التقوى منكم وإليكم

التقوى منكم وإليكم

  • ظاهرة قلق “الكمبيوتر”
  • ظاهرة إدمان “الإنترنت”
  • في غيابة “الروتين”
  • الكولسترول في الميزان

__

بيـن قلق “الكمبيوتر” وإدمان “الإنترنت” !!

بالرغم من التغيير الجذري الذي أحـدثـته ثورة الاتصالات في العالم إلا أن دخول “الإنترنت” ضمن  خدمـات الاتصـالات كان له آثار عديدة على المستوى الصـحي والاجتـماعي والثقافي والاقتصادي.

ولا يخفى على من يتعايش مع مستجدات ما أفرزته الشبكة وما كشفته كثير من  الدراسات الحديثة من حقائق حول الآثار الصحـية والاجتـماعية لشبكة “الإنترنت” حيـث إن للشبكة عوامل سلبية مثل إدمــان “الإنترنت” وفقدان الحس الاجتماعي وسط الأسـر وسيطرة التشاؤم وتحطم العلاقات الاجتماعية وانهيـارها. ويعتبر إدمـان استخدام الشبكة البوابة لكثير من الأمراض النفسية.

وقد أدى تنـامي إدراك أهمية استخـدام اللغة العربية في المواقع على الشبكة إلى زيادة كبيرة نسبيا في عدد المواقع وتضاعف أعدادها بصورة متسارعة، ويتوقع الجميع أن يرتفع الإقبال مستقبلاً عندما تزيد نسبة المشاركة في خدمة “الإنترنت”، الأمر الذي سيعمل على زيادة ظهور هذه الانعكاسات السلـبية في المجـتمع العربي بشـكل أوضح. وفي واقع الأمر هناك  ِتهميش من ناحية البحوث التي تهتم بالآثار النفسية لاستخدام الإنترنت ولكن مع تزايد أعداد المشـاركين في الشبكة وظهور مشاكل سوء استخدامها بدأت البحوث النفسية في الظهور. وتصنف إلى فئتين متناقضتين تسمى الأولى:

ظاهرة “قلق الكمبيوتر”، حيث يحاول الباحثون هنا كشف الأسباب التي تجعل بعض الأشخاص يترددون في استخدام الكمبيوتر في أعمالهم ودراساتهـم  وبحوثـهم واتصالاتهم. وقــاموا ببحوث على الأطفال وتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات والمعلمين في مراحل تعليمية مختلفة. وقد أوضحت النـتائج   أن طلاب الجامعة الذين يتمتعون بثقة عالية في قدرتهم على استخدام الكمبيوتر يتمتعون بصحة نفسية أفضل بالمقارنة مع زملائهم الذين يغلب عليهم الشعور بالنقص والقلق واضطراب النوم. كما بينت بعض الدراسات الأخرى أن الإناث بوجه عام يعانين بدرجة عالية من قلق الكمبيوتر بالمقارنة مع الذكور، بمعنى أنهن أقل ثقة في قدرتهن على استخدام برامج الكمبيوتر والتعامل مع أنظمة التشغيل المختلفة. وتسمى الثانية:

ظاهرة “إدمان الإنترنت”

وتتعلق بالاستخدام الزائد للكمبيوتر و”الإنتـرنت” حيث تؤكد البحوث النفسية أن الاستخدام الـمُبالغ فيه لشبكة الإنترنت يسبب إدمانا نفسيا يشابه نوعا ما في طبيعتـه الإدمان الذي يسبـبه التعاطي المكثف للمـخـدرات والمشروبات الكـحولية. كذلك فإن إدمان “الإنترنت” يؤدي إلى اضطرابات نفسية ينتج من جرائها الميل إلى زيادة ساعات استخدام الإنترنت لإشباع الرغبة نفسها التي كانت تشبعها من قبل ساعات أقل. كما يـعاني مـدمن “الإنترنت” من أعراض نفسية وجسمـية عند انقطاع الاتصال بالشبكة منها التوتر النفسي الحركي والقلق وتركيز التفـكير  حول الإنترنت وما يجري فيها مع حركات إرادية ولا إرادية تؤديها الأصابع مشابهة لحركات الأصابع على الكمبيوتر والرغبة في العودة إلى استخدام الإنترنت لتخفيف أو تجنب أعراض الانسحاب.

كما أن من أعراض إدمان الإنترنت حدوث مشاكل جسمية أو اجتماعية أو مهنية أو نفسية دائمة أو متكررة نتجت عن الاستخدام المفرط للشبكة مثل السهر، الأرق، آلام الظهر والرقبة، التهاب العينين، التأخر عن العمل الصباحي، إهمال واجبات العمل ومواعيده، إهمال حقوق المقربين من الأهل والأصدقاء. ولتجنب هذه المشاكل يمكن الاسـتفادة من التوجيهات التالية:

* تحديد الهدف من استعمال الشبكة يوميا ووضع مخطط مسبق لما سيتم القيام به. * ثم تحديد وقت التصفح الذى يجب أن لا يزيد على  ساعتين.

