بركات تجلي صفة الله  "المهيمن"
التاريخ: 2008-10-03

بركات تجلي صفة الله  “المهيمن”

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

حضرة مرزا مسرور أحمد (أيده الله)

الخليفة الخامس للمسيح الموعود (عليه السلام)
  • معنى اسم الله المهيمن
  • تجلي صفة المهيمن مع المسيح الموعود
  • الله مع عبده دائمًا لا يتركه
  • تحقق الإلهامات الداعمة للمسيح الموعود
  • آثار صفة المهيمن مع أتباع المسيح الموعود

__

أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله. أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسْم الله الرَّحْمَن الرَّحيم * الْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمينَ * الرَّحْمَن الرَّحيم * مَالك يَوْم الدِّين* إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ * اهْدنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقيمَ * صِرَاط الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْر الْمَغْضُوب عَلَيْهمْ وَلا الضَّالِّين . (آمين)

لقد تناولت صفة الله “المهيمن”، في خطبة الجمعة قبل بضعة أسابيع وفسرتها لكم وبينت بعض معانيها الواردة في المعاجم المختلفة. وتُفسَّر هذه الصفة عادة على أن “المهيمن” هو من يهيئ اللجوء والمأوى. وإن الله هو وحده الملجأ والمأوى الحقيقي حيث ينال كل شيء الحماية والصيانة. وهو يُري آيات عجيبة وخارقة للذين يؤمنون به ويتمسكون بعتباته بإخلاص. ومن معاني كلمة “المهيمن”، الشاهد أيضا، حيث إن الله حين يقوم شاهدا في حق عباده المقربين ولا سيما الأنبياء فهو يشهد على صدقهم مبرئا إياهم من كل تهمة يلصقها بهم أعداؤهم ويفند كل فرية لهم. ومن معانيها: الشهيد والحفيظ على شؤون الخلق وأمورهم. ومن معانيها مَن يهيئ الأمن من الخوف. وعندما يتجلى الله بصفته على عباده الخواص، فتظهر لهذه الحمايةِ والشهادة آياتٌ خارقة. وإن هؤلاء الناس – كما قلت – يكونون مظاهر لصفات الله الحسنى حيث تظهر لهم هذه الصفات. ويكون الأنبياء هم الحائزون على بركات من صفات الله حيث تنشط لهم كل صفة من صفات الله بشكل خارق وتُثبت صدقهم؛ وذلك لكي ينكشف على أهل الدنيا أن هذا الرجل من الله. ثم إن هذه الصفات تتجلى في أتباع النبي أيضا لإثبات صدقه.

والآن سأقدم لكم بعض الأحداث من حياة سيدنا المسيح الموعود انطلاقا من المعاني الواسعة التي تحتوي عليها صفة الله المهيمن، بالإضافة إلى بعض الأحداث لبعض الصلحاء الكبار من الجماعة الذين بواسطتهم أرى الله مشاهد حمايته وحِفْظه بشكل معجز ليثبت صدق سيدنا المسيح الموعود . فكل ما وجده سيدنا المسيح الموعود فإنما وجده نتيجة اتباعه لسيده ومطاعه سيدنا محمد المصطفى . ولقد منَّ الله عليه أيضا ليُظهر بواسطته صدق الإسلام ومؤسسِه . والموضوع الذي أنا بصدده قد تناوله سيدنا المسيح الموعود أيضا وقال في شأن النبي :

“اعلموا أنه قد ظهرت في حياة النبي خمسة أحداث خطيرة جدًّا حيث كان خروجه منها سليما يبدو مستحيلا. ولو لم يكن رسولا صادقا من الله لأُهلِك. فمرة حاصر كفار قريش بيت البني وكانوا قد حلفوا على أنهم سيقتلونه لا محالة.

وثانيا حين كان الكفار قد وصلوا بعدد هائل إلى مدخل الغار الذي كان رسول الله قد لجأ إليه برفقة سيدنا أبي بكر .

وثالثا حين كان حضرته وحيدا في ميدان أُحُدٍ وكان الكفار قد حاصروه وأحاطوا به ، وشنوا عليه الهجوم بسيوف كثيرة لكنها لم تصبه، وكانت معجزة.

والحادث الرابع حين دسَّت له يهوديةٌ سما في اللحم، وكان السم قويا وقاتلا وبكمية كبيرة.

