- النبي (ص) شمس الهدى وبدر مِن الله الكريم
- جنود النبي (ص)
- حب النبي (ص) وتحمل المصائب
- أنَّ للكفار أن يبصروا نور جماله (ص)
__
يا كنـزَ نعمِ الله والآلاءِ
يسعى إليك الخَلْقُ للإركاءِ
.
يا بَدْرَ نورِ الله والعرفانِ
تَهوِي إليك قلوبُ أهلِ صفاءِ
.
يا شمسَنا يا مبدأَ الأنوارِ
نوّرتَ وجهَ الـمُدْن والبَيداءِ
.
إني أرى في وجهك المتهلّل
شأنًا يفوق شئونَ وجهِ ذُكاءِ
.
ما جئتَنا في غير وقتِ ضرورةٍ
قد جئتَ مثلَ المُزْنِ في الرَّمْضاءِ
.
إني رأيتُ الوجهَ وجهَ محمّدٍ
وجهٌ كوجه الليلة البَلْماءِ
.
شمسُ الهدى طلعتْ لنا مِن مكةٍ
عينُ الندى نبعتْ لنا بحِراءِ
.
ضاهَتْ أَياةُ الشمس بعضَ ضيائِهِ
فإذا رأيتُ فهاجَ منه بكائي
.
أعلَى المهيمنُ هِمَمَنا في دينهِ
نبني منازلَنا على الجوزاءِ
.
نسعى كفتيانٍ بدين محمدٍ
لسنا كرجُلٍ فاقِدِ الأعضاءِ
.
نِلْنا ثُريّاءَ السماء وسَمْكَهُ
لِنَرُدَّ إيمانا إلى الصَّيداءِ
.
إنا جُعِلنا كالسيوف فندمَغُ
رأسَ اللئام وهامةَ الأعداءِ
.
واهًا لأصحاب النبي وجندِهِ
حفَدوا إليه بشدّةٍ ورَخاءِ
.
غُمِسوا ببركات النبي وفيضِهِ
في النور بعد تمزُّقِ الأهواءِ
.
قاموا بإقدام الرسول بغزوةٍ
حضروا جنابَ إمامِنا لِفِداءِ
.
فدمُ الرجال لصدقهم في حُبِّهم
تحت السيوف أُريقَ كالأطلاءِ
.
بلَغ القلوبُ إلى الحناجر كربةً
فتخيّرُوا للهِ كلَّ عناءِ
.
دخلوا حديقةَ ملّةٍ غرّاءِ
عَذْب الموارد مثمر الشجراءِ
.
وفنوا بحبّ المصطفى فبحُبّهِ
قُطِعوا من الآباء والأبناءِ
.
قبِلوا لدين الله كلَّ مصيبةٍ
حتى رضُوا بمصائب الإجلاءِ
.
قد آثروا وجهَ النبي ونورَهُ
وتباعدوا مِن صحبة الرفقاءِ
.
في وقتِ ظلمات المفاسد نوّروا
وجدوا السّنا في الليلة الليلاءِ
.
نهَب اللئامُ نُشوبَهم فمليكُهم
أعطى جواهرَ حكمةٍ وضياءِ
.
وَاهًا لهم قُتلوا لعزّةِ ربّهم
ماتوا له بصداقةٍ وصفاءِ
.
شهدوا المعارك كلها حتى قضوا
لرضا المهيمن نَحْبَهم بوفاءِ
.
ما فارَقوا سبل الهُدى وتخيّروا
جَورَ العدا وبوائقَ الهيجاءِ
.
هذا رسولٌ قد أتينا بابَهُ
بمحبّةٍ وإطاعةٍ ورضاءِ
.
بدرٌ من الله الكريم بفضله
والبدر لا يغسو بلَغْيِ ضِراءِ
.
لا يبصِر الكُفّارُ نور جماله
والموتُ خير من حياة غِشاءِ
.
إنا بُراءٌ في مناهج دينه
مِن كل زنديقٍ عدوِّ دَهاءِ
.
نختار آثارَ النبي وأمره
نقفُو كتابَ الله لا الآراءِ
.
يا مُكْفِري إن العواقب للتُّقَى
فانظُرْ مآلَ الأمر كالعقلاءِ
.
إني أراك تميسُ بالخيلاءِ
أنسِيتَ يومَ الظعن والإسراءِ
.
تُبْ أيها الغالي وتأتي ساعةٌ
تُمسِي تَعضّ يمينَك الشلّاءِ
.
أفتضرِبنَّ على الصفاة زجاجةً
هَوِّنْ عليك ولا تَمُتْ بإباءِ
.
غرَّتْك أقوالٌ بغير بصيرةٍ
سُتِرتْ عليك حقيقةُ الأنباءِ
.
إن السموم لَشَرُّ ما في العالم
ومن السموم غوائلُ الآراءِ
.
جاوزتَ بالتكفير عرصاتِ التقى
أشققتَ قلبي أو رأيتَ خفائي
.
تأتيك آياتي فتعرف وجهَها
فاصبِرْ ولا تترُكْ طريقَ حياءِ
.
إن المقرّب لا يضاع بفتنة
والأجر يُكتَب عند كل بلاءِ
.
يا ربَّنَا افتَحْ بيننا بكرامةٍ
يا مَن يرى قلبي ولُبَّ لِحائي
.
يا مَن أرى أبوابَه مفتوحةً
للسائلين فلا تردّ دعائي
.
(من كتاب منن الرحمن)