- ضرورة الإيمان بالله الواحد واللجوء إليه وحده.
- الدعاء الذي يصل إلى الله
- المؤمن والكافر كلاهما يخضعان لنواميس الله
شرح الكلمـات:
دعوة الحق: دعا فلاناً دعوةً: طلبه ليأكل عنده (الأقرب) حَقَّه حقاً: غلبه على الحق. وحقّ الأمرَ: أثبَتَه وأوجبه؛ كان على يقين منه. حقّ الخبرَ: وقف على حقيقته. والحقُّ: ضدُّ الباطل؛ الأمرُ المقضيّ؛ العدلُ؛ المِلكُ؛ الموجودُ الثابتُ؛ اليقينُ بعد الشك؛ الموتُ؛ الحزمُ (الأقرب). فقوله تعالى له دعوة الحق يعني:
1) أن نداء الله هو النداء الحق.
2) أن نداء الله هو النداء الغالب.
3) إنما الدعاء النافع ما يدعو به الإنسان ربَّه.
4) إنه تعالى هو الأحق بالدعاء أي العبادة.
5) إنه تعالى هو القادر على تغيير القدر.
لا يستجيبون: استجابه واستجاب له: رد له الجوابَ (الأقرب)
ضلال: ضلّ عني كذا: ضاعَ. ضلّ فلانٌ الفرسَ والبعيرَ: ذهبا عنه. (الأقرب)
التفسـير:
كما ذكرنا في شرح الكلمات فإن الآية تعني:
1) أن نداء الله هو النداء الحق، بمعنى أن التعليم الحق تماماً، المنـزَّه عن الخطأ كليةً إنما هو ما ينـزل من عند الله، أما ما يخترعه الإنسان بنفسه من منهج وتعليم فلا يخلو من الزيف والخطأ. فلا تظنوا أن تعاليمكم الفاسدة سوف تقاوم تعليمه الحق الطاهر، بل إذا اصطدمت تعاليمكم بتعليمه فسوف تعترف الدنيا بفضل تعليمه الأعلى لا محالة.
2) أن نداء الله هو النداء الحق الغالب المقضي. إن أصوات الملوك الدنيويين تذهب سدىً في بعض الأحيان. فمثلاً: إذا أعلن الملك عن عقاب مجرم فإنه قد يهرب من ملكه، أو إذا أراد الملك الإساءة إلى أحد من رعاياه فقد يفاجئه الموت قبل أن يُخزِيَ عدوَّه. ولكن الله أسمى من هذه النقائض، فإنه يفعل ما يريد ولا رادّ لحكمه ولا مانع لأمره.
3) أنما الدعاء النافع الناجح ما يدعو به الإنسان ربه.. أي أن الابتهال إلى الله تعالى ضمان للنجاح.
4) أن الله وحده الأحق بالعبادة بكل أنواعها. فالذي يعبد ما سوى الله، فإنه كالذي يصنع المعروف في غير أهله، فيصبح ظالماً وناكراً للجميل.
وقوله تعالى والذين يدعون من دونه لا يستجيبون لهم بشيء إلا كباسط كفّيه إلى الماء ليبلغَ فاه وما هو ببالغه وما دعاء الكافرين إلا في ضلال أي أنهم لا يجنون أية منفعة بدعائهم مما يعبدون من دون الله. وإذا ما تحقق بعض ما ينشدونه أحياناً فلا يخرج عن كونه صدفة لا غير، إذ لا دخل لهذة الآلهة الباطلة في تحقيقه.
