الظلام.. انعدام النور النور هو الوجود ذاته
  • إنَّ المسلمين اليوم تفوهوا بما لم يتجاسر على التفوه  بمثله حتى مشركو مكة.
  • إن الله تعالى خلق فطرة الإنسان طاهرة نقية.
  • فيبعـث االله رسـله لإثارة مافي الفطرة البشـرية من ملـكات وقدرات…
  • إن جهنم بمثابة المستشفى يبقى  فيها المرضى حتى  يتماثلوا للشفاء من  أمراضهم  لكنها ستسبب لأهلها  آلاماً شديدة للغاية.
__
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلِ الله قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لله شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ الله خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (الرعد 17)

شرح الكلمـات:

أولياء: جمع وليّ، وهو: المحبُّ؛ الصديق؛ النصير (الأقرب).

لا يملكون: مَلَكَهُ: احتواه قادرًا. مَلَكَ على القوم: استولى عليهم. ملك على فلان أمرَه: استولى عليه. ومَلَكَ الخشْفُ (ولد الظبي) أمَّـه: قوي وقدر أن يتبـعها (الأقرب).

الواحد: بمعنى الأحد أي المنفرد الذي لا نظير له أو ليس معه غيره (الأقرب).

القهّار: قَهَرَه قهرًا: غلـبه. والقهّـار فعّـال لـلمبالغـة (الأقرب).

التفسـير:

إنه لمن عجائب القدر أن عبادَ الله الأبرار الذين رفعهم الناس بعد موتهم من مكانتهم الحقيقية وجعلوهم آلهة، أقول إن جميع هؤلاء قد عاشوا عيشة حافلة بالمحن والآلام. فمثلاً اضطر سيدنا المسيح الناصري للهجرة من وطنه، وأما سيدنا الحسين  فقد استُشهد، وأما شندرجي* فقد ابتُلي بشتى المصائب على يد قومه. وبقوله لايملكون لأنفسهم نفعًا ولا ضرّا بيّن الله تعالى أن هؤلاء ما قدروا على حماية أنفسهم من أذى الأعداء، فكيف يمكن أن يغنوا عنكم شيئًا.

ومن المؤسف أن المسلمين اليوم أيضًا صاروا يزعمون أن سيدنا المسيح الناصري كان يخلق الطيور وغيرها، وشطَّ بعضهم في الخيال لدرجة أن قالوا: لقد اختلط ما خلق المسيح وما خلقه الله تعالى من طيور، فلا نستطيع الآن التمييز بينها!

ثم قال هل يستوي الأعمى والبصير .. أي أنكم مصابون بالغرور لكثرتكم، ولكن هلاَّ فكّرتم أن الكثرة العددية لا تنفع في كل حين. تُرى هل ينفع العميان اجتماعُهم بعدد كبير ضد رجل واحد بصير. أليس صحيحاً أن البصير الواحد غالب على ألف أعمى. هذا هو مثلكم ومثل محمد وأتباعه . إنهم مبصرون لأنهم مطلعون بفضل وحي الله إليهم على ما تحيكونه ضدهم من المكائد والمؤامرات، ولكنكم عميان، لأنكم لا تعلمون ماذا يجري ضدكم في المعسكر الإسلامي، لأن معظم خططهم تتم بتأثير خفي من السُنن الإلهية التي يستحيل عليكم إدراكها. إذن فكيف تستطيعون مقاومة مثل هذا المعسكر والذين فيه؟ فلا ضيرَ إذا كانوا قلةً، فإنهم مبصرون وليسوا عمياناً مثلكم.

ثم قال هل تستوي الظلمات والنور أي لا وجه للمقارنة بين النور والظلمات، لأن النور وإن كان ضئيلاً قادرٌ على تبديد ظلمة الغرفة وعلى إضاءَتها. إن الظلام يعني انعدامَ النور، والنور يعني الوجود، فشتان ما بين الوجود والعدم. وكأنه تعالى يقول: إن محمدًا عنده كلام الله وتعاليمه، وأنتم لا تملكون هذه الميزة، ثم إن تعـاليمه مبنية على الحق والصـدق، وأما عقائدكم فلا تستند إلى أي برهان، بل أساسها الجهل والعناد، فما وجه المقارنة بين تعاليمه وبين تعاليمكم.