* التفكير في كيفية الوصول للهدف بأقصر الطـرق وفي أقل وقت ممكـن. * إهمال أي أمور جـانبية عارضـة أو مغـريات والتركيز على الهدف. * تجنب الجلوس على الإنترنـت دون هدف أو للترفيه لساعات طـويلة. * تقديم الأولـويات الاجتماعية على استعمال “الإنترنت”.

* النظر بعيدا عن الشـاشة لمدة خمسـة دقـائق كل ثلاثين دقيقة تقريبا وعدم العمل لأكثر مـن ثلاث  ساعات متواصلة لتجنب حدوث التهاب مـلتحمة العين.

* القيام بنـشاط رياضي يومي خارج المنـزل.

* تنظيم استخدام الأطفال للإنتـرنت وتوجيهـهم ومراقبتهم.

* تنمـية الاهتـمامات الأخرى لدى الأطـفال مثـل اللعـب وزيارة المنتـزهات.

 في غيابة “الروتين”

يُعرف “الروتين” على أنه تكرار عمل يومي بشكل منتظم كالاستيقاظ صباحًا والذهاب للعمل والعودة للبيت والخلود للنوم وتكرار نفس السيناريو في اليوم التالي.

وتعتبر المواظبة على مثل هذا الأسلوب الحياتي وعدم كسر الملل المصاحب له بإدخال أمور جديدة على الأحداث اليومية عاملاً مساعدًا للاضـطرابات والمشاكل النفسية التي قد تؤثر على الصحة البدنية والاجتمـاعية مع مـرور الوقت.

ويتسبب الخضوع للروتين في ظهور حالة تُسمى الانكفاء وهي نتيجة مباشرة لممارسته نظام حياة ثابت لفترة زمنية طويلة. وتعمل هذه الحالة على قتل ملكة الإبداع والتجـديد عند الشخص وتجعله يميل إلى الانزواء ولذلك فإن أغلب من يتعرضون لها هم من العاملين الذين يحبون عملهم وهي تحد كثيرًا من عطائهم في العمل وتجعلهم يشعرون بالملـل وقد يصابون ببوادر الاكتئاب. ويعتبر الحل الأمثل لعلاج الشخص من هذه الحالة هو أن يسعى لتجديد نمط حياته ويبدأ ذلك من أبسط الأمور كأن يُغير طريقة أكله وطعامه. ونرى أن بعض الأشخاص تصل بهم الحالة لدرجة أنهم يأكلون نفس الطعام يوميا في نفس الوقت وفي نفس المكان. ولهذا يصابون بحالة الانكفاء. لذلك فلتكن البداية بالأمور البسيطة والممكنة ولو أمكن بعد فترة إجراء تغييرات جذرية فليكن ولكن ليس لدرجة إرهاق النفس بمصاريف تفوق الطاقة.

وعلى كل شخص أن يتفحص نفسه بين فترة وأخرى ليدقق ويحدد ماذا يريد وما الذي يبحث عنه.

الكولسترول في الميزان

الكولسترول هو مادة شمعية بيضاء اللون طرية الملمس عديمة الطعم والرائحة. يتواجد في الدم وفي أجزاء كثيرة ومتفرقة من الجسم.

يحتاج الجسـم إلى الكولسترول ليعمل بشكل طبيعي، كما يُسـتخدم أيضا في بناء الخلايا. ويوجد تحديدا في جدار أو غشاء الخلية في الدماغ والأعصاب والعضـلات والجلد والكبد والأمعاء والقلب.

يسـتخدم الجـسـم الكولـسترول لإنـتاج العديد من الهرمـونات وفيتامين د وأحـماض الصفراء التي تساعد على هضم الدهون. ويحتـاج الجسم إلى كمية قليلة من الكولسترول في الجسم لتغطية هذا الاحتياج.

وتؤدي الزيادة في نسب الكولسترول في الـدم والجسم إلى الإصـابة بتصلب الشرايين وهو عبـارة عن ترسـب “الكولسترول” في الشرايين بما فيها الشرايين التاجية للقلب وبالتالي تساهم في ضيقها وفي بعض الحالات تؤدي إلى انسدادها مما يسبب أمراض القلب.

وأفادت العديد من الدراسات أن تقليل مستوى “الكولسترول” عند من لا يعاني من أمراض القلـب يقلل من مخاطر الإصابة بهذه الأمراض ومن بينها الذبحة الصدرية وجلطة القلب التي قد تؤدي في العديد من الأحيان إلى الموت. وهذا ينطبق أيضا على من يعاني من ارتفاع مستوى الكولسترول وعلى من لديه مستوى كولسترول طبيعي.

مساهمــة الصديق

محمد عمار المسكي

(لندن)

Share via
تابعونا على الفايس بوك