لقد بين الله تعالى في هذه الآية أن الإنسان كما يُـحرَم من الانتفاع بالشيء العالي إذا حطه من مكانه واعتبره رديئاً..كذلك لا يمكنه الانتفاع من الشيء الأدنى درجة إذا ما رفعه من مقامه الوضيع، لأن مثاله كمن يعتبر العملة الأصلية زائفة فلا يشتري بها طعاماً يسد به الجوع وإنما يقاسي من قرصات الجوع ،أو كمن اعتبر العملة الزائفة صحيحة فيتكبد العناء أيضاً، لأنها لن تغنيه عند الحاجة شيئاً. من لم يكن عنده معرفة بصفات الله تعالى يبقى محروماً من رحمته وفضله إذ لا يقدر على أن ينتفع بهذه الصفات. أو الذي ينسب صفات الخالق إلى المخلوقات ويتخذها آلهة فإنه لن يتمكن من الانتفاع بما في هذه المخلوقات من منافع وفوائد مختلفة. خذوا الماء على سبيل المثال، فقد خلقة الله لفائدة الإنسان، ولكن لو اعتبر أحد الماء إنساناً مثلاً وبدأ يناديه باسطاً كفيه إليه، كما ينادي الناسَ وذلك لكي يأتي الماء إليه، فإنه يُحرم مما في الماء من منافع وفوائد، لأن الماء لن يأتي إليه أبداً. ونفس الحال بالنسبة للمخلوقات الأخرى. فالذين يتخذونها آلهةً يبقون محرومين من المنافع الكامنة فيها. فمثلا: كيف يمكن للذين يتخذون النجوم والأنهار والجبال وغيرها آلهة أن يتجاسروا على تسخيرها واستغلالها وهي آلهتهم؟!
فكانت النتيجة أنهم حُرموا من المنفعة الحقيقية التي كان بإمكانهم أن يجنوها من أولياء الله هؤلاء، أعني أن يتأسّوا بأسوة هؤلاء الصالحين.
فالحق أن الذين يتخذون البشر آلهة لن ينتفعوا بهم. والذين يرفعون النبي إلى درجة الإله أيضاً لا يمكن أن ينالوا البركات والمنافع المنوطة بالنبي، لأنهم لا يعاملونه كنبي، ولا يجدون لديه المنافع والبركات التي تُرجى من الله الخالق فقط، ذلك لأن النبي ليس بإله كما يظنون.
والحقيقة أن هذا هو السبب الأكبر في تخلف الهند عن مواكبة البلاد الأخرى في مجال الرقي والتقدم، لأن أهلها بدأوا يؤلهون الماء والنار، ولا يبرحون عاكفين على عبادتهما. والحق أنهما أكبر العناصر التي يتوقف عليها تقدّم الإنسان ورقيه، وقد سخّرهما الأوروبيون لاحتياجاتهم الحياتية فسبقوا أمم العالم. ولكن قد بلغ الجهل بالهندوس درجة أن الإنجليز عندما بدأوا أثناء حكمهم لبلاد الهند في شق قناة من نهر “الغانج” أثاروا ضجةً واحتجوا على الإنجليز قائلين: لماذا تقطعون آلهتنا.
وهذا ما فَعلَه المسلمون أيضًا زمن انحطاطهم حيث بدأوا يخلعون على الموتى صفاتٍ تخص الله وحده ويتوسلون إليهم لسدّ الحاجات ودفع الخطوب. فكانت النتيجة أنهم حُرموا من المنفعة الحقيقية التي كان بإمكانهم أن يجنوها من أولياء الله هؤلاء، أعني أن يتأسّوا بأسوة هؤلاء الصالحين. أما الدعاء فما كان بإمكان هؤلاء الأموات أن يستجيبوا له. وهكذا لم يكسب هؤلاء المسلمون شيئاً برفع هؤلاء الصلحاء إلى مقام أعلى من مكانتهم الحقيقية.
وباختصار فقد أخبر الله تعالى هنا أن الشرك عائق كبير في رقي الإنسان، وأنه ليس بإمكان المشرك أن ينتفع حقًّا مما أودع الله في خلقه من منافع ومرافق.
