
من نظم حضرة الحكيم نور الدين الخليفة الأول
لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود
يثني فيها على حضرته
فَوَاللهِ مُذْ لاقَيتُه زادني الهُدى
وعرفتُ مِن تفهيمِ أحمَدَ أحمَدَا[1]
.
وكم مِن عويصٍ مشكلٍ غيرِ واضحٍ
أنارَ عليَّ فصرتُ منه مُسهِّدا[2]
.
وما إنْ رأينا مثلَه بطلاً بدا
وما إنْ رأينا مثله قاتِلَ العِدا
.
وأكفَرَه قومٌ جَهول وظالِمٌ
وكذّبه مَن كان فَظًّا ومُلحِدا
.
وهذا على الإسلام إحدى المصائبِ
يُكفَّرُ مَن جاء النبيَّ مُؤيِّدا
.
أفي القومِ تُمدَح يا مُكفِّرَ صادِقٍ
ألا إنّ أهل الحق سمَّوك مُفْندا[3]
.
نبَذتَ هُدى العرفان جهلاً وبعدَه
أخذتَ طريقًا قد دعاك إلى الرَّدى[4]
.
وإن كنتَ تسعى اليومَ في الأرض مفسِدًا
فتُحرَق في يوم النشور مُزوّدا
.
ولو قَبْلَ إكفارٍ تفكّرتَ ساعةً
لَعَمْري هُديتُ وما أبيتَ تبدُّدا[5]
.
قصدتَ لتُرضي القومَ مِن سوء نية
وكان رِضَى الباري أتمَّ وأوكَدا
.
وما في يديك لَتُبْعِدَنَّ مقرَّبًا
إله البرايا[6] قد دناه وأحمدا
.
وقد كنتَ تقبَل صدقَه وكتبتَه
فمِثلُك كُفرًا ما رأينا ضَفَنْدَدا[7]
.
ألا إنه قد فاق صدقًا خواصَّكم
ودافَى[8] رؤوسَ الصائلين وأَرْجَدا[9]
.
أتُكفِرُ يا غُولَ البراري مثيلَه
أتلعَنُ مقبولا يحبّ محمّدا
.
وتعسًا[10] لكم يا زُمْرَ شيخٍ مزوّرٍ
هلكتم وأرداكم وعفّى[11] وأفسَدا
.
له كُتْبٌ السبُ ّوالشتم حَشْوُها
شريرٌ ويستقري الشرور[12] تعمُّدا
.
أضلَّ كثيرا مِن ضلالات وَهْمه
وباعدَ مِن حق مبين وأبعَدا
.
وما إنْ أرى فيه الفضيلةَ خاصةً
نعَمْ في طريق المفسدين تَفرَّدا
.
يُشيع رسالاتٍ لِبَغْيِ ثَرائدٍ[13]
ولِيجلِبَ الحُمْقى إليها ويُرفِدا[14]
.
وما كان لي بغضٌ به وعداوةٌ
وفي الله عادَيناه إذ ذمَّ أحمَدا
.
فخُذْ يا إلهي رأسَ كلّ معاند
كأَخْذِك مَن عادى وليًّا وشدّدا
.
وآخر دعوانا أن الحمد كله
لرَبٍّ رحيم بعث فينا مجدّدا
(الخزائن الروحانية، كرامات الصادقين ج7 ص151 إلى 153)
[4] الهلاك.
[5] تفرُّقا
[6] المخلوقات
[7] رِخْوٌ ضخم وأحمق
[8] دافى الجريح: أجهز عليه وعجّل موته.
[9] أرْعدَ والرجد: الإرتعاش.
[10] أي عليك الويل والهلاك.
[11] أهلك
[12] يبحث عنها
[13] جمع ثريد: وهو نوع من الأطعمة اللذيذة.
[14] أرفد: أعطى