ثم قال إفحامًا للمشركين: أم جعلوا لله شركاءَ خلقوا كخلقه فتشابَهَ الخلقُ عليهم أي أنكم رغم اتخاذكم آلهةً من دون الله فإنكم لا تستطيعون الادعاء بأن هذه الآلهة قد خَلَقَتْ أي شيء مماثل لما خلقه الله من شتى المخلوقات. ولم يتجاسر مشركو مكة على أن يتفوّهوا بهذا الادعاء، وإن كان المشركون في بلاد أخرى تظاهروا بمثل هذه المزاعم والدعاوي.

ومن المؤسف أن المسلمين اليوم أيضاً صاروا يزعمون أن سيدنا المسيح الناصري كان يخلق الطيور وغيرها، وشطَّ بعضهم في الخيال لدرجة أن قالوا: لقد اختلط ما خلق المسيح وما خلقه الله تعالى من طيور، فلا نستطيع الآن التمييز بينها!

كان سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود يحكي لنا قصة من هذه القصص وهو يقول: سألت مرة أحد المشائخ: تزعمون أن المسيح كان يخلق الطيور، فماذا خلق منها؟ قال: الخفاش. فقلت: أي من الخفافيش هي من خلق المسيح وأيها من خلق الله سبحانه وتعالى؟ قال: لقد اختلطت بعضها بالبعض، ولسنا بقادرين على التمييز بينها! (الخزائن الروحانيةج17، التحفة الغولروية ص 206).

وإنه لمما يبعث على الأسف الشديد أن هؤلاء المسلمين قد قالوا  بما لم يتجاسر على التفوه بمثله حتى مشركو مكة، دون أن يفكروا أن لا أحد في العالم سيقبل هذه المزاعم التي لا يدعمها أي دليل ولا برهان!

أما قوله تعالى خالقُ كلِّ شيء وهو الواحد القهّار فاعلم أن القرآن الكريم قد ذكر اثنين من أسماء الله الحسنى تعبيراً عن وحدانيته سبحانه وتعالى، وهما: الأحد والواحد. والأحد اسم تنـزيهي، أي يدل على انفراديته ووحدانيته حيث لا تفكر أذهاننا بعده في العدد الثاني والثالث. وأما الواحد: فيشير إلى البداية وينتقل الذهن بعده إلى الأعداد الثاني والثالث والرابع فصاعدًا. وقد أشار باستخدام صفته (الواحد) إلى أنه منبع كل المخلوقات. فبالرغم من أن الخلق لا يشابهه سبحانه وتعالى في كمالاته لأنه غني عن العالمين جميعًا، إلا أن كل  موجود يشـير إليه . مثل عدد “الواحد” الذي يشـير إلى الثـاني والثالث والرابع وهلمّ جرّا.

فقد جاء بقوله هو الواحد تدليلا على كونه (خالق كل شيء)، حيث قال: إذا لم تعتبروا الله خالقًا لكل شيء، فلن تثبت وَحدانيته، لأن بعض المخلوقات سوف تشير إلى منبع آخر دونه. وإذا لم تعتبروه واحداً، للزم أن تؤمنوا بوجود خالق آخر إلى جانبه.

وبيّن بقوله القهّار أنه قد يخرج مخلوق على خالقه ويتمرد، فيحتاج الخالق إلى مساعدة الآخرين لتسخيره ليبقى تحت سلطانه، ولكن هذا لا يحدث مع الله ، فكل شيء في قبضته وتحت تصرفه، بل بحاجة إليه، حتى إن آلهتكم الباطلة أيضًا خاضعة لسلطانه  ، ولا أحد منها يعدُّ خالقاً لأي شيء، فعبادتكم لها عبثٌ ولغوٌ، إذ لا دليل على وجودها.

أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ الله الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ الله الأَمْثَالَ  (الرعد: 18)

 شرح الكلمـات:

أودية: جمع وادٍ. وَدَى الشيءُ وَدْياً: سال. والوادي: منفرَجٌ بين جبال أو تلال أو آكام يكون منفذاً للسيل. وفي مفردات الراغب: الوادي: الموضع الذي يسيل فيه الماء، ومنه سمِّيَ المنُفرج بين الجبلين وادياً (الأقرب).

سالت: سال الماء: جرى. السيل: الماء الكثير. والعرب تقول: سال بهم السيل وجاش بنا البحر.. أي وقعوا في أمر شديد ونحن في أشد منه. (الأقرب).

