الشعرُ في لغة الآداب سُلطانُ
توحي به النفسُ أو يُمليه وِجدانُ
.
والشعر مُذ كان ديوانٌ ومَفخرةٌ
وعزةُ النفسِ-لو تَدرون- عُنوانُ
.
والمرء ينزِعُ نحو المجدِ ما سَنَحتْ
لهُ التقاديرُ أو جارَتْهُ أزمانُ
.
الشعر سحرٌ وموسيقى تناقَلَها
أجيالُ قحطان، نِعمَ الجدُّ قحطانُ
.
فاستأنِسوا بفخارٍ كَي يصيبَكم
مجدُ الجدود كراماتٌ وإيمانُ
.
وسَخِّروا لِغِذاء الروح عَزمَكمُ
فالعُربُ لولا غذاءُ الروحِ ما كانوا
.
قد جَلَّتِ الروحُ والأبدانُ فانيةٌ
وغلَّفَتها ببطن الأرضِ أكفانُ
.
وعلِّموا نَشْأكُم سحرَ البيانِ لِكَي
يَقوى على نُوبِ الأحداثِ فِتيانُ
.
“فالضّادُ” ما عَجِزَتْ عن وَصفِ بيّنةٍ
وَحَسْبُها أنها وحيٌ وقرآنُ
.
فَأَبحِروا في معاني الروح ِما اتّسعَتْ
مَدرِكُ العقلِ إنَّ العقلَ سُلطانُ
.
عِظوا بَنِيكم عَلى التقوى كَموعِظَةٍ
نَادىَ بِها في سَحِيق الدَّهرِ لُقمانُ
.
واسْعَوْا بُكورًا لرزقٍ فيه مكسبُكم
فنَومَةُ الصبحِ إفلاسٌ وخُسرانُ
.
“ما أحسَنَ الدين والدنيا إذا اجتمعا”
وبئسَ مَن حطَّهُ فقرٌ وكُفرانُ
.
وردَّدوا الشعرَ والآياتِ وانطلِقوا
أسرابَ طيرٍ لها الأجواءُ ميدانُ
.
مِلءَ الفضاءِ تناجي اللهَ سابحةً
فَجلَّ مِن خَالقٍ تَدعوهُ أكوانُ
.
واليومَ هبَّتْ لساحاتِ السِّباقِ على
مَتْنِ القَصائِد والأشعارِ فُرسَانُ
.
كأنَّهم في “عكاظِ المجد”- وَالَهَفي
على عكاظ! وقد أخْلَتْهُ “ذُبيانُ”
.
كُلٌ يُؤَمِّلُ نصرًا دونَ صاحِبهِ
والنَّصْرُ يَجنيه مَن لِلخَصمِ يَقظانُ
.
وَقَد أُعِدَّتْ لكُم يَا قومُ محكمةٌ
ميزانُها العَدلُ إنَّ العدلَ مِيزانُ
.
فبارك اللهُ عرسَ الشِّعرِ ما انتَظَمَتْ
فِيهِ القَوافي ورَقَّتْ فِيهِ أوزَانُ
.
طَبْعِي يَميلُ إلَى رَنَّاتِ قَافيةٍ
وَقْعُ القَوافِي كالدِّينارِ رنَّانُ