أما الحادث الخامس فكان خطيرا جدا حين صمم الملك خسرو برويز العزم على قتل النبي وأرسل الشرطة لاعتقاله . ومن الجلي أن تخلُّص النبي من كل هذه الأحداث الخطيرة جدا وانتصاره في نهاية المطاف على كل أولئك الأعداء يشكِّل دليلا قاطعا وبرهانا ساطعا على أنه كان صادقا وأن الله كان معه.” ثم يقول حضرته : من العجيب أنني أنا الآخر قد تعرضت لمثل الأحداث الخمسة حيث كان روحي وشرفي عرضة للخطر.

أولا: حين رفع الدكتور مارتين كلارك دعوى ضدي في المحكمة واتهمني بالتخطيط لقتله.

ثانيا: حين رفعت الشرطة قضية جنائية ضدي في محكمة نائب الحاكم “دوئي” في مدينة غورداسبور

ثالثا: القضية الجنائية التي رفعها ضدي شخص اسمه “كرم دين” في مدينة جهلم

رابعا: القضية الجنائية التي رفعها ضدي كرم الدين نفسه في غورداسبور.

خامسا: حين تم تفتيش وتمشيط بيتي إثر قتل “ليخرام” وكان الأعداء استنـزفوا جهودهم لإدانتي بالقتل، لكنهم في جميع هذه القضايا خابوا وأخفقوا.”

لا يسعني الخوض في تفاصيل كل هذه القضايا، أما القضية التي رفعها الدكتور مارتين كلارك فكانت مزورة حيث استُصدِر تصريحٌ من الشاب الذي لا دين له ولا إيمان وكان كذابا وعاطلا عن العمل حيث قال هذا الشاب بأن سيدنا المسيح الموعود قد أرسله – والعياذ بالله – لقتل الدكتور مارتين كلارك. وكان هذا الشاب يغيِّر دينه بعد كل فترة، وكان قد جاء إلى قاديان وأبدى رغبة في البيعة أيضا لكن سيدنا المسيح الموعود لم يقبل بيعته بعد أن اطلع على أحواله وتصرفاته المشينة.

أما الدكتور فكان طبيبَ الكنيسة، وكان من أعدائه ، لأن حضرته كان يرفع الصوت ضد التعليم الخاطئ للمسيحية دائما، وظلّ يُثبت أن سيدنا عيسى لم يكن إلا نبيا، ولم يكن إلها كما يزعم المسيحيون.

فباختصار قد أوصل جميع المخالفين مكرهم إلى منتهاه في هذه القضية حتى إن الشيخ محمد حسين البطالوي أيضا تقدم للإدلاء بالشهادة ضد حضرته في المحكمة. لكن الله كان قد أنبأه سلفا أنه بفضل منه سيُبرَّأ في هذه المحكمة. فالحاكم “دوجلاس” برَّأ حضرته بعد تقصي الحقائق. كيف كان الله يقوم شاهدا بجانب أحبائه ويعصمهم لتبرئة ساحتهم؟ اسمعوا تفصيل ذلك بلسان الحاكم “دوجلاس”.

يقول السيد راجه غلام حيدر الذي لم يكن أحمديا وكان موظفا في المحكمة: إن القاضي – قبل أن يعلن القرار- كان يتمشى ذات يوم على الرصيف في المحطة بمنتهى الاضطراب فسألته عن سبب اضطرابه المتناهي، فقال لا تسأل! وحين أصررت عليه قال: منذ أن رأيت وجه سيادة الميرزا أرى من تلك اللحظة وكأن ملَكا يقول لي رافعا يده نيابة عن حضرة الميرزا إن حضرته ليس مجرما وهو بريء من هذا الاتهام. ثم حين غيَّر الحاكم مسار التحقيق وسلَّم المتهم للشرطة تبين الحق، كذلك بقية القضايا التي رفعها العدو بنية إهانته وإلحاق الضرر به باءت بالفشل وبرَّأه الله في كل مرة بعزة وكان يخبره عن التبرئة قبل الوقت.

وعندما يتجلى الله بصفته على عباده الخواص، فتظهر لهذه الحمايةِ والشهادة آياتٌ خارقة. وإن هؤلاء الناس – كما قلت – يكونون مظاهر لصفات الله الحسنى حيث تظهر لهم هذه الصفات.