وأما قوله تعالى وما دعاء الكافرين إلا في ضلال فالمراد منه أن نداءهم لا يصل إلى من يجب أن يتوجهوا إليه بالدعاء، فلا يستجاب. ذلك لأن الدعاء النافع هو ما يصل إلى الله تعالى فقط. فلو أُرسلت الرسالة إلى غير المرسَل إليه تُرى أي جدوى يمكن أن تُرتجى منها سوى أنها ستُهمَل حتماً. كذلك هي حال دعاء الكافرين، فإن دعاءهم لا يصل إلى الله تعالى الذى وحده يستجيب الدعاء. فلو أنهم وجَّهُوا أدعيتهم إلى الله تعالى لَوَصلت إليه حتماً، ولكانوا قد انتفعوا بها. ولكنهم توسلوا بها إلى المخلوقات التي لا تملك القدرة على الرد والاستجابة، لذلك ضاعت أدعيتهم، وذهبت جهودهم أدراج الرياح.
كما وضّح بقوله تعالى له دعوة الحق أيضاً بأن الله هو المتصرف في القضاء والقدر، ومن لم يكن على صلة به سبحانه وتعالى فلن يؤيدهم القدر الإلهي.
كما بيَّـن بقوله تعالى والذين يدعون من دونه … أن تدابيرهم أيضاً خاطئة وفي غير محلها. وكأنما قال بأنهم لن يتلقوا نصراً من الله كما لن تنفعهم تدابيرهم، إذن فكيف السبيل إلى نجاحهم؟
شرح الكلمـات:
يَسجُدُ: سَجَدَ يسجدُ فلانٌ: خضع وانحنى. فلانٌ ساجدُ المِنخَر: ذليل خاضع. سجد البعير: خفض رأسَه. سجدت السفينة للرياح: طاعتها ومالت بميلها(الأقرب).
ظلالهم: “الظلُ: نقيضُ الضَحِّ وهو الفيء، أو هو بالغداة والفيء بالعشيِّ”.
(ولكن هذا مما يخالف القرآن، لأنه قد أطلق الظلال على ما يكون في الصباح وما يكون في المساء).
“وقال رُؤبةُ: كل موضع تكون فيه شمس فتزول عنه فهو ظل. يقال ظل الجنة ولا يقال فيؤُها، وإنما هي دائماً ظلٌ وجمعه ظلال. والظل: ما يُرى من الجن وغيره؛ العزُّ والمنعةُ؛ الرفاهةُ؛ الليل أو جُنحه أو سواده. والظل من كل شيء: شخصه أو كِنُّهُ. والظل من الشباب: أوله، وفي “الأساس”: وكان ذلك في ظلّ الشتاء أي في أول ما جاء. والظلّ من القيظ: شدّتُه، تقول: سِرت في ظلّ القيظ.. في شدّته. والظلُّ من السحاب: ما وارى الشمسَ منه؛ أو سوادُه. والظلُّ من النهار: لونُه إذا غلبته الشمسُ. هو في ظلّه أي في كنفِه. والظِّلالُ أيضاً جمع الظُلّة وهي: الغاشيةُ؛ والبُرطُلّةُ أي المِظَلة الضيقة. وفي “التعريفات”: الظُلةُ هي التي أحد طرفي جِذعها على حائط هذه الدار وطرفها الآخر على حائط الجار المقابل. والظُلةُ: أول سحابة تُظل؛ ما أظلك من شجر؛ شيءٌ يُستتر به من الحر والبرد. (الأقرب)”
الظلُّ: الفيء الحاصل من الحاجز بينك وبين الشمس مطلقًا، ومنه: سبعة في ظل العرش أي في ظل رحمته تعالى. وجاء: سبعةٌ في ظلّه أي في ظل الله. هو في عيشٍ ظليلٍ، والمراد ظلُّ الكرامة. قد يُكنى من الكنَف. وفي الحديث: الكافر يسجد لغير الله وظلّه يسجد لله.. أي جسمُه (مجمع البحار)
الظلُّ: ضدُّ الضَحّ وهوأعمّ من الفيء، فإنه يُقال: ظل الليل وظل الجنة. ويقال لكل موضع لم تصل إليه الشمس ظلٌّ، ولا يُقال الفيء إلا لما زال عنه الشمس. ويُعبَّر بالظل عن العزة والمَنعة وعن الرفاهة، قال: إن المتقين في ظِلال أي في عزة ومناعٍ. وأظلّني فلانٌ: حرسني وجعلني في ظله وعزه ومناعته. وقد يُقال ظلٌّ لكل ساتر محموداً كان أو مذموماً، قال: (ظلّ مِن يَحمومٍ). والظِلال إما جمع ظُلّة وإما جمع ظِل (المفردات)
الظلالُ كما ذُكر في شرح الكلمات جمعُ ظِل أو ظُلة. ومن معاني الظل: الفيء، وهنا لا ينطبق هذا المعنى، وإنما ينطبق المعنى الآخر وهو الوجود والشخص، والمراد أن وجود كل الأشياء خاضع للنواميس الإلهية. أما لو كانت الظلال جمع ظلة، فالمراد منه الأسياد والحكام الذين يعملون على راحة رعاياهم خاضعين طائعين لأوامر الله، كما تهيء الظلة الراحة للناس.