الزَبَد: ما يعلو الماء من الرغوة؛ الخَبَثُ. وقول الحريري: ثم أقبلنا على الحديث نخضّ زُبَدَه ونُلقي زَبَدَه.. كنى بالزُبَد وهي جمع زُبدةٍ عن خيار الكلام، وبالزَبَد عمّا لا خير فيه (الأقرب)

رابياً: ربا يربو المال: زاد ونما. وربا فلانٌ الرابيةَ: علاها. وربا الفرسُ رَبْواً: انتفخ من عدوٍ أو فزعٍ. وربا فلان السويقَ: صبَّ عليه الماء فانتفخ. وربا في حجره رَبْواً ورُبُوّاً: نشأ. وكلّمتُه فما ربا برأسه أي لم يعبأ بي. والرابيةُ: ما ارتفع من الأرض. وأخذةً رابيةً: شديدة (الأقرب).

جُفاءً: الجُفاء: ما نفاه السيل إذا رمى به. قال ابن السِّكِّيت: وذهب الزَبَد جفاءً أي مدفوعاً عن مائه. والجفاء: الباطلُ تشبيهاً له بزبد القِدرِ الذي لا يُنتفع به (الأقرب).

التفسـير:

لقد وضّح هنا الموضوع السابق أيما توضيح، بضرب هذين المثالين، إذ قال: عندما يُنزل الله الماء من السماء فيجري في مختلف الوديان والطرق، يولّد بجريانه هكذا رغوةً كثيرة مشوبة بالأوساخ، حتى إن الرائي يتحير ويتساءل: هل كل هذه الأوساخ كانت موجودة في هذه الطرق. وتكون الرغوة كثيرة في البداية حتى يخيل للرائي أنه ليس هناك إلا الرغوة، ولكنها لا تلبث أن تنكمش تدريجياً وتقل حتى لا يُرى إلا الماء في الأخير. فَمَثَلُ الحق والباطل كمثل الماء والرغوة التي تعلوه في الظاهر، بمعنى أنه عند بداية دعوى الأنبياء عندما يجد الناس أهلَ الباطل غالبين على أهل الحق يظنون خطأً أن الباطل في قوة وسيبقى غالباً دائماً، ولكن كما أن الزبد ينكمش وينمحي في آخر المطـاف وتكون الغلبة للماء، كذلك سيتغـلب أهل الحق على أهل الباطل في آخر الأمر.

والمثال الآخر الذي ضربه القرآن هنا توضيحاً لهذا الموضوع  هو مثال الذهب وغيره من المعادن، حيث يقول إن الصائغ عندما يقوم بِغَلْيِ الذهب مثلاً لصنع الحُلِيِّ فلا شكّ أن الرغوة تعلو حينذاك، ولكن الصائغ لا يحتفظ بالرغوة بل يرمي بها و يحتفظ بما يبقى بعدها من ذهب خالص نافع.

فبيّن بذلك للكفار: لا جرم أنكم تعلون الآن على أهل الحق، كما تعلو الرغوة على الذهب، وتحجبون ذهب الإسلام الخالص عن أعين الناس، ولكنا عندما نرسل رياح النصرة ستذهب ريحكم وتَمَّحون كما يَمَّحِي الزبد، ولن يكون شيءٌ غالباً إلا الإسلام، ولن يقبل الناس إلا تعليم المصطفى .

أو أن يكون هذا المثال عامًا فلا يخصّ المؤمنين و الكافرين فقط، بل المقصود منه البيان أن الله تعالى قد خلق فطرة الإنسان طاهرة نقية، ولكن الإنسان يلطخها بأوساخ العادات والتقاليد الفاسدة الخاطئة فيفسدها. فيبعث الله رسله لإثارة ما في الفطرة البشرية من ملكات وقدرات، فتَحدث بمجيئهم ثورةٌ وهيجان في طبائع الناس كالذي يكون في المعدن المغلي أو السيل المنهمر، فتصحو في الناس فطرتهم الصحيحة النقية من ناحية، ومن ناحية أخرى يثور فيهم حب العادات والتقاليد، فيُصبح كل واحد منهم خليطاً من المشاعر النقية الصافية والتقاليد الفاسدة الخاطئة، ويحمل لبعض الفترة هذه المشاعر ذات التيارين المتباينين. فإذا كان ذا فِكر نقي خالص استطاع التخلص من أغلال العادات الخاطئة، أما إذا لم يكن صادقاً في سعيه عادت مشاعره النقية إلى نفس الخمود والبرودة التي كانت مستولية عليه من قبل، فيختلط زبد التقاليد بذهب الفطرة النقية، فتصير مشوبة غير صافية مرة أخرى.