يذكر سيدنا الخليفة الثاني للمسيح الموعود رؤياه المتعلقة بقضية الدكتور مارتين كلارك فيقول: ما زلت أتذكر أن القس مارتين كلارك حين رفع الدعوى ضد سيدنا المسيح الموعود دعوت الله في اضطراب وقلق شديدين، ثم رأيت في الرؤيا أنني عائد من المدرسة وأحاول دخول بيتي من الشارع الذي يمر بجانب بيت الميرزا سلطان أحمد في قاديان. ورأيت هناك كثيرا من رجال الشرطة مرتدين زيهم الرسمي ومنعني أحدهم أولا من الدخول. وقال الآخر: إنه من أهل البيت فينبغي أن يُسمح له بالدخول. فحين أردت الدخول عن طريق الدهليز حيث كان قبو قد بناه جدي رحمه الله. وكان بجانب الغرفة دُرج يؤدي إلى ذلك القبو الذي أصبح يستخدَم فيما بعد مستودعا للوقود والحطب. حين كنت على وشك دخول البيت رأيت الشرطة قد أوقفت سيدنا المسيح الموعود ، وقد جُعل في كومة من الحطب المصنوع من الروث، فلا يبدو لي منه إلا عنقه. ثم رأيت رجال الشرطة يصبُّون الزيت على الحطب ويريدون إشعال النار فيه. فتقدمت وحاولت إطفاءها. فبطَش بي بعض رجال الشرطة، فأمسكني بعضهم من الظهر وبعضهم من القميص، فقلقتُ كثيرًا مخافة أن يشعلوا النار في الحطب. ففي هذه الأثناء رفعتُ بصري، فوجدت مكتوبا على الباب بخط عريض: “من ذا الذي يقدر على إحراق عباد الله الأحباء”؟

أقول: إن عباد الله تعالى لا يتمتعون بالأمن والسلام في الآخرة فقط، بل في هذه الدنيا أيضا كما بيّن سيدنا المسيح الموعود . ولقد رأينا في حياته عشرات الأحداث من هذا القبيل حيث حماه الله تعالى دائما رغم انعدام أسباب الحماية في الظاهر. يقول حضرته في كتابه “حقيقة الوحي” في بيان آيات صدقه:

“والآية الخامسة والعشرون هي نبوءة تتعلق بالقضية الجنائية التي رفعها ضدي شخص يُدعَى كرم دين الجهلمي في مدينة “جهلم”. وكلمات النبوءة التي تلقيتها من الله تعالى بهذا الشأن هي: “ربِّ كلُّ شيء خادمك، ربِّ فاحفَظْني وانصُرْني وارحَمْني”. وكانت هناك إلهامات أخرى احتوت على وعد الخلاص. وبالفعل قد برَّأني الله من تلك القضية.” (حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية المجلد 22 ص224)

وبهذه المناسبة أودّ توجيه أنظاركم إلى الدعاء. فقد رأيتُ في الرؤيا قبل بضعة أيام أن العدو يكيد كيدًا ولكني أتنبه لذلك قبل تنفيذه، وعندها بدأت أردد الدعاء: “ربِّ كلُّ شيء خادمك، ربِّ فاحفظني وانصرني وارحمني”. فخطر ببالي وأنا أردد هذا الدعاء أن عليّ أن أدعو بهذا الدعاء للجماعة أكثر من نفسي، لذا يجب أن أشمل الجماعة أيضا في دعائي هذا. فعلى أبناء الجماعة أن يرددوا هذا الدعاء أيضا ضمن الأدعية الأخرى، فيسألوا الله تعالى أن يحمي الجميع من كل شر وفتنة، ويحفظ الجماعة.

لقد أرى اللهُ سيدَنا المسيحَ الموعود رؤى وكشوفًا أخرى كثيرة مذكورة في أماكن مختلفة تبشيرًا له وتثبيتا لقلبه، فوعده الله تعالى أنه سيكون معه في كل موطن، وينصره بروح القدس. فهناك إلهام جاء فيه: “ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون”. (البراهين الأحمدية، الخزائن الروحانية المجلد 1 ص620)

ويقول حضرته : “لقد وعدني الله تعالى أن من يبارزك سيكون مغلوبًا دائما”.

ويقول في مكان آخر: “إن حِبّي قريب، إنه قريب مستترٌ. ويريدون أن يقتلوك، يعصمك الله. يكلؤك الله. إني حافظُك. عنايةُ الله حافظُك.” (أربعين رقم 2، الخزائن الروحانية المجلد 17 ص384-385)

وهناك إلهام آخر جاء فيه: “يريدون أن يطفئوا نور الله، قلِ الله حافظُه، عنايةُ الله حافظُك. نحن نزّلنا وإنا له لحافظون. اللهُ خيرٌ حافظا وهو أرحم الراحمين. ويخوِّفونك مِن دونه. أئمة الكفر. لا تخفْ إنك أنت الأعلى.. أي أنت الغالب بالحجة والبرهان والقبول والبركة.. ينصرك الله في مواطن.. أي تكون لك الغلبة في المناظرات والمجادلات والمباحثات. إن يومي لفصلٌ عظيم. كتب الله لأغلبنَّ أنا ورسلي. لا مبدِّلَ لكلمات الله. بصائر للناس.. أي أن أفعال الله حجة على صدق دين الله.. نصرْتُك مِن لَدُنّي. إني مُنجيك من الغم، وكان ربك قديرا”. (البراهين الأحمدية، الخزائن الروحانية المجلد الأول ص667-669)

هذه كلها كلمات الله التي ألهمها إليه .

وهناك أحداث أخرى كثيرة تتعلق بفترة ما بعد نيله منصب النبوة. ولكن الله تعالى كان يبدّل خوفه أمنًا. يبين حضرته هذا الأمر بذكر حادث شهير عن وفاة أبيه فيقول: عندما قربتْ وفاة أبي (الميرزا غلام مرتضى المرحوم)، ولم تبق على وفاته إلا سويعات معدودة، أخبرني الله بذلك وعزّاني بكلمات: “والسماءِ والطارق”. وبما أن كثيرًا من أسباب معاشنا كانت مرتبطة به فخطر ببالي بمقتضى البشرية أن وفاته ستسبب لنا مصائب كثيرة، ولسوف نُحرَم كثيرًا من الأموال التي كانت مرتبطة بحياته. وما إنْ خطرتْ هذه الفكرة ببالي حتى تلقيتُ إلهاما آخر: “أليس الله بكافٍ عبدَه”. فغابت الفكرة من ذهني كما يغيب الظلام بانبلاج النور. وفي اليوم نفسه تُوفي أبي عند مغيب الشمس بحسب ما ورد في الوحي. والإلهام الذي تلقيتُه بكلمات: “أليس اللهُ بكافٍ عبدَه”، أخبرتُ به كثيرا من الناس بمن فيهم “لاله شرمبت” و “لاله ملاوا مَل” أيضا الهندوسيان القاطنان في قاديان، ويستطيعان أن يحلفا على ذلك. وبعد وفاته نُقشتْ كلمات الإلهام في فصِّ خاتَمٍ. وشاءت الأقدار أن أُعطِيتْ تلك الكلمات لـ “لاله ملاوا” المذكور نفسه حين كان ذاهبًا إلى مدينة “أمرتسار” لبعض شأنه. (يعني تلك الكلمات التي نُقشتْ في خاتَم سيدنا المسيح الموعود ، ثم كان هذا الخاتم من نصيب الخلفاء بعد وفاته ، وما زال الخلفاء يلبسونه كابرا عن كابر). فأُعطِي (“لاله ملاوا”) كلمات الإلهام ليصنع خاتما منقوشًا في فصه هذه الكلمات. فصنعه بواسطة الحكيم فضل الرحمن. وهذا الخاتم موجود عندي إلى الآن، وأثبِّت هنا نقشه وهو: “أليس الله بكاف عبده”.

فالأمر الأول الذي تحقق في هذا الإلهام هو أن حادث وفاة والدي وقع عند غروب الشمس كما جاء في الإلهام. وذلك مع أنه كان قد تماثل للشفاء من مرضه السابق، وكان معافى ولم تكن آثار المرض بادية عليه، ولم يكن لأحد أن يتصور أنه سيموت حتى بعد عام. ولكنه انتقل إلى (رحمة الله) بعد غروب الشمس في ذلك اليوم نفسه.

ثم تحقق الإلهام الآخر أيضًا حيث لم أواجه بعد وفاة والدي المرحوم والمغفور له أية صعوبة دنيوية كنت أخشاها، بل سترني الله القادر بظل لطفه حتى جعل الدنيا تحتار. ورعاني وتكفّلَني بحيث إنه حفظني من كل مشكلة ومعاناة رغم مضيّ 24 عاما على وفاة والدي اليوم بتاريخ 20 آب عام 1899م الموافق للربيع الثاني 1317 هـ. ومن المعلوم أني كنت خامل الذكر في زمن حياة والدي. وبعد وفاته أذاع الله صيتي بمنتهى التكريم في مئات الألوف من الناس. في حياة والدي لم يكن عندي قدرة من الناحية المالية، ولكن منذ وفاته إلى الآن قد أعانني الله تعالى – تأييدًا لهذه الجماعة – بحيث إنه ظلَّ يؤمّن لي آلافا من الروبيات لأنفقها على دراويش الجماعة وفقرائها وضيوفها وعلى طالبي الحق الوافدين بالمئات من كل حدب وصوب، وعلى إنجاز أعمال التأليف والتصنيف، الأمر الذي يشهد عليه أكثر من ألفين من المسلمين والهندوس من هذه المنطقة.

يحكي لنا حضرة مرزا بشير أحمد بعض أحداث من حياة المسيح الموعود التي تدل على حفظ الله له، فيقول:

كان المسيح الموعود يتقن السباحة والفروسية جيدًا. وكان يقول: في إحدى المرات أوشكت على الغرق أثناء السباحة في صغر سني، فأنقذني رجل عجوز لم أره من قبل هذا الحادث ولا بعده قط.

(أي أن الله تعالى قد أرسل ملكًا بصورة ذلك الشخص لإنقاذه )

وكان يقول أيضا: ركبتُ مرة حصانا، فجفل وفقدت السيطرة. حاولتُ جهدي لإيقافه ولكنه كان جموحًا، فلم يتوقف بل اندفع بكل قوته نحو شجرة أو جدار حتى اصطدم به، فانشدخ رأسه ومات على الفور، ولكن الله تعالى حفظني من أن يصيبني أي مكروه.

يقول مرزا بشير أحمد : وكان المسيح الموعود ينصحنا دومًا بعدم ركوب الحصان الجموح. (أي لقد أنقذه الله تعالى بفضل خاص منه، فكان ينصح الآخرين بأخذ الحذر الشديد من هذا الأمر) وكان يقول أيضا: كان ذلك الحصان يريد قتلي، غير أنني وقعت عن ظهره جانبًا فنجوت، ولكنه مات.

وذكر الخليفة الثاني للمسيح الموعود حادثا حصل معه فيقول:

لقد حُكم على أحد المسيحيين الهنود بالإعدام، وكانت جريمته أنه قتل زوجته في ثورة غضبه. فلما رُفعت القضية أمام القاضي  قال المتَّهَم: لما سمعتُ خطابات المولوي ثناء الله الأمرتسري رأيتُ أن الأحمديين أعداء جميع الديانات، فإنهم يعادون المسيحيين والهندوس والسيخ والمسلمين كلهم، فقررت قتل إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية. فلما وصلتُ إلى قاديان بهذه النية علمتُ أنه  سافر إلى “بهيروجيجي” (قرية مجاورة لقاديان)، فقصدتُ تلك القرية. لقد حصلتُ على المسدس من مكان ما، وكنت عازما على أنني إذا وجدته أمامي فسأطلق عليه الرصاص. فلما وصلت إلى قرية “بهيروجيجي” وذهبت للقائه رأيتُ شخصا واقفا معه ينظّف البندقية -يقول الخليفة الثاني كان المرحوم يحيى خان ينظف بندقيته في ذلك الوقت – فلم أر الهجوم في هذا الوقت مناسبا، بل لا بد من تأجيله. فذهبت إلى مكان آخر حيث خطر ببالي أن أمُرّ ببيتي، فلما وصلتُ إلى بيتي سمعتُ بعض الأمور المنكرة عن زوجتي فلم أتمالك نفسي، فأطلقتُ عليها الرصاص فقتلتُها. لقد وقع هذا الحادث صدفةً إذ كنت أتعمد قتلَ شخص آخر.