الغُدّوُّ : جمعُ الغُدوة والغَداة وهي البُكرة أو ما بين صلاة الفجر وطلوع الشمس (الأقرب)
الآصال: جمعُ أصـيل وهو وقتٌ ما بعد العصر إلى المغرب (الأقرب)
التفسـير:
تبين هذه الآية أن كل شيء خاضع للنواميس الإلهية، طائعاً أو كارهاً، سواء فيه المؤمن والكافر والمشرك وحتى الملحد. فكل جزء من الإنسان خاضع لهذه النواميس. فمثلاً إذا وضعت على اللسان شيئاً، فإنه مضطر لتذوقه، وإذا وصل الصوت إلى الأذن فإنها ستسمعه لا محالة. ولكن هذا خضوع إجباري جِبِلّيّ. أما الخضوع الخياري الذي يكون عن طواعية ورغبة فمثاله: أكلُنا الطعام عند الجوع، ورؤيتُنا المشهد الجميل، وخروجُنا للنزهة. والحق أننا لو تدبرنا بعمق لوجدنا أن الإنسان وإن بدا حرّاً في أعماله إلا أنه في الواقع مجبر إلى حدّ ما في كل أعماله، مما يشكل دليلاً على تدخُّل قوة خارجية في شؤون حياته.
كما أن الآية تبين لنا نوعية الوسائل الخفية والتدابير الدقيقة التي يتخذها الله تعالى لنصرة رسوله إذ يقول: إن من هذه التدابير ما لا يستطيع الكفار مواجهته، فيرضَون بها رغم أنفهم، ومن هذه ما سيرضون به طوعًا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعًا وأنه خير لهم، ولكنه في الواقع شر لهم وصالح للنبيَّ . ومثال هذا ما أكره عليه المكيوّن النبيَّ يوم الحديبية من شروط قاسية للهدنة، ظانين أنها خير لهم، ولكنها كانت خيراً للمسلمين وشرًّا للكفار، كما أكدت الأحداث ذلك فيما بعد. ومثاله الآخر طردهم النبيَّ من مكة، ظناً منهم أن طردهم المسلمين قد يخلصهم من المشاكل، ولكن النتيجة كانت على عكس توقعاتهم، حيث صارت الهجرة حجر أساسٍ لحرية المسلمين وازدهار الإسلام.
ومثال التدابير الإلهية التي رضُوا بها كرهاً ما حدث بفتح مكة، حيث وضعوا السلاح أمام النبي وهم كارهون. ومثاله الآخر عدمُ تعرض الكفار بالسوء لبعض الصحابة في مكة خوفاً من عشائرهم وقبائلهم التي كانت تتمتع بالمنعة والنفوذ.
كما يمكن أن تكون كلمة (طوعًا وكرهاً) إشارة إلى المؤمن والكافر، والمراد أن المؤمن يطيع الله تعالى عن حب وطواعية، وأما الكافر فيطيعه على كره ومضَض.
