الحل الأنسب للتردي الأخلاقي والفراغ الروحي

الحل الأنسب للتردي الأخلاقي والفراغ الروحي

التحرير

  • إفتقار العالم للطمأنينة والسلام
  • إنشاء منظمات عالمية للحفاظ على حقوق الانسان وفشلها في ذلك
  • سقوط العالم في هوة الفراغ الروحي والتردي الاخلاقي
  • فشل التيارات المادية والإلحادية بإحلال الطمأنينة والسلام في هذا العالم
  • الإسلام هو الحل الأنسب للتردي الأخلاقي والفراع الروحي

__

لقد شهد العصر الحديث انتكاسات عديدة أحدثت جروحا عميقة في جسد الإنسانية المترامية الأطراف، نجم عنها انعدام السلام والطمأنينة. وبالرغم من أن المجتمعات المعاصرة لازالت تعاني من جراح الماضي القريب إلا أنها تُطعن من حين لآخر بخناجر حادة. حيث أصبح التجرد من الصفات الإنسانية طابعا سائدا في العلاقات الفردية والجماعية من خلال إهانة كرامة الإنسان، وحَدِّثْ ولا حرج عن المواقف المحرجة التي تعكس مآزق الانحطاط الأخلاقي والحضاري لهذا العصر.

ولطالما عقدت الإنسانية الآمال على أن ترتقي وتتجاوز محن الماضي الأليم. ولطالما تمنت أن تنمحي تلك الحقبة من مخيلتها. فأنشأت منظمات وهيئات وعقدت مؤتمرات وجلسات، متطلعة إلى مستقبل باهر لا ينتقص من حقوق الإنسان شيئا. فيصبح سيد نفسه.. عزيزًا كريما لا يكدر صفو حياته أحد بسبب لونه أو عرقه أو فكره أو معتقده.

ويا حسرتاه فإن هذه الآمال تصطدم مع الواقع الإنساني المرير الذي يعيش متناقضات في زمن قطعت فيه المعرفة العلمية أشواطًا كبيرة غيَّرت معالم العصر وجعلت بينه وبين الأمس البعيد بونا شاسعا.. وبالرغم من هذا الرقي ما زالت البشرية ترى صور  هذه المتناقضات وتسمع أصواتها.. اضطهاد وحرية، شقاء وسعادة، ثراء فاحش وفقر مدقع، وضلالة وهداية.. وفي هذا الخضم تسير الحشود الكبيرة بلا هدف نبيل، وتكتفي بمشاهدة ظلمة هذا العالم لتصبح جزءا من هذه العَتمة من خلال الحياة اليومية المضطربة. ولعل دوافع هذه المأساة ناجمة عن الحيرة والهيبة من المستقبل من جراء الفراغ الروحي. ذلك الفراغ الذي يجعل حياة كثير من الناس في عصرنا الحالي تتسم بالضبابية وعدم اليقين، وهذا  هو العامل الرئيس الذي يفرغ الحياة من الأمل والصبر، لأنه عادة ما يتسبب في شل ّ وتعطيل القدرات لما ينجم عنه من تحجر في القلوب فتصبح أشد قسوة من الحجارة، ومن ثم إلى التردي الأخلاقي والبغضاء والقسوة والمظالم. وهذا نتاج تعامل خاطئ يمكن معاينته في التاريخ الإنساني القديم، لكنه غدا أكثر جلاء وخطورة مما كان عليه لاختلاف الزمن من خلال التطور المادي المذهل وتأثيره على الحياة العامة.

وبما أن التيارات المادية والإلحادية طغت على حياتنا المعاصرة فمن البديهي أن يحدث اضطراب في السلوك البشري من خلال علاقة الإنسان بأخيه الإنسان. وعلى الرغم من الإنجازات النبيلة التي وصل إليها عالم اليوم لتشخيص أعراض الانحطاط والتدهور على المستوى الاجتماعي، تبقى الرغبة الإنسانية الجياشة للوصول إلى السلام قاصرة . وهكذا تكون قد فشلت فشلا ذريعا لاعتمادها على آليات مادية واجتهادات عقلية أقصت البعد الروحي والإيماني. لأنه لا يمكن للقلب والعقل أن ينعما بالهدوء والطمأنينة باجتهادات فكرية وأسباب مادية إلا إذا استمدا فعاليتهما وقوتهما من واهب السلام “السلام” عز وجل الذي هو وحده سبحانه وتعالى الذي يهب الإحساس بالاطمئنان والنجاة والتآلف للبشر.

 ولا شك أن ما قدمه الإسلام للبشرية من هداية حقيقية كاملة عبر تعاليمه الحكيمة هي السبيل الأوحد الذي يحقق الأماني الفطرية التي يبحث عنها الإنسان في كل زمان ومكان، ولن يتخلص العالم اليوم من آفة التردي الأخلاقي والفراغ الروحي الذي يعاني من ويلاتهما إلا عن طريق الرجوع إلى الله تعالى.

فلا شك  أن تخبطَ الإنسان المعاصر في المشاكل النفسية والاجتماعية إن دل على شئ فإنما يدل على أنه يبحث عن توافق بين احتياجاته المادية والروحية في ظل غياب قاعدة مشتركة بينهما. هذا إلى جانب افتقاده الآليات الناجعة للحصول على ذلك. ولا شك أن ما قدمه الإسلام للبشرية من هداية حقيقية كاملة عبر تعاليمه الحكيمة هي السبيل الأوحد الذي يحقق الأماني الفطرية التي يبحث عنها الإنسان في كل زمان ومكان، ولن يتخلص العالم اليوم من آفة التردي الأخلاقي والفراغ الروحي الذي يعاني من ويلاتهما إلا عن طريق الرجوع إلى الله تعالى.

وخير ما نختتم به هذه السطور مقتبس من كتابات سيدنا أحمد من كتابه خطبة دافع الوساوس:

“لا تقعدوا في خيمة  العقل وحده وقد سقط البُوانُ، واسعوا إلى الله بإمحاض الطاعة وإخراج غيره عن الجَنان. ”

هدانا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه وصلِّ اللهم على سيدنا ومولانا محمد المصطفى وعلى آله وصحبه أجمعين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك