- متى كانت المباهلة بين المسيح الموعود وألكسندر دوئي؟
- وكيف تم النصر في هذه المباهلة للإسلام؟
__
الزمن سجلٌ جامع لأحداث فارقة لصالح جماعات المؤمنين عبر العصور، وتلك الأحداث الفارقة تكون جديرة بالتأريخ ولا شك، والأحداث الفارقة التي تقع لصالح جماعات المؤمنين تكون فتحا مبينا، ومثل ذلك ما كان من الفتح الذي يسره الله تعالى لرسوله الكريم في صلح الحديبية، والذي أسفر عن فتوحات متلاحقة على المدى البعيد، فاستحق يوم الحديبية أن يوصف بالفتح المبين، يقول تعالى:
ومن هذا المنطلق تكون أيام الله تلك الوقائع والأحداث الفارقة التي يُظهر الله تعالى فيها دينه على الدين كله ولو كره الكافرون. قال ابن السكيت: العرب تقول (الأيام)، في معنى الوقائع، يقال: فلان عالم بأيام العرب، أي: بوقائعها (2). ومن ذلك أيام العرب؛ لحروبها وملاحمها، كيوم ذي قار، ويوم الفجار، ويوم جبلة، ويوم البيداء. وغيرها من أيام العرب المشهورة. قال تعالى:
قال ابن عاشور: شاع إطلاق اسم (اليوم) مضافاً إلى اسم شخص، أو قبيلة على يوم انتصر فيه مسمى المضاف إليه على عدوه، يقال: أيام تميم، أي: أيام انتصار قبيلة تميم (4)، فـ (أيام) الله: أيام ظهور قدرته، وإهلاكه الكافرهين بها، ونصره أولياءه والمطيعين له. وهذا القول اعتبره الزمخشري هو الظاهر من الآية؛ لأن لفظ (الأيام) في لسان العرب مستعمل للوقائع.
وموضوع هذا المقال يوم من أيام الله تعالى، حيث قيض فيه (عز وجل) لرجله وجماعته نصرا عزيزا. كان ذلك في مفتتح القرن العشرين، إذ حدث في يونيو من عام 1901م أن ظهر أحد المدعين المسيحيين في أمريكا بأقصى الغرب ويُدعى دوئي، ونمى خبره إلى مسامع سيدنا المسيح الموعود بأقصى الشرق، وكانت دعاويه تشكل خطورة على الإسلام، نظرا إلى ما توفر له من وسائل مادية، لا تقل خطرا عن تلك التي توافرت لدى الإرساليات المسيحية في الهند خلال القرن التاسع عشر، والتي قتلها المسيح الموعود بسلاح القلم وحربة الدعاء شر قِتلة. فالآن ظهر عدو جديد، ولكن هذه المرة على بعد آلاف الأميال أقصى الغرب، فمن هو ذلك العدو اللدود يا ترى؟!
من هو دوئي؟!
إنه جون ألكسندر دوئي، المولود في 25 مايو 1847 بأدنبرة في أيرلندا، وهاجر إلى أستراليا مع عائلته عندما بلغ الثالثة عشر، وحين بلغ العشرين من عمره عاد أدراجه إلى جامعة إدنبرة لدراسة اللاهوت استعداداً لدخول الكهنوت، وبدأ حياته العملية مبشرا إنجيليا مثيرا للجدل، واكتسب شعبية في أواخر القرن التاسع عشر في أمريكا لما حققه من سمعة بالمعالجة الإيمانية.
كان شغوفاً بالمعالجة الإيمانية. فأسس حركة صهيون حيث ادعى أنه شفى العديد من الصم والعميان، كانت قاعات اجتماعاته المبكرة مليئة بالعكاكيز والدعامات وغيرها من الأجهزة الطبية التي تخص المبرئين على يده، ما شاع، ولم يعودوا بحاجة إليها لأنهم برئوا بمعجزة. نشر دوئي وقائع الشفاء الإعجازي تلك لمتابعيه في دورية أسبوعية عُرفت باسم «أوراق الشفاء»، والتي ذاع صيتها في ذلك الوقت.
امتلكت كنيسة دوئي الإصلاحية مصرفها الخاص ومطبعتها الخاصة. ويُعتقد أن قيمة دوئي ساوت في ذروة قوته ونفوذه عدة ملايين الدولارات. وادعى أن عدد أتباعه بلغ خمسين ألفاً، ستة آلاف منهم في مدينة صهيون.
ادعى دوئي نبوته، وأنه «إيليا المصلح». وأعلن أن كونه رسولاً لله ولديه قدرة إلهية علاجية فلا يمكن لأي مرض أن يمسه وأنه يملك القدرة على شفاء جميع أنواع الأمراض والاعتلالات. أعلن أنه مرسل من الله لإعداد العالم للمجيء الثاني للمسيح. وبما أن ولايته كانت كاثوليكية، سمى دوئي كنيسته بالكنيسة الكاثوليكية المسيحية.
انتشرت ادعاءاته وشهرته بسرعة واكتسب العديد من الأتباع مع تدفق الآلاف على حركته. فاستحوذت حركته على اهتمام العديد من الصحف المرموقة مثل صحيفة سنتشري وصحيفة “اندبندنت نيويورك” التي نشرت مقالات وصور لهذه الشخصية الناشئة.
كان دوئي عدواً لدوداً للمسلمين، أساء إلى الإسلام واصفا إياه بـ «قوة الشيطان» كما نعت سيدنا محمدا بالمزيِّف والكذاب. ثم حدث أن وقعت في يد المسيح الموعود مرزا غلام أحمد بعض نسخ من «أوراق الشفاء» التي كان يصدرها دوئي، ويضمنها ما افتراه على الإسلام ونبيه الكريم ، فهب كدأبه للذود عن حياض الإسلام، وبعدما فرغ من قطع ساق الدجال في المشرق، ها هو يشرع في قطع ساقه الممتدة إلى المغرب، ففي عام 1902، نشر حضرته؟ رسالة موجهة إلى دوئي يدعوه فيها إلى المباهلة. كان لدى حضرته إيمان راسخا بأن دوئي إذابرز له فسوف يستأصل الله تعالى شأفته. تُرجمت هذه الرسالة الموجهة إلى اللغة الإنجليزية وأُرسلت إلى دوئي وإلى الصحف الأجنبية. كما نشرت في مجلة مقارنة الأديان.
المباهلة والنصر السماوي
في رسالته، حذر المسيح الموعود كونه نبيا من الله، دوئي أن يمتنع عن رغبته في تدمير المسلمين في جميع أنحاء العالم. وتحداه أن يقبل المباهلة فينشر دعاء يطلب فيه من الله أن يدمر المسيح بشهادة ألف رجل، والمسيح الموعود يفعل الشيء نفسه. ثم ينتظران صدور حكم الله. والنتيجة أن الذي يموت أولاً يكون كاذباً لأن «عدو رسول الله هالك لا محالة».
وكتب المسيح الموعود «ولما اقترب يوم هلاكه دعوتُه للمباهلة، وكتبتُ إليه أن دعواك ب23اطلٌ ولستَ إلا كذّابًا مفتريًا لجِيفةِ الدنيا الدنيّة، وليس عيسى إلا نبيًّا، ولستَ إلا متقوّلاً، ومن العامّة والفِرق الضالّة المضلّة. فاخْشَ الذي يرى كذبك، وإني أدعوك إلى الإسلام والدين الحقّ والتوبة إلى الله ذي الجبروت والعزّة. فإن تولّيتَ وأَعْرضتَ عن هذه الدعوة، فتعالَ نباهلْ ونجعلْ لعنة الله على الذي ترك الحقّ، وادّعى الرسالة والنبوّة على طريق الفِرية. وإن الله يفتح بيني وبينك، ويهلك الكاذب في زمن حياة الصادق، ليعلم الناس مَنْ صدق ومَنْ كذب، ولينقطع النـزاع بعد هذه الفيصلة» (5).
أثارَ تحدي المسيح الموعود الشجاع لجون ألكسندر دوئي دعاية في جميع أنحاء البلاد ونُشر نص تحديه على نطاق واسع في الصحف الأمريكية. أوضح المسيح الموعود أنه إذا لم يتلق أي رد من دوئي واستمر في طريقه، ومات في حياة المسيح الموعود، فسيكون هذا أيضاً دليلاً على الحقيقة وآية لأمريكا. وبينما كان المسيح الموعود يدعو أن يكون الله مع الأبرار، حدد مهلة ثلاثة أشهر لتلقي رد من دوئي. وينبغي أيضاً أن يؤخذ في الاعتبار أنه في وقت المباهلة، كان المسيح الموعود ؟ يبلغ من العمر سبعة وستين عاماً ويعاني من أمراض بما فيها مرض السكري. في حين أن دوئي كان رجلاً سليماً وأصغر منه باثني عشر عاماً.
كان دوئي عدواً لدوداً للمسلمين، أساء إلى الإسلام واصفا إياه بـ «قوة الشيطان» كما نعت سيدنا محمدا بالمزيِّف والكذاب. ثم حدث أن وقعت في يد المسيح الموعود مرزا غلام أحمد بعض نسخ من «أوراق الشفاء» التي كان يصدرها دوئي، ويضمنها ما افتراه على الإسلام ونبيه الكريم ، فهب كدأبه للذود عن حياض الإسلام، وبعدما فرغ من قطع ساق الدجال في المشرق، ها هو يشرع في قطع ساقه الممتدة إلى المغرب
انتظر المسيح الموعود الرد ولم يأتِ. وفي 23 أغسطس 1903، أصدر إعلانا عاماً آخر جاء فيه: «يجب أن يؤخذ في الاعتبار أن الدكتور دوئي لم يرُد على تحديّ الذي قدمته في سبتمبر الماضي (1902) ولم يذكره حتى في ورقته (أي أوراق الشفاء). وللإجابة على تحديّ، سأنتظر لمدة سبعة أشهر أخرى اعتباراً من هذا اليوم (أي 23 أغسطس 1903) إذا قبِل التحدي خلال هذه الفترة واستوفى شروطه، كما نشرته، وأصدر إعلاناً بهذا المعنى في هذه الورقة، فإن العالم سيشهد قريباً نهاية هذه المنافسة. عمري حوالي 66 عاماً، بينما يبلغ عمر الدكتور دوئي حوالي 50 عاماً. لذلك، بالمقارنة معي لا يزال شاباً. وبما أن الأمر لن يُحسَم في هذه المباهلة بحكم الأعمار، فإنني لا أهتم بهذا التفاوت الكبير في العمر. الأمر كله بين يدي رب السماوات والأرض، يحكم فيه الله الذي هو أحكم الحاكمين ويقر بالأمر لصالح المدعي الصادق. ولكن، إذا لم يستطع الدكتور دوئي أن يستجمع الشجاعة التي تخوله أن يُظهر نفسه لمنافستي، فلتشهد كلتا القارتين على أنه يحق لي أن أعلن انتصاري تماماً كما لو كان توفي في حياتي. إذا قبل التحدي، سيثبت ادعاء الدكتور دوئي. رغم أنه قد يحاول جاهداً قدر الإمكان أن يهرب بعيداً من الموت الذي ينتظره، إلا أن هروبه من مثل هذه المنافسة لن يكون أقل من موت له، ومن المؤكد أن المصيبة ستحيق به في صهيون لأن عليه أن يواجه عواقب قبول التحدي أو رفضه» (6).
ونُشر هذا النص المؤرخ بـ 23 أغسطس 1903 مرة أخرى على نطاق واسع في صحف أوروبا والولايات المتحدة التي أخذت تُعلِّق عليه. وعلقت حوالي أربعين صحيفة في افتتاحياتها على هذا التحدي. وانطلاقاً من الدعاية التي اكتسبها، يمكن القول أن ما يقرب من مليونين ونصف المليون شخص عرفوا بالدعوة إلى المباهلة.
فقط نبي مرسل حقاً من الله يستطيع أن يتكلم بمثل هذا الإيمان والثقة، وبالتالي لا يهم ما إذا كان دوئي قد قبل التحدي أو رفضه أو تجاهله. فالله سبحانه وتعالى قد شاء بالفعل موت دوئي. مر الوقت وتجاهل دوئي التحدي الذي اقترحه المسيح الموعود عليه واستمر في مهاجمة الإسلام ومؤسِّسه بحماس أكبر. وزادت سخريته من المسيح الموعود وقلة احترامه له. فذكّره المسيح الموعود بالتحدي وقرب نهايته الوخيمة.
عندما انتشر إعلان المباهلة انتشاراً كبيراً، بدأ العديد من أتباع دوئي يسألون عن سبب عدم رده على المسيح الموعود. وتحدث الدكتور دوئي أخيراً فقال: «في الهند، هناك مسيح محمدي لا يفتأ يكتب لي أن يسوع المسيح مدفون في كشمير. ويسألني الناس لماذا لا أرسل له الرد اللازم. هل تعتقدون أن عليَّ أن أجيب على مثل هذه البعوض والذباب؟ إذا وضعت قدمي عليها فسأسحقها حتى الموت. والحقيقة هي أنني أعطيها فقط فرصة للطيران بعيداً والبقاء على قيد الحياة» (7).
وحُكم منذ تلك اللحظة على دوئي بالهلاك، كما وعد الله سبحانه وتعالى المسيح الموعود : «إني مُهينٌ مَن أراد إهانتَك، وإنّا كفيناك المستهزئين. يا أحمدُ، بارَكَ اللهُ فيك، ما رميتَ إذ رميتَ ولكن الله رمى، لتُنذِرَ قومًا ما أُنذِرَ آباؤهم ولِتستبينَ سبيل المجرمين.»(8). ثم تدهورت صحة دوئي بسرعة، وبدأ أتباعه يشككون في مزاعمه، وتم اكتشاف احتيالاته المالية. وفي عام 1905 عانى من سكتة دماغية حادة سببت له الشلل.
بينما كانت صحة دوئي تتدهور، بدأ أتباعه ينقلبون ضده، يريدون معرفة علام تُنفق أموالُهم. بعد فترة وجيزة انتشر خبر الديون الكبيرة المترتبة على مدينة صهيون. واكتشف أتباع دوئي أنه منغمس في شرب الخمر، بينما كان يأمر بعكس ذلك، وأنه اختلس أموال المنظمة فتم عزله من منصبه نتيجة لذلك. واتُّهم باختلاس 2,529,766 دولار من مدينة صهيون. خلال حياته، تعددت زوجاته وتعاطى الكحول وعاش حياة بذخ وترف.. وبدأ ينفضح أمره أمام العالم وداخل الكنيسة. بعد أن انكشف نفاق دوئي، ورآه شعب صهيون في حالة صحية سيئة، وصفوه بأنه رجل عجوز ضعيف، شبه ميت ومرعوب. وهجره أفراد أسرته بمن فيهم زوجته وابنه ولم يكونوا حاضرين عندما توفي. قضى بقية حياته في جزع وحالة بائسة جسدياً ونفسياً.
في 20 فبراير 1907، أجاب أسد الله، المسيح الموعود مرة أخرى قائلاً:
لقد أبلغني الله: «ولك نُري آيات، ينصرك الله من عنده»(9).
في غضون أسبوعين من بيان المسيح الموعود ، في 7 مارس، دمر الله ألكسندر دوئي ومات. تنبأ المسيح الموعود بموت دوئي البطيء والمؤلم إذا لم يمتنع عن مهاجمة الرسول )
والإسلام. كانت نهايته المؤلمة انتصاراً عظيماً وآية لأمريكا على أن المسيح الموعود الذي ينتظره الكثيرون قد ظهر بالفعل وقد حان الوقت بالفعل لقبوله.
تسبب موت دوئي خلال حياة المسيح الموعود بضجة كبيرة. ونشر خبر وفاته على نطاق واسع في الولايات المتحدة والهند. أظهر الخبر مصير «إيليا» الحديث المزري والبائس على يد المسيح الموعود ، والعون الإلهي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه الحق تحقيقاً لوعده.
النبوءة عن مصير دوئي المحتوم
توفي ألكسندر دوئي وحيداً وقد تخلى عنه الجميع ووصموه بأشنع الأوصاف. وكما ذكرت صحيفة شيكاغو إيفنينغ نيوز، في 9 آذار/مارس 1907: «بنى معتقداً، فطُرد. بنى مدينة، فطرد منها. جمع ثروة تبلغ الملايين. ثم تحول إلى فقر مدقع. ورفع فوليفا إلى قوة عظمى. وفوليفا دمره. استقطب الآلاف الذين عبدوه. ومات مهجوراً من الجميع باستثناء حفنة من المقربين إليه». وقت وفاة ألكسندر دوئي، كتبت صحيفة صنداي هيرالد أوف بوسطن، التي تابعت الجدال بين المسيح الموعود وألكسندر دوئي: «مات دوئي موتاً بائساً ومدينة صهيون تفتك بها وتمزقها الخلافات الداخلية».10
لقد هزم المسيح الموعود دوئي الذي مات ميتة بائسة، فكان إثباتاً على كذب دوئي وصدق المسيح الموعود . إن تحقق هذه النبوءة لا يوفر دليلاً على وجود الله سبحانه وتعالى وقدرته فحسب، بل يثبت أيضاً صدق المسيح الموعود كما قال الله سبحانه وتعالى: «سأظهر آية جديدة على انتصار عظيم. ستكون آية للعالم بأسره تصنعها يدي الله ومن السماء».
لقد أوفى الله سبحانه وتعالى بوعده بأجمل الطرق وأجلّها: ففي صهيون التي شهدت على موت جون ألكسندر دوئي المسيح الموعود موت اللعنة والخزي، في المدينة نفسها استقبَل الخليفة الخامس للمسيح الموعود مئات الأحمديين الذين تعهدوا جميعاً بالولاء لحضرة مرزا غلام أحمد .
أصبحت المدينة التي تأسست ذات يوم على الكره والعدوان تجاه المسلمين موطناً للجماعة الإسلامية الأحمدية المتنامية والمحبة للسلام. والتربة نفسها التي كانت قد بُذرت فيها بذور الكراهية للإسلام غرست فيها الآن شجرة وارفة هي مسجد الجماعة الإسلامية الأحمدية، والذي حمل اسم «الفتح العظيم» تيمنا بذكرى النصر المبين الذي كلل به الله تعالى مساعي مسيحه الموعود .
إني مُهينٌ مَن أراد إهانتَك،
وإنّا كفيناك المستهزئين.
يا أحمدُ، بارَكَ اللهُ فيك
فتح مدينة وافتتاح مسجد
في جولته الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية، افتتح حضرة مرزا مسرور أحمد نصره الله مسجد «الفتح العظيم» في مدينة صهيون، بمقاطعة إلينوي. حيث أهدى عمدة المدينة مفتاحها لحضرته. الجدير بالذكر أن لبناء هذا المسجد أهمية استثنائية في تاريخ الجماعة الإسلامية الأحمدية، لأنه يرمز إلى تحقيق وعد الله سبحانه وتعالى وإلى قوة الدعاء وانتصار المسيح الموعود على جون ألكسندر دوئي الذي كان عدوا لدودا للإسلام. فسمي هذا المسجد بـ «الفتح العظيم» تيمنا بذلك النصر السماوي الذي كان على أرض صهيون قبل 115 عاماً، يجب علينا أولاً أن نتعمق في تاريخ هذه المدينة. وصهيون، لمن لا يعلم، كانت فيما مضى معقل «دوئي» المذكور، وهي تقع في مقاطعة ليك كاونتي بولاية إلينوي في الولايات المتحدة. كان جون ألكسندر دوئي قد أسسها في عام 1900 كثيوقراطية مسيحية وهو مبشر أمريكي أقام الكنيسة المسيحية الكاثوليكية وحركة صهيون في محاولة لتغيير المجتمع بأسره وفقاً لـ «خطة الله للعالم» كما ادعى. واتخذ اسمها من اسمجبل في القدس، حتى أن القدس، أو أورشليم، كما في الكتاب المقدس، تُعرف أحيانا باسم هذا الجبل، فيقال «مدينة صهيون» كإشارة إلى أرض إسرائيل. على أية حال، أسس دوئي مدينته بدعوى أن تكون مجتمعا مسيحيا يقوم على أساس تعاليم الكتاب المقدس وشريعته.
لقد تحققت هذه النبوءات الإلهية المباركة فكانت نصراً عزيزاً يفتح أعين الناس على الحقيقة وستظل آية على النصر العظيم للإسلام. ورمز هذا النصر بالذات هو مسجد «الفتح العظيم» في صهيون، المدينة التي بناها أحد أكبر المعارضين للمسيح الموعود ، وأصبحت مفاتيحها الآن في أيد أمينة مع الخليفة الخامس للمسيح الموعود ، حضرة ميرزا مسرور أحمد نصره الله.
الهوامش:
1.(الفتح: 2-3)
2. انظر: لسان العرب، تحت “يوم”
3. (آل عمران:140)
4. ابن عاشور، التحرير والتنوير، في معنى قوله تعالى وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ
5. مرزا غلام أحمد القادياني، كتاب الاستفتاء ص 58
.
شششششش
6. مجلة “التقوى” السيرة المطهرة للأستاذ المرحوم مصطفى ثابت
7. المرجع السابق
8. مرزا غلام أحمد القادياني، كتاب تحفة بغداد ص 62
9. كتاب تحفة بغداد ص 27
10ز نفس مرجع رقم 6