تعويضات لذوي الشهداء السبعة، إلا أن ذوي الشهداء قالوا لهم: ادفعوا مبالغ التعويض الموعودة إلى صندوق متضرري الزلزال لأننا لا نريدها.

الصحفي: هل تطالبون الحكومة بأي تعويض مالي؟

* كلا نحن لا نطالب الحكومة بالمال. نحن لا نطلب من الحكومة أي مال.

الصحفي: ما هو خطتكم في المستقبل ؟

* أقول لكم، الحقيقة … (بعد سماع أصوات كثيرة من الصحفيين) أسمع ضجيجا كثيرا ولا أعتقد أنكم ستفهمون قولي.

إن استراتيجيتنا هي أننا سنبذل ما بوسعنا لحماية أنفسنا. لم تسمح لنا الحكومة سابقا لاقتناء الأسلحة لحماية أنفسنا إلا أنها سمحت بذلك منذ أن كثرت هذه العمليات الإرهابية، فسنسعى لحماية أنفسنا. ومَن لا يحب حياته حتى يهمل هذا الجانب؟

الصحفي: كم كان عدد المصلين في المسجدين؟

* من ألف وخمسمئة إلى ألف وسبعمئة تقريبا في كل مسجد.

الصحفي: تقول الشرطة أن المهاجمين كانوا أكثر من اثنين في حين تقولون أنهم كانوا اثنين؟ وكانت هناك إحدى الكاميرات تسجل الأحداث أيضا؟

الصحفي:  لقد زار “رحمن ملك” (وزير الداخلية) مسجدكم في “مودل تاون” ولم تكن أنت موجودا هناك، أما هنا فأنت موجود ولكنه لم يأت، فهل هناك مشكلة ما بينكم وبينه؟

* لا يوجد أية مشكلة، وماذا عسى أن تكون المشكلة بيننا؟ لقد زرت البارحة مسجدنا في “مودل تاون” وصليت هناك، ولا أستطيع أن أكون موجودا في مكانين في وقت واحد.

الصحفي:  ولكن لماذا لم يأت “رحمن ملك” هنا؟

* لقد قلت لكم إن بعض الضباط من الشرطة قد أتوا إلى هنا قبل مجيئكم وقالوا لي إن “رحمن ملك” (وزير الداخلية) سيأتي هنا بعد قليل، ثم تلقّوا مكالمة هاتفية أنه سيتوجه إلى مشفى “ميو” بلاهور لذلك عليهم الوصول إلى هناك، فذهبوا، أما أنا فكان لي موعد معكم فلم أستطع الذهاب إلى هناك.

الصحفي:  تقولون إن الأحمديين مسلمون، ولكن ماذا تقولون عن المسلمين غير الأحمديين؟

* نحن لا نقول أنهم غير مسلمين بل نقول كل من يعلن أنه مسلم فلا حق لأحد أن يقول له: أنت لست مسلما، فنقول عنهم إنهم مسلمون غير أحمديين.

الصحفي: ولكن النبي نبي أخير؟

* نحن نؤمن بأنه خاتم الأنبياء، أما الدعاية الكاذبة بهذا الخصوص تشابه الدعاية القائلة أنه لا علاقة لنا مع سيدنا محمد . هذا ليس صحيحا. نحن نؤمن أن النبي آخر الأنبياء المشرِّعين وشريعته آخر الشرائع. أُخبركم عن حادثة صغيرة أن القاضي المتقاعد الشيخ منير أحمد- الذي كان أمير الجماعة في لاهور وقد استشهد في الحادث والآن فـ”ملك طاهر أحمد” هو أمير الجماعة وهو جالس هنا – لما أصيب برصاص قبل يومين قال له أحد الأحمديين أن يتنحى جانبا حتى لا تصيبه طلقة أخرى، فقال: لا داعي لمثل هذا الكلام بل عليكم جميعًا أن تُكثِروا من الصلاة على النبي الآن. هكذا كانت وصيته الأخيرة لنا أن نصلي على النبي ، فكيف يمكن لأحد القول بما يخالف هذا الواقع. لا يهمّنا هل يسلّم أحد بما نقول أم لا، لأننا نعرف أننا نؤمن بالله ونؤمن بأن النبي هو خاتم الأنبياء وشريعته آخر الشرائع، ونرى من واجبنا العملَ بجميع أحكام القرآن الكريم، إذا لم نستطيع العمل بجميع أحكامه فهذا أمر آخر، لأن الإنسان ضعيف والله غفور رحيم ويغفر التقصيرات، ولكن واجبنا أن نسعى للعمل بجميع أحكام الله تعالى وأوامر رسوله .

شكرا لكم.

Share via
تابعونا على الفايس بوك