يقول الخليفة الثاني : انظروا كيف وضع الله تعالى العراقيل عند كل خطوة خطاها هذا الرجل، وأفشل خططه، إذ أتى قاديان ولكني لم أكن موجودا فيها، فتوجه إلى “بهيروجيجي”، فلم يجدني هنالك في البداية، ولما وجدني رأى معي شخصا يحمل بندقية بيده بصدفة، فخطر بباله أن الهجوم ليس مناسبا في هذا الوقت، فأخذ يتجول هنا وهناك حتى وصل إلى بيته حيث قتل زوجته، فتلقى عقوبة الإعدام.

فهكذا يعين الله تعالى عباده ويحفظهم.

ثمة حادث لأحد المبلغين القدامى واسمه الشيخ عبد الواحد، وكان مبلغا في جزر “فيجي”. أراد في عام 1968م أن يفتح مركزًا للجماعة في مدينة “باء”، فاشترى بيتًا لهذا الغرض، ولكنه لقي معارضة شديدة، وقال المعارضون إنهم لن يدَعوا برنامج نشر تعاليم الإسلام ينجح في هذه المنطقة. وكان زعيمهم شخص يُدعى “أبو بكر” الذي أعلن بأن الأحمديين إذا اشتروا مركزا هنا فسوف نحرقه. يقول الشيخ المذكور: لقد أبلغْنا الشرطة وكان مخفرها على مقربة من هذا البيت الذي اشتريناه، فوعدونا بأنهم سيقومون بحراسة البيت؛ ومع ذلك ألقى أحدهم بنـزينًا على البيت وأحرقه بالنار ولاذ بالفرار لاطمئنانه أنها لن تُخمد الآن. ولكن الله أطفأها دون أن تلحق بالبيت أضرارا. فلما علم الأحمديون بذلك وجدوا أنه لم يحرق من البيت سوى بعض أخشابه الصغيرة التي تم تصليحها بسهولة.

هكذا حفظهم الله تعالى.

يقول الشيخ المذكور: كان داعيتنا “نور الحق أنور” هناك، فقام في تلك الغرفة التي أُحرقَ جزء صغير منها ودعا بصوت ملؤه الألم والأسى: أحرقَ الله تعالى بيت مَن حاول حرق هذا المركز لتبليغ دين الله الإسلام. فحدثَ أن اندلعت النيران في بيت زعيم المعارضين المدعو “أبو بكر”، ولم تنطفئ رغم المحاولات لإخمادها، فاحترق بيته بكل ما فيه من أثاث ومتاع.

فعلى أبناء الجماعة أن يرددوا هذا الدعاء أيضا ضمن الأدعية الأخرى، فيسألوا الله تعالى أن يحمي الجميع من كل شر وفتنة، ويحفظ الجماعة.

فهذه هي الآيات التي يظهرها الله تعالى من أجل عباده الأخيار. وإنه دليل واضح على أن ذلك الإله يبدّل الخوف أمنًا من خلال صفته المهيمن، كما أنه دليل على أنه شهيد ورقيب على أمور عباده، ويبرهن على أن من يأته يجد منه الأمن والسلام. لذلك ينبغي السعي دوما للبحث عن ملاذه.

يقول سيدنا المسيح الموعود :

لا حاجة لذكر الأدلة على أن الإنسان محتاج إلى مأمن من البلايا في حياته القصيرة. (فلا بد للدعاء بشكل فردي لتجنب البلايا)، ويريد أن يبقى في مأمن من البلايا والأمراض التي تحلّ به نتيجة أعماله السيئة. ولا يتأتى ذلك إلا بالتوبة النصوح. (أي من يتب توبة نصوحا ويؤمن إيمانا كاملا يحفظه الله تعالى من جميع هذه المساوئ)

يقول حضرته : من فوائد التوبة أن الله تعالى يكون حافظا وشاهدا على التائب، فيُبعد عنه جميع البلايا، وينقذه من كل مكرٍ مِن عدوه. ولا يخصّ فضله هذا وبركته أحدًا دون سواه، بل إن جميع الناس عباده. فكل من يأته ويتبع أوامره يصبح كمن تاب أولا. فإنه يحفظ كل تائب من البلايا ويحبه.

فبسبب زيادة الإيمان وكماله، ومن خلال توثيق العلاقة مع الله تعالى، يمكن لكل من يعمل بحسب أوامره تعالى ويتبع النبي أن يرى مثل هذه الآيات بأم عينيه.

وفقنا الله تعالى لفهم هذا الأصل، وجعلنا جميعا في كنف رعايته وحفظه، آمين.

Share via
تابعونا على الفايس بوك