قوله تعالى وَظِلالُهُم بالغدو والآصال لقد سبق أن بيّنت أن الظل الفيء أيضاً، أي عدم النور، وهذا المعنى لا ينطبق هنا، إذ لا معنى لسجود الشيء الذي هو معدوم وغير موجود، وإنما ينطبق هنا المعنى الآخر وهو وجود الشيء وشخصه. فالمراد من الآية أنه علاوة على السجود الطوعي أي الذي يتم عن الإرادة ، فإن سوادَ كل كائن خاضعٌ للنواميس الطبيعية التي وضعها الله، حتى إن الكافر أيضاً خاضعٌ جسمه لطاعة هذه النواميس الإلهية المتحكمة في الكون وإن كفر بالله تعالى بقلبه ولسانه.
كما يعني الظل مجازاً: التابع، فيقولون: السلطان ظلُّ الله، أي تابع له ؛ من هنا فقد تعني الآية أن كل ذوي الأرواح ومَن تحت حكم الكفار هم طائعون لله تعالى.
وأما إذا اعتبرنا كلمة (الظلال) جمعاً للظلّة التي تعني لغةً: كل شيء يهيء الظل للإنسان كالخباء وغيره، والتي تعني مجازًا السيد والسلطان، فالمراد أن عامة الناس أو أسيادهم الذين يعملون على راحتهم كلهم خاضعون لله تعالى.
ديمكن أن تكون كلمة (طوعًا وكرهاً) إشارة إلى المؤمن والكافر، والمراد أن المؤمن يطيع الله تعالى عن حب وطواعية، وأما الكافر فيطيعه على كره ومضَض.
والرأي عندي أن لا بأس في اختيار كل هذه المعاني (للظلال)، ويكون المراد: أن كل شيء في الكون، وكل سيّد ومسودٍ خاضعٌ لأمر الله تعالى، فإذا لم ترتدعوا أيها الكفار عن معارضة محمد ، فسوف يجعل الله كل من هم فوقكم أو دونكم ينقلبون عليكم ويصبحون لكم أعداء. وهذا المعنى يتأكد من آية أخرى من هذه السورة نفسها حيث يقول الله تعالى أوَلَم يروا أنّا نأتي الأرض نَنقُصها من أطرافها (الرعد:42). أي أَولا يرى الكفار أننا ننقص حكومتهم من الناحيتين كلتيهما، من ناحية عليَّة القوم وكبرائهم، ومن ناحية عامة الناس وفقرائهم، حيث ينفصل عنهم البعض كل يوم وينضمون إلى صفوف محمد، وستكون النتيجة أنه لن يبقى في أعدائه إلا أئمة الكفر هؤلاء وحدهم، بينما أهل البلد جميعًا سينضمون إلى رسول الله .
وقد قال بالغدو والآصال لأن الظل يطول في هذه الأوقات من النهار كثيرًا، كما أن تحوُّل الشمس من هنا إلى هناك هو الذي يبرز الظل ويظهره. ثم إن التابع ينوب عن سيّده ويمارس السلطة عند غياب السيّد، وذلك إذا كانت البلاد مترامية الأطراف. فكأن الله بقوله وظلالهم بالغدوّ والآصال يقول إنه مهما كان ملكُكم واسعاً، فإنكم وأظلالكم أي أتباعكم ونوابكم تحت قبضة القدرة الإلهية. كما بيّن أنه سواء حاربتم رسولنا بأنفسكم أو بعثتم نوابكم وخدمكم لمحاربته فإن الله تعالى يكتب لكم الفشل. أي لن تستطيعوا بمكائدكم إلحاق أي ضرر بمحمد .
واعلم أن الظل يتطلب وجود الأصل -كما أثبتنا في شرح الكلمات- إذ لولا الشمس لما كان هناك ظل. مما يدلّ على أنّ معارضي جماعتنا مخطئون في قولهم بأن مجيء نبي ظلِّي في الأمة الإسلامية منافٍ لكون سيدنا محمد خاتمَ النبيين . فالنبوة الظِلّية تؤكد على وجود النبوة الأصلية الحقيقية ولا تعني نسخها أبدًا. والحق أنها شهادة كبيرة عليها وليست منافية لها.