وبيّن بقوله تعالى فسالتْ أوديةٌ بقدرها أن انتشار التعاليم السماوية يتم وفق حالة الطبائع البشرية.

كما أن الآية تشير إلى أن القرآن الكريم سوف يفرق بين الحق والباطل، ويميز الخير من الشر، وحينما ينكشف على الناس الفارق بينهما جليًا سوف يطردون بأنفسهم الشر بعيدًا مؤْثِرين الحق على الباطل. فمن كان أصحَّ قلـباً وأوسعَ ظَرْفاً كان أوفرَ حظًّا  من بركات الإسلام.

لِلَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمُ الْحُسْنَى وَالَّذِينَ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُ لَوْ أَنَّ لَهُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ أُولَئِكَ لَهُمْ سُوءُ الْحِسَابِ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ   (الرعد 19)

شرح الكلمـات:

إِستجابوا: استجاب له ومنه: قبل دعاءه (الأقرب).

الحسنى: ضدُّ السُوءَى؛ العاقبةُ الحسنة؛ الظفرُ (الأقرب).

إفتدَوا: فداه وافتداه: استنقذه بمال؛ وقيل أعطى شيئاً فأنقذه. وافتدت المرأة نفسها من زوجها: أعطته مالاً حتى تخلّصت منه بالطلاق. (الأقرب)

جهنم: دار العقاب بعد الموت ممنوعة من الصرف، قال صاحب الكليّات: جهّنمُ قيل عجميةٌ (الأقرب).

ولكني لا أرضى بنسبة الكلمات العربية إلى لغات أخرى. فلا أراه رأيًا سليمًا، بل أرى أن (جهنم) كلمة عربية صيغت بحسب القواعد العربية، ولكن بما أنهم لم يجدوا لها الآن شاهدًا لذلك اعتبروها أعجمية الأصل. الحق أنها مشتقة من: جَهَنَ جُهُونًا أي قرب ودنا، أو مِن (جَهَمَ) والنون هنا زائدة، وأمثلةُ زيادة النون في اللغة العربية كثيرة. وجَهَمَ معناه: استقبله بوجه مكفهّـر، وتجهَّمَـه: استقبله بوجه كريه (الأقرب).

المِهاد : الفِراش؛ الأرض، وجمعه أمهدةٌ (الأقرب).

ولكني لا أرضى بنسبة الكلمات العربية إلى لغات أخرى. فلا أراه رأيًا سليمًا، بل أرى أن (جهنم) كلمة عربية صيغت بحسب القواعد العربية، ولكن بما أنهم لم يجدوا لها الآن شاهدًا لذلك اعتبروها أعجمية الأصل.

التفسـير:

يقول الله تعالى: إن الذين يلبّون نداء الله ستكون عاقبتهم حسنة.. وسيفلحون في سعيهم، ويحظَون برؤية الله، وستُنار عقولهم. أما الذين لا يستجيبون لأوامر الله ولا يتبعون تعاليم القرآن سوف يحيطهم الخزي والهوان، وسوف تسوء حالتهم وتحل بهم النوائب والخطوب، بحيث سيتمنون إنقاذ أنفسهم مما هم فيه بأي طريق ولو بفداء الأرض وما فيها إن استطاعوا، لأن الله تعالى سيحاسبهم حسابًا عسيرًا مؤلما جدًا، وسيكون مصيرهم جهنم حيث الآلام والبكاء والعويل.

أما قوله تعالى أولئك لهم سوء الحساب فليس المراد منه أن حسابهم سيكون فيه ظلم وإجحاف، بل المراد أن نتائج أعمالهم ستكون سيئة وخيمة، ولن يقدروا على أن يقدموا الحساب على المواهب والقدرات التي أودعها الله فيهم للرقي فأضاعوها.

ووضّح بقوله تعالى وبئس المهاد أن جهنم -وإن كانت بمثابة المستشفى يبقى بها المرضى إلى أن يتماثلوا للشفاء من أمراضهم- ولكنها ستسبب لأهلها آلامًا وكروبًا شديدةً للغاية.

Share via
تابعونا على الفايس بوك